قضية العقيد شعباني المفتعلة هذه الايام...هل أصبح المستقبل رهينة الماضي؟! بقلم : سعد بوعقبة

قضية العقيد شعباني صورة أخرى من صور البؤس السياسي التاريخي في الجزائر. القضية مؤسفة لأنها تعكس الطريقة التي كان يعالج بها الرفاق خلافاتهم مع رفاقهم.. حدث هذا مع مجموعة لعموري التي ترأس المحكمة فيها المرحوم بومدين.. وحدث هذا أيضا مع عبان رمضان الذي حوكم هو الآخر ولا نعرف حتى الآن من ترأس المحكمة ومن أصدر الحكم.. وحدث هذا مع شعباني في الاستقلال! ولا أتحدث عن كريم بلقاسم وخيضر.. وغيرهما! لكن المؤسف في كل هذا هو أن نحاول اليوم معالجة موضوع المستقبل بقضايا خلافات الماضي..! أحد طويلي اللسان قال لي بعد أن قرأ ما قاله الشاذلي حول تورط ابن بلة في موضوع إعدام شعباني: الآن فقط عرفت لماذا سجن بومدين ابن بلة مدة 13 سنة!؟ إنها العقوبة المطلوبة مقابل إعدام شعباني! لكن قارئا آخر قال لي: لا تحاولوا تبرئة بومدين من دم شعباني.. فلو كان بومدين ضد إعدام شعباني لقام بمنع ذلك! فهل كان باستطاعته أن يزيح ابن بلة من الحكم ولا يستطيع منعه من قتل شعباني؟! ثم لماذا قام بومدين بتشجيع هروب آيت أحمد من السجن ولم يفعل ذلك مع شعباني؟! وأكاد أجزم أن الهدف اليوم من نبش هذا الملف هو بمثابة نبش قبور الشهداء والهدف منه هو القول للشباب إن جيل نوفمبر لم يعد صالحا لحكم الجزائر.. فابحثوا عن غيره.. والمسألة لها علاقة بالرئاسيات القادمة. يكتبها سعد بوعقبة

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : ردإلى إلى السيد سعيد بوعقبة....
ومن البؤس التاريخي أيضا أن نخفي الحقائق التاريخية على هذه الأجيال الصاعدة التي تسمع جعجعة ولا ترى طحينا ،ارموا الوثائق التاريخية للمؤرخين يستقرئونها وينبشون معالمها ويستخلصونها لنا ، افضحوا التاريخ وخباياه بأنوار العلم والدرس تنكشف الطريق الصحيح للخروج من الأزمة الراهنة التي ترزح تحت طائلتها الأمة برمتها .........

ولكن أخي فاروق ألا ترى بأنه عندما تقترب اي معركة انتخابية تفتح الصحف سجلات التاريخ الا ترى بأنها تصفية حسابات عندما يتخاصمون على السلطة يجعلون التاريخ فيصلا وحلا يتعلقون به

أود أن أشاطر المدير كما اود مشاطرة الاخ فاروق، لكني اخذ ب"حكمة" رواها لي "عمي الطاهر" ذات يوم يشرح فيها ما حصل ايام الثورة:"ثورتنا زينة، ناداو بها العلماء و قاموا بها الرجالة و ماتوا فيها الشهداء و ما بقاو فيها غير........." عفوا عن اللفظ الغير اللائق، و لكن ما وجدت أحسن من هذا التعبير علي لسان شيخ كبير عاصر الثورة.