- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
...الحياة الروحية في الإسلام ....
الثلاثاء 15 يوليو 2008, 23:06
الحياة الروحية في الإسلام *
إن الحديث عن الجانب الروحي في الإنسان، منطلقه،، فيما أرى، يكمن في حديث جبريل عليه السلام الذي أخرجه الإمام مسلم، رحمه الله، في صحيحه، عن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: ''بينما نحن عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَن الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَن الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَن السَّاعَةِ. قَالَ: مَا المسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الحفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَن السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ''. هذا الحديث الشريف الذي يعد أمًّا للسنة النبوية كما تعد سورة الفاتحة أمًّا للقرآن كله، هو منبع الجانب الروحي للإنسان الـمسلم، وهذا هو منطلقه، تُقام أسسه على مضامينه الـمشتملة على أصول الدين الثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان. فالأركان الخمسة للإسلام، والعناصر الستة للإيمان، ومفهوم الإحسان، حلقات متكاملة، تُجلِّي الجوانب الروحية في الحياة الإسلامية. إن قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي ختم به حديثه الشريف ''فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم''. هو النموذج الرفيع للتربية والتعليم القائم على الحوار بين الـمعلم والتلميذ، كما تفاخر بذلك البيداغوجية الحديثة، وهو يعتبر جوهر الحياة الروحية. فأركان الدين ومبادئه ومقاصده وآدابه هي مقومات الروح، تنبثق عنها في مستوى العقل والقلب والنفس أشكال ومظاهر من السموِّ والكمال، في الاعتقادات، والأقوال، والأفعال، والـممارسات. فالإنسان الـمسلم يولد، ككل إنسان، على الفطرة، ثم يتربى وينشأ على الرصيد الرباني، ويتدرج في الفضائل، حتى يرقى بالروح إلى الـمقام الأسمى: ''إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ'' .
وصدق الشاعر الحكيم، إذ يقول:
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
--------------------------------------------------------------------------------
* من كلمة سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء الـمسلمين الجزائريين، بمناسبة انعقاد الـملتقى العلمي الرابع عن أعلام البويرة، الذي تناول في دورته الأخيرة ''الحياة الروحية في المنطقة بين الأصالة والمعاصرة''
إن الحديث عن الجانب الروحي في الإنسان، منطلقه،، فيما أرى، يكمن في حديث جبريل عليه السلام الذي أخرجه الإمام مسلم، رحمه الله، في صحيحه، عن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: ''بينما نحن عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَن الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَن الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَن السَّاعَةِ. قَالَ: مَا المسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الحفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَن السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ''. هذا الحديث الشريف الذي يعد أمًّا للسنة النبوية كما تعد سورة الفاتحة أمًّا للقرآن كله، هو منبع الجانب الروحي للإنسان الـمسلم، وهذا هو منطلقه، تُقام أسسه على مضامينه الـمشتملة على أصول الدين الثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان. فالأركان الخمسة للإسلام، والعناصر الستة للإيمان، ومفهوم الإحسان، حلقات متكاملة، تُجلِّي الجوانب الروحية في الحياة الإسلامية. إن قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي ختم به حديثه الشريف ''فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم''. هو النموذج الرفيع للتربية والتعليم القائم على الحوار بين الـمعلم والتلميذ، كما تفاخر بذلك البيداغوجية الحديثة، وهو يعتبر جوهر الحياة الروحية. فأركان الدين ومبادئه ومقاصده وآدابه هي مقومات الروح، تنبثق عنها في مستوى العقل والقلب والنفس أشكال ومظاهر من السموِّ والكمال، في الاعتقادات، والأقوال، والأفعال، والـممارسات. فالإنسان الـمسلم يولد، ككل إنسان، على الفطرة، ثم يتربى وينشأ على الرصيد الرباني، ويتدرج في الفضائل، حتى يرقى بالروح إلى الـمقام الأسمى: ''إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ'' .
وصدق الشاعر الحكيم، إذ يقول:
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
--------------------------------------------------------------------------------
* من كلمة سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء الـمسلمين الجزائريين، بمناسبة انعقاد الـملتقى العلمي الرابع عن أعلام البويرة، الذي تناول في دورته الأخيرة ''الحياة الروحية في المنطقة بين الأصالة والمعاصرة''
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى