نفاد الوقود يغرق قطاع غزة في ظلام دامس ومصر توسع الحصار لسيناء منعا لتهريب البضائع
الثلاثاء 11 نوفمبر 2008, 07:19
توقفت محطة توليد الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة امس الاثنين عن العمل جراء نفاد مخزونها من الوقود الامر الذي ادى الى حلول ظلام دامس في أرجاء مدينة غزة والمدن المحيطة بها. وقال مسؤولو محطة توليد الكهرباء ان كافة المولدات توقفت بسبب نقص الوقود في ظل استمرار إغلاق إسرائيل الشامل للمعابر منذ ستة أيام، فيما بدأت السلطات المصرية تشديد إجراءات توزيع البنزين والسولار في شبه جزيرة سيناء في محاولة لوقف تهريب الوقود الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ان محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة أصدر قراراً بإغلاق محطات وقود واقعة على طريق العريش - رفح لمدة شهر لارتكابها عدة مخالفات وتلاعبها في بيع السولار. ونقلت الوكالة عن مدير عام التموين بمحافظة شمال سيناء محمد حسين قوله ان 'قرار إغلاق محطات الوقود يرجع لارتكاب العاملين فيها مخالفات عن طريق امتناعهم عن بيع الوقود الى المواطنين'. وقال شهود عيان ان مدينة رفح المحاذية لقطاع غزة تعاني منذ أكثر من أربعة أسابيع من شحّ في الوقود، بسبب تشديد السلطات المصرية اجراءاتها على بيع وتوزيع البنزين في المدينة خشية تهريبه الى قطاع غزة. وقال مواطنون في مدينة العريش، التي تبعد نحو أربعين كيلومتراً عن رفح، ان السلطات أصدرت قرارا بمنع بيع البنزين او السولار في عبوات، كما قرّرت صرف الوقود بشكل كوبونات. وقالت مصادر أمنية مصرية إن السلطات المصرية بدأت بتشديد اجراءات التفتيش على الشاحنات التي تعبر الى سيناء عن طريق محافظتي السويس والاسماعيلية في محاولة للحدّ من تهريب الوقود الى قطاع غزة، والذي تبلغ أسعاره نحو خمسة أضعاف أسعار الوقود في مصر. وقال مسؤول أمني مصري رفض ذكر اسمه، ان السلطات المصرية كشفت عن أكثر من 30 نفقا خلال الأسابيع الستة الماضية، احتوى بعضها على آلاف الليترات من الوقود التي كانت معدّة للتهريب الى غزة. وقال مسؤول بمحطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة ان نقصا في الوقود اجبر المحطة وهي المصدر الرئيسي للكهرباء بالقطاع على التوقف عن العمل امس الاثنين تاركة نحو نصف سكان القطاع الذي تسيطر عليه حماس بدون كهرباء. واوقفت اسرائيل شحنات الوقود الذي يموله الاتحاد الاوروبي للمحطة لمدة اسبوع ردا على زيادة الهجمات الصاروخية عبر الحدود على جنوب اسرائيل. واوضح المسؤول ان نحو 800 الف من سكان غزة وعددهم 1.5 مليون نسمة باتوا بلا كهرباء بعد ان توقفت المحطة عن العمل. وقال الاتحاد الاوروبي ان اسرائيل اخطرته امس بانها ستسمح باستئناف شحنات الوقود للمحطة اعتبارا من اليوم الثلاثاء. وكان مسؤولون فلسطينيون صرحوا بأن استئناف الشحنات لن يأتي بالسرعة الكافية للحيلولة دون نفاد الوقود في المحطة مما سيؤدي الى انقطاع الكهرباء واظلام مناطق كثيرة في القطاع. وسلمت آخر شحنة وقود من الاتحاد الاوروبي في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وشح الوقود سيؤثر على مرافق الحياة والخدمات الاساسية في قطاع غزة خاصة المستشفيات والمخابز. وبدأ السكان تخزين الخبز والمواد الغذائية. وذكر اسامة علي احد اصحاب المخابز في غزة ان الوقود المتبقي لن يكفي لتشغيل المخبز سوى يومين. وقال علي 'الطاقات واللي اعتمدنا عليها بشكل اساسي بسبب انقطاع التيار الكهربائي ما في يكفيني الا يومين فقط. بالتالي مش ها (لن) استفيد انا من الطحين لاني علي ايش بدي اخبز الطحين؟ باضطر اني اخبزه على الكهربا والكهربا بدها مولد. سولار ما في عندي.. بسبب الحصار اللي احنا موجودين فيه'. وذكر عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية اصحاب المخابز في غزة خلال مؤتمر صحافي ان مخابز غزة ستبدأ اغلاق ابوابها اعتبارا من اليوم الثلاثاء. وقال العجرمي للصحافيين في مدينة غزة 'تعلن جمعية اصحاب المخابز في قطاع غزة انه ابتداء من صباح الثلاثاء ستبدأ مخابز قطاع غزة بالتوقف عن العمل واحدا تلو الاخر وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء من مدينة غزة بسبب نقص الوقود الصناعي الخاص بمحطة توليد الكهرباء بالاضافة الى نقص غاز الطهي اللازم لانتاج الخبز حيث ان مخزون المخابز من الغاز آخذ في النفاد'. واضاف العجرمي ان مخزون الطحين بدأ ينفد ايضا. |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى