معسكرات صيفية لمعالجة بدانة الأطفال

تقوم المستشفيات والمصحات في هولندا بمعالجة ما يقرب من ثلاثة آلاف طفل سنويا تتراوح أعمارهم ما بين أربعة إلى أربعة عشرة سنة يعانون من مشكلة البدانة. وليست المشكلة هي ارتفاع عدد الأطفال البدينين لكن معدلات الوزن تزداد هي الأخرى من سنة إلى أخرى. ومن المعروف أن الزيادة المفرطة في الوزن لها انعكاسات سلبية على صحة الإنسان، ولهذا السبب يتعلم الأطفال السمان في مخيم "انتصار من أجل الحياة" طرق التغذية والأكل الصحية مع المزيد من الحركة والتمارين.





وعلى أنغام أنشودة "على الجانب" للمغني هيرمان فان فين، يسحب المشاركون

في مخيم الانتصار في مدينة بيتان مقاعدهم للجلوس إلى طاولة الغذاء وعليها خبز وحشوات سندوتشات، موضوعة على صحون ذات لون أخضر ويرمز لونها إلى الوجبة الصحية فيما ترمز الصحون ذات اللون البرتقالي إلى الوجبة الأقل توازنا. وتختار واحدة من البنات أكل المربى، فيما ترغب الأخرى في أكل شرائح من الجبن المدخن، ويفضل طفل آخر أكل الخبز واضعا عليه شرائح من الخيار والطماطم.


شوكة وسكين

ويطغى صوت السكاكين والشوكات على أصوات الأطفال وهم يتناولون فطورهم، "ويتعلم الأطفال جميعهم الأكل باستعمال السكين والشوكة وهي طريقة تساعدهم في الأكل بتأن كما تتلقى الأعصاب مبكرا الإشارة بامتلاء المعدة، وربما يعني ذلك أن المرء سيقلل من الأكل" تقول ماريكا دي بور، مديرة مخيم "انتصار من أجل الحياة"، وتضيف مونيكا قائلة "نريد أن يتعلم الأطفال أيضا أن الحركة يمكن أن تكون نشاطا جميلا، وأن الأكل الصحي يكون لذيذا أيضا، "وإذا ما أقتنع الأطفال بهذه الأفكار فإن ذلك سوف يساعدهم في التقليل من زيادة الوزن من تلقاء أنفسهم.

وفي بعض الأحيان يتسبب استخدام الأدوية وبعض الأمراض في زيادة الوزن/ لكن يمكن أن يرجع السبب أيضا إلى الأكل المفرط وقلة الحركة. وحسب منظمي المبادرة يكون لبعض الأطفال القابلية للسمنة أو لزيادة الوزن أكثر من أطفال آخرين. وفي كثير من الأحيان ينصح الأطباء وأخصائيو الحمية الغذائية الأطفال البدينين بالتوجه إلى مخيم "النصر من أجل الحياة". الطفلة لورا التي يبلغ سنها ثلاث عشرة سنة قدمت من بلجيكا من تلقاء نفسها. تقول لورا "أريد أن اخفض من وزني، في بلجيكا كل الناس تقريبا يتمتعون بالرشاقة أما أنا فأرى نفسي بدينة. أما هنا فيوجد لدينا برنامج غذائي منتظم. في البيت أقوم بتناول المزيد من شرائح البطاطس المقلية آخذها كل مساء من المطبخ، أما هنا فليس لدي أي شعور بالجوع إطلاقا إذا ما أكلت بما فيه الكفاية في وجبة المساء.


التحول الكبير

مرت حتى الآن ست سنوات منذ إنشاء مخيم "انتصار من أجل الحياة"، وتؤكد التجربة أنه طوّر الآن وصفة نجاح موثوق فيها في مجال مساعدة الأطفال في التخلص من السمنة وزيادة الوزن. وتعمل المنظمة مع متطوعين هم في الأصل مختصون نفسيون وأخصائيو الحمية الغذائية والمعالجون بالحركة. والكثير من الأطفال المصابون بالبدانة يحملون صورة سلبية عن ذواتهم، تقول ماريكا دي بور، "ويتعرضون في المدرسة للمضايقات من طرف زملاءهم بسبب مظهرهم، كما أنهم يعتقدون بسرعة أن لا أحد يشعر بوسامتهم أو بجاذبيتهم. ونحن نلقنهم كيف يواجهون مثل تلك المواقف."

في ذلك المخيم الصيفي يقضي الأطفال اليوم كله في حركة دائم، وتستمتع لورا كثيراً من جولاتها بالدراجة الهوائية وهي تتجه الى ميادين لعبة الهوكي، تشعر بالحمى من جراء الحركة الدائمة، وتقفز من فوق المقاعد لتصل إلى ميدان كرة القدم. أما بعد الظهر فهناك في البرنامج ما يسمى" بالتحول الكبير"، يقدم في هذا البرنامج للأولاد نصائح وأفكارا حول كيفية يكسب قلب فتاة، وتتعلم البنات كيفية طلاء الأظافر، أو زيارة حلاق السيدات، استخدام مساحيق التجميل. واختارت لورا أن تذهب إلى قاعة حلاقة الموضة فهي تعطي تصفيفة شعر "قوية وجذابة".


المخيم ليس لتخفيف الوزن

وحول ما إذا كان المخيم يحقق التأثير المرغوب فيه أم لا، فذلك لا يمكن التأكد منه. عند قدوم المشاركين في البرنامج ومغادرتهم، يتم تسجيل بيانات عن وزنهم، وتؤخذ مقاسات مؤشر بي.ام.اي. الخاصة بالجسم، "لكننا لسنا في مركز لتخفيض الوزن" تقول دي بور، فالأطفال حسب مديرة البرنامج يمكنهم التخلص من الوزن المفرط أكثر من البالغين، وهناك تسعة من عشرة أطفال يفقدون من اثنين إلى ثلاثة كيلوغرامات من وزنهم خلال أسبوعين من إقامتهم بالمخيم." هناك بعض الأطفال الذين لا يتمكنون من خفض الوزن وهم لا يكادون الوصول إلى نتيجة مطلقا. وبعد ستة أشهر من الآن سنقوم بتنظيم يوما يعود فيه المشاركون. لقد صادف أن رأينا بعض الأطفال من فقدوا أكثر من عشرين كيلوغراما من الوزن من خلال التغير الجذري الذي أحدثوه في طريقة حياتهم. وتنصح ماريكا دي بور الأطفال بضرورة الذهاب إلى المسبح بانتظام الاشتراك في أي من النوادي الرياضية. وحتى الآباء والأمهات يشملهم البرنامج من خلال يوم مخصص لتلقينهم درسا في الغذاء يتعلمون فيه بأن القلي في الزيت هو أكثر صحية من استعمال الزبدة.


اختلاف الأذواق

وفي نهاية "يوم التحول الكبير "يغادر الأطفال القرية وهم يحملون في أيديهم وردة، أما البنات فيرغبن في تنظيم عرض للأزياء على منصة العرض. وفيما يخص لاورا فقد تمكنت من ربط صداقات جديدة مع بعض المشاركات، وليس لديها أي اهتمام بالذكور منهم. وحول سؤال ما إن كان بينهم طفل وسيم، تقول لورا بحزم "لا، إنهم بشعون كلهم، ببساطة


--------------------------------------------------------------------------------


منقول من اذاعة هولندا العالمية