- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
أساس مهم لطفل صالح
الجمعة 18 يوليو 2008, 08:03
بسم الله الرحمن الرحيم
بناء مجتمع راق، هو حلم كل الرؤساء، فكل من يصل لكرسي الرئاسة يعد الناس بتحسين الوضع الاجتماعي، من خلال تقليص الجرائم والحد من انتشارها، ونشر الألفة والمحبة بين المجتمع، وعود لجعل البلاد واحة غناء بعيدة عن المشاكل.
ولكن بعد سنة أو أقل تتلاشى تلكم الوعود وتصبح مجرد أحلام يقظة لا معنى لها، ويعيش الناس بترقب وتطلع لبطل جديد يأتي بنفس الوعود، ولكن بقالب آخر ليحيي حلمهم الذي يندثر بعد فترة من توليه الرئاسة كغيره ممن سبقوه.
وقد غفل الناس أن البطل القادم من وراء السراب ليس إلا حلما من أحلام يقظتهم التي يعيشون عليها، ونسوا أيضا أنهم اتكلوا على حلم ليس له أي معنى ليحقق لهم أمنياتهم ويصل بهم إلى قمة الجبل حيث الواحة الجميلة.
إنهم نسوا أنهم وحدهم من يستطيع أن يصل لتلك الواحة وبدون مساعدة البطل المنتظر، لقد تناست المجتمعات أن صلاحها وعيشها الرغيد لن يكون إلا إذا ما أصلحوا أنفسهم وأجيالهم، فلو تضافرت جهود جيل واحد فقط لخرج لدينا جيل يليه يعيش في تلكم الواحة النظرة.
إنها خطوة جريئة ومهمة في حياة ذلكم الجيل الجديد، الجيل الذي يصل ببنائه القوي الراسخ إلى قمة الجبل حيث الواحة الحلم، جيل يحدد صلاحه وقوة عزيمته الجيل الذي قبله.
إذا ما أردنا بناء جيل قوي يستطيع أن يصل إلى أعالي القمم بما لديه من قوة وعزيمة وإرادة، فمن المهم جدا أن نبني هذا الجيل على أسس صحيحة، أسس قوية لا تتأثر بأي ريح عاصف.
الأساس المهم لإنتاج الجيل الموعود هو بناء الأسرة على أسس صحيحة، وكل شخص منا بيده لبنة من هذا الأساس، فلا نحتاج لبطل الأحلام كي يساعدنا على وضعها بمكانها الصحيح، إن ما نحتاجه هو التدبر في كتاب الله وسنة رسوله لنعلم كيف نختار اللبنة المناسبة لوضعها بالمكان المناسب في أساسنا الذي نبنيه.
قال الله عز وجل في ثنايا قصة نبي الله موسى والخضر {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}، فحفظ الله للغلامين كنزهما الذي هو من متاع الدنيا الزائل لصلاح أبيهما.
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرشد فيه الشباب لأسس بناء الجيل الصالح "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها ونسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
إن الأسرة الصالحة هي الأساس الصلب لمجتمع الأحلام، هي طريقنا للوصول إلى واحتنا الجميلة، فلو تعاهد كل شاب وشابة مقبلان على الزواج وجعلا هذه الآية وهذا الحديث نصب أعينهما صباح مساء لأنتجنا جيل كله من أمثال خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح.
قد تقولون إني أبالغ في حديثي، لأسرد عليكم قصة عجبا، لي صديق فرقت بننا الدنيا وراح كل منا إلى طريقه، قابلت أحد الأصدقاء صدفة فأخبرني بأن صديقنا تزوج وأنه بأحسن حال، سررت للخبر ورغبت بمقابلته فحاولت العثور على رقم هاتفه، وبعد أيام حصلت عليه، اتصلت به، فرد طفل صغير، من نبرة صوته تعرف أنه صغير جدا، ألقى التحية كاملة علي «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» رددت عليه التحية، ثم قلت له إني أريد فلانا، قال «إن بابا مشغول يا عم، ولكن من أقول له» قلت له إني صديق أبيك محمد وسأتصل عليه مرة أخرى، رد علي «حسنا يا عم» ألقيت عليه التحية وأقفلت الهاتف.
قابلت أباه بعد أيام وسألته عن عمر ولده، كنت أظنه سيقول إنه بالسابعة أو الثامنة على أقل تقدير، أخبرني أنه بالخامسة من عمره، لم أصدق ذلك حتى أراني صورته، سألته كيف استطاع إكساب ولده كل هذه الثقة والطلاقة لكي يتكلم مع الكبار بدون تردد، وكيف علمه الأدب ليكون مهذبا جدا في كلامه؟
فقال لي : لما أردت أن أتزوج وضعت قوله جل وعلى {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً} وقول النبي صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك" فبحثت عن الفتاة العاقلة ذات الدين، وعندما حمِلت بولدنا تعاهدنا على أن نتمثل هذه الآية ليحفظ الله ولدنا، فأعاننا الله على تربيته ويسر لنا أن جعله صالحا طائعا.
إنها والله اللبنة الأقوى في الأساس الذي نحلم به، فإذا تضافرنا لجعل أطفالنا صالحين، جعلناهم لبنات قوية جدا نستطيع وضعها في أساسنا، ولاستطعنا أن نعتمد عليهم، وأيقنا أنهم سيبلغون قمم المعالي عن قريب.
إن تربيتنا لأطفالنا على الطاعة والصلاح لهو أمر يسير، يكمن في توفير الجو الأسري الصالح والأمان لهم، فإذا ما عاش الطفل في بيئة هادئة تمتلئ أجوائها بطاعة الرحمن، وتفيض في ثانيا البيت المحبة والأمان، فلابد لهذا الطفل أن يكون ذا شأن عظيم، إذ أنه قد تربى في ظل الصلاح ونشأ على طاعة الرحمن، فهو يرى أبويه في الليل قياما لربهم، يرى الخضوع والخشوع، يسمع آي ربه من أفواههم، يعيش في أمان تلكم البيئة العطرة التي تحفها الملائكة، لأنها بيئة لا ينقطع فيها ذكر الله أبدا، كل تلكم البيئة نستطيع توفيرها بقرار بسيط جدا نتخذه بملء إرادتنا، والنتيجة لبنة صالحة تنهض بمجتمعها إلى قمم المعالي.
وإذا عاش الطفل في بيئة مفككة، الأبوان تسود بينهما الضغينة، شجار في الليل وفرقة في النهار، خوف وهلع يملأ جوانب البيت، سيخرج لنا طفل بؤس ليس له من الدنيا إلا السواد، لأنه تربى على السواد، فأبواه لم يعيشا إلا في كنف المعصية، سهر في الليل على المعاصي، غناء يملأ البيت، دخان وبيئة ملوثه، بعد عن طاعة المولى، بيت خرب في كل زاوية منه شيطان وفي النهاية تكون لدنيا لبنة فاسدة، تنزل بنا إلى القاع وتفضل العيش في الوحل.
أحبتي، إنه قرار بيدينا، فإما أن نمتثل قول ربنا ونعمل على إصلاح أنفسنا أولا ليصلح أطفالنا، وإما أن نعلق آمالنا على أحلام كالسراب لا تلبث أن تضمحل.
بناء مجتمع راق، هو حلم كل الرؤساء، فكل من يصل لكرسي الرئاسة يعد الناس بتحسين الوضع الاجتماعي، من خلال تقليص الجرائم والحد من انتشارها، ونشر الألفة والمحبة بين المجتمع، وعود لجعل البلاد واحة غناء بعيدة عن المشاكل.
ولكن بعد سنة أو أقل تتلاشى تلكم الوعود وتصبح مجرد أحلام يقظة لا معنى لها، ويعيش الناس بترقب وتطلع لبطل جديد يأتي بنفس الوعود، ولكن بقالب آخر ليحيي حلمهم الذي يندثر بعد فترة من توليه الرئاسة كغيره ممن سبقوه.
وقد غفل الناس أن البطل القادم من وراء السراب ليس إلا حلما من أحلام يقظتهم التي يعيشون عليها، ونسوا أيضا أنهم اتكلوا على حلم ليس له أي معنى ليحقق لهم أمنياتهم ويصل بهم إلى قمة الجبل حيث الواحة الجميلة.
إنهم نسوا أنهم وحدهم من يستطيع أن يصل لتلك الواحة وبدون مساعدة البطل المنتظر، لقد تناست المجتمعات أن صلاحها وعيشها الرغيد لن يكون إلا إذا ما أصلحوا أنفسهم وأجيالهم، فلو تضافرت جهود جيل واحد فقط لخرج لدينا جيل يليه يعيش في تلكم الواحة النظرة.
إنها خطوة جريئة ومهمة في حياة ذلكم الجيل الجديد، الجيل الذي يصل ببنائه القوي الراسخ إلى قمة الجبل حيث الواحة الحلم، جيل يحدد صلاحه وقوة عزيمته الجيل الذي قبله.
إذا ما أردنا بناء جيل قوي يستطيع أن يصل إلى أعالي القمم بما لديه من قوة وعزيمة وإرادة، فمن المهم جدا أن نبني هذا الجيل على أسس صحيحة، أسس قوية لا تتأثر بأي ريح عاصف.
الأساس المهم لإنتاج الجيل الموعود هو بناء الأسرة على أسس صحيحة، وكل شخص منا بيده لبنة من هذا الأساس، فلا نحتاج لبطل الأحلام كي يساعدنا على وضعها بمكانها الصحيح، إن ما نحتاجه هو التدبر في كتاب الله وسنة رسوله لنعلم كيف نختار اللبنة المناسبة لوضعها بالمكان المناسب في أساسنا الذي نبنيه.
قال الله عز وجل في ثنايا قصة نبي الله موسى والخضر {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}، فحفظ الله للغلامين كنزهما الذي هو من متاع الدنيا الزائل لصلاح أبيهما.
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرشد فيه الشباب لأسس بناء الجيل الصالح "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها ونسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
إن الأسرة الصالحة هي الأساس الصلب لمجتمع الأحلام، هي طريقنا للوصول إلى واحتنا الجميلة، فلو تعاهد كل شاب وشابة مقبلان على الزواج وجعلا هذه الآية وهذا الحديث نصب أعينهما صباح مساء لأنتجنا جيل كله من أمثال خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح.
قد تقولون إني أبالغ في حديثي، لأسرد عليكم قصة عجبا، لي صديق فرقت بننا الدنيا وراح كل منا إلى طريقه، قابلت أحد الأصدقاء صدفة فأخبرني بأن صديقنا تزوج وأنه بأحسن حال، سررت للخبر ورغبت بمقابلته فحاولت العثور على رقم هاتفه، وبعد أيام حصلت عليه، اتصلت به، فرد طفل صغير، من نبرة صوته تعرف أنه صغير جدا، ألقى التحية كاملة علي «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» رددت عليه التحية، ثم قلت له إني أريد فلانا، قال «إن بابا مشغول يا عم، ولكن من أقول له» قلت له إني صديق أبيك محمد وسأتصل عليه مرة أخرى، رد علي «حسنا يا عم» ألقيت عليه التحية وأقفلت الهاتف.
قابلت أباه بعد أيام وسألته عن عمر ولده، كنت أظنه سيقول إنه بالسابعة أو الثامنة على أقل تقدير، أخبرني أنه بالخامسة من عمره، لم أصدق ذلك حتى أراني صورته، سألته كيف استطاع إكساب ولده كل هذه الثقة والطلاقة لكي يتكلم مع الكبار بدون تردد، وكيف علمه الأدب ليكون مهذبا جدا في كلامه؟
فقال لي : لما أردت أن أتزوج وضعت قوله جل وعلى {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً} وقول النبي صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك" فبحثت عن الفتاة العاقلة ذات الدين، وعندما حمِلت بولدنا تعاهدنا على أن نتمثل هذه الآية ليحفظ الله ولدنا، فأعاننا الله على تربيته ويسر لنا أن جعله صالحا طائعا.
إنها والله اللبنة الأقوى في الأساس الذي نحلم به، فإذا تضافرنا لجعل أطفالنا صالحين، جعلناهم لبنات قوية جدا نستطيع وضعها في أساسنا، ولاستطعنا أن نعتمد عليهم، وأيقنا أنهم سيبلغون قمم المعالي عن قريب.
إن تربيتنا لأطفالنا على الطاعة والصلاح لهو أمر يسير، يكمن في توفير الجو الأسري الصالح والأمان لهم، فإذا ما عاش الطفل في بيئة هادئة تمتلئ أجوائها بطاعة الرحمن، وتفيض في ثانيا البيت المحبة والأمان، فلابد لهذا الطفل أن يكون ذا شأن عظيم، إذ أنه قد تربى في ظل الصلاح ونشأ على طاعة الرحمن، فهو يرى أبويه في الليل قياما لربهم، يرى الخضوع والخشوع، يسمع آي ربه من أفواههم، يعيش في أمان تلكم البيئة العطرة التي تحفها الملائكة، لأنها بيئة لا ينقطع فيها ذكر الله أبدا، كل تلكم البيئة نستطيع توفيرها بقرار بسيط جدا نتخذه بملء إرادتنا، والنتيجة لبنة صالحة تنهض بمجتمعها إلى قمم المعالي.
وإذا عاش الطفل في بيئة مفككة، الأبوان تسود بينهما الضغينة، شجار في الليل وفرقة في النهار، خوف وهلع يملأ جوانب البيت، سيخرج لنا طفل بؤس ليس له من الدنيا إلا السواد، لأنه تربى على السواد، فأبواه لم يعيشا إلا في كنف المعصية، سهر في الليل على المعاصي، غناء يملأ البيت، دخان وبيئة ملوثه، بعد عن طاعة المولى، بيت خرب في كل زاوية منه شيطان وفي النهاية تكون لدنيا لبنة فاسدة، تنزل بنا إلى القاع وتفضل العيش في الوحل.
أحبتي، إنه قرار بيدينا، فإما أن نمتثل قول ربنا ونعمل على إصلاح أنفسنا أولا ليصلح أطفالنا، وإما أن نعلق آمالنا على أحلام كالسراب لا تلبث أن تضمحل.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى