أضواء على الانتخابات الأمريكية
السبت 01 نوفمبر 2008, 19:33
ما زالت الاستطلاعات تؤكد تقدم المرشح الديمقراطي باراك أوباما على الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإن كان الفارق بدأ في التقلص، وسط تصاعد الحملة الانتخابية لكلا الطرفين وهجوم متبادل، وتركيز على نقاط الضعف التي يراها كل طرف في الآخر، وقد ازداد الاهتمام بالملفات الداخلية إثر تنامي الأزمة المالية على حساب الملفات الخارجية كالحرب على العراق وأفغانستان. من ناحية أخرى احتل ملف العنصرية حيزًا واضحًا في الحملة، خصوصًا وأن أحد أطرافها من الأقلية السوداء وله جذور إسلامية.
العنصرية في الحملة الانتخابية
رغم المزاعم حول الحرية والمساواة في أمريكا إلا أن الحملة الانتخابية للرئاسة كشفت بوضوح أن العنصرية في أبشع صورها ما زالت تعشش في أركان المجتمع الأمريكي؛ فقد استغل منافسو المرشح الرئاسي باراك أوباما انتماءه لأصول سوداء وجذور إسلامية في النيل منه
رغم المزاعم حول الحرية والمساواة في أمريكا إلا أن الحملة الانتخابية للرئاسة كشفت بوضوح أن العنصرية في أبشع صورها ما زالت تعشش في أركان المجتمع الأمريكي؛ فقد استغل منافسو المرشح الرئاسي باراك أوباما انتماءه لأصول سوداء وجذور إسلامية في النيل منه، رغم إعلانه عن "مسيحيته" وتمسكه بها؛ الأمر الذي دعا 100 من الأكاديميين الأمريكيين المسلمين للتوقيع على عريضة تنتقد تصاعد العداء للإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشاروا إلى أنه لم يسبق منذ انتخاب جون كينيدي "كاثوليكي" عام 1960 أن أثار المعتقد الديني لمرشح أمريكي للرئاسة هذا القدر من التحريف، مستشهدين بـ"التأكيدات الكاذبة لمجموعات متطرفة بأن باراك أوباما مسلم". وقال الأكاديميون: إن "هذا يندرج ضمن حملة كراهية معادية للإسلام تغذي الأفكار المسبقة ضد الأمريكيين الذين يدينون بالإسلام"، وقال المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إبراهيم هوبر: "إن حجم الافتراءات بحق الإسلام والمسلمين بلغ حدًا بات يجعل المرشحين للرئاسة يترددان في إجراء اتصالات مع المجموعة المسلمة خشية التعرض لهجمات خصومهما". وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول، قد قال عقب إعلان دعمه لأوباما:
"هل من مشكلة في أن يكون المرء مسلمًا في هذا البلد؟ الجواب هو لا"، معربًا عن استيائه لسماع مسئولين كبار في الحزب الجمهوري "يوحون بأن أوباما مسلم قد يكون على ارتباط بمجموعات إرهابية. هذا غير جائز في أمريكا". وفي نفس السياق وزعت منظمة أمريكية أكثر من 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي يسيء للإسلام خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف التأثير على الناخب الأمريكي وجعله يصوِّت للمرشح الجمهوري جون ماكين، وتزعم المنظمة أن ماكين سيسعى لمواجهة "الإرهاب" ودرئه، بينما يمكن أن يجعل المرشح الديمقراطي باراك أوباما الوضع أسوأ. أما العنصرية تجاه اللون فقد نشرت البي بي سي تحقيقًا قالت فيه: "تشكل العنصرية علامة الاستفهام الكبرى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008. وعلى الرغم من أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المرشح الديمقراطي، إلا أن هناك شعورًا عامًا بأنه قد يخسر. ولكن ما يحير الحزب الديمقراطي هو مدى صحة استطلاعات الرأي ودقتها. ويحتار الحزب أيضًا حيال عدد الناخبين الذين يجيبون أنهم سينتخبون أوباما كي لا يبدوا عنصريين، لكنهم يوم الانتخاب ولدى دخولهم وراء الستار فعندها قد يكون قرارهم مغايرًا لما سبق وأدلوا به"، ونقلت عن أحد الناخبين المؤيدين للحزب الديمقراطي قوله: لن أقترع لصالح أوباما، فهو أسود"، ويضيف: "لو لم يكن أوباما لكنت اقترعت للديمقراطيين؛ لأن السود يسببون المشاكل، هذا هو شعوري".
الموقف من الكيان الصهيوني
لا يختلف الموقف من الكيان الصهيوني عند كلا المرشحين؛ فهناك تأييد واضح لما يسمى أمن "إسرائيل" وتجريم كافة أعمال المقاومة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه، وتبني الآراء المطاطية بشأن الدولة الفلسطينية
لا يختلف الموقف من الكيان الصهيوني عند كلا المرشحين؛ فهناك تأييد واضح لما يسمى أمن "إسرائيل" وتجريم كافة أعمال المقاومة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه، وتبني الآراء المطاطية بشأن الدولة الفلسطينية، فقد صرح المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الذكرى الستين لاحتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني: إن "ما أحبه في إسرائيل أنها ديمقراطية قوية"، وأضاف: الرسالة التي يجب نشرها في أصقاع العالم "أننا سنقف مع إسرائيل ونريدها أن تستمر لا لستين عامًا فقط وإنما لستمائة"، بينما قال المرشح الجمهوري جون ماكين: إن "التحديات في تاريخ إسرائيل كانت القاعدة لا الاستثناء، وشعبها صقل على محك الأزمة المرة تلو الأخرى"، ووعد بأن "تبقى إسرائيل دائمًا، وتستمر دائمًا الروابط الحيوية بين شعبينا". ورصدت صحيفة "آسيا تايمز" الاهتمام البالغ الذي حظي به المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات العامة الأمريكي ـ "الإسرائيلي" من المرشحين للرئاسة، ونقلت الصحيفة عن الكاتبين الأمريكيين والت وميرشيمير قولهما: "لا أحد من المرشحين للرئاسة يجرؤ على توجيه أدنى نقد لإسرائيل أو يطالب بأن تتبنى الولايات المتحدة إستراتيجية أكثر توازنًا في الشرق الأوسط".
العراق وأفغانستان في الحملة الانتخابية
يتشابه موقف المرشحين للرئاسة بشأن أفغانستان؛ فكلاهما يشجع العمليات العسكرية هناك بحجة القضاء على "الإرهاب" الذي يمثله تنظيم القاعدة؛ أما العراق فالخلاف يتركز حول توقيت وكيفية سحب القوات
يتشابه موقف المرشحين للرئاسة بشأن أفغانستان؛ فكلاهما يشجع العمليات العسكرية هناك بحجة القضاء على "الإرهاب" الذي يمثله تنظيم القاعدة؛ حتى أن أوباما أعلن عن اعتزامه الدفع بـ 15 ألف جندي إلى أفغانستان من أجل مواجهة المقاومة إلا أنهما يختلفان حول الإستراتيجية التي ينبغي اتباعها، وهي محل بحث من الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي. أما العراق فالخلاف يتركز حول توقيت وكيفية سحب القوات؛ فيرى أوباما ضرورة سحب القوات خلال 16 شهرًا، بينما يرى ماكين أن الأمر يرجع إلى الوضع على الأرض وأنه لا ينبغي التعجل في اتخاذ مثل هذا القرار، ويتفق الاثنان على أهمية البقاء بشكل أو آخر في العراق لحماية المصالح الأمريكية، أما الخلاف الجوهري بين الاثنين فهو حول "الماضي" بمعنى أن أوباما يدين الغزو ويراه خيارًا غير صحيح منذ البداية، بينما يؤيد ماكين القرار.
الوضع الاقتصادي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة قد تغير خارطة انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما
يحتل الوضع الاقتصادي دومًا أهمية خاصة عند الأمريكيين في اختيار المرشح أكثر من السياسة الخارجية، رغم أن هذه الانتخابات شهدت أهمية بارزة للسياسة الخارجية لتأثير الحرب في أفغانستان والعراق على الأوضاع الداخلية، إلا أن انفجار الأزمة المالية مؤخرًا أرجع الاقتصاد مرة أخرى للمقدمة؛ فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة قد تغير خارطة انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما، حيث يتوقع أن يتمكن من اختراق ولايات طالما كانت في السابق موالية للجمهوريين، واستشهدت الصحيفة باستطلاع للرأي أظهر أن عددًا أكبر من الأمريكيين يعتقدون أن المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما سيظهر أداء أفضل من منافسه الجمهوري جون ماكين في معالجة أزمة اقتصادية.
وأوضح الاستطلاع أن "مزيدًا من الأمريكيين يعتقدون أن السيناتور الديمقراطي باراك أوباما مرشح الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة للبيت الأبيض، قادر على التعاطي مع الأزمة الاقتصادية بشكل أفضل من مرشح الحزب الجمهوري السيناتور جون ماكين"، وقالت الصحيفة: إن أوباما سوف يستغل الأزمة في وول ستريت للتركيز أيضًا على قضايا متعلقة بها مثل الضمان الاجتماعي والعناية الصحية".
الموقف تجاه العرب والمسلمين
أوباما إذا فاز في الانتخابات سيسعى جاهدًا لإثبات براءته من محاباة العرب والمسلمين خوفًا من ضغوط اللوبي اليهودي، وقد اتضح ذلك جليًا في تصريحاته الموالية للكيان الصهيوني
هناك سؤال يلح على الكثيرين في الوطن العربي والإسلامي وهو: هل سيحدث تغير ملموس في السياسة الأمريكية تجاه بلادهم في حال تولى أوباما الرئاسة؟ وينطلق السؤال من انتماء أوباما لأقلية مضطهدة ووجود جذور إسلامية له من ناحية والده الكيني وإدانته الصارمة لغزو العراق وكلامه عن أهمية التغيير، وفي الحقيقة هذه الأسئلة تطرح دائمًا في مثل هذه الحالات مع غياب نقطة هامة ألا وهي أن أمريكا تختلف عن الكثير من بلادنا فهي بلد مؤسسات، رغم كل عيوبها، والذي يرسم السياسة فيها ليس الرئيس وحده ولكن مجموعة من الأشخاص والهيئات، والرئاسة التي هي جزء من هذه المنظومة تضم عددًا كبيرًا من المستشارين والخبراء يقومون بمد الرئيس بالمعلومات اللازمة حول أي قضية مطروحة؛ والدليل على ذلك عدم تغير الموقف الأمريكي من قضية الشرق الأوسط طوال عشرات الأعوام رغم تبادل الديمقراطيين الرئاسة مع الجمهوريين، واختلاف توجهات شاغلي المقعد الرئاسي، أضف إلى ذلك أن أوباما إذا فاز في الانتخابات سيسعى جاهدًا لإثبات براءته من محاباة العرب والمسلمين خوفًا من ضغوط اللوبي اليهودي، وقد اتضح ذلك جليًا في تصريحاته الموالية للكيان الصهيوني. إن النقطة الجوهرية التي قد تختلف في السياسة الخارجية إذا فاز أوباما هي عدم القيام بأي مغامرات غير محسوبة على غرار ما حدث في العراق، وهي قضية أصبحت محسومة داخل المجتمع الأمريكي في ظل الأزمة المالية القاسية والخسائر الفادحة التي تكبدها خلال سنوات الاحتلال.
العنصرية في الحملة الانتخابية
رغم المزاعم حول الحرية والمساواة في أمريكا إلا أن الحملة الانتخابية للرئاسة كشفت بوضوح أن العنصرية في أبشع صورها ما زالت تعشش في أركان المجتمع الأمريكي؛ فقد استغل منافسو المرشح الرئاسي باراك أوباما انتماءه لأصول سوداء وجذور إسلامية في النيل منه
رغم المزاعم حول الحرية والمساواة في أمريكا إلا أن الحملة الانتخابية للرئاسة كشفت بوضوح أن العنصرية في أبشع صورها ما زالت تعشش في أركان المجتمع الأمريكي؛ فقد استغل منافسو المرشح الرئاسي باراك أوباما انتماءه لأصول سوداء وجذور إسلامية في النيل منه، رغم إعلانه عن "مسيحيته" وتمسكه بها؛ الأمر الذي دعا 100 من الأكاديميين الأمريكيين المسلمين للتوقيع على عريضة تنتقد تصاعد العداء للإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشاروا إلى أنه لم يسبق منذ انتخاب جون كينيدي "كاثوليكي" عام 1960 أن أثار المعتقد الديني لمرشح أمريكي للرئاسة هذا القدر من التحريف، مستشهدين بـ"التأكيدات الكاذبة لمجموعات متطرفة بأن باراك أوباما مسلم". وقال الأكاديميون: إن "هذا يندرج ضمن حملة كراهية معادية للإسلام تغذي الأفكار المسبقة ضد الأمريكيين الذين يدينون بالإسلام"، وقال المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إبراهيم هوبر: "إن حجم الافتراءات بحق الإسلام والمسلمين بلغ حدًا بات يجعل المرشحين للرئاسة يترددان في إجراء اتصالات مع المجموعة المسلمة خشية التعرض لهجمات خصومهما". وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول، قد قال عقب إعلان دعمه لأوباما:
"هل من مشكلة في أن يكون المرء مسلمًا في هذا البلد؟ الجواب هو لا"، معربًا عن استيائه لسماع مسئولين كبار في الحزب الجمهوري "يوحون بأن أوباما مسلم قد يكون على ارتباط بمجموعات إرهابية. هذا غير جائز في أمريكا". وفي نفس السياق وزعت منظمة أمريكية أكثر من 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي يسيء للإسلام خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف التأثير على الناخب الأمريكي وجعله يصوِّت للمرشح الجمهوري جون ماكين، وتزعم المنظمة أن ماكين سيسعى لمواجهة "الإرهاب" ودرئه، بينما يمكن أن يجعل المرشح الديمقراطي باراك أوباما الوضع أسوأ. أما العنصرية تجاه اللون فقد نشرت البي بي سي تحقيقًا قالت فيه: "تشكل العنصرية علامة الاستفهام الكبرى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008. وعلى الرغم من أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المرشح الديمقراطي، إلا أن هناك شعورًا عامًا بأنه قد يخسر. ولكن ما يحير الحزب الديمقراطي هو مدى صحة استطلاعات الرأي ودقتها. ويحتار الحزب أيضًا حيال عدد الناخبين الذين يجيبون أنهم سينتخبون أوباما كي لا يبدوا عنصريين، لكنهم يوم الانتخاب ولدى دخولهم وراء الستار فعندها قد يكون قرارهم مغايرًا لما سبق وأدلوا به"، ونقلت عن أحد الناخبين المؤيدين للحزب الديمقراطي قوله: لن أقترع لصالح أوباما، فهو أسود"، ويضيف: "لو لم يكن أوباما لكنت اقترعت للديمقراطيين؛ لأن السود يسببون المشاكل، هذا هو شعوري".
الموقف من الكيان الصهيوني
لا يختلف الموقف من الكيان الصهيوني عند كلا المرشحين؛ فهناك تأييد واضح لما يسمى أمن "إسرائيل" وتجريم كافة أعمال المقاومة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه، وتبني الآراء المطاطية بشأن الدولة الفلسطينية
لا يختلف الموقف من الكيان الصهيوني عند كلا المرشحين؛ فهناك تأييد واضح لما يسمى أمن "إسرائيل" وتجريم كافة أعمال المقاومة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه، وتبني الآراء المطاطية بشأن الدولة الفلسطينية، فقد صرح المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الذكرى الستين لاحتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني: إن "ما أحبه في إسرائيل أنها ديمقراطية قوية"، وأضاف: الرسالة التي يجب نشرها في أصقاع العالم "أننا سنقف مع إسرائيل ونريدها أن تستمر لا لستين عامًا فقط وإنما لستمائة"، بينما قال المرشح الجمهوري جون ماكين: إن "التحديات في تاريخ إسرائيل كانت القاعدة لا الاستثناء، وشعبها صقل على محك الأزمة المرة تلو الأخرى"، ووعد بأن "تبقى إسرائيل دائمًا، وتستمر دائمًا الروابط الحيوية بين شعبينا". ورصدت صحيفة "آسيا تايمز" الاهتمام البالغ الذي حظي به المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات العامة الأمريكي ـ "الإسرائيلي" من المرشحين للرئاسة، ونقلت الصحيفة عن الكاتبين الأمريكيين والت وميرشيمير قولهما: "لا أحد من المرشحين للرئاسة يجرؤ على توجيه أدنى نقد لإسرائيل أو يطالب بأن تتبنى الولايات المتحدة إستراتيجية أكثر توازنًا في الشرق الأوسط".
العراق وأفغانستان في الحملة الانتخابية
يتشابه موقف المرشحين للرئاسة بشأن أفغانستان؛ فكلاهما يشجع العمليات العسكرية هناك بحجة القضاء على "الإرهاب" الذي يمثله تنظيم القاعدة؛ أما العراق فالخلاف يتركز حول توقيت وكيفية سحب القوات
يتشابه موقف المرشحين للرئاسة بشأن أفغانستان؛ فكلاهما يشجع العمليات العسكرية هناك بحجة القضاء على "الإرهاب" الذي يمثله تنظيم القاعدة؛ حتى أن أوباما أعلن عن اعتزامه الدفع بـ 15 ألف جندي إلى أفغانستان من أجل مواجهة المقاومة إلا أنهما يختلفان حول الإستراتيجية التي ينبغي اتباعها، وهي محل بحث من الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي. أما العراق فالخلاف يتركز حول توقيت وكيفية سحب القوات؛ فيرى أوباما ضرورة سحب القوات خلال 16 شهرًا، بينما يرى ماكين أن الأمر يرجع إلى الوضع على الأرض وأنه لا ينبغي التعجل في اتخاذ مثل هذا القرار، ويتفق الاثنان على أهمية البقاء بشكل أو آخر في العراق لحماية المصالح الأمريكية، أما الخلاف الجوهري بين الاثنين فهو حول "الماضي" بمعنى أن أوباما يدين الغزو ويراه خيارًا غير صحيح منذ البداية، بينما يؤيد ماكين القرار.
الوضع الاقتصادي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة قد تغير خارطة انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما
يحتل الوضع الاقتصادي دومًا أهمية خاصة عند الأمريكيين في اختيار المرشح أكثر من السياسة الخارجية، رغم أن هذه الانتخابات شهدت أهمية بارزة للسياسة الخارجية لتأثير الحرب في أفغانستان والعراق على الأوضاع الداخلية، إلا أن انفجار الأزمة المالية مؤخرًا أرجع الاقتصاد مرة أخرى للمقدمة؛ فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة قد تغير خارطة انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما، حيث يتوقع أن يتمكن من اختراق ولايات طالما كانت في السابق موالية للجمهوريين، واستشهدت الصحيفة باستطلاع للرأي أظهر أن عددًا أكبر من الأمريكيين يعتقدون أن المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما سيظهر أداء أفضل من منافسه الجمهوري جون ماكين في معالجة أزمة اقتصادية.
وأوضح الاستطلاع أن "مزيدًا من الأمريكيين يعتقدون أن السيناتور الديمقراطي باراك أوباما مرشح الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة للبيت الأبيض، قادر على التعاطي مع الأزمة الاقتصادية بشكل أفضل من مرشح الحزب الجمهوري السيناتور جون ماكين"، وقالت الصحيفة: إن أوباما سوف يستغل الأزمة في وول ستريت للتركيز أيضًا على قضايا متعلقة بها مثل الضمان الاجتماعي والعناية الصحية".
الموقف تجاه العرب والمسلمين
أوباما إذا فاز في الانتخابات سيسعى جاهدًا لإثبات براءته من محاباة العرب والمسلمين خوفًا من ضغوط اللوبي اليهودي، وقد اتضح ذلك جليًا في تصريحاته الموالية للكيان الصهيوني
هناك سؤال يلح على الكثيرين في الوطن العربي والإسلامي وهو: هل سيحدث تغير ملموس في السياسة الأمريكية تجاه بلادهم في حال تولى أوباما الرئاسة؟ وينطلق السؤال من انتماء أوباما لأقلية مضطهدة ووجود جذور إسلامية له من ناحية والده الكيني وإدانته الصارمة لغزو العراق وكلامه عن أهمية التغيير، وفي الحقيقة هذه الأسئلة تطرح دائمًا في مثل هذه الحالات مع غياب نقطة هامة ألا وهي أن أمريكا تختلف عن الكثير من بلادنا فهي بلد مؤسسات، رغم كل عيوبها، والذي يرسم السياسة فيها ليس الرئيس وحده ولكن مجموعة من الأشخاص والهيئات، والرئاسة التي هي جزء من هذه المنظومة تضم عددًا كبيرًا من المستشارين والخبراء يقومون بمد الرئيس بالمعلومات اللازمة حول أي قضية مطروحة؛ والدليل على ذلك عدم تغير الموقف الأمريكي من قضية الشرق الأوسط طوال عشرات الأعوام رغم تبادل الديمقراطيين الرئاسة مع الجمهوريين، واختلاف توجهات شاغلي المقعد الرئاسي، أضف إلى ذلك أن أوباما إذا فاز في الانتخابات سيسعى جاهدًا لإثبات براءته من محاباة العرب والمسلمين خوفًا من ضغوط اللوبي اليهودي، وقد اتضح ذلك جليًا في تصريحاته الموالية للكيان الصهيوني. إن النقطة الجوهرية التي قد تختلف في السياسة الخارجية إذا فاز أوباما هي عدم القيام بأي مغامرات غير محسوبة على غرار ما حدث في العراق، وهي قضية أصبحت محسومة داخل المجتمع الأمريكي في ظل الأزمة المالية القاسية والخسائر الفادحة التي تكبدها خلال سنوات الاحتلال.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى