من أوسيتيا .. هدية لإيران وصفعة لبوش
السبت 09 أغسطس 2008, 22:49
المواجهات الدامية التي بدأت في أوسيتيا الجنوبية منذ 8 أغسطس 2008 هى رسالة قوية لكل من يهمه الأمر في الغرب بأن تهديدات روسيا بالرد العسكري على توسع الناتو ونشر المنظومة الصاروخية الأمريكية بالقرب من حدودها ، لم تكن مجرد كلام وإنما هى حقيقة واقعة .
صحيح أن الظاهر على السطح أن جورجيا هى من استفزت روسيا عندما شنت غارات جوية على عاصمة أوسيتيا الجنوبية في 8 أغسطس ، أودت بحياة 1400 شخص بينهم 10 من قوات حفظ السلام الروسية ، إلا أن رد الفعل الروسي الغاضب والتدخل العسكري الفوري إنما يؤكد أن هناك نية مبيتة من جانب موسكو لخوض تلك المواجهة بهدف تحذير الغرب وتأديب نظام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي يحاول منذ وصوله للسلطة في عام 2003 عقب "ثورة الورود" المدعومة من الغرب ، الابتعاد عن هيمنة روسيا على الجمهوريات السوفيتية السابقة واستعادة السيطرة على إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللذين كانا قد أعلنا استقلالهما من جانب واحد بدعم من موسكو في بداية التسعينات من القرن الماضي ، بجانب استفزازه الدائم لروسيا عبر مساعيه للانضمام للناتو.
وردود الأفعال التي خرجت من داخل موسكو تدعم صحة ما سبق ، فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن هناك أدلة على وجود تطهير عرقي في قرى تقع بأوسيتيا الجنوبية ، وأن الوضع مستمر في التدهور, ولا يزال المدنيون يلقون حتفهم ، ولم يكتف بذلك بل إنه اتهم أوكرانيا بتشجيع جورجيا على القيام بالتطهير العرقي عبر مساعدتها بالأسلحة .
أيضا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي وصف الهجوم الجورجي على تسخينفالي عاصمة أوسيتيا ب"المغامرة الجورجية القذرة" ، مشيرا إلى أن متطوعين روس مستعدون للقتال في أوسيتيا وسوف يكون من الصعب إيقافهم ، كما توعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بمعاقبة المسئولين عن مقتل مواطنيه في أوسيتيا الجنوبية ، ووصف الوضع في أوسيتيا الجنوبية بأنه "كارثة إنسانية" ، مؤكدا أن قواته تشن عملية عسكرية هناك من أجل إرغام الطرف الجورجي على السلام .
وسائل الإعلام الروسية هى الأخرى وجهت أصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة واتهمتها بإمداد جورجيا بأسلحة حديثة وتحريضها منذ فترة على مهاجمة أوسيتيا الجنوبية ، الأمر الذي يؤكد أن ما يحدث يتجاوز الصراع الجورجي الأوسيتي إلى المواجهة بين موسكو والغرب ، فروسيا لن تتسامح مع مساعي أوكرانيا وجورجيا للانضمام الناتو.
ويبقى رد فعل أبخازيا هو الدليل الأقوى ، فقد سارعت إلى الإعلان عن مساندة أوسيتيا عسكريا عبر الهجوم على قواتها المتمركزة في أراضيها ، ورغم أنها عزت هذا القرار إلى اتفاقية الدفاع المشترك بينهما ولاستباق أي هجوم جورجي مماثل ، إلا أن تلك الخطوة ما كانت لتحدث بدون الضوء الأخضر من روسيا ، بهدف توسيع مساحة المعارك وإيقاع هزيمة سريعة بجورجيا تكون بمثابة الرادع لكل من تسول له نفسه مناطحة الدب الروسي.
وهذا ما حدث بالفعل فلم تستطع جورجيا الصمود أمام القوة العسكرية الروسية وأجبرت بعد يومين فقط من دخولها تسخينفالي على الانسحاب منها ، بل وقام الطيران الحربي الروسي أيضا بقصف قاعــدة فازياني ومطار مارنيولي العسكري قرب تبليسي.
ميزان القوة لصالح موسكو
ورغم أن جورجيا أعلنت التعبئة العامة في صفوف قواتها ، إلا أنها بحسب كثير من المراقبين لن تجرؤ على الدخول في مواجهة عسكرية شاملة وطويلة الأمد مع روسيا لاستعادة السيطرة على إقليمي أوسيتيا وأبخازيا اللذين يسعيان للانفصال عنها وذلك لعدة أسباب منها: ميزان القوة العسكرية الذي يميل لصالح روسيا ، فموسكو تمتلك جيشا يبلغ حجمه 395 ألف جندي و23 ألف دبابة و9900 ناقلات جند مدرعة ، و26000 قطع مدفعية و1809 مقاتلات جوية وطوافات 1932 ، فيما يبلغ حجم الجيش الجورجي 32 ألف جندي ، و128 دبابة و 44 ناقلات جند مدرعة و109 قطع مدفعية ، و18 مقاتلة جوية ، و37طوافات.
هذا بالإضافة إلى أن الغرب لن يستطيع عمل أي شيء في حال اندلاع حرب واسعة بين جورجيا وروسيا في ضوء غرق الناتو في أفغانستان وغرق بوش في العراق ، ولذا دعت واشنطن جميع أطراف النزاع في أوسيتيا الجنوبية للتوصل إلى حل سلمي ، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو إن على جميع الأطراف إنهاء العنف فورا والدخول في محادثات مباشرة لحل هذه القضية سلمياً.
كما أعلن المتحدث باسم القيادة الأمريكية في أوروبا الكولونيل جون دوريان أن القوات الأمريكية المنتشرة في جورجيا ليست ضالعة بأية طريــقة في النزاع، فيما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنها سترسل مبعوثا للمساعدة على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وهناك أمر آخر يصب في صالح موسكو وهو أن جورجيا نفسها غير مستعدة لتطور الأحداث وفق سيناريو النزاع المسلح ، وذلك بعد أن تصاعدت حدة المعارضة الشعبية ضد نظام حكم ساكاشفيلي ، الذي يتهمه كثيرون بسحق المعارضين ونقض وعوده إبان ثورة الورود عام 2003 والتي وصل على إثرها للحكم ، حيث لا يزال الفقر متفشيا بين أبناء الشعب الجورجي.
هدية لإيران
ويبدو أن إيران هى المستفيد الأكبر من أحداث أوسيتيا بعد روسيا ، فالتطورات الأخيرة جاءت بمثابة طوق النجاة لها ، خاصة وأن أمريكا كانت تعد العدة لفرض عقوبات جديدة عليها ، إلا أن استمرار دعم أمريكا لجورجيا من شأنه أن يدفع روسيا لعرقلة تلك العقوبات على الأقل في الأمد المنظور ، وذلك سعيا منها للحصول على تنازلات من الغرب فيما يتعلق بدعم استقلال أوسيتيا وأبخازيا من جهة ، والحليولة دون ضم جورجيا وأكرانيا للناتو من ناحية أخرى.
وهناك تطور آخر لم يكن يتوقعه بوش ، وهو أن رد فعل روسيا العنيف جعل جورجيا تقرر إعادة قواتها بالكامل من العراق وقوامها ألفا جندي ، وهو الأمر الذي أربك خططه في العراق ووضع عقبات جديدة أمام التفكير في شن هجوم عسكري على إيران.
ويتوقع البعض أن لا تقف خسائر بوش عند ما سبق ، فهناك من يرجح انتهاء مواجهات أوسيتيا بهزيمة نكراء لحليفه ميخائيل ساكاشفيلي، قد تطيح به سريعا من السلطة وبالتالي انتهاء صداع طالما أرق مضاجع روسيا وإضعاف نفوذ واشنطن في القوقاز.
ويمكن القول إن روسيا أصبحت أقوى من السابق بمراحل وتلك هى الرسالة التي تحاول إيصالها للغرب عبر إشارات متعددة حيث كانت أوسيتيا كلمة السر هذه المرة .
قصة أوسيتيا
وتاريخ تلك الجمهورية الانفصالية يعود إلى عام 1878 عندما ضمتها روسيا لحدودها وقامت بعد الثورة البلشيفية بتقسيمها إلى كيانين، ألحق الشمالي بالاتحاد الروسي والجنوبي بجورجيا .
ومنذ أن استقلت تبليسي عن الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات وهى تسعى لفرض اللغة الجورجية على كل الإدارات الأوسيتية، ولذا سرعان ما تكونت جماعات مسلحة تسعى للاستقلال عن تبليسي والانضمام لروسيا ، خاصة وأن معظم سكانها البالغ عددهم 70 ألفاً يحملون الجنسية الروسية ، فيما تشكل نسبة الجورجيين 25 في المائة فقط .
وفي 28 نوفمبر 1991 ، أعلنت استقلالها عن تبليسي ولكنها لم تحظ باعتراف دولي ، وإثر تلك الخطوة ، اندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الجورجية والانفصاليين انتهت عام 1992 بتوصل الجانبين إلى اتفاق سلام تضمن نشر قوات حفظ سلام روسية في منطقة الحدود بينهما ، إلا أنه في عام 2004 ، زج الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بقواته في معركة طاحنة ضد هذه الجمهورية الانفصالية لتندحر قواته بعد أشهر وتسود هدنة جديدة .
وفي عام 2006 ، أجرت أوسيتيا استفتاء لتقرير المصير ، وجاءت النتائج بالموافقة على الاستقلال ، وأجرت انتخابات رئاسية في السنة نفسها، ويتولى مقاليد السلطة حاليا الرئيس ادوارد كوكويتي .
ولأوسيتيا وأبخازيا أهمية استراتيجية لروسيا ، حيث يذكر خبير معهد التحليلات السياسية والعسكرية الروسية الكسندر خرامتشيخين أن الكرملين ينطلق من أنه إذا كان انضمام جورجيا لحلف الناتو حتميا فلتنضم بدون أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ، الأمر الذي يتيح لروسيا الحفاظ على تواجدها في منطقتي البحر الأسود وجنوب القوقاز.
صحيح أن الظاهر على السطح أن جورجيا هى من استفزت روسيا عندما شنت غارات جوية على عاصمة أوسيتيا الجنوبية في 8 أغسطس ، أودت بحياة 1400 شخص بينهم 10 من قوات حفظ السلام الروسية ، إلا أن رد الفعل الروسي الغاضب والتدخل العسكري الفوري إنما يؤكد أن هناك نية مبيتة من جانب موسكو لخوض تلك المواجهة بهدف تحذير الغرب وتأديب نظام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي يحاول منذ وصوله للسلطة في عام 2003 عقب "ثورة الورود" المدعومة من الغرب ، الابتعاد عن هيمنة روسيا على الجمهوريات السوفيتية السابقة واستعادة السيطرة على إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللذين كانا قد أعلنا استقلالهما من جانب واحد بدعم من موسكو في بداية التسعينات من القرن الماضي ، بجانب استفزازه الدائم لروسيا عبر مساعيه للانضمام للناتو.
وردود الأفعال التي خرجت من داخل موسكو تدعم صحة ما سبق ، فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن هناك أدلة على وجود تطهير عرقي في قرى تقع بأوسيتيا الجنوبية ، وأن الوضع مستمر في التدهور, ولا يزال المدنيون يلقون حتفهم ، ولم يكتف بذلك بل إنه اتهم أوكرانيا بتشجيع جورجيا على القيام بالتطهير العرقي عبر مساعدتها بالأسلحة .
أيضا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي وصف الهجوم الجورجي على تسخينفالي عاصمة أوسيتيا ب"المغامرة الجورجية القذرة" ، مشيرا إلى أن متطوعين روس مستعدون للقتال في أوسيتيا وسوف يكون من الصعب إيقافهم ، كما توعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بمعاقبة المسئولين عن مقتل مواطنيه في أوسيتيا الجنوبية ، ووصف الوضع في أوسيتيا الجنوبية بأنه "كارثة إنسانية" ، مؤكدا أن قواته تشن عملية عسكرية هناك من أجل إرغام الطرف الجورجي على السلام .
وسائل الإعلام الروسية هى الأخرى وجهت أصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة واتهمتها بإمداد جورجيا بأسلحة حديثة وتحريضها منذ فترة على مهاجمة أوسيتيا الجنوبية ، الأمر الذي يؤكد أن ما يحدث يتجاوز الصراع الجورجي الأوسيتي إلى المواجهة بين موسكو والغرب ، فروسيا لن تتسامح مع مساعي أوكرانيا وجورجيا للانضمام الناتو.
ويبقى رد فعل أبخازيا هو الدليل الأقوى ، فقد سارعت إلى الإعلان عن مساندة أوسيتيا عسكريا عبر الهجوم على قواتها المتمركزة في أراضيها ، ورغم أنها عزت هذا القرار إلى اتفاقية الدفاع المشترك بينهما ولاستباق أي هجوم جورجي مماثل ، إلا أن تلك الخطوة ما كانت لتحدث بدون الضوء الأخضر من روسيا ، بهدف توسيع مساحة المعارك وإيقاع هزيمة سريعة بجورجيا تكون بمثابة الرادع لكل من تسول له نفسه مناطحة الدب الروسي.
وهذا ما حدث بالفعل فلم تستطع جورجيا الصمود أمام القوة العسكرية الروسية وأجبرت بعد يومين فقط من دخولها تسخينفالي على الانسحاب منها ، بل وقام الطيران الحربي الروسي أيضا بقصف قاعــدة فازياني ومطار مارنيولي العسكري قرب تبليسي.
ميزان القوة لصالح موسكو
ورغم أن جورجيا أعلنت التعبئة العامة في صفوف قواتها ، إلا أنها بحسب كثير من المراقبين لن تجرؤ على الدخول في مواجهة عسكرية شاملة وطويلة الأمد مع روسيا لاستعادة السيطرة على إقليمي أوسيتيا وأبخازيا اللذين يسعيان للانفصال عنها وذلك لعدة أسباب منها: ميزان القوة العسكرية الذي يميل لصالح روسيا ، فموسكو تمتلك جيشا يبلغ حجمه 395 ألف جندي و23 ألف دبابة و9900 ناقلات جند مدرعة ، و26000 قطع مدفعية و1809 مقاتلات جوية وطوافات 1932 ، فيما يبلغ حجم الجيش الجورجي 32 ألف جندي ، و128 دبابة و 44 ناقلات جند مدرعة و109 قطع مدفعية ، و18 مقاتلة جوية ، و37طوافات.
اشتعال المواجهة بين القوات الروسية والجورجية | <td width=1>
هذا بالإضافة إلى أن الغرب لن يستطيع عمل أي شيء في حال اندلاع حرب واسعة بين جورجيا وروسيا في ضوء غرق الناتو في أفغانستان وغرق بوش في العراق ، ولذا دعت واشنطن جميع أطراف النزاع في أوسيتيا الجنوبية للتوصل إلى حل سلمي ، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو إن على جميع الأطراف إنهاء العنف فورا والدخول في محادثات مباشرة لحل هذه القضية سلمياً.
كما أعلن المتحدث باسم القيادة الأمريكية في أوروبا الكولونيل جون دوريان أن القوات الأمريكية المنتشرة في جورجيا ليست ضالعة بأية طريــقة في النزاع، فيما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنها سترسل مبعوثا للمساعدة على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وهناك أمر آخر يصب في صالح موسكو وهو أن جورجيا نفسها غير مستعدة لتطور الأحداث وفق سيناريو النزاع المسلح ، وذلك بعد أن تصاعدت حدة المعارضة الشعبية ضد نظام حكم ساكاشفيلي ، الذي يتهمه كثيرون بسحق المعارضين ونقض وعوده إبان ثورة الورود عام 2003 والتي وصل على إثرها للحكم ، حيث لا يزال الفقر متفشيا بين أبناء الشعب الجورجي.
هدية لإيران
ويبدو أن إيران هى المستفيد الأكبر من أحداث أوسيتيا بعد روسيا ، فالتطورات الأخيرة جاءت بمثابة طوق النجاة لها ، خاصة وأن أمريكا كانت تعد العدة لفرض عقوبات جديدة عليها ، إلا أن استمرار دعم أمريكا لجورجيا من شأنه أن يدفع روسيا لعرقلة تلك العقوبات على الأقل في الأمد المنظور ، وذلك سعيا منها للحصول على تنازلات من الغرب فيما يتعلق بدعم استقلال أوسيتيا وأبخازيا من جهة ، والحليولة دون ضم جورجيا وأكرانيا للناتو من ناحية أخرى.
وهناك تطور آخر لم يكن يتوقعه بوش ، وهو أن رد فعل روسيا العنيف جعل جورجيا تقرر إعادة قواتها بالكامل من العراق وقوامها ألفا جندي ، وهو الأمر الذي أربك خططه في العراق ووضع عقبات جديدة أمام التفكير في شن هجوم عسكري على إيران.
ويتوقع البعض أن لا تقف خسائر بوش عند ما سبق ، فهناك من يرجح انتهاء مواجهات أوسيتيا بهزيمة نكراء لحليفه ميخائيل ساكاشفيلي، قد تطيح به سريعا من السلطة وبالتالي انتهاء صداع طالما أرق مضاجع روسيا وإضعاف نفوذ واشنطن في القوقاز.
ويمكن القول إن روسيا أصبحت أقوى من السابق بمراحل وتلك هى الرسالة التي تحاول إيصالها للغرب عبر إشارات متعددة حيث كانت أوسيتيا كلمة السر هذه المرة .
قصة أوسيتيا
وتاريخ تلك الجمهورية الانفصالية يعود إلى عام 1878 عندما ضمتها روسيا لحدودها وقامت بعد الثورة البلشيفية بتقسيمها إلى كيانين، ألحق الشمالي بالاتحاد الروسي والجنوبي بجورجيا .
أحد ضحايا المواجهات في أوسيتيا | <td width=1>
ومنذ أن استقلت تبليسي عن الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات وهى تسعى لفرض اللغة الجورجية على كل الإدارات الأوسيتية، ولذا سرعان ما تكونت جماعات مسلحة تسعى للاستقلال عن تبليسي والانضمام لروسيا ، خاصة وأن معظم سكانها البالغ عددهم 70 ألفاً يحملون الجنسية الروسية ، فيما تشكل نسبة الجورجيين 25 في المائة فقط .
وفي 28 نوفمبر 1991 ، أعلنت استقلالها عن تبليسي ولكنها لم تحظ باعتراف دولي ، وإثر تلك الخطوة ، اندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الجورجية والانفصاليين انتهت عام 1992 بتوصل الجانبين إلى اتفاق سلام تضمن نشر قوات حفظ سلام روسية في منطقة الحدود بينهما ، إلا أنه في عام 2004 ، زج الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بقواته في معركة طاحنة ضد هذه الجمهورية الانفصالية لتندحر قواته بعد أشهر وتسود هدنة جديدة .
وفي عام 2006 ، أجرت أوسيتيا استفتاء لتقرير المصير ، وجاءت النتائج بالموافقة على الاستقلال ، وأجرت انتخابات رئاسية في السنة نفسها، ويتولى مقاليد السلطة حاليا الرئيس ادوارد كوكويتي .
ولأوسيتيا وأبخازيا أهمية استراتيجية لروسيا ، حيث يذكر خبير معهد التحليلات السياسية والعسكرية الروسية الكسندر خرامتشيخين أن الكرملين ينطلق من أنه إذا كان انضمام جورجيا لحلف الناتو حتميا فلتنضم بدون أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ، الأمر الذي يتيح لروسيا الحفاظ على تواجدها في منطقتي البحر الأسود وجنوب القوقاز.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى