- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
إذا أردنا أن نغير واقعنا فلنثر مثل ثورة الزنوج السلمية في أمريكا
الأحد 09 نوفمبر 2008, 07:01
ثورة أوباما
بقلم: حازم عبدالرحمن
في عام1969 سبقت الولايات المتحدة الدنيا بارسال إنسان إلي القمر, ولاجدال في أنها خطت خطوة تتجاوز بها أوروبا في الانتخابات الأخيرة بإرسال أول أسود إلي البيت الأبيض. هذه الخطوة تمثل عبورا لسور العنصرية القوي والمنيع والرهيب تفتح الطريق أمام واحد من أعمق التغييرات في التاريخ ويثير ردود فعل تتجاوز أمريكا.
1ـ لقد نجح الأمريكيون في الاختبار فقد اعتقد الكثيرون انه عندما ينفرد الأمريكي بنفسه بعيدا عن أي ادعاءات أو رغبة في تزويق وتزيين نفسه أمام ورقة التصويت, لكي يختار بين الأبيض جون ماكين والأسود باراك حسين أوباما, فلن يكون من السهل أبدا تصور أنه سيقرر ان يعطي صوته للأسود.
واتفق الجميع علي القول, بأن هذه اللحظة هي ساعة الحقيقة, أو يوم القيامة الذي يتحدد فيه بوضوح هل العنصرية إلي ذبول واختفاء فعلا أم أن هذا كله مجرد كلام؟
والمدهش اكثر ان التحاليل تبين ان الأصوات التي حصل عليها أوباما61% منها من البيض, و23% من السود, و11% من ذوي الأصول الأسبانية, و2% من الأسيويين في حين ان تحليل أصوات ماكين يكشف عن أن90% من الذين صوتوا له هم من البيض, و1% من السود, و6% من الأسبان, و1% من الأسيويين.
وهكذا تبين هذه الأرقام أن أصوات أوباما أكثر تمثيلا لمختلف المجموعات السكانية من حيث الأعراق أو الثروات والدخول من الأصوات التي حصل عليها ماكين والتي تركزت فعلا بين البيض ومجموعات الدخل المرتفع وهذا بحد ذاته يكشف عن ان التخلص من العنصرية أو اختفاءها أصعب وأعقد مما يتخيل الكثيرون حتي يصبح أنصار العنصرية أقلية ضعيفة, مثل الجماعات النازية في ألمانيا وأوروبا الغربية.
2ـ علي مدي السنوات الماضية حدثت مجموعة من الظواهر كانت مقدمات لثورة أوباما, منها مثلا زيادة دور ذوي الأصول الافريقية في المجتمع الأمريكي, فقد ظهرت منهم شخصيات كثيرة بارزة في مجالات السياسة, والاقتصاد, والثقافة, والفنون والموسيقي بكل أنواعها فضلا عن الصحافة والاذاعة والتليفزيون والقانون ناهيك عن الأبطال الرياضيين, كان هؤلاء جميعا يتصدرون الصفوف الأولي في أي تجمع أو حشد محلي أو عالمي وبعض هولاء كان معروفا بالاسم علي مستوي العالم بشكل ربما يفوق معرفة أمريكا نفسها
وكان هؤلاء لدي مجرد ذكرهم تنطبع في الذهن صورة ايجابية عن الولايات المتحدة التي أنجبتهم أو تبنتهم وأتاحت لهم الفرص لكي يصلوا إلي هذه المستويات العالمية الفذة ولم يقتصر الأمر علي ذوي الأصول الافريقية من السود بل ان اتساع حركة الهجرة إلي المجتمعات الغربية من قارات آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية, دعمت هذا الاتجاه فهؤلاء جمعيا كانوا يعززون فكرة الفرص التي تتوافر هناك للترقي والنمو وتحقيق الآمال, وكانوا يعززون أيضا فكرة أن في تلك المجتمعات الحد الأدني اللازم من التسامح الذي يوفر لهم درجة الاندماج التي تتيح لهم الوصول إلي هذه المكانة.
وخلال السنوات الأخيرة أيضا حدثت تطورات شديدة الأهمية فمثلا, اختفي نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا وأصبح العالم كله يعتبر نلسون مانديلا هو سبارتاكوس العصر الحديث, إلي جانب هذا, فإن بلدا في حجم الهند, عدد سكانه1.1 مليار نسمة اختار أن يكون رئيس وزارئه من أقلية السيخ الذين لايزيد عددهم علي15 مليونا دون أن تحدث كوارث أو يتعرض أمنها القومي لأي خطر داهم.
3ـ يبقي ان هذا كله لم يكن ليحدث لولا حركة الحقوق المدنية, وغير صحيح أن هذه الحركة هي من صناعة مارتن لوثر كينج وحده لكنه أحد أبرز وجوهها في العصر الحديث. فهذه الحركة باختصار تعكس وعي الانسان الأسود بنفسه, وبقيمته وبأهميته, وقد تمكن من خلال التعليم والثقافة ومن خلال تحصيل الثروة ومن خلال تكوين الجمعيات الأهلية غير الحكومية والانضمام للأحزاب السياسية المختلفة أو تكوين أحزاب سياسية مستقلة ومن خلال مختلف أنواع الأنشطة من بلورة فكرة الوعي بحق الانسان أيا كان في أن يتصدي لأي شئ بشرط عدم الخروج علي القانون. ولنتصور فقط ان احد الأسباب الرئيسية لفوز أوباما بالرئاسة هي الحركة التي بدأها لتسجيل الشباب من18 إلي25 سنة في سجلات الناخبين, فكثير من هؤلاء كانوا لايعبأون بهذه العملية أبدا, وكانوا لايشغلون أنفسهم بالأدلاء بأصواتهم وكانوا يعتقدون ان هناك تنظيما خفيا يحدد نتائج انتخابات الرئاسة قبل أن تجري وان هذا التنظيم السري هو الذي يحدد من الذي سيفوز!.واعتمد أوباما علي الأفكار البسيطة التي تقول ان كل هذه التصورات أوهام وخطأ وعليكم فقط أن تجربوا هذه المرة ولسوف ترون وكانت الدهشة ان الاقبال كان قويا علي التصويت المبكر قبل يوم الانتخابات, وحتي في يوم الانتخابات ذاته كانت الطوابير امام الصناديق طويلة, وكان البعض ينتظر من ثلاث إلي أربع ساعات حتي يدلي بصوته.. وهكذا حدثت هذه الثورة. إنه عمل سياسي سلمي طويل النفس وعلني في مجتمع ديمقراطي يتم فيه التغيير بأغلبية الأصوات في انتخابات حرة ونزيهة ويقضي علي أسطورة دستورية في صلب الدستور الأمريكي كانت تقضي بأن الإنسان الأسود ثلاثة أخماس الإنسان!؟
بقلم: حازم عبدالرحمن
في عام1969 سبقت الولايات المتحدة الدنيا بارسال إنسان إلي القمر, ولاجدال في أنها خطت خطوة تتجاوز بها أوروبا في الانتخابات الأخيرة بإرسال أول أسود إلي البيت الأبيض. هذه الخطوة تمثل عبورا لسور العنصرية القوي والمنيع والرهيب تفتح الطريق أمام واحد من أعمق التغييرات في التاريخ ويثير ردود فعل تتجاوز أمريكا.
1ـ لقد نجح الأمريكيون في الاختبار فقد اعتقد الكثيرون انه عندما ينفرد الأمريكي بنفسه بعيدا عن أي ادعاءات أو رغبة في تزويق وتزيين نفسه أمام ورقة التصويت, لكي يختار بين الأبيض جون ماكين والأسود باراك حسين أوباما, فلن يكون من السهل أبدا تصور أنه سيقرر ان يعطي صوته للأسود.
واتفق الجميع علي القول, بأن هذه اللحظة هي ساعة الحقيقة, أو يوم القيامة الذي يتحدد فيه بوضوح هل العنصرية إلي ذبول واختفاء فعلا أم أن هذا كله مجرد كلام؟
والمدهش اكثر ان التحاليل تبين ان الأصوات التي حصل عليها أوباما61% منها من البيض, و23% من السود, و11% من ذوي الأصول الأسبانية, و2% من الأسيويين في حين ان تحليل أصوات ماكين يكشف عن أن90% من الذين صوتوا له هم من البيض, و1% من السود, و6% من الأسبان, و1% من الأسيويين.
وهكذا تبين هذه الأرقام أن أصوات أوباما أكثر تمثيلا لمختلف المجموعات السكانية من حيث الأعراق أو الثروات والدخول من الأصوات التي حصل عليها ماكين والتي تركزت فعلا بين البيض ومجموعات الدخل المرتفع وهذا بحد ذاته يكشف عن ان التخلص من العنصرية أو اختفاءها أصعب وأعقد مما يتخيل الكثيرون حتي يصبح أنصار العنصرية أقلية ضعيفة, مثل الجماعات النازية في ألمانيا وأوروبا الغربية.
2ـ علي مدي السنوات الماضية حدثت مجموعة من الظواهر كانت مقدمات لثورة أوباما, منها مثلا زيادة دور ذوي الأصول الافريقية في المجتمع الأمريكي, فقد ظهرت منهم شخصيات كثيرة بارزة في مجالات السياسة, والاقتصاد, والثقافة, والفنون والموسيقي بكل أنواعها فضلا عن الصحافة والاذاعة والتليفزيون والقانون ناهيك عن الأبطال الرياضيين, كان هؤلاء جميعا يتصدرون الصفوف الأولي في أي تجمع أو حشد محلي أو عالمي وبعض هولاء كان معروفا بالاسم علي مستوي العالم بشكل ربما يفوق معرفة أمريكا نفسها
وكان هؤلاء لدي مجرد ذكرهم تنطبع في الذهن صورة ايجابية عن الولايات المتحدة التي أنجبتهم أو تبنتهم وأتاحت لهم الفرص لكي يصلوا إلي هذه المستويات العالمية الفذة ولم يقتصر الأمر علي ذوي الأصول الافريقية من السود بل ان اتساع حركة الهجرة إلي المجتمعات الغربية من قارات آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية, دعمت هذا الاتجاه فهؤلاء جمعيا كانوا يعززون فكرة الفرص التي تتوافر هناك للترقي والنمو وتحقيق الآمال, وكانوا يعززون أيضا فكرة أن في تلك المجتمعات الحد الأدني اللازم من التسامح الذي يوفر لهم درجة الاندماج التي تتيح لهم الوصول إلي هذه المكانة.
وخلال السنوات الأخيرة أيضا حدثت تطورات شديدة الأهمية فمثلا, اختفي نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا وأصبح العالم كله يعتبر نلسون مانديلا هو سبارتاكوس العصر الحديث, إلي جانب هذا, فإن بلدا في حجم الهند, عدد سكانه1.1 مليار نسمة اختار أن يكون رئيس وزارئه من أقلية السيخ الذين لايزيد عددهم علي15 مليونا دون أن تحدث كوارث أو يتعرض أمنها القومي لأي خطر داهم.
3ـ يبقي ان هذا كله لم يكن ليحدث لولا حركة الحقوق المدنية, وغير صحيح أن هذه الحركة هي من صناعة مارتن لوثر كينج وحده لكنه أحد أبرز وجوهها في العصر الحديث. فهذه الحركة باختصار تعكس وعي الانسان الأسود بنفسه, وبقيمته وبأهميته, وقد تمكن من خلال التعليم والثقافة ومن خلال تحصيل الثروة ومن خلال تكوين الجمعيات الأهلية غير الحكومية والانضمام للأحزاب السياسية المختلفة أو تكوين أحزاب سياسية مستقلة ومن خلال مختلف أنواع الأنشطة من بلورة فكرة الوعي بحق الانسان أيا كان في أن يتصدي لأي شئ بشرط عدم الخروج علي القانون. ولنتصور فقط ان احد الأسباب الرئيسية لفوز أوباما بالرئاسة هي الحركة التي بدأها لتسجيل الشباب من18 إلي25 سنة في سجلات الناخبين, فكثير من هؤلاء كانوا لايعبأون بهذه العملية أبدا, وكانوا لايشغلون أنفسهم بالأدلاء بأصواتهم وكانوا يعتقدون ان هناك تنظيما خفيا يحدد نتائج انتخابات الرئاسة قبل أن تجري وان هذا التنظيم السري هو الذي يحدد من الذي سيفوز!.واعتمد أوباما علي الأفكار البسيطة التي تقول ان كل هذه التصورات أوهام وخطأ وعليكم فقط أن تجربوا هذه المرة ولسوف ترون وكانت الدهشة ان الاقبال كان قويا علي التصويت المبكر قبل يوم الانتخابات, وحتي في يوم الانتخابات ذاته كانت الطوابير امام الصناديق طويلة, وكان البعض ينتظر من ثلاث إلي أربع ساعات حتي يدلي بصوته.. وهكذا حدثت هذه الثورة. إنه عمل سياسي سلمي طويل النفس وعلني في مجتمع ديمقراطي يتم فيه التغيير بأغلبية الأصوات في انتخابات حرة ونزيهة ويقضي علي أسطورة دستورية في صلب الدستور الأمريكي كانت تقضي بأن الإنسان الأسود ثلاثة أخماس الإنسان!؟
- طلب مساعدة : بحث يتكلم حول ثلاث مظاهر تميز مستقبل القريب ( ثورة تقنيات+ ثورة الطب+ ثورة المواصلات)
- صور من واقعنا في غياب الأولياء
- أردنا أن ننسى همومنا ....فسقيتمونا شرابٌ مرٌ علقمِ
- هل نكسر تلفزتنا أم نغير أجهزتها .....؟؟؟تلفزيوننا تلفزيون القرون الوسطى
- Monday, 15 December 2008 صدمة في أمريكا بعد ضرب بوش بالحذاء في العراق صدمة في أمريكا بعد ضرب بوش بالحذاء في العراق أثار تعرض الرئيس الأمريكي جورج بوش للضرب بحذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي في بغداد أمس خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء العراقي نوري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى