- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
الحروب والشباب
الثلاثاء 15 يوليو 2008, 12:42
من المشاكل الكبرى التي تعاني منها البشرية على مدى العصور والأجيال هي الحروب والصراعات الدموية بين الشعوب والأمم.
والحرب كيفما وقعت، لابد وأن يكون فيها طرف ظالم، أو يتقاسم الظلم طرفا الحرب.
وكم عانت البشرية من الحروب الظالمة. فالحرب استهلاك، وهدر لطاقات الانسان وتدميرها. وكما هو واضح فإن الحرب تحتاج الى الطاقة الجسدية، واللياقة القتالية، وإعداد الجيوش، وإنفاق الاموال الطائلة، وتجنيد خيرة الطاقات الشابة والمنتجة، وجيوش العالم في معظم عناصرها هي من جيل الشباب.
فالحرب أينما وقعت دارت بشكل أساس على رؤوس الشباب وكان ضحاياها في ساحات القتال، هم الشباب في الدرجة الأولى، كما هم ضحايا التدمير الاقتصادي، وتخلف التنمية والخدمات، لأنهم الجيل الذي يتحمل التبعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحرب.
فالشاب الذي يجنّد للحرب، وكثيراً ما يطول تجنيده سنوات عدة في ثكنات الجيش، ومواقع القتال، يحال بينه وبين بناء حياته الاسرية من الزواج، وانجاب الأبناء، وانشاء الاسرة، وتوفير مستلزمات الحياة الاقتصادية، ومواصلة الدراسة، والعمل والانتاج. كما تكون الحروب مصدراً للقلق والاضطراب النفسي والجسمي لدى جيل الشباب، الذي يجنّد، ويساق الى ساحات القتال بقرار يصنعه تجّار الحروب، الذين يبحثون عن الثروات الطبيعية، والأسواق التجارية، واحتلال البلاد المستضعفة، أو حماقات الحكام، من دون قناعات من يساق الى ساحات القتال.
وقد كشفت حرب فيتنام والحرب الكورية، وحرب التحالف وصدام حسين في الخليج، والحرب العراقية الايرانية، والحربان العالميتان، الأولى والثانية عن الآثار التدميرية على الملايين من الشباب، كضحايا ومعّوقين ومصابين بأمراض عصبية، أو لجأوا الى الانتحار والمخّدرات، كما تركوا وراءهم ملايين الأيتام والأرامل والثكالى، من هنا كان على الشباب أن يكونوا على وعي تام بالحروب التي يُدعون للمشاركة فيها.
إن الحرب العادلة، حرب الدفاع عن المبادئ الحقة، أو حماية مصالح الأوطان والأمة وقيم الانسانية السامية، لهي حرب مقدسة، فمثل هذه الحروب حروب الدفاع عن الحق، لهي احدى عناصر حماية الأمن والسلم، وتحقيق أهداف البشرية الخيّرة ومصالحها.
والاسلام وفق منطقه، ومنهجه في فهم الحياة والموت والآخرة، قد جعل الجهاد والشهادة من المبادئ السامية والمقدسة، قال تعالى: (وأشرقت الارضُ بنور ربِّها وجيء بالنبيّين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون). (الزمر / 69)
وقال تعالى موضّحاً بعض أهداف القتال السامية في الاسلام: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها..). (النساء / 75)
وفي موقع آخر أوضح القرآن أن القتال يجب ان يكون ضد الطاغوت، (ضد الطغاة) الذين يتجاوزون على أمن البشرية، وحقوقها، وارادتها المتجهة الى خالق الوجود، ويمارسون الظلم والفساد والعدوان، قال تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت)(34). (النساء / 76)
وهكذا فإن جيل الشباب في منطق الحرب المادية، هم وقود الحرب، وأدوات لمصالح الحكام والطغاة، وتجار الحروب. وفي منطق الاسلام ان القادرين على الجهاد يتحملون مسؤولية الدفاع عن حقوق المستضعفين، ومحاربة الظلم والفساد والطغيان في هذه الأرض.
34ـ الطاغوت: كل متعدّ وكل معبود من دون الله. مفردات الراغب.
ودعوة القرآن الى البشرية ، هي دعوة الحب والسلام، وليست دعوة الحرب والعدوان، قال تعالى: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله). (الانفال / 61)
فالقتال في هذا المنطق هو للدفاع عن الحق، ودفع العدوان، وازاحة كابوس الطواغيت عن طريق الهدى والسلام.
وكم عظيم هو المبدأ الاسلامي الذي ثبته رسول الله محمد (ص) بقوله، «وهل الدين الا الحب»(35)، في حين تقوم المبادئ والنظريات المادية الجاهلية على أساس الحرب والعدوان.
فالنظرية الرأسمالية، مثلاً، التي تحكم الغرب تقوم على أساس الاحتكارات، والبحث عن الأسواق التجارية والمصادر الطبيعية، كالنفط والذهب واليورانيوم، وأنشأت انظمتها وطريقة حياتها على استغلال الشعوب الضعيفة، ونهب خيراتها، فأعدّت لذلك ما يكفي لتدمير البشرية مرات عديدة من الأسلحة النووية والجرثومية والكيمياوية والتقليدية، وتجنّد أساطيلها لاحتلال العالم، والهيمنة على المستضعفين، وتشعل نار الحرب في كل مكان للسيطرة على المواد الأساسية، وعلى الأسواق التجارية، والهيمنة على المواقع الاستراتيجية، والتمهيد لبيع الأسلحة، كما تفعل الآن في مناطق مختلفة من العالم، وتمهّد للحروب في كل أنحاء العالم بسياستها الرأسمالية، وحساباتها المادية العدوانية.
وشتّان بين جيلين من الشباب، جيل يعيش نظرية الحب والسلام، ويعتبر الحرب أداة للدفاع عن الحق، وجيل يعيش على الحرب كأداة للظلم والاستغلال والعدوان على المستضعفين.
والحرب كيفما وقعت، لابد وأن يكون فيها طرف ظالم، أو يتقاسم الظلم طرفا الحرب.
وكم عانت البشرية من الحروب الظالمة. فالحرب استهلاك، وهدر لطاقات الانسان وتدميرها. وكما هو واضح فإن الحرب تحتاج الى الطاقة الجسدية، واللياقة القتالية، وإعداد الجيوش، وإنفاق الاموال الطائلة، وتجنيد خيرة الطاقات الشابة والمنتجة، وجيوش العالم في معظم عناصرها هي من جيل الشباب.
فالحرب أينما وقعت دارت بشكل أساس على رؤوس الشباب وكان ضحاياها في ساحات القتال، هم الشباب في الدرجة الأولى، كما هم ضحايا التدمير الاقتصادي، وتخلف التنمية والخدمات، لأنهم الجيل الذي يتحمل التبعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحرب.
فالشاب الذي يجنّد للحرب، وكثيراً ما يطول تجنيده سنوات عدة في ثكنات الجيش، ومواقع القتال، يحال بينه وبين بناء حياته الاسرية من الزواج، وانجاب الأبناء، وانشاء الاسرة، وتوفير مستلزمات الحياة الاقتصادية، ومواصلة الدراسة، والعمل والانتاج. كما تكون الحروب مصدراً للقلق والاضطراب النفسي والجسمي لدى جيل الشباب، الذي يجنّد، ويساق الى ساحات القتال بقرار يصنعه تجّار الحروب، الذين يبحثون عن الثروات الطبيعية، والأسواق التجارية، واحتلال البلاد المستضعفة، أو حماقات الحكام، من دون قناعات من يساق الى ساحات القتال.
وقد كشفت حرب فيتنام والحرب الكورية، وحرب التحالف وصدام حسين في الخليج، والحرب العراقية الايرانية، والحربان العالميتان، الأولى والثانية عن الآثار التدميرية على الملايين من الشباب، كضحايا ومعّوقين ومصابين بأمراض عصبية، أو لجأوا الى الانتحار والمخّدرات، كما تركوا وراءهم ملايين الأيتام والأرامل والثكالى، من هنا كان على الشباب أن يكونوا على وعي تام بالحروب التي يُدعون للمشاركة فيها.
إن الحرب العادلة، حرب الدفاع عن المبادئ الحقة، أو حماية مصالح الأوطان والأمة وقيم الانسانية السامية، لهي حرب مقدسة، فمثل هذه الحروب حروب الدفاع عن الحق، لهي احدى عناصر حماية الأمن والسلم، وتحقيق أهداف البشرية الخيّرة ومصالحها.
والاسلام وفق منطقه، ومنهجه في فهم الحياة والموت والآخرة، قد جعل الجهاد والشهادة من المبادئ السامية والمقدسة، قال تعالى: (وأشرقت الارضُ بنور ربِّها وجيء بالنبيّين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون). (الزمر / 69)
وقال تعالى موضّحاً بعض أهداف القتال السامية في الاسلام: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها..). (النساء / 75)
وفي موقع آخر أوضح القرآن أن القتال يجب ان يكون ضد الطاغوت، (ضد الطغاة) الذين يتجاوزون على أمن البشرية، وحقوقها، وارادتها المتجهة الى خالق الوجود، ويمارسون الظلم والفساد والعدوان، قال تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت)(34). (النساء / 76)
وهكذا فإن جيل الشباب في منطق الحرب المادية، هم وقود الحرب، وأدوات لمصالح الحكام والطغاة، وتجار الحروب. وفي منطق الاسلام ان القادرين على الجهاد يتحملون مسؤولية الدفاع عن حقوق المستضعفين، ومحاربة الظلم والفساد والطغيان في هذه الأرض.
34ـ الطاغوت: كل متعدّ وكل معبود من دون الله. مفردات الراغب.
ودعوة القرآن الى البشرية ، هي دعوة الحب والسلام، وليست دعوة الحرب والعدوان، قال تعالى: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله). (الانفال / 61)
فالقتال في هذا المنطق هو للدفاع عن الحق، ودفع العدوان، وازاحة كابوس الطواغيت عن طريق الهدى والسلام.
وكم عظيم هو المبدأ الاسلامي الذي ثبته رسول الله محمد (ص) بقوله، «وهل الدين الا الحب»(35)، في حين تقوم المبادئ والنظريات المادية الجاهلية على أساس الحرب والعدوان.
فالنظرية الرأسمالية، مثلاً، التي تحكم الغرب تقوم على أساس الاحتكارات، والبحث عن الأسواق التجارية والمصادر الطبيعية، كالنفط والذهب واليورانيوم، وأنشأت انظمتها وطريقة حياتها على استغلال الشعوب الضعيفة، ونهب خيراتها، فأعدّت لذلك ما يكفي لتدمير البشرية مرات عديدة من الأسلحة النووية والجرثومية والكيمياوية والتقليدية، وتجنّد أساطيلها لاحتلال العالم، والهيمنة على المستضعفين، وتشعل نار الحرب في كل مكان للسيطرة على المواد الأساسية، وعلى الأسواق التجارية، والهيمنة على المواقع الاستراتيجية، والتمهيد لبيع الأسلحة، كما تفعل الآن في مناطق مختلفة من العالم، وتمهّد للحروب في كل أنحاء العالم بسياستها الرأسمالية، وحساباتها المادية العدوانية.
وشتّان بين جيلين من الشباب، جيل يعيش نظرية الحب والسلام، ويعتبر الحرب أداة للدفاع عن الحق، وجيل يعيش على الحرب كأداة للظلم والاستغلال والعدوان على المستضعفين.
- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
رد: الحروب والشباب
السبت 19 يوليو 2008, 12:08
شكر لك على الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى