لا جدوى من البكاء على سوريا! بل لمن الدور؟؟؟

أمر سوريا مقضي للأسف ولا داعي لمضيعة الوقت في تحليل خطب الرؤساء هولاند وأوباما ولا لتحليل التقنيات التي ستستعمل في الضربة العسكرية القادمة ولا في البحث عن المستفيد من دمار سوريا...
أي كان علمنا وخبرتنا في فهم كل هذه المسائل، لن يغير شيئا من مصير الشعب السوري الذي سيعاني لعقود من الزمن وقد تخرج سوريا من التاريخ والجغرافيا لعقود طويلة والغرب ليس مسؤولا عن ذلك بل بشار الأسد هو المسؤول.
فأي رئيس دولة يوصل بلده إلى ما أوصل بشار الأسد سوريا وقبله صدام العراق والقذافي ليبيا... هو رئيس فاشل وفاسد لا يستحق أن يذكر بخير. الآن يجب أن ننظر للمستقبل، وليس مستقبل سوريا لأنه مقضي ولن تعود سوريا إلى ما كانت عليه لا في الديكتاتورية ولا في الشموخ... علينا أن ننظر في المستقبل، أي الضربة القادمة ستوجه لمن؟ وكل بلد عليه أن يتوقع أن يكون ”السيبلة” القادمة. وعلينا في الجزائر إذن أن نتوقع من الآن أننا في القائمة سواء في أول الترتيب أو في آخر الترتيب. وحتى إن لم نكن في القائمة سندرج فيها لمجرد توفر الفرصة.
ومؤشرات أننا في القائمة وقابلون لنكون في القائمة موجودة. وضعيتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية... جد معقدة وإلا بماذا يمكننا أن نفسر وجود رغبة لتمديد حكم رجل توقف عن ممارسة مهامه منذ أشهر طويلة أو ربما سنوات؟ وبماذا نفسر أن تحدث مواجهات عشائرية هنا وهناك رغم تطليقنا الحزب الواحد الذي كان يخيفنا من بعضنا البعض منذ مدة طويلة؟ وبماذا نفسر عودة الإرهاب إلى الغرب الجزائري مثلا بعدما وجدنا التفسير لاستقراره في منطقة القبائل طيلة العشر سنوات الأخيرة تقريبا؟
مظاهر التفكك كثيرة عندنا إذن، وحين يتدخل الغرب لحسم الصراع بيننا سيكون الوقت متأخرا لإعادة إنتاج التحاليل والخطب التي أنتجناها في الحرب على العراق وننتجها في الحرب الجارية على سوريا.
م. إيوانوغان