- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
العائلات المستغانمية تتمسك بعاداتها في إقامة الأعراس...تقاليد عريقة وطقوس مميزة
الجمعة 12 أغسطس 2016, 05:16
تختلف عادات وتقاليد الجزائريين من مدينة إلى أخرى باختلاف المناطق وطابع أناسها وخصوصياتهم مما أضفى على ذلك تنوعا كبيرا في أنماط الزي واللباس وشكل الاختلافات والطقوس والاحتفال ببعض المناسبات التي تخص المنطقة دون غيرها وهذا ما ميز الحياة الثقافية والعادات التراثية للمجتمع المستغانمي وتأثر هذا الأخير بعادات وتقاليد أصلية توارثها السكان جيلا بعد جيل.
إن معظم العائلات المستغانمية عائلات محافظة كسائر المدن الجزائرية لذلك نجد غالبية بنات مستغانم يمكثن في البيوت حيث يتعلمن الحرف التقليدية كالنسيج والطرز والخياطة والفتلة والمجبود والسوتاج.
كانت هذه الحرف حجة للتعرف على البنت قصد خطبتها وفي بعض العائلات تكون العروس من نفس العائلة بنت العم بنت الخال......الخ) وكان كذلك أنسب مكان للتعرف على الفتاة قصد الزواج هو الحمام أو في مناسبات الأعراس. الأم عندما تريد أن تخطب لابنها تذهب إلى الحمام عدة مرات حتى تتعرف على الفتاة المناسبة وحينذاك تسأل (الطيابات) (أي العاملات في الحمام بغرض الحصول على معلومات عن الفتاة وعن أهلها لأن هؤلاء العاملات يقمن بدور هام في هذه العملية لما لهن من المعرفة والخبرة بكل فتاة تدخل الحمام من حيث الأخلاق والسلوك وحين يتم جمع المعلومات الكافية من طرف النسوة تبعث الأم امرأة مسنة مختصة معروفة برزانتها وسلامة منطقها ومحترمة من الجميع لتذهب إلى بيت الفتاة التي وقع عليها الاختيار فتطلب يدها لعائلة فلان ويكون الرد بالموافقة أو بالرفض الذي لا يسبب حرجا لعائلة الخاطب وقد تذهب الأم بنفسها أحيانا وتقيّم البنت من كل الجوانب الجمال الأناقة الاستقامة الخلق الشطارة وفي بعض العائلات تضرب أم العريس بمرفقها الفتاة في الفخذ حتى تعرف ما مدى استطاعة العروس على تحمل متاعب الحياة.
عندما يكون الرد بالموافقة تستعد الأسرة خاصة النساء(الأم الجدة العمة الخالة الجارات) في مدة لا تتجاوز خمسة عشر (15) يوما يذهب الجميع لطلب يد الفتاة وبمرورهن في طريقهن بمكان عام كالسوق لسماع الفال (يعني أول كلمة التي تقال إذا كانت الكلمة حسنة فإن العروس مثلها وإذا كانت الكلمة سيئة فإن العروس مثلها وفي بعض الأحيان يتنازلون عن الخطبة بسبب الكلمة السيئة).
عند الوصول إلى بيت الفتاة يستقبلهم أهلها بتقديم القهوة والحلوى وهنا يتم الاتفاق على الشروط من مهر (الصداق) وكل ما يتعلق بلوازم العرس. فتبدأ أم العروس بمدح ابنتها كقولها (جيتو تخطبوا بنت الحسب والنسب سنية قنية لمتشوف قردة من المسا كل إصبع بصنعة) والشرط أو المهر المتمثل في الكرافاش أو الحبل المسيبعات منقوش والخاتم وكذلك (طيافر) (الجهاز ) المتمثل في ألبسة العروس و كذلك (العمامة) (مبلغ من النقود) وهذا يسمى (الكمال) (المفاهمة على الصداق المسمى بينهما) وهنا ينتهي دور النساء ثم يلتقي الرجال (أهل الزوجين) عادة في مقهى لإتمام الباقي حيث يتفق على تعيين اليوم الذي تقرأ فيه فاتحة النكاح.
الاتفاق على الحنة والزفاف
عندما يحصل الاتفاق وتتم الخطبة يعين أهل العروس يوم للمراكنة وقد يكون هذا اليوم أحيانا هو نفس يوم فاتحة النكاح ويجتمع مجموعة من الرجال من أهل العروسين مع إمام وهذا ما يسمى (بالملاك) ويذهب أهل الخاطب (العريس) إلى بيت الخطيبة ويحملون بعض الهدايا وسنية المقروط والمادلين والطورنو وتلبس العروس خاتم الخطوبة ويكون من الذهب ويسمى (خاتم الكلمة) ويقتصر الحفل على أقارب العائلتين.
وهنا يتم الاتفاق على يوم الحنة ويكون قبل الزفاف بمدة قليلة وأحيانا متتابعة مع الزفاف المعرفة بالحنة و(الرفود) والتعجيل بوليمة العرس مباشرة بعد حفلة الحنة بيومين أو ثلاثة.
وفي صباح هذا اليوم يقوم أهل الزوج بحمل نفقات من دقيق وكبش وحلويات ويسمى هذا بـ (الدفوع) كما توضع الأشياء الأخرى موزعة على ثلاث موائد كبيرة ومستديرة تسمى (الطيافر) (واحد طيفور وهو مائدة مستديرة كبيرة محاطة بإطار من خشب رقيق بنحو 6 سنتيمتر). فتوضع الحنة والشاي والقهوة في أحدهما وتوضع الحلويات في الثانية والثياب والأقمشة الفاخرة والعطور (الجهاز) في الثالثة ويحمل كل هذا على رؤوس النساء وصيفات مختصات لهذا العمل ثم يذهبن إلى بيت العروس في المساء فيستقبلهم أهل البيت عند باب الدار بالسكر ثم يقدم لهم الكسكسي والقهوة والحلويات ثم يخرجن في فناء المنزل حيث يوجد جميع الأهل مع المداحات (فرقة متكونة من خمس نسوة يقمن بتنشيط الأفراح بالإنشاد والصلاة على النبي (ص) والعزف بالآلات الموسيقية التقليدية كالبندير والقلال الطبيلة الشكشكة والدربوكة) ويستمر الحفل حتى ساعة متأخرة من الليل ثم تأخذ أم العريس القليل من حنة العروس وتضعها على يد ابنها مرفوقة بالزغاريد وشعل الشموع ويتم هذا كله في منزل العريس بعد العشاء. ثم يحدد أهل الزوجين يوما للعقد الشرعي للنكاح فيتوجه كل منهما مع العروسين إلى دار القاضي فتكون العروس متلحفة بحايك
يرافقها ولي أمرها مع جماعة من الشهود فيسأل القاضي العروس عن رأيها في هذا الزواج فيكون ردها بالموافقة وهنا يتم عقد القران.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى