- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
الطوفان الآسيوي.. حدث عارض.. أم بداية لأهوال بيئية أخرى
السبت 19 يوليو 2008, 11:58
جاء اليوم الذي تندفع فيه أمواج المحيط نحو اليابسة وترتكب مذبحة جماعية، وتبتلع الأطفال والنساء والرجال، وتقتلع المنازل والسيارات، وتحطم القطارات، وتجرفهم جميعا.
حتى مطلع العام الجديد، قدر المسئولون العدد الكلي للموتى في الهند، و اندونيسيا، وجزر الملاديف، وسيريلانكا، وتايلاند، بحوالي 150 ألفا، ونصف مليونا من الجرحى، وملايين من المشردين الذين فقدوا كل ما يملكون وأصبحوا عرضة للأوبئة والفقر المدقع.
مأساة لم يشهد لها العالم الحديث مثيلا، وإن كانت تشبه أساطير العالم القديم وحكاياته عن الطوفان المدمر.
دمرت أمواج تسونامي سواحل ستة بلدان على الأقل وسافرت آلاف الكيلومترات، لتضرب كينيا والصومال في أفريقيا. شأنها شأن عالمنا الجائر، عصفت بفقراء الصيادين والفلاحين علي طول سواحل الهند واندونيسيا وسيريلانكا. وعلى الرغم من أن أمواج تسونامي لم تضرب سواحل بلدان شرق آسيا وجنوبها إلا بعد ساعتين من زلزال المحيط الهندي. إلا أن حكومات البلدان المعنية لم توجه تحذيرا لشعوبها ليفلتوا من الطوفان.
فقد أشادت وكالة رويتر في 28 ديسمبر إلى أن علماء الزلازل الأمريكيين رصدوا الزلزال الآسيوي وحركة أمواج تسونامي لكنهم قالوا أن الوقت لم يكن يسمح بتحذير الحكومات المحلية من الخطر!! وهو تبرير هزيل في عصر الاتصالات والمعلومات وازدهار المؤسسات الاستخباراتية، والإيميلات، والموبايلات، ومتابعة الحروب في التو واللحظة!!..
في الوقت نفسه، تنبأت مراصد الزلازل في تايلاند في 26 ديسمبر بالزلزال الآسيوي، لكنهم أيضا لم يصدروا تحذيرات عاجلة، وبرر المسئولون التايلانديون ذلك، بخوفهم من تأثير التحذيرات سلبا على السياحة !!.. فمنذ ست سنوات أصدروا تحذيرا، لكن التنبؤ كان خاطئا، وتعرضوا للوم أصحاب المصالح والاستثمارات السياحية.
أما الهند، وقد عرفت بالزلزال وبطوفان تسونامي مبكرا بفترة كافية، ولكن بمجرد حدوث الزلزال، انهمك المسئولون في الهند بحماية المنشآت العسكرية، ولم يهتموا بتحذير سكان السواحل، وتركوهم فريسة للأمواج، التي ضربتهم بعد ذلك بساعات، وكان يمكن إنقاذ أرواح الآلاف.
لكن الهند، تدخل في سباق محموم للإنفاق علي إطلاق صواريخ في الفضاء وتصنيع أسلحة نووية، ولا تملك وسائل لتفادي أخطار طوفان تسونامي، بدعوى أنه لم يضرب شواطئها منذ عام 1941!!
مع ذلك، دمر الطوفان المفاعل النووي الهندي في "كالباكام"، وتدعي الحكومة أنه كان مغلقا، ولا يدري أحد حتى الآن أبعاد هذه الكارثة..
إذا كانت وسائل الإعلام تؤكد أن الكارثة طبيعية، فيرى البعض أن الكارثة الآسيوية.. والمتمثلة في ارتفاع مياه المحيط وتهديد اليابسة و إغراق مناطق منها، هي ثمرة ونتيجة متوقعة لارتفاع حرارة الغلاف الجوى، وذوبان جبال الجليد في القطب الشمالي وفي جبال إفرست و جبال خومبو بالهيمالايا، الواقعة شرق نيبال، وتراجع تدفق أنهار الهيمالايا الجليدية، وذوبان جليد القطب الشمالي بنسبة أكبر من 40%.
وفي عام 2001، اختفت جزر " توفالو"، تحت مياه المحيط الهندي، تسع جزر صغيرة كان يسكنها 11 ألف نسمة، ثم تهجيرهم إلى نيوزيلاند.
ومنذ سنوات، تتوالي التحذيرات من ارتفاع مياه المحيط وزحفها علي اليابسة، فبعد غرق " توفالو" حذر وزير شئون البيئة في بنجلاديش من أن بلاده ستواجه نفس المصير في وقت قريب.
كما حذر "هوى لينجيو" نائب رئيس الصين، من أن بلاده تواجه وضعا مروعا نتيجة ارتفاع حرارة الغلاف الجوى، وما ينجم عنها من فيضانات، أدت إلى خسائر بلغت 65 مليون دولار.
من ناحية أخرى، أشارت دراسة، شارك فيها 100 عالم والعديد من المعاهد العلمية الدولية، إلى أن ارتفاع مياه البحار تهدد بابتلاع سواحل الصين بحلول عام 2030، وهى المناطق التي تضم 70% من المدن الصينية الكبرى، و 60% من الاقتصاد القومي. هذا فضلا عن اختفاء الفلبين تماما.
لو صدقت الاستنتاجات الخاصة بأن الكارثة الآسيوية هي إحدى تجليات الكارثة البيئية التي يشهدها العالم فإن كل جهود الإغاثة، والمعونات للمنكوبين، ليست في هذه الحالة، إلا مجرد حملة إعلامية لتضميد الجراح، وقبر الجثث، والتستر على جرائم المجتمعات الصناعية وتلويثها للمناخ والغلاف الجوي، ومسئوليتها عن رفع حرارة الغلاف الجوي والإخلال بالتوازن البيئي..
لكن الخطر في النهاية، لن يصيب أحدا، ويفلت آخر، فالأخطار البيئية ’شأنها شأن الأخطار النووية، لن يفلت منها كائن أو دولة..‘
حتى مطلع العام الجديد، قدر المسئولون العدد الكلي للموتى في الهند، و اندونيسيا، وجزر الملاديف، وسيريلانكا، وتايلاند، بحوالي 150 ألفا، ونصف مليونا من الجرحى، وملايين من المشردين الذين فقدوا كل ما يملكون وأصبحوا عرضة للأوبئة والفقر المدقع.
مأساة لم يشهد لها العالم الحديث مثيلا، وإن كانت تشبه أساطير العالم القديم وحكاياته عن الطوفان المدمر.
دمرت أمواج تسونامي سواحل ستة بلدان على الأقل وسافرت آلاف الكيلومترات، لتضرب كينيا والصومال في أفريقيا. شأنها شأن عالمنا الجائر، عصفت بفقراء الصيادين والفلاحين علي طول سواحل الهند واندونيسيا وسيريلانكا. وعلى الرغم من أن أمواج تسونامي لم تضرب سواحل بلدان شرق آسيا وجنوبها إلا بعد ساعتين من زلزال المحيط الهندي. إلا أن حكومات البلدان المعنية لم توجه تحذيرا لشعوبها ليفلتوا من الطوفان.
فقد أشادت وكالة رويتر في 28 ديسمبر إلى أن علماء الزلازل الأمريكيين رصدوا الزلزال الآسيوي وحركة أمواج تسونامي لكنهم قالوا أن الوقت لم يكن يسمح بتحذير الحكومات المحلية من الخطر!! وهو تبرير هزيل في عصر الاتصالات والمعلومات وازدهار المؤسسات الاستخباراتية، والإيميلات، والموبايلات، ومتابعة الحروب في التو واللحظة!!..
في الوقت نفسه، تنبأت مراصد الزلازل في تايلاند في 26 ديسمبر بالزلزال الآسيوي، لكنهم أيضا لم يصدروا تحذيرات عاجلة، وبرر المسئولون التايلانديون ذلك، بخوفهم من تأثير التحذيرات سلبا على السياحة !!.. فمنذ ست سنوات أصدروا تحذيرا، لكن التنبؤ كان خاطئا، وتعرضوا للوم أصحاب المصالح والاستثمارات السياحية.
أما الهند، وقد عرفت بالزلزال وبطوفان تسونامي مبكرا بفترة كافية، ولكن بمجرد حدوث الزلزال، انهمك المسئولون في الهند بحماية المنشآت العسكرية، ولم يهتموا بتحذير سكان السواحل، وتركوهم فريسة للأمواج، التي ضربتهم بعد ذلك بساعات، وكان يمكن إنقاذ أرواح الآلاف.
لكن الهند، تدخل في سباق محموم للإنفاق علي إطلاق صواريخ في الفضاء وتصنيع أسلحة نووية، ولا تملك وسائل لتفادي أخطار طوفان تسونامي، بدعوى أنه لم يضرب شواطئها منذ عام 1941!!
مع ذلك، دمر الطوفان المفاعل النووي الهندي في "كالباكام"، وتدعي الحكومة أنه كان مغلقا، ولا يدري أحد حتى الآن أبعاد هذه الكارثة..
إذا كانت وسائل الإعلام تؤكد أن الكارثة طبيعية، فيرى البعض أن الكارثة الآسيوية.. والمتمثلة في ارتفاع مياه المحيط وتهديد اليابسة و إغراق مناطق منها، هي ثمرة ونتيجة متوقعة لارتفاع حرارة الغلاف الجوى، وذوبان جبال الجليد في القطب الشمالي وفي جبال إفرست و جبال خومبو بالهيمالايا، الواقعة شرق نيبال، وتراجع تدفق أنهار الهيمالايا الجليدية، وذوبان جليد القطب الشمالي بنسبة أكبر من 40%.
وفي عام 2001، اختفت جزر " توفالو"، تحت مياه المحيط الهندي، تسع جزر صغيرة كان يسكنها 11 ألف نسمة، ثم تهجيرهم إلى نيوزيلاند.
ومنذ سنوات، تتوالي التحذيرات من ارتفاع مياه المحيط وزحفها علي اليابسة، فبعد غرق " توفالو" حذر وزير شئون البيئة في بنجلاديش من أن بلاده ستواجه نفس المصير في وقت قريب.
كما حذر "هوى لينجيو" نائب رئيس الصين، من أن بلاده تواجه وضعا مروعا نتيجة ارتفاع حرارة الغلاف الجوى، وما ينجم عنها من فيضانات، أدت إلى خسائر بلغت 65 مليون دولار.
من ناحية أخرى، أشارت دراسة، شارك فيها 100 عالم والعديد من المعاهد العلمية الدولية، إلى أن ارتفاع مياه البحار تهدد بابتلاع سواحل الصين بحلول عام 2030، وهى المناطق التي تضم 70% من المدن الصينية الكبرى، و 60% من الاقتصاد القومي. هذا فضلا عن اختفاء الفلبين تماما.
لو صدقت الاستنتاجات الخاصة بأن الكارثة الآسيوية هي إحدى تجليات الكارثة البيئية التي يشهدها العالم فإن كل جهود الإغاثة، والمعونات للمنكوبين، ليست في هذه الحالة، إلا مجرد حملة إعلامية لتضميد الجراح، وقبر الجثث، والتستر على جرائم المجتمعات الصناعية وتلويثها للمناخ والغلاف الجوي، ومسئوليتها عن رفع حرارة الغلاف الجوي والإخلال بالتوازن البيئي..
لكن الخطر في النهاية، لن يصيب أحدا، ويفلت آخر، فالأخطار البيئية ’شأنها شأن الأخطار النووية، لن يفلت منها كائن أو دولة..‘
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى