تعدد الزوجات ما بين السلبيات و الايجابيات

بسم الله الرحمن الرحيم
خفتم الا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة )

من حين الي حين تثار بيننا عاصفة من الجدال حول موضوع تعدد الزوجات ، و مع ما مضي علي هذه المشكلة من ازمان قديمة يبدو انها ستظل طويلا موضع الاخذ و الرد بين من يرتضيها كظاهرة اجتماعية لها مبرراتها الحتمية ، و بين من ينكرها كأمر له اثار غير مرضية في المحيط العائلي و قد بولغ فيها حتي سموها مشكلة تعدد الزوجات

هل هي فعلا مشكلة كما يسميها البعض ام انها مشكلة محلولة لا تكلفنا عسرا في فهمها علي الوجه الصحيح


هي مشكلة غير حديثة العهد في الاسلام ، بل هي صدي لتقاليد سابقة

بدأ الزواج بالواحدة من عهد آدم و جواء

و بعد ان تكاثر الناس و عمرت بهم الدنيا نشأت في الناس نظم مدجنية محدودة في مواطنها البدائية يومذاك و نشأت فيهم ديانات سماوية

و يوجد العلماء ان تعدد الزوجات كان شائعا في تلك البيئات

و في الوقت نفسه كانت الشريعة الاسرائلية تبيح تعدد الزوجات حتي ان داود و سليمان عليهما السلام
كانا متزوجين بكثر من النساء بمقتضي الشريعة اليهودية

و كذلك فإن تعدد الزوجات مباح في الشريعة المسيحية و لم ينزل تشريع سماوي يمنع تعدد الزوجات في الاسرائيلية او المسيحية

انما منع ذلك التعدد بقوانين وضعية نصتها الكنيسة



و لما جاء الاسلام بدوره الاصلاحي العام ، و ضبطه لشؤن الاسرة و تكفل بعلاج المشكلة الزوجية علاجا توخي فيه حاجة الناس و راعي ما هنالك من اسباب تتصل بالحياة الشخصية و الاجتماعية و الله سبحانه و تعالي هو العليم بشؤن عباده

شرع الاسلام ، للرجل ان يتزوج بواحدة و هذا هو المبدأ الاول ثم اباح له ان يكثر الي اربع فقط ، مجتمعات سويا

و بذلك ضيقت الاسراف الذي لم ينزل عن عشر زوجات عند العرب و افسحت الضيق الذي كان عند اهل الكتاب فيما يتظاهرون به من تقديس القرارات الوضعية

و حيث ان تشريع تعدد الزوجات مستمد من القرآن الكريم لذلك وجب علينا تفسير الايات جيدا و علينا ان نعلم ان لكل اية سبب لنزولها


( و ان خفتم الا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة )

و نري في الاية شرط و جوابة (( و ان خفتم )) يفيد حصول ظن مفروض من جانبهم و اللذي يترتب علي هذا الظن تحريم الزواج من اليتيمات حين وجود هذا الظن



((فان خفتم الا تعدلوا فواحدة ))

يعني حين يوجد الخوف من عدم العدل بين الزوجات الكبيرات فليس لكم الا واحدة و يحرم عليكم التعدد بناء علي ظن الاجحاف

ثم تقول الاية ( ذلك ادني الا تعدلوا ) يعني الاقتصار علي واحدة احوط لكم و اقرب للعدل و ابعد عن الميل

( و لن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء و لو حرصتم ) فتكون اباحة التعدد ملغاة لعدم تحقق الشرط

و المقصود هنا بالعدل في النفقات و المبيت و المعامله اما الحب فهذا من عند الله و ليس لاي انسان دخل فيه

(( فلا تميلوا كل الميل ))

و هنا تصريح بالعفو عن بعض الميل

و كان الرسول صلي الله عليه و سلم يعدل بين زوجاته في المعامله و النفقات و المبيت و لا يستطيع ان يجعل حبه لهن سواء

الخلاصة ان تعدد الزوجات مباح لا واجب و ان العدل الممكن شرط الاباحة فان لم يكن العدل مرجوا فالتعدد حرام و لكنه صحيح يوجب فيه الحقوق الزوجية




الجوانب الايجابية لتعدد الزوجات

1 – في حالة عقم الزوجة ، و النسل هو الهدف الاول من الزيجة في هذه الحالة يحق للزوج الزواج بأخري

2 – اذا كانت الزوجة مريضة و لا تستطيع اداء واجبتها تجاه زوجها

3 – اذا كانت الزوجة ضيقة التفكير و بذيئة اللسان

4 – اذا قامت الحرب و تيتمت الاطفال و ايمت النساء فهنا علي الرجال الوقوف بجوار النساء و الزواج بهن




الجوانب السلبية

1 – البعض اعتبر تعدد الزواج ملهاة للتمتع الجنسي

2 - تشرد الابناء مما ينتج عنها جرائم

3 – يفقد الزوج اهلا كان يحبهم و كانوا يحبونه و يصبحون خصوما له


اخواني اخواتي اتمني ان الموضوع يكون نال علي رضاكم