تأديب الأبناء

إن الأرض لا تخرج ما في أرحامها إلا بالفلاحة و الرعاية و كذلك الأبناء يفتقرون إلى التعهد بالتربية و التقويم ، و الوالد يتحمل المسؤولية الكاملة عن التوجيه التربوي لأهله و ولده. فإن فسد القوٌام عمٌ الفساد جميع الأقوام ,و نشأ الولد يتيم العلم و الأدب كما قال

الشاعر :

ليس اليتيم الذي قد مات والده

إنَُ اليتيم يتيم العلم و الأدب



قال ابن قيم الجوزية في كتابه الماتع "مدارج السالكين" :



"أدب المرء عنوان سعادته و فلاحه ، و قلة أدبه عنوان شقاوته و بواره ،...فانظر إلى الأدب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة [البخاري 3/119]. و الإخلال به مع الأم –تأويلا و إقبالا على الصلاة-كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته ، و ضرب الناس له ، و رميه بالفاحشة[البخاري 4/201]"



عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"أيما رجل كانت عنده وليدة ، فعلمها فأحسن تعليمها و أدٌبها فأحسن تأديبها ، و تزوجها ، فله أجران " [البخاري 1/190]. فإن كان هذا في الأمة فكيف بالأهل و الأبناء؟.



قال تعالى [يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة] التحريم6. قال علي رضي الله عنه "علموا أنفسكم و أهليكم الخير و أدِبوهم".[الدر المنثور 6/244].



و قد كان الصحابة و من بعدهم يحثُون على تأديب الأبناء ، فعن عبد الله بن عمر :"أدِب ابنك ، فإنك مسؤول عنه ؛ ماذا أدبته ، و ماذا علمته؟. و هو مسؤول عن برك وطواعيته لك".



أيها الوالد الكريم ، أيها المربي الفاضل، قبل أن تسأل ولدك عن البر و الطواعية ، اسأل نفسك أولا هل أحسنت تأديبه و تعليمه ، قال إلكيا الهراس :"فعلينا تعليم أولادنا و أهلينا الدين و الخير و ما لا يستغنى عنه من الأدب".و هل علمته إجلال الكبير و رحمة الصغير و توقير العالم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ليس منا من لم يجل كبيرنا و يرحم صغيرنا و يعرف لعالمنا حقه"[حسنه الألباني في صحيح الجامع 5319].



و الحمد لله رب العالمين.