- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
حكم التبرك باثار النبي تابع الجزء الثاني
الخميس 17 يوليو 2008, 17:29
إلى آخر ما ذكره رحمه الله في رسالته الجليلة المسماة: "القاعدة الجليلة في التوسل و الوسيلة" قد أوضح فيها أنواع الشرك فراجِعْها إن شئت.و قال أيضا - رحمه الله - في رسالته إلى أتباع الشيخ عدي بن مسافر ص 31 ما نصه: ( فصل: و كذلك الغُلُوُّ في بعض المشايخ إما في الشيخ عدي، و يونس القني أو الحلاج و غيرهم، بل الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه و نحوِهم، بل الغُلُو في المسيح عليه السلام و نحوِه، فكل من غلا في حَيٍّ أو في رَجل صالحٍ كمثل علي رضي الله عنه أو عُدَي أو نحوه، أو في من يُعتَقَد فيه الصلاحُ كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر، أو يونس القني و نحوهم، و جعل فيه نوعا من الألوهية، مثل أن يقول: كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريدُه، أو يقول إذا ذبح شاةً: باسم سيدي. أو يَعبُدَه بالسجود له أو لغيره أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك، أو أنت حسبي، أو أنا حسبك، أو نحو هذه الأقوال و الأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى، فكل هذا شرك و ضلالٌ يُستَتَابُ صاحبُه فإن تاب و إلا قُتِلَ، فإن الله إنما أرسل الرسلَ و أنزل الكتبَ لنعبد اللهَ وحدَه لا شريك له و لا نجعلَ مع الله إلها آخر.و الذين كانوا يدعون مع الله آلهة أخرى مثلَ الشمسِ و القمر و الكواكب و عزيرٍ و المسيح و الملائكة و اللات و العزى و مناة الثالثةَ الأخرى و يَغُوثَ و يَعُوقَ و نَسْرا، و غير ذلك لم يكونوا يعتقدون أنها تخلُق الخلائق، أو أنها تُنزِلُ المطرَ، أو أنها تُنبِتُ النبات، إنما كانوا يعبدون الأنبياء و الملائكة و الكواكب و الجن و التماثيل المصورةَ لهؤلاء، أو يعبدون قبورَهم، و يقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، و يقولون: هم شفعاؤنا عند الله، فأرسل الله رسلَه تَنهَى أن يُدعَى أحدٌ من دونِه لا دعاءَ عبادة و لا دعاءَ استغاثةٍ.قال تعالى: " قُُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا "[17].قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون المسيح و عزيرا و الملائكةَ فقال الله لهم: هؤلاء الذين تدعونهم يتقربون إليَّ كما تتقربون، و يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي، و يخافون عذابي كما تخافون عذابي.و قال تعالى: " قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ "[18]، فأخبر سبحانه أن ما يدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك و لا شريك في الملك، وأنه ليس له في الخلق عون يستعين به، وأنه لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه.. ). إلى أن قال رحمه الله: ( وعبادة الله وحده هي أصل الدين، وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب، فقال تعالى: " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ "[19]، وقال تعالى: " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ "[20]، وقال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ "[21]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته حتى قال له رجل: ما شاء الله و شئت. فقال: ((أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده))[22]، وقال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء محمد))[23]، ونهى عن الحلف بغير الله تعالى فقال: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت))[24]، وقال: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))[25] وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، وإنما أنا عبد الله فقولوا: عبد الله ورسوله))[26].و لهذا اتفق العلماء على أنه ليس لأحد أن يحلف بمخلوق كالكعبة و نحوها.و نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود له، ولما سجد بعض أصحابه له نهى عن ذلك وقال: ((لا يصلح السجود إلا لله))[27]، وقال: ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها))[28]، و قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((أرأيت لو مررت بقبري أكنت ساجدا له)) قال: لا، قال: ((فلا تفعلوا))[29]، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وقال في مرض موته: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد...))[30] إلى أن قال رحمه الله: (ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ولا تشرع الصلاة عند القبور، بل كثير من العلماء يقول الصلاة عندها باطلة.... ).إلى أن قال رحمه الله تعالى: (وذلك أن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كانت تعظيم القبور بالعبادة ونحوها، قال الله تعالى في كتابه: " وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا "[31]، قال طائفة من السلف: (كانت هذه الأسماء لقوم صالحين فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها).ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي ص (156) ما نصه: (فصل: ويتبع هذا الشرك به سبحانه في الأفعال والأقوال والإرادات والنيات، فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته، وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمين الله في الأرض، وتقبيل القبور واستلامها والسجود لها، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي لله فيها، فكيف بمن اتخذ القبور أوثانا يعبدها من دون الله.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى