- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
التطير و حكمه
الخميس 17 يوليو 2008, 17:33
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته.
أما بعد:
فمع التقدم العلمي والتقني إلا أنه لا يزال طائفة من هذه الأمة عامة وخاصة يتصفون ببعض الصفات المذمومة ولعل منها صفة التطير والتي سأتكلم عنها بإيجاز واختصار مبينا الحكم الشرعي لها وكذا بعض صورها وأقسام الناس فيها والعلاج فأقول مستعينا بالله تعالى:
تعريف التطير:
التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع. مفتاح دار السعادة 3/311 فتح المجيد 2/525
سبب تسمية التشاؤم تطيرا:
أن العرب في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فهيجه فإذا طار من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر، ويسمون الطائر "السانح "، أما إذا طار جهة اليسار تشاءم به ورجع عما عزم عليه ، ويسمى الطائر هنا " البارح" انظر : مفتاح دار السعادة 3/268 قال النووي رحمه الله تعالى: "التطير هو التشاؤم وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا يضر"(3) ا.هـ الديباج على مسلم 5/241
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر وأن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة والبارح بموحدة وآخره مهملة فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه " ا.هـ فتح الباري 10/212عمدة القاري 21/273 شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/252ز
التطير في القرآن :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :" لم يحك الله التطير إلا عن أعداء الرسل كما قالوا لرسلهم ( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) (يس:19) وكذلك حكى سبحانه عن قوم فرعون ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ ) (الأعراف:131) " ا.هـ مفتاح دار السعادة 3/273 وقال قوم صالح عليه السلام ( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ) (النمل:47).
الفرق بين الطيرة والتطير :
قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى : " التطير هو الظن السيء الذي في القلب , والطيرة هي الفعل المرتب على الظن السيء " ا.هـ عون المعبود 10/406ز
الفرق بين الطيرة والفأل :
الطيرة منهي عنها كما سيأتي أما الفأل فمحبوب مندوب إليه فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ) قالوا : وما الفأل؟ قال ( الكلمة الطيبة ) رواه البخاري ( 5440) ومسلم (2224) وعن أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( لَا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ) رواه مسلم (2224). قال الكرماني رحمه الله تعالى : وقد جعل الله تعالى في الفطرة محبة ذلك كما جعل فيها الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وإن لم يشرب منه ويستعمله. عون المعبود 10/293.
ولأن الفأل تقوية لما فعله بإذن الله والتوكل عليه أما الطيرة فمعارضة ذلك. مجموع الفتاوى 4/81.
ويعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق والفأل حسن ظن بالله تعالى والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال . انظر : فتح المجيد 2/519 والمنهاج 2/25.
قال النووي رحمه الله تعالى : " قال العلماء وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوى أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء فالرجاء له خير وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم " ا.هـ شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 220.
قال الخطابي رحمه الله تعالى : " الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل من طريق حسن الظن بالله والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت " ا.هـ فتح الباري 10/215.
وقال النووي رحمه الله تعالى " الفأل يستعمل فيما يسوء وفيما يسر وأكثره في السرور والطيرة لا تكون إلا في الشؤم وقد تستعمل مجازا في السرور ا.هـ شرح مسلم 14/219.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفأل بما يسر ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة " ا.هـ فتح الباري 10/215.
حكم التطير :
أولا : الطيرة باب من أبواب الشرك :
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) وما مِنَّا إلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ. رواه أحمد ( 3687) وأبو يعلى (5219) والبخاري في الأدب(909) وأبو داود (10/405 والترمذي (1614) وقال : حسن صحيح. وصححه ابن حبان (6122) والحاكم 1/65 وقوله : " وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل " من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه . علل الترمذي 1/266 فتح الباري 10/213 وصوب الإدراج ابن القيم في مفتاح دار السعادة 3/280 والمنذري في الترغيب والترهيب 4/33 وانظر : نيل الأوطار 7/372
وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَن رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ من حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ ) رواه أحمد (7045) قال الهيثمي :" رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات " ا.هـ مجمع الزوائد 5/105.
وإنما جعل ذلك شركا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع ضرا فكأنهم أشركوه مع الله تعالى. فتح الباري 10/213 شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/10 مرقاة المفاتيح 10/398 عون المعبود 10/405 نيل الأوطار 7/372.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ومن امتنع بها عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل ولجه وبرئ من التوكل على الله وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله " ا.هـ مفتاح دار السعادة 3/311 وقال المناوي رحمه الله تعالى " إن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى وهكذا كان اعتقاد الجاهلية " ا.هـ فيض القدير 2/342.
والقاعدة في هذا كما قرره شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : أن كل من اعتمد على سبب لم يجعله الشارع سببا لا بوحيه ولا بقدره فإنه مشرك. القول المفيد 2/93 فكيف وقد نهى الشارع عنه ونص على أنه شرك.
ثانيا : الطيرة ضرب من ضروب السحر :
عن قَبِيصَةَ بن مُخَارِقٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ ) رواه أحمد( 15956) وابن أبي شيبة (884) وأبو داود (3989) مع عون المعبود والطبراني في المعجم الكبير 18/369 وصححه ابن حبان (6131) وحسنه النووي في الرياض (1670) أما الألباني فقد ضعفه. ضعيف الترغيب والترهيب (1794). قال ابن الأثير : العيافة زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. النهاية في غريب الأثر 3/330 عون المعبود 10/287.
قال المناوي رحمه الله تعالى : العيافة بالكسر زجر الطير والطيرة أي التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وألوانها وجهة مسيرها عند تنفيرها كما يتفاءل بالعقاب على العقوبة وبالغراب على الغربة وبالهدهد على الهدى كما ينظر إن طار إلى جهة اليمين تيمن أو اليسار تشاءم والطرق الضرب بالحصى والخط بالرمل من الجبت أي من أعمال السحر فكما أن السحر حرام فكذا هذه الأشياء أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة . فيض القدير 4/395 مرقاة المفاتيح 8/398.
وذكر إبراهيم الحربي والجوهري : إن الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. غريب الحديث للحربي 3/1177 رياض الصالحين /307 عون المعبود 10/287.
ثالثا : الوعيد للمتطيرين :
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من تطير أو تطير له ) رواه البزار (3578) والطبراني 18/132 رقم (355) قال المنذري : رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني من حديث ابن عباس .. بإسناد حسن . الترغيب والترهيب 4/17.
قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا اسحق بن الربيع وهو ثقة . مجمع الزوائد 5/117وقال الألباني : صحيح لغيره. صحيح الترغيب والترهيب 3/170.
أما بعد:
فمع التقدم العلمي والتقني إلا أنه لا يزال طائفة من هذه الأمة عامة وخاصة يتصفون ببعض الصفات المذمومة ولعل منها صفة التطير والتي سأتكلم عنها بإيجاز واختصار مبينا الحكم الشرعي لها وكذا بعض صورها وأقسام الناس فيها والعلاج فأقول مستعينا بالله تعالى:
تعريف التطير:
التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع. مفتاح دار السعادة 3/311 فتح المجيد 2/525
سبب تسمية التشاؤم تطيرا:
أن العرب في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فهيجه فإذا طار من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر، ويسمون الطائر "السانح "، أما إذا طار جهة اليسار تشاءم به ورجع عما عزم عليه ، ويسمى الطائر هنا " البارح" انظر : مفتاح دار السعادة 3/268 قال النووي رحمه الله تعالى: "التطير هو التشاؤم وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا يضر"(3) ا.هـ الديباج على مسلم 5/241
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر وأن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة والبارح بموحدة وآخره مهملة فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه " ا.هـ فتح الباري 10/212عمدة القاري 21/273 شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/252ز
التطير في القرآن :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :" لم يحك الله التطير إلا عن أعداء الرسل كما قالوا لرسلهم ( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) (يس:19) وكذلك حكى سبحانه عن قوم فرعون ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ ) (الأعراف:131) " ا.هـ مفتاح دار السعادة 3/273 وقال قوم صالح عليه السلام ( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ) (النمل:47).
الفرق بين الطيرة والتطير :
قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى : " التطير هو الظن السيء الذي في القلب , والطيرة هي الفعل المرتب على الظن السيء " ا.هـ عون المعبود 10/406ز
الفرق بين الطيرة والفأل :
الطيرة منهي عنها كما سيأتي أما الفأل فمحبوب مندوب إليه فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ) قالوا : وما الفأل؟ قال ( الكلمة الطيبة ) رواه البخاري ( 5440) ومسلم (2224) وعن أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( لَا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ) رواه مسلم (2224). قال الكرماني رحمه الله تعالى : وقد جعل الله تعالى في الفطرة محبة ذلك كما جعل فيها الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وإن لم يشرب منه ويستعمله. عون المعبود 10/293.
ولأن الفأل تقوية لما فعله بإذن الله والتوكل عليه أما الطيرة فمعارضة ذلك. مجموع الفتاوى 4/81.
ويعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق والفأل حسن ظن بالله تعالى والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال . انظر : فتح المجيد 2/519 والمنهاج 2/25.
قال النووي رحمه الله تعالى : " قال العلماء وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوى أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء فالرجاء له خير وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم " ا.هـ شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 220.
قال الخطابي رحمه الله تعالى : " الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل من طريق حسن الظن بالله والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت " ا.هـ فتح الباري 10/215.
وقال النووي رحمه الله تعالى " الفأل يستعمل فيما يسوء وفيما يسر وأكثره في السرور والطيرة لا تكون إلا في الشؤم وقد تستعمل مجازا في السرور ا.هـ شرح مسلم 14/219.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفأل بما يسر ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة " ا.هـ فتح الباري 10/215.
حكم التطير :
أولا : الطيرة باب من أبواب الشرك :
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) وما مِنَّا إلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ. رواه أحمد ( 3687) وأبو يعلى (5219) والبخاري في الأدب(909) وأبو داود (10/405 والترمذي (1614) وقال : حسن صحيح. وصححه ابن حبان (6122) والحاكم 1/65 وقوله : " وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل " من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه . علل الترمذي 1/266 فتح الباري 10/213 وصوب الإدراج ابن القيم في مفتاح دار السعادة 3/280 والمنذري في الترغيب والترهيب 4/33 وانظر : نيل الأوطار 7/372
وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَن رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ من حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ ) رواه أحمد (7045) قال الهيثمي :" رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات " ا.هـ مجمع الزوائد 5/105.
وإنما جعل ذلك شركا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع ضرا فكأنهم أشركوه مع الله تعالى. فتح الباري 10/213 شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/10 مرقاة المفاتيح 10/398 عون المعبود 10/405 نيل الأوطار 7/372.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ومن امتنع بها عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل ولجه وبرئ من التوكل على الله وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله " ا.هـ مفتاح دار السعادة 3/311 وقال المناوي رحمه الله تعالى " إن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى وهكذا كان اعتقاد الجاهلية " ا.هـ فيض القدير 2/342.
والقاعدة في هذا كما قرره شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : أن كل من اعتمد على سبب لم يجعله الشارع سببا لا بوحيه ولا بقدره فإنه مشرك. القول المفيد 2/93 فكيف وقد نهى الشارع عنه ونص على أنه شرك.
ثانيا : الطيرة ضرب من ضروب السحر :
عن قَبِيصَةَ بن مُخَارِقٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ ) رواه أحمد( 15956) وابن أبي شيبة (884) وأبو داود (3989) مع عون المعبود والطبراني في المعجم الكبير 18/369 وصححه ابن حبان (6131) وحسنه النووي في الرياض (1670) أما الألباني فقد ضعفه. ضعيف الترغيب والترهيب (1794). قال ابن الأثير : العيافة زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. النهاية في غريب الأثر 3/330 عون المعبود 10/287.
قال المناوي رحمه الله تعالى : العيافة بالكسر زجر الطير والطيرة أي التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وألوانها وجهة مسيرها عند تنفيرها كما يتفاءل بالعقاب على العقوبة وبالغراب على الغربة وبالهدهد على الهدى كما ينظر إن طار إلى جهة اليمين تيمن أو اليسار تشاءم والطرق الضرب بالحصى والخط بالرمل من الجبت أي من أعمال السحر فكما أن السحر حرام فكذا هذه الأشياء أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة . فيض القدير 4/395 مرقاة المفاتيح 8/398.
وذكر إبراهيم الحربي والجوهري : إن الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. غريب الحديث للحربي 3/1177 رياض الصالحين /307 عون المعبود 10/287.
ثالثا : الوعيد للمتطيرين :
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من تطير أو تطير له ) رواه البزار (3578) والطبراني 18/132 رقم (355) قال المنذري : رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني من حديث ابن عباس .. بإسناد حسن . الترغيب والترهيب 4/17.
قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا اسحق بن الربيع وهو ثقة . مجمع الزوائد 5/117وقال الألباني : صحيح لغيره. صحيح الترغيب والترهيب 3/170.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى