هل كل من كان ظاهره السنة ولبس الإزار وأعفى اللحية وقال إنه سلفي .نقول عليه سلفي ؟

من كان ظاهره السنة ولبس الإزار وأعفى اللحية


الشيخ أسامة عطايا





هل كل من كان ظاهره السنة ولبس الإزار وأعفى اللحية وقال إنه سلفي .
نقول عليه سلفي ؟
الجواب
نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر .
فمن أظهر السنة نسب إليها، ما لم يظهر منه خلاف ذلك.
ففي حديث كعب بن مالك في الصحيحين لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وجاء المنافقون : ((فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم ، وبايعهم واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله)) .
وعن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : أوصني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشرك بالله عز وجل شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة، وتحج وتعتمر ، وتسمع وتطيع ، وعليك بالعلانية ، وإياك والسر))
قال أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار(7/84-85) : "فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به إن شاء الله , فكان الذي حضرنا مما وقع بقلوبنا أنه أولى الأشياء الذي وجدناه يحتملها أنه يراد به العلانية من الناس ليكون بعضهم عند بعض على ما يظهر لهم منهم، لا يتجاوزون بهم ذلك إلى طلب سرائرهم؛ لأن ذلك لا يبلغون حقائقه إذ كان الله عز وجل قد أخفاه عنهم منهم.
وإذ كان قد نهاهم عنه فيهم بقوله عز وجل : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
وَمِثْلُ ذلك ما قد رُوِيَ عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ ما قد خَاطَبَ بِهِ الناس" ثم روى بسنده عن أبي فِرَاسٍ قال: شَهِدْت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَخْطُبُ الناس فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه ثُمَّ قال: "يا أَيُّهَا الناس أَمَا إنَّا إنَّمَا كنا نَعْرِفُكُمْ إذْ يَنْزِلُ الْوَحْيُ وَإِذْ النبي صلى الله عليه وسلم بين أَظْهُرِنَا وَإِذْ يُنَبِّئُنَا اللَّهُ عز وجل من أَخْبَارِكُمْ.
فَقَدْ انْقَطَعَ الْوَحْيُ، وَذَهَبَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّمَا أَعْرِفُكُمْ بِمَا أَقُولُ:
مَنْ رَأَيْنَا منه خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا، وَأَحْبَبْنَاهُ عليه، وَمَنْ رَأَيْنَا منه شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ عليه.
سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ عز وجل".
فَمِثْلُ ذلك ما قد رَوَيْنَاهُ عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في الأَمْرِ بِالْعَلاَنِيَةِ وَتَرْكِ السِّرِّ.
وَمِثْلُ ذلك ما قد خَاطَبَ النبي صلى الله عليه وسلم بِهِ الذي قَتَلَ الرَّجُلَ بَعْدَ قَوْلِهِ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَبَعْدَ اعْتِذَارِهِ من ذلك إلَيْهِ أَنَّهُ إنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا : ((أَلاَ شَقَقْت عن قَلْبِهِ)) أَيْ إنَّك غَيْرُ وَاصِلٍ منه إلَى غَيْرِ ما قد نَطَقَ بِهِ لِسَانُهُ وَسَمِعْته منه وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ" انتهى كلام الطحاوي.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد