- فاطمة ليندةعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 3216
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 3912
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
ما قبل المهدي المنتظر الحلقة 2
الخميس 17 يوليو 2008, 15:40
متى تخرج الدابة
يعتبر خروج الدجال أول الآيات الكبرى ثم تأتي الآية الثانية متمثلة بنزول نبي الله عيسى ثم يلي ذلك خروج الشمس من مغربها ثم الدابة كآيتين متتابعتين لا فاصل بينهما
ـ سنن أبي داود أول كتاب الملاحم 4310 ( صحيح )
حدثنا مؤمل بن هشام ، ثنا إسماعيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة قال:
جاء نفر إلى مروان بالمدينة ، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال ، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته ، فقال عبد الله: لم يقل شيئا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدابة على الناس ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها "" قال عبد الله وكان يقرأ الكتب وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها .
و يمكن أن يتساءل المرء , فيقول لماذا لا يكون خروج الدابة و طلوع الشمس من المغرب بعد يأجوج و مأجوج ؟؟
الصحيح أن هذا الاحتمال قائم لولا بعض الإشكاليات
أولها : أن خروج الدجال و موته يعني أن الثابتين من المؤمنين هم من نجا و غيرهم قد هلك و لا حاجة لتأخر خروج الشمس من مغربها فالنجاة من فتنة الدجال هي الفيصل الذي لا توسط فيه فإما أن يكون المرء من الناجين أو يكون من الهالكين , فصار لزاما تمييز المؤمنين عمن بقي من الكافرين
بدليل أن الدجال يبلغ الأرض كلها و يتبعه المنافقين و اليهود أي أصحاب الملل الفاسدة دون استثناء حتى مدينة رسول الله التي مُنع الدجال من دخولها أخرج الله إليه منافقيها
فالدجال قام بعملية جمع لكل منافقي الأرض و كفرتها ليضعهم أمام الامتحان الفيصل و الذي قلنا أنه بديل عن فتنة القبر
فيمكن القول أن من يدرك الدجال هم أناس ُقدمت لهم بعض الحوادث التي سيعيشها الناس بعد الموت أي في ( البرزخ )
فكان خروج الشمس من مغربها كحدوث الموت ( لأنه لن ينفع نفس لم تكن قد أمنت فكأنهم قد انتهت حياتهم )
و كأن فتنة الدجال بالنسبة لهم كفتنة القبر يعلم كل شخصا بعدها مصيره و مقعده من الجنة أو النار
أذن الفتوحات قد شملت معظم الأرض المقطونة بالسكان و بقي اليهود و حثالة الناس ممن يعيش في البوادي بعيدا عن سيف الفتح حيث سيتبع الدجال هؤلاء و سيقاتلهم نبي الله و من معه من المؤمنين فيقتل من يقتل و يهرب القليل , القليل
أما اليهود فهذه المقتلة ستكون مقتلتهم النهائية حيث تبعوا الدجال عن عقيدة و انتظار طويل كرسوا خلاله كل أنواع الدناءة و عدم الإيمان بخالقهم الذي قال عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47
لذلك شاء الله فأنطق الحجر و الشجر ليدلوا عليهم يستثنه من ذلك شجرة الغرقد فإنه من شجرهم
و يبقى خروج يأجوج و مأجوج حدث لا علاقة له بفرز الناس نحو الإيمان أو النفاق
فهؤلاء القوم سيخرجون فيقتلوا كل من يصادفهم و لن يميزوا بين مؤمن و كافر و قد يكون خروجهم لتصفية الأرض ممن لاذ بها هنا أو هناك ممن نجى من الكفار أو المنافقين
فيقتضي و الله أعلم أن يكون خروج الشمس و الدابة سابقا لخروج يأجوج و مأجوج
فيكون ترتيب الآيات كالتالي
1) نزول عيسى عليه السلام
2) طلوع الشمس من مغربها
3) خروج الدابة
4) خروج يأجوج و مأجوج
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2226
2901 حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك
آيات الخسف
ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث خسوف كإشارة لدنو الساعة كما ورد في الحديث السابق الأول خسف بالشرق : و هو و الله أعلم الخسف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدينة البصرة
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 7859 ( صحيح )
يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير
***
أما خسف الغرب : فهو أحد احتمالين
إما أن يكون خسف بمدينة أو دولة لم يكن أسمها معروف في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام فذكر الخسف و نسبه للجهة التي سيقع فيها الخسف فيكون المقصود إن شاء الله الخسف الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث الفرعون و المقصود كما بينا و قتها أن الفرعون هو أمريكا
8415 أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا بن إياس ثنا بن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و إما أن يكون المقصود بهذا الخسف هو قرية قرب دمشق تدعى حرستا و هي علامة خروج الرايات الثلاث و بدأ الهرج
(( الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 220
حدثنا الحكم عن جراح عن أرطاة قال إذا خسف بقرية من قرى دمشق وسقطت طائفة من غربي مسجدها فعند ذلك تجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا وترفع ثلاث رايات بالشام ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا ))
و أنا أرجح الاحتمال الأول و الله أعلم
أما خسف جزيرة العرب فهو و الله اعلم الخسف بالجيش الذي يغزو المهدي
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 3906 ( صحيح )
طائفة من أمتي يخسف بهم يبعثون إلى رجل فيأتي مكة فيمنعه الله تعالى و يخسف بهم مصرعهم واحد و مصادرهم شتى إن منهم من يكره فيجيء مكرها
بقي هناك آيتان
النار و الدخان
1) النار
و هي التي تحشر الناس إلى الشام و قد تحدثنا عنها في الفصل الذي تكلمنا فيه عن خراب المدينة
أما آية الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
)) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ {13} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ {14} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ {16} الدخان
ــــــــــ
المفسرون للآيات السابقة على قولين
الأول : و هو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه و جماعة من أهل العلم و هو
أن الدخان هو ما أصاب أهل مكة من جهد نتيجة لدعوة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم عليهم و البطشة الكبرى برأيه هو يوم بدر
القول الثاني : و فيه القول الثابت لأبن عباس و هو ترجمان القرآن و فيه قول لعلي رضي الله عنه و تدعمه أثار صحيحة بأن الدخان من الآيات الكائنة قبل يوم القيامة و لم يأت زمنها بعد
و البطشة الكبرى هي يوم القيامة
و سأورد بعض ما جاء في تفسير أبن كثير بخصوص الرأي الثاني و الذي و الله أعلم هو الأقرب للصواب
تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 139
وقال آخرون لم يمض الدخان بعد بل هو من أمارات الساعة كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى بن مريم والدجال وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه
و في الصحيحين عن ابن مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد إني خبأت لك خبأ قال هو الدخ فقال صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك قال وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان وهم يقرطمون العبارة ولهذا قال هو الدخ يعني الدخان فعندها عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مادته وأنها شيطانية فقال صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك ثم قال ابن جرير وحدثني عصام بن رواد بن الجراح حدثنا أبي حدثنا سفيان بن أبي سعيد الثوري حدثنا منصور عن ربعي بن حراش قال سمعت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول الآيات الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان قال حذيفة رضي الله عنه يا رسول الله وما الدخان فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم يغشى الناس هذا عذاب أليم يملأ مابين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره قال ابن جرير لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان فقال له لا قال فقلت أقرأته عليه قال لا قال فقلت له أقرئ عليه وأنت حاضر فقال لا فقلت له فمن أين جئت به فقال جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي اسمعه منا فقرءوه علي ثم ذهبوا به فحدثوا به عني أو كما قال وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث ههنا فإنه موضوع بهذا السند وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير وفيه منكرات كثيرة جدا ولا سيما في أول سورة بني إسرائيل في ذكر المسجد الأقصى والله أعلم وقال ابن جرير أيضا حدثني محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم أنذركم ثلاثا الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال ورواه الطبراني عن هاشم بن مرثد عن محمد بن إسماعيل بن عياش به وهذا إسناد جيد وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا خليل عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه موقوفا وروي عن سعيد بن عوف عن الحسن مثله وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال لم تمض آية الدخان بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وتنفخ الكافر حتى ينفد وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البيليماني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل مسامع الكافر والمنافق حتى يكن كالرأس الحنيذ أي المشوي على الرضف ث م قال ابن جرير حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال ما نمت الليلة حتى أصبحت قلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي عمر عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما التي أوردوها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة مع أنه ظاهر القرآن قال الله تبارك وتعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين أي بين واضح يراه كل أحد وعلى به ابن مسعود رضي الله عنه إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد وهكذا قوله تعالى يغشى الناس أي يتغشاهم ويعميهم ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه يغشى الناس
ــــــــــ
إذاً و الله أعلم فإن الدخان من الآيات التي لم تقع بعد و قد يكون وقوع هذه الآية قريب أي في فتنة السراء التي نحن نعيش في أول أحداثها و سواء كان الدخان نتيجة لما سيسببه هذا المذنب أو أن المذنب هو إشارة لقرب ظهور الدخان أي أن المذنب هو إشارة لحدوث حرب كونية ذات طابع كيماوي و نووي تكون هي السبب في حدوث هذا الدخان و الله أعلم
و بذلك تكون هذه الآية واقعة على الأرض يعذب بها الله الكافرين و ينصر بها المؤمنين و ذلك بسقوط مذنب على الأرض كما رأينا في حديث أبن عباس رضي الله عنه
( قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال ما نمت الليلة حتى أصبحت قلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت )
يعتبر خروج الدجال أول الآيات الكبرى ثم تأتي الآية الثانية متمثلة بنزول نبي الله عيسى ثم يلي ذلك خروج الشمس من مغربها ثم الدابة كآيتين متتابعتين لا فاصل بينهما
ـ سنن أبي داود أول كتاب الملاحم 4310 ( صحيح )
حدثنا مؤمل بن هشام ، ثنا إسماعيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة قال:
جاء نفر إلى مروان بالمدينة ، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال ، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته ، فقال عبد الله: لم يقل شيئا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدابة على الناس ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها "" قال عبد الله وكان يقرأ الكتب وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها .
و يمكن أن يتساءل المرء , فيقول لماذا لا يكون خروج الدابة و طلوع الشمس من المغرب بعد يأجوج و مأجوج ؟؟
الصحيح أن هذا الاحتمال قائم لولا بعض الإشكاليات
أولها : أن خروج الدجال و موته يعني أن الثابتين من المؤمنين هم من نجا و غيرهم قد هلك و لا حاجة لتأخر خروج الشمس من مغربها فالنجاة من فتنة الدجال هي الفيصل الذي لا توسط فيه فإما أن يكون المرء من الناجين أو يكون من الهالكين , فصار لزاما تمييز المؤمنين عمن بقي من الكافرين
بدليل أن الدجال يبلغ الأرض كلها و يتبعه المنافقين و اليهود أي أصحاب الملل الفاسدة دون استثناء حتى مدينة رسول الله التي مُنع الدجال من دخولها أخرج الله إليه منافقيها
فالدجال قام بعملية جمع لكل منافقي الأرض و كفرتها ليضعهم أمام الامتحان الفيصل و الذي قلنا أنه بديل عن فتنة القبر
فيمكن القول أن من يدرك الدجال هم أناس ُقدمت لهم بعض الحوادث التي سيعيشها الناس بعد الموت أي في ( البرزخ )
فكان خروج الشمس من مغربها كحدوث الموت ( لأنه لن ينفع نفس لم تكن قد أمنت فكأنهم قد انتهت حياتهم )
و كأن فتنة الدجال بالنسبة لهم كفتنة القبر يعلم كل شخصا بعدها مصيره و مقعده من الجنة أو النار
أذن الفتوحات قد شملت معظم الأرض المقطونة بالسكان و بقي اليهود و حثالة الناس ممن يعيش في البوادي بعيدا عن سيف الفتح حيث سيتبع الدجال هؤلاء و سيقاتلهم نبي الله و من معه من المؤمنين فيقتل من يقتل و يهرب القليل , القليل
أما اليهود فهذه المقتلة ستكون مقتلتهم النهائية حيث تبعوا الدجال عن عقيدة و انتظار طويل كرسوا خلاله كل أنواع الدناءة و عدم الإيمان بخالقهم الذي قال عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47
لذلك شاء الله فأنطق الحجر و الشجر ليدلوا عليهم يستثنه من ذلك شجرة الغرقد فإنه من شجرهم
و يبقى خروج يأجوج و مأجوج حدث لا علاقة له بفرز الناس نحو الإيمان أو النفاق
فهؤلاء القوم سيخرجون فيقتلوا كل من يصادفهم و لن يميزوا بين مؤمن و كافر و قد يكون خروجهم لتصفية الأرض ممن لاذ بها هنا أو هناك ممن نجى من الكفار أو المنافقين
فيقتضي و الله أعلم أن يكون خروج الشمس و الدابة سابقا لخروج يأجوج و مأجوج
فيكون ترتيب الآيات كالتالي
1) نزول عيسى عليه السلام
2) طلوع الشمس من مغربها
3) خروج الدابة
4) خروج يأجوج و مأجوج
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2226
2901 حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك
آيات الخسف
ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث خسوف كإشارة لدنو الساعة كما ورد في الحديث السابق الأول خسف بالشرق : و هو و الله أعلم الخسف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدينة البصرة
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 7859 ( صحيح )
يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير
***
أما خسف الغرب : فهو أحد احتمالين
إما أن يكون خسف بمدينة أو دولة لم يكن أسمها معروف في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام فذكر الخسف و نسبه للجهة التي سيقع فيها الخسف فيكون المقصود إن شاء الله الخسف الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث الفرعون و المقصود كما بينا و قتها أن الفرعون هو أمريكا
8415 أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا بن إياس ثنا بن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و إما أن يكون المقصود بهذا الخسف هو قرية قرب دمشق تدعى حرستا و هي علامة خروج الرايات الثلاث و بدأ الهرج
(( الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 220
حدثنا الحكم عن جراح عن أرطاة قال إذا خسف بقرية من قرى دمشق وسقطت طائفة من غربي مسجدها فعند ذلك تجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا وترفع ثلاث رايات بالشام ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا ))
و أنا أرجح الاحتمال الأول و الله أعلم
أما خسف جزيرة العرب فهو و الله اعلم الخسف بالجيش الذي يغزو المهدي
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 3906 ( صحيح )
طائفة من أمتي يخسف بهم يبعثون إلى رجل فيأتي مكة فيمنعه الله تعالى و يخسف بهم مصرعهم واحد و مصادرهم شتى إن منهم من يكره فيجيء مكرها
بقي هناك آيتان
النار و الدخان
1) النار
و هي التي تحشر الناس إلى الشام و قد تحدثنا عنها في الفصل الذي تكلمنا فيه عن خراب المدينة
أما آية الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
)) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ {13} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ {14} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ {16} الدخان
ــــــــــ
المفسرون للآيات السابقة على قولين
الأول : و هو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه و جماعة من أهل العلم و هو
أن الدخان هو ما أصاب أهل مكة من جهد نتيجة لدعوة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم عليهم و البطشة الكبرى برأيه هو يوم بدر
القول الثاني : و فيه القول الثابت لأبن عباس و هو ترجمان القرآن و فيه قول لعلي رضي الله عنه و تدعمه أثار صحيحة بأن الدخان من الآيات الكائنة قبل يوم القيامة و لم يأت زمنها بعد
و البطشة الكبرى هي يوم القيامة
و سأورد بعض ما جاء في تفسير أبن كثير بخصوص الرأي الثاني و الذي و الله أعلم هو الأقرب للصواب
تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 139
وقال آخرون لم يمض الدخان بعد بل هو من أمارات الساعة كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى بن مريم والدجال وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه
و في الصحيحين عن ابن مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد إني خبأت لك خبأ قال هو الدخ فقال صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك قال وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان وهم يقرطمون العبارة ولهذا قال هو الدخ يعني الدخان فعندها عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مادته وأنها شيطانية فقال صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك ثم قال ابن جرير وحدثني عصام بن رواد بن الجراح حدثنا أبي حدثنا سفيان بن أبي سعيد الثوري حدثنا منصور عن ربعي بن حراش قال سمعت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول الآيات الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان قال حذيفة رضي الله عنه يا رسول الله وما الدخان فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم يغشى الناس هذا عذاب أليم يملأ مابين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره قال ابن جرير لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان فقال له لا قال فقلت أقرأته عليه قال لا قال فقلت له أقرئ عليه وأنت حاضر فقال لا فقلت له فمن أين جئت به فقال جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي اسمعه منا فقرءوه علي ثم ذهبوا به فحدثوا به عني أو كما قال وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث ههنا فإنه موضوع بهذا السند وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير وفيه منكرات كثيرة جدا ولا سيما في أول سورة بني إسرائيل في ذكر المسجد الأقصى والله أعلم وقال ابن جرير أيضا حدثني محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم أنذركم ثلاثا الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال ورواه الطبراني عن هاشم بن مرثد عن محمد بن إسماعيل بن عياش به وهذا إسناد جيد وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا خليل عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه موقوفا وروي عن سعيد بن عوف عن الحسن مثله وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال لم تمض آية الدخان بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وتنفخ الكافر حتى ينفد وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البيليماني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل مسامع الكافر والمنافق حتى يكن كالرأس الحنيذ أي المشوي على الرضف ث م قال ابن جرير حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال ما نمت الليلة حتى أصبحت قلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي عمر عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما التي أوردوها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة مع أنه ظاهر القرآن قال الله تبارك وتعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين أي بين واضح يراه كل أحد وعلى به ابن مسعود رضي الله عنه إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد وهكذا قوله تعالى يغشى الناس أي يتغشاهم ويعميهم ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه يغشى الناس
ــــــــــ
إذاً و الله أعلم فإن الدخان من الآيات التي لم تقع بعد و قد يكون وقوع هذه الآية قريب أي في فتنة السراء التي نحن نعيش في أول أحداثها و سواء كان الدخان نتيجة لما سيسببه هذا المذنب أو أن المذنب هو إشارة لقرب ظهور الدخان أي أن المذنب هو إشارة لحدوث حرب كونية ذات طابع كيماوي و نووي تكون هي السبب في حدوث هذا الدخان و الله أعلم
و بذلك تكون هذه الآية واقعة على الأرض يعذب بها الله الكافرين و ينصر بها المؤمنين و ذلك بسقوط مذنب على الأرض كما رأينا في حديث أبن عباس رضي الله عنه
( قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال ما نمت الليلة حتى أصبحت قلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت )
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى