- abou khaledعضو نشيط
- عدد الرسائل : 476
البلد :
نقاط : 1377
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 24/04/2012
مواعظ القرآن
الخميس 14 سبتمبر 2017, 14:37
مواعظ القرآن
يحتاج المسلم بين الحين والآخر إلـى من يذكره ويعظه في نفسه ، ويرقق له قلبه ، ويضعه دائماً على الطريق السوي بلا إفراط ولا تفــريط ، وهذا التذكير إذا قابل نفساً معتدلة فإنها تقبل وتتأدب ، ولكن هناك صنف آخر من الـمـسـلمـيـن قـد ابتعد كثيراً عن آداب الإسلام وأخلاقه ، بل عن كثير من توحيد العبادة وما يليق بجلاله -سـبحانه وتعالى- من المحبة والتعظيم والخضوع والتسليم ، فمثل هؤلاء لا بد لهم من قوارع ومـواعـظ قـويــة تنبههم من غفلتهم ، وتخرجهم عن غيهم ، وليس أقوى من قوارع القرآن الكريم ، الذي أثر في العرب تأثيراً بالغاً ليس بنظمه المعجز فقط بل بزواجره ونواهيه وطريقة عرض قصصه في كل سورة ، فلماذا لا يقرع أسماع هؤلاء بمثل هذه الآيات : ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخـِــذُوا آبَاءَكُمْ وإخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)) [التوبة 23-24] . وعندما سمع أحد زعماء قريش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ عليه : ((فَإنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وثَمُودَ)) [فصلت 13] طلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - التوقف عن التلاوة . وقد شدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القول فيمن رجع إلى أخلاق الجاهلية فقال : "مثل الذي يعين قومه على غير الحق ، مثل بعير تردى وهو يُجر بذنبه"(1)، وكقوله في الحديث : "وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلِّتون من يدي"(2) .
لماذا لا يصارح هؤلاء الذين استعبدتهم التقاليد والمظاهر التافهة وأصبحت كلماتهم وأفعالهم أبعد ما تكون عن الإسلام ، لماذا لا يصارحون بأن ما هم فيه إنما هو من رخاوة عقد الدين وضعف الإيمان ؟!
إن كثيراً من الخطباء والوعاظ لا يلمس الداء ولا يضع يده على الجرح ، وإنما يداورون ويتكلمون من بعيد ، وقد لا يفهم المخاطب أنه هو المعني بهذا الكلام ، مع أن هناك فرقاً بين المصارحة وبين الشدة في القول التي تؤذي السامعين أو تجعل عندهم ردة فعل . ومثل هؤلاء يشدد عليهم لفترة معينة حتى يعودوا إلى الله ويؤوبوا وعندئذ يرجع الوعظ والكلام متنقلاً بين الخوف والرجاء .
إن النفس البشرية لا يكفيها مجرد تأليف الكتب ووضع الأنظمة، التي تقول لهم : هذا حق وهذا باطل ، أو هذا حلال وهذا حرام ، بل لا بد أيضاً من الإذعان الوجداني ، والقناعة الداخلية والتأثير النفسي . وإن قصص القرآن وأمثاله المضروبة وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - كافية في إصلاح النفس وردعها ووضعها على الصراط المستقيم .
الهوامش :
يحتاج المسلم بين الحين والآخر إلـى من يذكره ويعظه في نفسه ، ويرقق له قلبه ، ويضعه دائماً على الطريق السوي بلا إفراط ولا تفــريط ، وهذا التذكير إذا قابل نفساً معتدلة فإنها تقبل وتتأدب ، ولكن هناك صنف آخر من الـمـسـلمـيـن قـد ابتعد كثيراً عن آداب الإسلام وأخلاقه ، بل عن كثير من توحيد العبادة وما يليق بجلاله -سـبحانه وتعالى- من المحبة والتعظيم والخضوع والتسليم ، فمثل هؤلاء لا بد لهم من قوارع ومـواعـظ قـويــة تنبههم من غفلتهم ، وتخرجهم عن غيهم ، وليس أقوى من قوارع القرآن الكريم ، الذي أثر في العرب تأثيراً بالغاً ليس بنظمه المعجز فقط بل بزواجره ونواهيه وطريقة عرض قصصه في كل سورة ، فلماذا لا يقرع أسماع هؤلاء بمثل هذه الآيات : ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخـِــذُوا آبَاءَكُمْ وإخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)) [التوبة 23-24] . وعندما سمع أحد زعماء قريش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ عليه : ((فَإنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وثَمُودَ)) [فصلت 13] طلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - التوقف عن التلاوة . وقد شدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القول فيمن رجع إلى أخلاق الجاهلية فقال : "مثل الذي يعين قومه على غير الحق ، مثل بعير تردى وهو يُجر بذنبه"(1)، وكقوله في الحديث : "وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلِّتون من يدي"(2) .
لماذا لا يصارح هؤلاء الذين استعبدتهم التقاليد والمظاهر التافهة وأصبحت كلماتهم وأفعالهم أبعد ما تكون عن الإسلام ، لماذا لا يصارحون بأن ما هم فيه إنما هو من رخاوة عقد الدين وضعف الإيمان ؟!
إن كثيراً من الخطباء والوعاظ لا يلمس الداء ولا يضع يده على الجرح ، وإنما يداورون ويتكلمون من بعيد ، وقد لا يفهم المخاطب أنه هو المعني بهذا الكلام ، مع أن هناك فرقاً بين المصارحة وبين الشدة في القول التي تؤذي السامعين أو تجعل عندهم ردة فعل . ومثل هؤلاء يشدد عليهم لفترة معينة حتى يعودوا إلى الله ويؤوبوا وعندئذ يرجع الوعظ والكلام متنقلاً بين الخوف والرجاء .
إن النفس البشرية لا يكفيها مجرد تأليف الكتب ووضع الأنظمة، التي تقول لهم : هذا حق وهذا باطل ، أو هذا حلال وهذا حرام ، بل لا بد أيضاً من الإذعان الوجداني ، والقناعة الداخلية والتأثير النفسي . وإن قصص القرآن وأمثاله المضروبة وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - كافية في إصلاح النفس وردعها ووضعها على الصراط المستقيم .
الهوامش :
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى