- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
مرحباً بك في عالم الكبار
الجمعة 18 يوليو 2008, 08:37
إن من أصعب الأمور في حياة الأم هي مرحلة تغيير خطابها مع ابنتها، وتقبلها بأن الابنة قد كبرت ولم يعد ينفع أن تعاملها معاملة الأطفال، ومسألة ضرورة تغيير الخطاب لا تعيه الأم عامة إلا بعد أن تلمس مباشرة التغيير في تصرفات ابنتها أو في اهتماماتها وميولها، أو يمكن أن تلتمس هذا الأمر بدلائل حسية كعلامات البلوغ التي تأتي فجأة لتنبه الأم وتقول لها : انتبهي لقد كبرت ابنتك .
إن موقف الأم المسلمة الطبيعي في مثل هذه الحالة هو موقف توجيهي لما ينبغي أن تراعيه الفتاة خاصة في أمور العبادات من طهارة وصلاة وصيام وما إلى ذلك، ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها هنا هي: هل كل الأمهات يقتنعن أن ابنتهن لم تعد هي نفسها الفتاة الصغيرة المدللة؟ وأن هذا التغيير الذي طرأ عليها ليس تغييراً بيولوجيا فقط، وإنما هو تغيير في المشاعر والأحاسيس والعواطف؟ وأن من واجبها ليس فقط تعليم البنت شؤون الحلال والحرام وإنما المطلوب رعاية البنت وتوجيهها لما ينتظرها في مرحلة المراهقة المليئة بالمعاناة والأزمات والمشاعر المتضاربة؟
إن الإجابة عن هذه التساؤلات كان وراء فكرة توجيه هذه الرسالة إلى الفتاة في مرحلة البلوغ رغبة في اعدادها ولو بشكل مبدئي لمواجهة ما يمكن أن يحدث لها، وإن كنت على يقين أن المرء قد لا يقتنع بنصيحة الآخرين وإنما التجربة الشخصية هي التي تزيده يقيناً وخبرة.
وهذا نص الرسالة:
ابنتي الحبيبة ... إن هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتي، فها أنت اليوم تعطينني الدليل الحسي على أنك أصبحت كبيرة، فلم أعد بالتالي أستطيع أن استمر في معاملتك على أنك طفلة، بل إنك بهذا الحدث دخلت مرحلة جديدة من العمر تختلف تماماً عن المرحلة التي سبقتها، الأمر الذي يستوجب منا أنتِ وأنا التعامل مع الوضع الجديد بوعي وإدراك حتى تجتازي هذه المرحلة بأمن وسلام .
يا ابنتي ... إن ما حصل لك اليوم سيقلب حياتك رأساً على عقب، فلقد دخلت في المرحلة التي تسمى في الشرع الإسلامي مرحلة التكليف، وهذا يجعلك مسؤولة عن تصرفاتك شرعاً وقانوناً وعقلاً، فإنك منذ اليوم ستحاسبين أمام رب العالمين عن كل ذنب تقترفينه وعن كل عبادة تقصرين فيها، فلا تهاون بعد يوم في أداء الصلوات ولا تقاعس عن القيام بالواجبات، فكل معصية سترتكبينها اليوم با ابنتي ستجدينها في صحيفتك يوم القيامة .
إن القيام بما أنصحك به قد تجدين صعوبة في تنفيذه في بادئ الأمر خاصة إذا كنت تتهاونين فيه في السابق، ولكن اعلمي أن هذه التكاليف التي قد تبدو لك شاقة، هي السبيل لراحتك وسعادتك وطمأنينتك وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي أنت على أبوابها، لذا أنصحك بتحسين علاقتك بالله عز وجل وبالقيام بالعبادات بمتعة وحب حتى تجدين النتائج المثمرة في المستقبل، فمن عرف الله في الرخاء عرفه الله عز وجل في الشدة ... وكم ينتظرك يا ابنتي من أيام شدة ؟
نعم با ابنتي، فإن هذه الدنيا هي دار بلاء وشدة ومعاناة، وهذه المعاناة تبدأ معك اليوم على شكل اضطرابات متعددة وأزمات متواصلة قد تستمر معك سنوات طوال، ومن هذه الأزمات والاضطرابات يمكن أن تصادفي المصاعب التالية:
- أزمات البحث عن هوية ... الهوية الدينية والهوية الثقافية والهوية الاجتماعية، وأنا إن شاء الله عز وجل لا أخاف عليك من هذه الناحية فلقد ربيتك على العقيدة والأخلاق الإسلامية، فحافظي يا ابنتي دوماً على انتمائك الديني، فهو سلاحك الذي يحميك ويساعدك على تحديد هويتك الثقافية والاجتماعية، فيساعدك على اختيار الطريق العلمي الذي يرضي رب العالمين ويخدم أمتك، كما يساعدك على اختيار الصحبة الصالحة التي تعينك في أيامك المقبلة، فصديقك هو انت، وقديماً قيل: " قل لي من تعاشر أقل لك من أنت" .
- تقلبات انفعالية ومزاجية تحدث نتيجة التحوّلات الهرمونية والتغيّرات الجسدية المرافقة لمرحلة البلوغ والمستمرة طوال مرحلة المراهقة، والتي ينتج عنها مشاعر متضاربة من ميل إلى الثوران وعدم الهدوء، إلى الشعور بالعزلة والوحدة ، إلى الإحساس بالنقص والدونية والخوف والقلق والاكتئاب والحزن وقلة النوم وغير ذلك من المشاعر المرتبطة بقلة العلم وضعف الصلة بالله عز وجل، لذا احذري يا ابنتي أن تبتعدي عن الله عز وجل في السراء والضراء، تقربي إليه بالصلاة والإكثار من النوافل واعلمي أنه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه.
- تغيّرات عاطفية تترافق مع التغيّرات الجسدية، فهذه المرحلة الجديدة في حياتك هي إعلان عن تغيير في مهامك في هذه الحياة، فأنت لم تَعودي طفلة تلعب وتلهو، بل أنت اليوم فتاة ناضجة تستعد للقيام بدور الزوجة والأم، لذا فإن أحاسيسك العاطفية نحو الجنس الآخر يصب في هذا المجال ويهدف لأداء هذا الدور، فالله سبحانه وتعالى جعل ميل كل من الفتاة والشاب إلى بعضهما هو السبيل لإنشاء الأسرة وإعمار الأرض وتحقيق مراد الله عز وجل في خلافة الإنسان، ولكن هذا لا يعني أن تسمحي لكل عابر سبيل أن يعبث بمشاعرك، بل عليك أن تبقي هذه المشاعر مصانة، وأن تحفظيها لزوجك في المستقبل .
- تغيّرات سلوكية مصحوبة بالتمرد والرغبة في خرق القوانين، وخاصة الأسرية منها، مما قد يدفع بعض المراهقين إلى رفض توجيهات الأهل وتحذيراتهم خاصة من ناحية اختيار الأصدقاء، وطريقة صرف النقود، واختيار الملابس، كل هذا تحت شعار أن الأهل يعيشون في زمن غير زمانهم، وهذا الأمر قد يكون صحيحاً بعض الشيء فالتقدم التكنولجي والإعلام أسهما في توسيع الهوة بين كل من الأهل والأولاد، ولكن اعلمي يا ابنتي أنني كنت يوماً مراهقة مثلك وكنت متمردة أيضاً مثلك، ولكن حب أهلي وتوجيههم وصبرهم علي ساعدوني كثيراً في تخطي مرحلة المراهقة بسلام، وأنت تعيشين نتيجة الفساد المنتشر اليوم أوقاتاً أصعب من تلك التي عشتها أنا، لذلك أطلب منك أن تثقي بي حتى نجتاز هذه المرحلة بنجاح، ولنجعل شرع الله ومنهاجه هو المرجع الذي نحتكم إليه في حواراتنا ونقاشاتنا، وأعدك بأن أكون لك نعم الأم والأخت والصديقة .
أخيراً، يا ابنتي أتمنى أن تعي تلك الكلمات التي حادثتك بها والتي أحببت من خلالها الترحيب بك في عالم الكبار.
إن موقف الأم المسلمة الطبيعي في مثل هذه الحالة هو موقف توجيهي لما ينبغي أن تراعيه الفتاة خاصة في أمور العبادات من طهارة وصلاة وصيام وما إلى ذلك، ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها هنا هي: هل كل الأمهات يقتنعن أن ابنتهن لم تعد هي نفسها الفتاة الصغيرة المدللة؟ وأن هذا التغيير الذي طرأ عليها ليس تغييراً بيولوجيا فقط، وإنما هو تغيير في المشاعر والأحاسيس والعواطف؟ وأن من واجبها ليس فقط تعليم البنت شؤون الحلال والحرام وإنما المطلوب رعاية البنت وتوجيهها لما ينتظرها في مرحلة المراهقة المليئة بالمعاناة والأزمات والمشاعر المتضاربة؟
إن الإجابة عن هذه التساؤلات كان وراء فكرة توجيه هذه الرسالة إلى الفتاة في مرحلة البلوغ رغبة في اعدادها ولو بشكل مبدئي لمواجهة ما يمكن أن يحدث لها، وإن كنت على يقين أن المرء قد لا يقتنع بنصيحة الآخرين وإنما التجربة الشخصية هي التي تزيده يقيناً وخبرة.
وهذا نص الرسالة:
ابنتي الحبيبة ... إن هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتي، فها أنت اليوم تعطينني الدليل الحسي على أنك أصبحت كبيرة، فلم أعد بالتالي أستطيع أن استمر في معاملتك على أنك طفلة، بل إنك بهذا الحدث دخلت مرحلة جديدة من العمر تختلف تماماً عن المرحلة التي سبقتها، الأمر الذي يستوجب منا أنتِ وأنا التعامل مع الوضع الجديد بوعي وإدراك حتى تجتازي هذه المرحلة بأمن وسلام .
يا ابنتي ... إن ما حصل لك اليوم سيقلب حياتك رأساً على عقب، فلقد دخلت في المرحلة التي تسمى في الشرع الإسلامي مرحلة التكليف، وهذا يجعلك مسؤولة عن تصرفاتك شرعاً وقانوناً وعقلاً، فإنك منذ اليوم ستحاسبين أمام رب العالمين عن كل ذنب تقترفينه وعن كل عبادة تقصرين فيها، فلا تهاون بعد يوم في أداء الصلوات ولا تقاعس عن القيام بالواجبات، فكل معصية سترتكبينها اليوم با ابنتي ستجدينها في صحيفتك يوم القيامة .
إن القيام بما أنصحك به قد تجدين صعوبة في تنفيذه في بادئ الأمر خاصة إذا كنت تتهاونين فيه في السابق، ولكن اعلمي أن هذه التكاليف التي قد تبدو لك شاقة، هي السبيل لراحتك وسعادتك وطمأنينتك وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي أنت على أبوابها، لذا أنصحك بتحسين علاقتك بالله عز وجل وبالقيام بالعبادات بمتعة وحب حتى تجدين النتائج المثمرة في المستقبل، فمن عرف الله في الرخاء عرفه الله عز وجل في الشدة ... وكم ينتظرك يا ابنتي من أيام شدة ؟
نعم با ابنتي، فإن هذه الدنيا هي دار بلاء وشدة ومعاناة، وهذه المعاناة تبدأ معك اليوم على شكل اضطرابات متعددة وأزمات متواصلة قد تستمر معك سنوات طوال، ومن هذه الأزمات والاضطرابات يمكن أن تصادفي المصاعب التالية:
- أزمات البحث عن هوية ... الهوية الدينية والهوية الثقافية والهوية الاجتماعية، وأنا إن شاء الله عز وجل لا أخاف عليك من هذه الناحية فلقد ربيتك على العقيدة والأخلاق الإسلامية، فحافظي يا ابنتي دوماً على انتمائك الديني، فهو سلاحك الذي يحميك ويساعدك على تحديد هويتك الثقافية والاجتماعية، فيساعدك على اختيار الطريق العلمي الذي يرضي رب العالمين ويخدم أمتك، كما يساعدك على اختيار الصحبة الصالحة التي تعينك في أيامك المقبلة، فصديقك هو انت، وقديماً قيل: " قل لي من تعاشر أقل لك من أنت" .
- تقلبات انفعالية ومزاجية تحدث نتيجة التحوّلات الهرمونية والتغيّرات الجسدية المرافقة لمرحلة البلوغ والمستمرة طوال مرحلة المراهقة، والتي ينتج عنها مشاعر متضاربة من ميل إلى الثوران وعدم الهدوء، إلى الشعور بالعزلة والوحدة ، إلى الإحساس بالنقص والدونية والخوف والقلق والاكتئاب والحزن وقلة النوم وغير ذلك من المشاعر المرتبطة بقلة العلم وضعف الصلة بالله عز وجل، لذا احذري يا ابنتي أن تبتعدي عن الله عز وجل في السراء والضراء، تقربي إليه بالصلاة والإكثار من النوافل واعلمي أنه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه.
- تغيّرات عاطفية تترافق مع التغيّرات الجسدية، فهذه المرحلة الجديدة في حياتك هي إعلان عن تغيير في مهامك في هذه الحياة، فأنت لم تَعودي طفلة تلعب وتلهو، بل أنت اليوم فتاة ناضجة تستعد للقيام بدور الزوجة والأم، لذا فإن أحاسيسك العاطفية نحو الجنس الآخر يصب في هذا المجال ويهدف لأداء هذا الدور، فالله سبحانه وتعالى جعل ميل كل من الفتاة والشاب إلى بعضهما هو السبيل لإنشاء الأسرة وإعمار الأرض وتحقيق مراد الله عز وجل في خلافة الإنسان، ولكن هذا لا يعني أن تسمحي لكل عابر سبيل أن يعبث بمشاعرك، بل عليك أن تبقي هذه المشاعر مصانة، وأن تحفظيها لزوجك في المستقبل .
- تغيّرات سلوكية مصحوبة بالتمرد والرغبة في خرق القوانين، وخاصة الأسرية منها، مما قد يدفع بعض المراهقين إلى رفض توجيهات الأهل وتحذيراتهم خاصة من ناحية اختيار الأصدقاء، وطريقة صرف النقود، واختيار الملابس، كل هذا تحت شعار أن الأهل يعيشون في زمن غير زمانهم، وهذا الأمر قد يكون صحيحاً بعض الشيء فالتقدم التكنولجي والإعلام أسهما في توسيع الهوة بين كل من الأهل والأولاد، ولكن اعلمي يا ابنتي أنني كنت يوماً مراهقة مثلك وكنت متمردة أيضاً مثلك، ولكن حب أهلي وتوجيههم وصبرهم علي ساعدوني كثيراً في تخطي مرحلة المراهقة بسلام، وأنت تعيشين نتيجة الفساد المنتشر اليوم أوقاتاً أصعب من تلك التي عشتها أنا، لذلك أطلب منك أن تثقي بي حتى نجتاز هذه المرحلة بنجاح، ولنجعل شرع الله ومنهاجه هو المرجع الذي نحتكم إليه في حواراتنا ونقاشاتنا، وأعدك بأن أكون لك نعم الأم والأخت والصديقة .
أخيراً، يا ابنتي أتمنى أن تعي تلك الكلمات التي حادثتك بها والتي أحببت من خلالها الترحيب بك في عالم الكبار.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى