الصفات التي يستحق بها العبد أن يكون سلفيا
الجمعة 18 يوليو 2008, 11:33
الصفات التي يستحق بها العبد أن يكون سلفيا
بعد أن تقرر في المبحث السابق وجوب اتباع منهج السلف الصالح فإن النفوس تتطلع بلا شك إلى معرفة أبرز الصفات التي إذا تحلى بها الشخص أصبح سلفيا متبعا للصحابة الكرام واتباعهم ومن الفرقة الناجية المنصورة, لذا فإنني أقدم للقارىء الكريم شيئا من هذه الصفات التي أسأله تعالى يزينـنا بها ويـثبتـنا عليها إلى الممات , وبما أن الصفة هي: الأمارة اللازمة للشيء فهاك إياها, والله المعين.
أولا : تحكيم الكتـاب والسنة الصحيـحة في كل قضية من قضايا الحياة سواء أكانت عقيدة أم عبادة أم سلوكا أم معملة خصوصا عند التنازع .
قال تعالى : } فإن تـنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاّ خر ذلك خير وأحسن تأويلا { .
قال تعالى : } فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما { .
ثـانيا : الأخذ بما ورد عن الصحابة في بيان القضايا الدينية عامة وفي قضايا العقيدة خاصة,
ولعل هذه الصفة ينطبق عليها ما قيل في المبحث السادس فلينظر .
ثالـثا : عدم الخوض في المسائل الاعتقادية مما لا مجال للعقل فيها :
ذلك أن الأصل عند أهل السنة ( السلفيـين ) تقديم النقل (كتاب وسنة) على العقل, وحقيقة لا معارضة بين النقل الصريح والعقل الصحيح وفي ذلك ألف شيخ الإسلام اب تيمية ـ رحمه الله ـ مؤلفا عظيما سماه: (درء تعارض العقل والنقل) ثم ( إن العقل البشري عاجز عن معرفة الأمور الغيبية بنفسه استقلالا وأن دور العقل هو الفهم والاتباع والاعتقاد لما جاء به الوحي وليس الرد والاعتراض ) .
ولقد امتدح الله المتقين في كتابه الحكيم وابتدأ أول صفاتهم بالإيمان بالغيب, قال تعالى:} ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين , الذين يؤمنون بالغيب .... {
وقد فقه السلف الصالح ذلك فجاءت النصوص عنهم الدالة على التسليم والنقياد في الأمور الاعتقادية مما لا مجال للرأي فيه خصوصا باب صفات الرب جل في علاه.
قال الوليد بن مسلم : (سألت الأوزاعي والثوري ومالك بن أنس والليـث بن سعد: عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فكلهم قال (أمروها كما جاءت بلا كيفية).
وقال الإمام أحمد بن حنبل في أحاديث الصفات : ( نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت بأسانيد صحاح ) .
وقال سفيان بن عيـينة : ( كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه)
وعــن بعــض السـلف ( قدم الإسلام لا يـثبت إلا على فطرة التسلـيم)
ولم تنكب علماء الكلام هذا السبيل ضلوا عن الطريق وتخبطوا فيه خبط عشواء وندم كثـير منهم في اّخر حباته, فهذا أبو الفتح محمد بن أبي الفاسم الشهر ستاني في أول كتابه ( نهاية الأقدام) يقول في وصف حال أهل الكلام :
لعمري لقد طفت المعاهد كلها * * * وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائـــــر * * * على ذقن أو قارعا سن نـــــادم
وهذا الخر الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر الطبرستاني يقول : كما في كتابه : ( أقسام اللذات).
نهايــة إقـــدام العقـول عقــــــــال * * * وأكــثر سعي العالمين ضــــــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنـا * * * وغــــــاية دنيـــانا أذى ووبــــال
ولم نستـفد من بحثـنا طول عمرنا * * * سوى أن جمعنـا فـيه قيـل وقالوا
ثم قال: ( لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ً ولا تروي غليلا ً ورأيت أقرب الطرق طريقة القراّ ن أقرأ في الإثبات { الرحمن على العرش استوى}،{ إليه يصعد الكلم الطيب } وأقرأ في النفي: { ليس كمثـله شيء} , { ولا يحيطون به علما } فمن جرب تجربتي عرف مثل معرفتي ).
ويقول إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني : (( لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والاّن إن لم يتداركني برحمة منه فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمي )) .
وقال أبو حامد الغزالي : ( أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام ).
وهكذا غيرهم كثير, ومن الطرائف ما حكاه بعضهم من أن جهم بن صفوان الترمذي كان يدعو الناس إلى مذهبه الباطل وهو أن الله تعالى عالم لا علم له قادر لا قدرة له, وكذا في سائر الصفات, وكان جلس يوما يدعو الناس لمذهبه وحوله أقوام كثيرة, فجاء أعرابي ووقف حتى سمع مقالته فأرشده الله تعالى ببطلان المذهب فأنشد يقول :
ألا إن جهما ً كافرا ً بان كفره * * * ومن قال يوما قول جهم فقد كفر
لقد جن جهم إذ يسمي إلهه * * * سمعا بلا سمع بصيرا بلا بصر
عليما بلا علم رضيا بلا رضا * * * لطيفا بلا لطف خبيرا بلا خبــر
أيرضيك أن لو قالوا يا جهم قائل * * * أبوك امرؤ حر خطير بلا خطر
مليح بلا ملح بهي بلا بهـــى * * * طويل بلا طول يخلفه القــصر
حليم بلا حلم وفي بـلا وفـــا * * * فبالعقل موصوف وبالجهل مشتهر
جواد بلا جود قوي بلا قـــوى * * * كبير بلا كـــبر صغير بلا صغر
أمدحا تراه أم هــجاء وسبــة * * * وهزء كفاك الله يـا أحمق البشر
فإنك شيطــان بعثـت لأمــة * * * تصيرهم عما قريب إلـــى سقـر
فألهمه الله حقيقة مذهب أهل السنة ورجع كثير من الناس ببركة أبياته, وكان عبد الله بن المبارك يقول : ( إن الله تعالى بعث الأعرابي رحمة لأولئك) .لذا فإن السلف ذموا علم الكلام.
فمما أثر عن الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ قوله : ( حكي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة و أقبل على علم الكلام ) .
وقال أبو مزاحم الخاقاني :
أهــل الكلام وأهـل الرأي قد عدموا * * * علم الحديــث الذي ينجو به الرجل
لــو أنهم عرفـوا الاّثار ما انحرفوا * * * عنها إلى غيرهــا لكنهم جهلـوا
فهدى الله أهل السنة والجماعة (السلـفيـين)إلى سلوك الطريق السوي والاعتصام بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فسلم دينهم وعقلهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (بل هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم).
قال الشيخ الفوزان شارحا معنى الوسطية: (والمراد بالوسط هنا : العدل الخيار, فأهل السنة وسط بمعنى أنهم عدول خيار وبمعنى أنهم متوسطون بين فريقي الإفراط والتـفريط).
بعد أن تقرر في المبحث السابق وجوب اتباع منهج السلف الصالح فإن النفوس تتطلع بلا شك إلى معرفة أبرز الصفات التي إذا تحلى بها الشخص أصبح سلفيا متبعا للصحابة الكرام واتباعهم ومن الفرقة الناجية المنصورة, لذا فإنني أقدم للقارىء الكريم شيئا من هذه الصفات التي أسأله تعالى يزينـنا بها ويـثبتـنا عليها إلى الممات , وبما أن الصفة هي: الأمارة اللازمة للشيء فهاك إياها, والله المعين.
أولا : تحكيم الكتـاب والسنة الصحيـحة في كل قضية من قضايا الحياة سواء أكانت عقيدة أم عبادة أم سلوكا أم معملة خصوصا عند التنازع .
قال تعالى : } فإن تـنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاّ خر ذلك خير وأحسن تأويلا { .
قال تعالى : } فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما { .
ثـانيا : الأخذ بما ورد عن الصحابة في بيان القضايا الدينية عامة وفي قضايا العقيدة خاصة,
ولعل هذه الصفة ينطبق عليها ما قيل في المبحث السادس فلينظر .
ثالـثا : عدم الخوض في المسائل الاعتقادية مما لا مجال للعقل فيها :
ذلك أن الأصل عند أهل السنة ( السلفيـين ) تقديم النقل (كتاب وسنة) على العقل, وحقيقة لا معارضة بين النقل الصريح والعقل الصحيح وفي ذلك ألف شيخ الإسلام اب تيمية ـ رحمه الله ـ مؤلفا عظيما سماه: (درء تعارض العقل والنقل) ثم ( إن العقل البشري عاجز عن معرفة الأمور الغيبية بنفسه استقلالا وأن دور العقل هو الفهم والاتباع والاعتقاد لما جاء به الوحي وليس الرد والاعتراض ) .
ولقد امتدح الله المتقين في كتابه الحكيم وابتدأ أول صفاتهم بالإيمان بالغيب, قال تعالى:} ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين , الذين يؤمنون بالغيب .... {
وقد فقه السلف الصالح ذلك فجاءت النصوص عنهم الدالة على التسليم والنقياد في الأمور الاعتقادية مما لا مجال للرأي فيه خصوصا باب صفات الرب جل في علاه.
قال الوليد بن مسلم : (سألت الأوزاعي والثوري ومالك بن أنس والليـث بن سعد: عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فكلهم قال (أمروها كما جاءت بلا كيفية).
وقال الإمام أحمد بن حنبل في أحاديث الصفات : ( نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت بأسانيد صحاح ) .
وقال سفيان بن عيـينة : ( كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه)
وعــن بعــض السـلف ( قدم الإسلام لا يـثبت إلا على فطرة التسلـيم)
ولم تنكب علماء الكلام هذا السبيل ضلوا عن الطريق وتخبطوا فيه خبط عشواء وندم كثـير منهم في اّخر حباته, فهذا أبو الفتح محمد بن أبي الفاسم الشهر ستاني في أول كتابه ( نهاية الأقدام) يقول في وصف حال أهل الكلام :
لعمري لقد طفت المعاهد كلها * * * وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائـــــر * * * على ذقن أو قارعا سن نـــــادم
وهذا الخر الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر الطبرستاني يقول : كما في كتابه : ( أقسام اللذات).
نهايــة إقـــدام العقـول عقــــــــال * * * وأكــثر سعي العالمين ضــــــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنـا * * * وغــــــاية دنيـــانا أذى ووبــــال
ولم نستـفد من بحثـنا طول عمرنا * * * سوى أن جمعنـا فـيه قيـل وقالوا
ثم قال: ( لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ً ولا تروي غليلا ً ورأيت أقرب الطرق طريقة القراّ ن أقرأ في الإثبات { الرحمن على العرش استوى}،{ إليه يصعد الكلم الطيب } وأقرأ في النفي: { ليس كمثـله شيء} , { ولا يحيطون به علما } فمن جرب تجربتي عرف مثل معرفتي ).
ويقول إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني : (( لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والاّن إن لم يتداركني برحمة منه فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمي )) .
وقال أبو حامد الغزالي : ( أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام ).
وهكذا غيرهم كثير, ومن الطرائف ما حكاه بعضهم من أن جهم بن صفوان الترمذي كان يدعو الناس إلى مذهبه الباطل وهو أن الله تعالى عالم لا علم له قادر لا قدرة له, وكذا في سائر الصفات, وكان جلس يوما يدعو الناس لمذهبه وحوله أقوام كثيرة, فجاء أعرابي ووقف حتى سمع مقالته فأرشده الله تعالى ببطلان المذهب فأنشد يقول :
ألا إن جهما ً كافرا ً بان كفره * * * ومن قال يوما قول جهم فقد كفر
لقد جن جهم إذ يسمي إلهه * * * سمعا بلا سمع بصيرا بلا بصر
عليما بلا علم رضيا بلا رضا * * * لطيفا بلا لطف خبيرا بلا خبــر
أيرضيك أن لو قالوا يا جهم قائل * * * أبوك امرؤ حر خطير بلا خطر
مليح بلا ملح بهي بلا بهـــى * * * طويل بلا طول يخلفه القــصر
حليم بلا حلم وفي بـلا وفـــا * * * فبالعقل موصوف وبالجهل مشتهر
جواد بلا جود قوي بلا قـــوى * * * كبير بلا كـــبر صغير بلا صغر
أمدحا تراه أم هــجاء وسبــة * * * وهزء كفاك الله يـا أحمق البشر
فإنك شيطــان بعثـت لأمــة * * * تصيرهم عما قريب إلـــى سقـر
فألهمه الله حقيقة مذهب أهل السنة ورجع كثير من الناس ببركة أبياته, وكان عبد الله بن المبارك يقول : ( إن الله تعالى بعث الأعرابي رحمة لأولئك) .لذا فإن السلف ذموا علم الكلام.
فمما أثر عن الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ قوله : ( حكي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة و أقبل على علم الكلام ) .
وقال أبو مزاحم الخاقاني :
أهــل الكلام وأهـل الرأي قد عدموا * * * علم الحديــث الذي ينجو به الرجل
لــو أنهم عرفـوا الاّثار ما انحرفوا * * * عنها إلى غيرهــا لكنهم جهلـوا
فهدى الله أهل السنة والجماعة (السلـفيـين)إلى سلوك الطريق السوي والاعتصام بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فسلم دينهم وعقلهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (بل هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم).
قال الشيخ الفوزان شارحا معنى الوسطية: (والمراد بالوسط هنا : العدل الخيار, فأهل السنة وسط بمعنى أنهم عدول خيار وبمعنى أنهم متوسطون بين فريقي الإفراط والتـفريط).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى