مصر: أحياء تحت أنقاض المقطم يستغيثون وسط غضب شعبي
الأحد 07 سبتمبر 2008, 18:55
كشفت مصادر إعلامية، اليوم الأحد، عن وجود استغاثات عبر الهواتف النقالة "الموبايل" من مدفونين تحت أنقاض الانهيار الصخري لجبل المقطم بمنطقة الدويقة بالقاهرة، إلا أن رجال الإغاثة عاجزين عن تحديد مواقعهم، وسط غضب شعبي من بطء عمليات الإنقاذ.
وكان انهيار صخري لجبل المقطم المطل على منطقة الدويقة السبت أدى لمقتل 30 شخصا وإصابة العشرات، ودفن المئات تحت أنقاض منازلهم، ومازالت هناك كتل صخرية ضخمة تحول عمل القوات المسلحة للوصول إلى أحياء.
وأوضحت المصادر أن هناك تضاربا بين الأرقام الرسمية وتقديرات السكان بشأن عدد المحاصرين أو الضحايا تحت الأنقاض، فبينما تقدرهم السلطات ما بين 300 و350 شخصا يقول الأهالي إن الانهيار دمر ما بين خمسين ومائة منزل يوجد بكل واحد منها عشرة أشخاص.
وقال محمد صابر من سكان المنطقة" فجأة سمعت رنين التليفون فرفت السماعة فإذا بشقيقي يستغيث بي ويقول بصوت مخنوق: الحقني يا خويا، الجبل فوق رأسي والصخور سوف تقتلني أنا والأولاد".
لكن محمد لم يستطيع تحديد مكان شقيقه بالضبط تحت الأنقاض فتوجه إلى المسعفين ورجال القوات المسلحة ليخبرهم بأن هناك أحياء تحت الصخور والمباني المهدمة يستغيثون.
وروت فاطمة الزهراء أنها تلقت فجأة اتصالا هاتفيا من أختها وهى تحت الأنقاض قالت فيه "الحقيني يا فاطمة أنا بأموت.. وصيتك ابنتي". وفجأة انقطع الاتصال وذهبت فاطمة تهرول نحو رجال الدفاع المدني لإنقاذ أختها.
وتواصل فرق الإنقاذ المصرية ومواطنون محاولات البحث عن أحياء وانتشال الجثث وسط صدامات بين الأهالي ورجال الإنقاذ، وقالت مصادر أمنية إن مئات الأشخاص مدفونين تحت الأنقاض، وأن عمليات الإنقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضحمة فوق البيوت المهدمة.
ومع مرور الوقت تزايد غضب الأهالي من بطء جهود الإنقاذ، وقالت مصادر إن السكان اعتدوا على طواقم تصوير صحفية وكسروا كاميرا لإحدى القنوات التلفزيونية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن السكان الغاضبين رشقوا قوات الأمن بالحجارة وصرخوا بوجوه فرق الإنقاذ، وعزت السبب إلى غضب الأهالي من بطء جهود الإنقاذ ومطالبتهم بمغادرة المنطقة وترك العمل للخبراء.
وقال خبير الإسكان المصري وأستاذ الهندسة الإنشائية د ممدوح حمزة: هناك دراسات منذ عام 1993 أجريت على جبل المقطم وتوقعت حدوث هذه الانهيارات وحذرنا منها أكثر من مرة."
وأضاف أن التكوين الجيولوجي لجبل المقطم فيه طبقات من الطفلة التي تتأثر بالمياه فإذا تخللت هذه الصخور، فمن الطبيعي أن تسقط إذا ذابت هذه الطفلة بفعل المياه.
وكان أهالي الدويقة قد نظموا العديد من المظاهرات احتجاجا على رفض وزارة الإسكان تسليمهم الشقق المقررة لهم، تعويضا عن مساكنهم التي تم هدمها، لوقوعها في حيز مشروع تطوير المنطقة، لكن الوزارة لم تستجب لمطالبهم بحجة أن حالة منازلهم الحالية غير خطيرة.
وتحولت شوارع حي الدويقة إلى ما يشبه مخيمات اللاجئين حيث افترش الأهالي الأرصفة والشوارع الضيقة، وارتفع صراخهم وعويلهم ناقمين على الحكومة.
ولأن المنطقة لا تقع ضمن اهتمامات الدولة فلا توجد بها كهرباء ولا مياه، بل أن الأهالي يمدون أسلاكا كهربائية من الوصلات الرئيسية في الشوارع المحيطة بالمنطقة، وتمتد الأسلاك فوق أسطح المنازل مما يشكل خطرا جسيما عليهم بالإضافة إلى خطر الصخور.
ويعلق د يحي القزاز أستاذ الجيولوجيا لفضائية "العربية" عن أسباب هذا الانهيار قائلا: "ما حدث ليس مفاجئا، فقد تم تصوير المقطم بالأقمار الصناعية عام ١٩٥٦ وأعيد تصويره عام ٢٠٠٠ لمقارنة الصورتين، وكشفت المقارنة أن حجم الانهيارات السنوي بالمقطم يقدر بـ١٧٠ سنتيمتراً.
وأضاف: هنا حذرنا من تواجد سكان بالقرب من المنطقة، ولكن لا أحد يستجيب الا بعدما تقع الكارثة، ويذهب المصريون الفقراء ضحايا لها، ومن المتوقع حدوث مزيد من الانهيارات بفعل المياه.
وأوضح د القزاز أن منطقة المقطم تتكون من الحجر الجيري والطفلة ومن المعروف أنه إذا تأثرت الطفلة بالمياه فإنها «تنتفش» وتطرأ زيادات وشروخ في الصخور، ولكن أخطر ما يواجه المقطم هو القصور الفارهة التي أنشئت بالقرب من الحافة التي يحدث بها الانهيار، فهذه القصور الفارهة تبنى على حافة جبل المقطم مما يستدعى أعمال حفر كبيرة تؤثر في الجبل.
على جانب آخر قامت قوات من الدفاع المدني برفع قضبان السكك الحديدية، والتي لا تفصل عن أبواب بيوت المنطقة سوى 60 سم، كما قررت إخلاء عدد من المنازل لهدمها حتى تتمكن من الوصول لقلب المنطقة المنكوبة، وهذا يتطلب ما لا يقل عن يوم كامل حتى تتمكن قوات الإنقاذ والمعدات الثقيلة من الدخول إلى المنطقة مما يعني ارتفاع عدد الضحايا.
وقال د يحي القزاز إن الحل الوحيد للحفاظ علي المقطم، إنشاء شبكة صرف صحي سليمة وخاصة في الأطراف التي تكون دائما مهددة بالانهيار بمرور الوقت والتغيرات المناخية.
وأضاف: لابد من إعادة النظر في ضوابط البناء علي هضبة المقطم، من تحديد العمق المطلوب في حفر أساس المساكن، مع وجود شبكة صرف صحي سليمة تمنع تسرب المياه، بالإضافة إلي استخدام الحدائق والمتنزهات بحرص شديد، خاصة طريقة ريها بالمياه.
وتشتهر هذه المنطقة العشوائية بالازدحام إذ يقطنها أكثر من نصف مليون شخص، أغلبهم مهاجرون من الأرياف، بحثا عن فرص عمل في القاهرة التي يبلغ سكانها أكثر من 17 مليون نسمة. وتقيم العديد من العوائل من سكان الحي في غرفة واحدة، ولا يتوفر الصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية في الحي المقام على جرف صخري.
وكان انهيار صخري لجبل المقطم المطل على منطقة الدويقة السبت أدى لمقتل 30 شخصا وإصابة العشرات، ودفن المئات تحت أنقاض منازلهم، ومازالت هناك كتل صخرية ضخمة تحول عمل القوات المسلحة للوصول إلى أحياء.
وأوضحت المصادر أن هناك تضاربا بين الأرقام الرسمية وتقديرات السكان بشأن عدد المحاصرين أو الضحايا تحت الأنقاض، فبينما تقدرهم السلطات ما بين 300 و350 شخصا يقول الأهالي إن الانهيار دمر ما بين خمسين ومائة منزل يوجد بكل واحد منها عشرة أشخاص.
وقال محمد صابر من سكان المنطقة" فجأة سمعت رنين التليفون فرفت السماعة فإذا بشقيقي يستغيث بي ويقول بصوت مخنوق: الحقني يا خويا، الجبل فوق رأسي والصخور سوف تقتلني أنا والأولاد".
لكن محمد لم يستطيع تحديد مكان شقيقه بالضبط تحت الأنقاض فتوجه إلى المسعفين ورجال القوات المسلحة ليخبرهم بأن هناك أحياء تحت الصخور والمباني المهدمة يستغيثون.
وروت فاطمة الزهراء أنها تلقت فجأة اتصالا هاتفيا من أختها وهى تحت الأنقاض قالت فيه "الحقيني يا فاطمة أنا بأموت.. وصيتك ابنتي". وفجأة انقطع الاتصال وذهبت فاطمة تهرول نحو رجال الدفاع المدني لإنقاذ أختها.
وتواصل فرق الإنقاذ المصرية ومواطنون محاولات البحث عن أحياء وانتشال الجثث وسط صدامات بين الأهالي ورجال الإنقاذ، وقالت مصادر أمنية إن مئات الأشخاص مدفونين تحت الأنقاض، وأن عمليات الإنقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضحمة فوق البيوت المهدمة.
ومع مرور الوقت تزايد غضب الأهالي من بطء جهود الإنقاذ، وقالت مصادر إن السكان اعتدوا على طواقم تصوير صحفية وكسروا كاميرا لإحدى القنوات التلفزيونية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن السكان الغاضبين رشقوا قوات الأمن بالحجارة وصرخوا بوجوه فرق الإنقاذ، وعزت السبب إلى غضب الأهالي من بطء جهود الإنقاذ ومطالبتهم بمغادرة المنطقة وترك العمل للخبراء.
وقال خبير الإسكان المصري وأستاذ الهندسة الإنشائية د ممدوح حمزة: هناك دراسات منذ عام 1993 أجريت على جبل المقطم وتوقعت حدوث هذه الانهيارات وحذرنا منها أكثر من مرة."
وأضاف أن التكوين الجيولوجي لجبل المقطم فيه طبقات من الطفلة التي تتأثر بالمياه فإذا تخللت هذه الصخور، فمن الطبيعي أن تسقط إذا ذابت هذه الطفلة بفعل المياه.
وكان أهالي الدويقة قد نظموا العديد من المظاهرات احتجاجا على رفض وزارة الإسكان تسليمهم الشقق المقررة لهم، تعويضا عن مساكنهم التي تم هدمها، لوقوعها في حيز مشروع تطوير المنطقة، لكن الوزارة لم تستجب لمطالبهم بحجة أن حالة منازلهم الحالية غير خطيرة.
وتحولت شوارع حي الدويقة إلى ما يشبه مخيمات اللاجئين حيث افترش الأهالي الأرصفة والشوارع الضيقة، وارتفع صراخهم وعويلهم ناقمين على الحكومة.
ولأن المنطقة لا تقع ضمن اهتمامات الدولة فلا توجد بها كهرباء ولا مياه، بل أن الأهالي يمدون أسلاكا كهربائية من الوصلات الرئيسية في الشوارع المحيطة بالمنطقة، وتمتد الأسلاك فوق أسطح المنازل مما يشكل خطرا جسيما عليهم بالإضافة إلى خطر الصخور.
ويعلق د يحي القزاز أستاذ الجيولوجيا لفضائية "العربية" عن أسباب هذا الانهيار قائلا: "ما حدث ليس مفاجئا، فقد تم تصوير المقطم بالأقمار الصناعية عام ١٩٥٦ وأعيد تصويره عام ٢٠٠٠ لمقارنة الصورتين، وكشفت المقارنة أن حجم الانهيارات السنوي بالمقطم يقدر بـ١٧٠ سنتيمتراً.
وأضاف: هنا حذرنا من تواجد سكان بالقرب من المنطقة، ولكن لا أحد يستجيب الا بعدما تقع الكارثة، ويذهب المصريون الفقراء ضحايا لها، ومن المتوقع حدوث مزيد من الانهيارات بفعل المياه.
وأوضح د القزاز أن منطقة المقطم تتكون من الحجر الجيري والطفلة ومن المعروف أنه إذا تأثرت الطفلة بالمياه فإنها «تنتفش» وتطرأ زيادات وشروخ في الصخور، ولكن أخطر ما يواجه المقطم هو القصور الفارهة التي أنشئت بالقرب من الحافة التي يحدث بها الانهيار، فهذه القصور الفارهة تبنى على حافة جبل المقطم مما يستدعى أعمال حفر كبيرة تؤثر في الجبل.
على جانب آخر قامت قوات من الدفاع المدني برفع قضبان السكك الحديدية، والتي لا تفصل عن أبواب بيوت المنطقة سوى 60 سم، كما قررت إخلاء عدد من المنازل لهدمها حتى تتمكن من الوصول لقلب المنطقة المنكوبة، وهذا يتطلب ما لا يقل عن يوم كامل حتى تتمكن قوات الإنقاذ والمعدات الثقيلة من الدخول إلى المنطقة مما يعني ارتفاع عدد الضحايا.
وقال د يحي القزاز إن الحل الوحيد للحفاظ علي المقطم، إنشاء شبكة صرف صحي سليمة وخاصة في الأطراف التي تكون دائما مهددة بالانهيار بمرور الوقت والتغيرات المناخية.
وأضاف: لابد من إعادة النظر في ضوابط البناء علي هضبة المقطم، من تحديد العمق المطلوب في حفر أساس المساكن، مع وجود شبكة صرف صحي سليمة تمنع تسرب المياه، بالإضافة إلي استخدام الحدائق والمتنزهات بحرص شديد، خاصة طريقة ريها بالمياه.
وتشتهر هذه المنطقة العشوائية بالازدحام إذ يقطنها أكثر من نصف مليون شخص، أغلبهم مهاجرون من الأرياف، بحثا عن فرص عمل في القاهرة التي يبلغ سكانها أكثر من 17 مليون نسمة. وتقيم العديد من العوائل من سكان الحي في غرفة واحدة، ولا يتوفر الصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية في الحي المقام على جرف صخري.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى