مشعل في خطاب متلفز : العدوان الصهيوني فشل في غزة ويسعى لإخفاء فشله
الأحد 11 يناير 2009, 07:07
أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، أن "الحرب على غزة هدفها فرض تسوية مذلة بالمفهوم الصهيوني الأمريكي"، لافتًا إلى أنها ليست حربًا على حماس، وإنما هي حرب على القضية الفلسطينية بأسرها.
وقال مشعل في كلمة مسجلة أذيعت قبل قليل: "نخاطبكم اليوم وقد مضى 15 يومًا على الحرب الصهيونية السابعة ضد غزة، ولكن أبطال المقاومة على أرض غزة يواجهون هذه الحرب السابعة بمعركة الفرقان الفلسطينية المدعومة من شعوب الأمة في مواجهة الصهاينة المدعومين بأشرار العالم".
وأضاف: "هذه الحرب التي لاتزال تغرق غزة في بحر من الدم، هذه الحرب يجب أن ندرك أنها ليست حربًا على حماس كما حاول الاحتلال تصويرها فهي حرب ضد كل الشعب الفلسطيني بل إن استحضرنا حجم هذه الحرب وضراوتها وأن المقاومة على أرض غزة هي المقاومة الأهم في الساحة فسندرك أنها حرب على الأمة بكاملها، تريد "إسرائيل" من خلالها أن تفرض شروط الهزيمة والتسوية المذلة بالمفهوم الصهيوني الأمريكي؛ لأن المقاومة على أرض غزة هي العائق أمامهم الآن".
وأشار إلى أن عدم تمتع المقاومة في قطاع غزة بعمق في الداخل "جعل الاحتلال يتصور أنه يمكنه استعراض عضلاته واستعادة هيبته، ومن ثم فهي معركة استعراض ومعركة فرض الهزيمة على شعبنا، حيث تصوروا أننا الحلقة الأضعف ثم فوجئوا بمدى صلابة غزة".
مشعل: المقاومة في غزة بخير وستنتصر بإذن الله:
وأضاف زعيم المكتب السياسي لحركة حماس: "اطمئنوا يا أحرار العالم الإسلامي فإن المقاومة في غزة بخير وستنتصر بإذن الله فلقد استوعبت ضربته وبدأت ترد عليه وتقدم كل يوم المفاجآت، فقبل أقل من ساعتين كان قصف القاعدة الجولية "بلماخيم" التي تبعد 50 كلم عن قطاع غزة، ونرى هذه الكمائن وهذه الالتفافات حول جنود العدو، وهذا القتل لجنود الاحتلال في هذه الحرب العظيمة، والله يا أبطال المقاومة في كل الفصائل: إنكم بتضحياتكم وبطولاتكم ذكرتمونا بمعارك الأمة الفاصلة وذكرتمونا بالصحابة وعظماء الأمة على مدار العصور.. بوركتِ يا مقاومة غزة".
وأردف مشعل: "العدو وضع في البداية أهدافًا، ثم بدأت طموحاته تتآكل بمرور الوقت، فلقد أرادوا أن ينهوا المقاومة على أرض غزة ويوقفوا الصواريخ، وأردوا أن يفرضوا وقائع جديدة تمهد لتصفية القضية الفلسطينية، وخططوا لتحقيق هذه الأهداف من خلال مراحل متدحرجة، ولا ندرس إن كان دخل المرحلة الثالثة أم لا، ولذلك دمروا المنازل على رؤوس أصحابها ويحاولون الدخول في بعض المناطق من الشمال، ولكن المقاومة الضارية تصده وتباغته بكمائن مباركة، وفي الجنوب يحاولون على شريط صلاح الدين فلادلفيا بحجة منع الإمدادات، يريدون أن يفرضوا أمرًا واقعًا يفاوضون على أساسه، ويريدون أن يبلغوا الرأي العام عندهم بأنهم حققوا شيئًا وهم لم يحققوا أي شيء".
العدو فشل فشلا ذريعًا على الصعيد العسكري:
وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "إننا بكل تواضع وصدق نضع كشف حساب ونقول بكل ثقة إنه على الصعيد العسكري فشل العدو فشلاً ذريعًا، فهم لم يوقفوا الصواريخ ولم يحققوا الوضع الأمني المأمول لهم، ففيم نجح العدو إذن؟ إنه ولكي يغطي على فشله وخسائره يتكتم على حقيقة حجم الخسائر ويمنع وسائل الإعلام الأجنبية من دخول غزة، ويردد أكاذيب عن نيران صديقة وحوادث سير مزعومة، وستأتي لحظة الحقيقة وسيدرك الصهاينة كم فشل جيشهم وكم تكبد من خسائر، والاحتلال يفبرك صورًا مزيفة عن دخول مناطق عميقة في غزة".
الاحتلال الصهيوني نجح في ارتكاب المذابح ضد الأبرياء:
وتابع خالد مشعل: "العدو لم ينجح إلا في أمر واحد وهو ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء وقتل الناس غدرًا حيث اختطف المواطنين ثم صفاهم بدم بارد، ونجح في صنع محرقة حقيقية على أرض غزة، وهذه فرصة لأخاطب الصهاينة وأقول لهم: ماذا أنجزتم في هذه الحرب سوى قتل الأطفال الأبرياء وسوى الجماجم المهشمة وبحر الدماء الذي تغرق فيه غزة؟ لم تحققوا إلا مكاسب لقادتكم السياسيين الذين يزايدون من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، أنتم تشتكون من المحرقة ضدكم وأنتم الآن ترتكبون المحرقة الفعلية التي يجب على الأمة الإسلامية أن تصنع لها متحفًا".
وأضاف: "أيها الصهاينة حققتم أشياء لم تقصدوها، خسرتم أخلاقيًا وانكشف وجهكم القبيح وعلم العالم كله حقيقتكم، ولقد صنعتم مقاومة في كل بيت، ولقد قضيتم على أي فرصة في أن تصدقكم شعوبنا في الحديث عن التسوية والمفاوضات، ولقد قصرتم عمر كيانكم الغاصب، حيث كنا نقول في الماضي: إن هذا الكيان الغاصب لا مستقبل له وأعطاكم العرب فرصًا عديدة، وأنتم بهذه المذابح قصرتم في أجَلِ كيانكم، لأنكم يجب أن تعرفوا قانون الله في الأمم وأنه لا مستقبل للكيانات التي تستفحل في الظلم والطغيان، ولن تكووا استثناءا من سنن الله الكونية".
وأردف مشعل: "بسبب هذه الآلام التي نعانيها وفي ظل اعتزازنا بهذه المقاومة العظيمة العملاقة والدماء التي تجددت في عروق الأمة، أتطرق للمبادرات المصرية والفرنسية وحراك قطر وتركيا، ومجلس الأمن وقراره 1860 وهذا القرار كانت أمريكا قد منعت صدوره لتعطي الصهاينة فرصة لمزيد من القتل والتدمير، وبعد أن صمد شعبنا وصمدت مقاومتنا وحين انكشف حجم المجازر، وحين رأى المعتدون انتفاضة الأمة سمحوا بتمرير القرار 1860، ولكن بعد أن نزعوا أظافره وإنما أصدروا هذا القرار مضطرين وبعد أسبوعين من المذبحة".
وتابع خالد مشعل: "مَن المطالب بتنفيذ هذا القرار؟ إنه من ارتكب العدوان فعليه أن يوقف النار وأن ينسحب فورًا من غزة، وأما نحن فلدينا موقف جلي نحاكم إليه كل المبادرات والقرارات لأننا الضحية التي تتعرض للمجازر، ونحن نطالب بوقف العدوان فورًا لأن المعركة ليست متكافئة، ثم الانسحاب الفوري لكل القوات المعتدية من غزة، ورفع الحصار الغاشم على قطاع غزة، وفتح المعابر جميعها وفي مقدمتها معبر رفح".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "هذه مطالبنا العادلة ونحن بعقل مفتوح نتعامل مع أية مبادرة أو أي قرار من خلال هذ الأسس ولن نتعاطى مع أي طرح بدون التعامل مع هذه المطالب الأربعة، فمن حق شعبنا أن يتوقف العدوان عليه وتنسحب القوات من أراضيه ويرتفع الحصار عنه وتفتح له المعابر، ثم نبحث في مسأل التهدئة، ونؤكد أيضًا أننا لن نقبل تهدئة دائمة لأن المقاومة هي في المعادلة تواجه الاحتلال، والمقاومة لن نضحي بها مقابل الإغاثة وإدخال المساعدات، لأن شعبنا من حقه أن يعيش حياة كريمة".
موقف حركة حماس من القوات الدولية:
وحول مسألة القوات الدولية التي كان رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس قد رحب بها في تصريحات سابقة اليوم، أكد مشعل أننا "لن نقبل أي قوات دولية لأنها تأتي حماية لإسرائيل ولتعطيل المقاومة وسنعتبرها قوات احتلال، ولن نقبل أي حديث عن تضييق على المقاومة فيما يتعلق بسلاحها، فالذين يتكلمون عن الأنفاق وكأن غزة تعيش وهي دولة عظمى، والحقيقة أننا شعب يعيش في وضع صعب يبحث عن أي شيء يدافع به عن نفسه، لا أحد يلوم شعبنا وهو يبحث عن بندقية ليدافع بها عن نفسه".
وأردف خالد مشعل: "أرسلنا وفدًا من الحركة إلى مصر ليتباحث بشان المبادرة المصرية وفقًًا لهذه الرؤى، وأما اتفاقية 2005 بشأن معبر رفح فإنها هي التي كرست الحصار على غزة، ونطالب محمود عباس وندعوه أن يقول للعالم إننا نريد الاتفاق على شراكة فلسطينية بمشاركة حماس ومصر والأوروبيين، وإلا فأية مصداقية هنالك للاصطفاف الوطني، ونحن نريد المصداقية من خلال الإفراج عن مئات المعتقلين في سجون الضفة والسماح لجماهير الضفة بالخروج بدون عوائق، وأن يتوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وننتقل من تعليق المفاوضات إلى وقفها مع الاحتلال بصورة نهائية".
وتابع بقوله: "نقول للضفة الحبيبة لقد انتفضتم وبذلتم ولكن مطلوب منكم أكثر مطلوب انتفاضة ثالثة، والشعب الفلسطيني كله يتطلع منكم للمزيد والضفة تواجهها مخاطر جمة من تهويد وجدار وهيمنة أمريكية من خلال الجنرال دايتون، وأهيب بشريحة الطلاب في الضفة الغربية التي أخرجت جيل الاستشهاديين".
ومضى يقول: "نقول للدول العربية: سامح الله من خذلنا وألقى اللوم علينا، وبادروا بتصحيح خذلانكم وندعوكم جميعًا إلى الوقوف معنا بعد انتهاء هذا العدوان بإذن الله وبعد انتصارنا نطالبكم أن تساندونا في محاكمة قادة العدو وأن تتوقفوا عن استقبال مسئولي الاحتلال في أية دولة عربية، وندعو الدول العربية التي لها علاقات مع "إسرائيل" أن يستغلوا اليوم هذه الورقة وأن يحيروا الاحتلال بين إنهاء العدوان أو إنهاء العلاقات الدبلوماسية، وإن كان مجلس الأمن لم يفلح في إنهاء العدوان فعلى العرب أن يعقدوا قمة عربية فورًا"
مطالبة شعوب الأمة بمساندة المقاومة في غزة
وقال خالد مشعل: "يا أمتنا سوف ننتصر بإذن الله والوضع في غزة له ما بعده، ونطالب شعوب الأمة أن تقف مع مقاومة غزة ولكن بعد قرار مجلس الأمن لا يعني أن تهدأوا فالقرار لا معنى له لأن "إسرائيل" رفضته، نحن في هذه الأيام نعيش أصعب لحظات الحرب، ونريد انتفاضة ثالثة في الضفة وانتفاضة شاملة في العالمين العربي والإسلامي حتى يخرج الشعب الفلسطيني منتصرًا".
وأضاف: "نناشد الأمة أن تبقى صفًا واحدًا ونريد توحدًا بين كل القوى ونريد نموذجًا في امتزاج حقيقي بين العروبة والإسلام قضية تهم كل شرائح مجتمعاتنا، ونأسف أنه وفي ظل هذه الجرائم الصهيونية هناك من لايزال يلوم مقاومة الشعب الفلسطيني، فالتسوية هي التي جملت هذا الاحتلال وسمحت له بأن يمارس كل "البلاوي" ضد شعبنا الفلسطيني، فالمقاومة هي التي تحمي لأنها حق طبيعي لأنها هي التي تحرر وتنتصر، وأما الضحايا والشهداء فهل هناك شعب تحرر بدون الضحايا، ولكن الفرق كبير بين أن نتمسك بمقاومتنا لنصل إلى العزة والنصر كما فعلت كل الشعوب أو أن نرضى بمفاوضات تسوقنا لمزيد من الذلة والهوان".
وتابع مشعل: "البعض يتخوف أنه بعد كل هذه التضحيات قد تفرط قيادة المقاومة أو تساوم أو تضعف، نقول بالعكس إن هذه الدماء الغالية علينا هي التي تزيدنا تمسكًا بأهدافنا وثباتنا، ومن الظلم أنه بعد كل هذه المذابح أن نرضخ ونعلن وقف المقاومة، لن يقبل الشعب بأقل من الانتصار الحقيقية والمعركة معركة صبر ومصابرة وسننتصر بإذن الله".
واختتم خالد مشعل كلمته بقوله: "يا أحبتنا في غزة (لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم)، أعلم أنكم تعانون ولكنها ضريبة الحرية والنصر والعزة، يا غزة أحمد ياسين .. النصر قادم بإذن الله فأنتم يا أهل غزة نصرتم الله بحفظكم القرآن وبارتيادكم المساجد، وإن الله قد كتب القتال وهو كره للمؤمنين وعسى أن يكره المؤمنون شيئًا وهو خير لهم، يا أهل غزة لقد نصرتم الله في أنفسكم ولذلك سينصركم الله تعالى، وأقول لكم (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) ونريد منكم مزيدًا من الصبر وتحمل الجراح والله سينصركم بإذن الله تعالى".
وقال مشعل في كلمة مسجلة أذيعت قبل قليل: "نخاطبكم اليوم وقد مضى 15 يومًا على الحرب الصهيونية السابعة ضد غزة، ولكن أبطال المقاومة على أرض غزة يواجهون هذه الحرب السابعة بمعركة الفرقان الفلسطينية المدعومة من شعوب الأمة في مواجهة الصهاينة المدعومين بأشرار العالم".
وأضاف: "هذه الحرب التي لاتزال تغرق غزة في بحر من الدم، هذه الحرب يجب أن ندرك أنها ليست حربًا على حماس كما حاول الاحتلال تصويرها فهي حرب ضد كل الشعب الفلسطيني بل إن استحضرنا حجم هذه الحرب وضراوتها وأن المقاومة على أرض غزة هي المقاومة الأهم في الساحة فسندرك أنها حرب على الأمة بكاملها، تريد "إسرائيل" من خلالها أن تفرض شروط الهزيمة والتسوية المذلة بالمفهوم الصهيوني الأمريكي؛ لأن المقاومة على أرض غزة هي العائق أمامهم الآن".
وأشار إلى أن عدم تمتع المقاومة في قطاع غزة بعمق في الداخل "جعل الاحتلال يتصور أنه يمكنه استعراض عضلاته واستعادة هيبته، ومن ثم فهي معركة استعراض ومعركة فرض الهزيمة على شعبنا، حيث تصوروا أننا الحلقة الأضعف ثم فوجئوا بمدى صلابة غزة".
مشعل: المقاومة في غزة بخير وستنتصر بإذن الله:
وأضاف زعيم المكتب السياسي لحركة حماس: "اطمئنوا يا أحرار العالم الإسلامي فإن المقاومة في غزة بخير وستنتصر بإذن الله فلقد استوعبت ضربته وبدأت ترد عليه وتقدم كل يوم المفاجآت، فقبل أقل من ساعتين كان قصف القاعدة الجولية "بلماخيم" التي تبعد 50 كلم عن قطاع غزة، ونرى هذه الكمائن وهذه الالتفافات حول جنود العدو، وهذا القتل لجنود الاحتلال في هذه الحرب العظيمة، والله يا أبطال المقاومة في كل الفصائل: إنكم بتضحياتكم وبطولاتكم ذكرتمونا بمعارك الأمة الفاصلة وذكرتمونا بالصحابة وعظماء الأمة على مدار العصور.. بوركتِ يا مقاومة غزة".
وأردف مشعل: "العدو وضع في البداية أهدافًا، ثم بدأت طموحاته تتآكل بمرور الوقت، فلقد أرادوا أن ينهوا المقاومة على أرض غزة ويوقفوا الصواريخ، وأردوا أن يفرضوا وقائع جديدة تمهد لتصفية القضية الفلسطينية، وخططوا لتحقيق هذه الأهداف من خلال مراحل متدحرجة، ولا ندرس إن كان دخل المرحلة الثالثة أم لا، ولذلك دمروا المنازل على رؤوس أصحابها ويحاولون الدخول في بعض المناطق من الشمال، ولكن المقاومة الضارية تصده وتباغته بكمائن مباركة، وفي الجنوب يحاولون على شريط صلاح الدين فلادلفيا بحجة منع الإمدادات، يريدون أن يفرضوا أمرًا واقعًا يفاوضون على أساسه، ويريدون أن يبلغوا الرأي العام عندهم بأنهم حققوا شيئًا وهم لم يحققوا أي شيء".
العدو فشل فشلا ذريعًا على الصعيد العسكري:
وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "إننا بكل تواضع وصدق نضع كشف حساب ونقول بكل ثقة إنه على الصعيد العسكري فشل العدو فشلاً ذريعًا، فهم لم يوقفوا الصواريخ ولم يحققوا الوضع الأمني المأمول لهم، ففيم نجح العدو إذن؟ إنه ولكي يغطي على فشله وخسائره يتكتم على حقيقة حجم الخسائر ويمنع وسائل الإعلام الأجنبية من دخول غزة، ويردد أكاذيب عن نيران صديقة وحوادث سير مزعومة، وستأتي لحظة الحقيقة وسيدرك الصهاينة كم فشل جيشهم وكم تكبد من خسائر، والاحتلال يفبرك صورًا مزيفة عن دخول مناطق عميقة في غزة".
الاحتلال الصهيوني نجح في ارتكاب المذابح ضد الأبرياء:
وتابع خالد مشعل: "العدو لم ينجح إلا في أمر واحد وهو ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء وقتل الناس غدرًا حيث اختطف المواطنين ثم صفاهم بدم بارد، ونجح في صنع محرقة حقيقية على أرض غزة، وهذه فرصة لأخاطب الصهاينة وأقول لهم: ماذا أنجزتم في هذه الحرب سوى قتل الأطفال الأبرياء وسوى الجماجم المهشمة وبحر الدماء الذي تغرق فيه غزة؟ لم تحققوا إلا مكاسب لقادتكم السياسيين الذين يزايدون من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، أنتم تشتكون من المحرقة ضدكم وأنتم الآن ترتكبون المحرقة الفعلية التي يجب على الأمة الإسلامية أن تصنع لها متحفًا".
وأضاف: "أيها الصهاينة حققتم أشياء لم تقصدوها، خسرتم أخلاقيًا وانكشف وجهكم القبيح وعلم العالم كله حقيقتكم، ولقد صنعتم مقاومة في كل بيت، ولقد قضيتم على أي فرصة في أن تصدقكم شعوبنا في الحديث عن التسوية والمفاوضات، ولقد قصرتم عمر كيانكم الغاصب، حيث كنا نقول في الماضي: إن هذا الكيان الغاصب لا مستقبل له وأعطاكم العرب فرصًا عديدة، وأنتم بهذه المذابح قصرتم في أجَلِ كيانكم، لأنكم يجب أن تعرفوا قانون الله في الأمم وأنه لا مستقبل للكيانات التي تستفحل في الظلم والطغيان، ولن تكووا استثناءا من سنن الله الكونية".
وأردف مشعل: "بسبب هذه الآلام التي نعانيها وفي ظل اعتزازنا بهذه المقاومة العظيمة العملاقة والدماء التي تجددت في عروق الأمة، أتطرق للمبادرات المصرية والفرنسية وحراك قطر وتركيا، ومجلس الأمن وقراره 1860 وهذا القرار كانت أمريكا قد منعت صدوره لتعطي الصهاينة فرصة لمزيد من القتل والتدمير، وبعد أن صمد شعبنا وصمدت مقاومتنا وحين انكشف حجم المجازر، وحين رأى المعتدون انتفاضة الأمة سمحوا بتمرير القرار 1860، ولكن بعد أن نزعوا أظافره وإنما أصدروا هذا القرار مضطرين وبعد أسبوعين من المذبحة".
وتابع خالد مشعل: "مَن المطالب بتنفيذ هذا القرار؟ إنه من ارتكب العدوان فعليه أن يوقف النار وأن ينسحب فورًا من غزة، وأما نحن فلدينا موقف جلي نحاكم إليه كل المبادرات والقرارات لأننا الضحية التي تتعرض للمجازر، ونحن نطالب بوقف العدوان فورًا لأن المعركة ليست متكافئة، ثم الانسحاب الفوري لكل القوات المعتدية من غزة، ورفع الحصار الغاشم على قطاع غزة، وفتح المعابر جميعها وفي مقدمتها معبر رفح".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "هذه مطالبنا العادلة ونحن بعقل مفتوح نتعامل مع أية مبادرة أو أي قرار من خلال هذ الأسس ولن نتعاطى مع أي طرح بدون التعامل مع هذه المطالب الأربعة، فمن حق شعبنا أن يتوقف العدوان عليه وتنسحب القوات من أراضيه ويرتفع الحصار عنه وتفتح له المعابر، ثم نبحث في مسأل التهدئة، ونؤكد أيضًا أننا لن نقبل تهدئة دائمة لأن المقاومة هي في المعادلة تواجه الاحتلال، والمقاومة لن نضحي بها مقابل الإغاثة وإدخال المساعدات، لأن شعبنا من حقه أن يعيش حياة كريمة".
موقف حركة حماس من القوات الدولية:
وحول مسألة القوات الدولية التي كان رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس قد رحب بها في تصريحات سابقة اليوم، أكد مشعل أننا "لن نقبل أي قوات دولية لأنها تأتي حماية لإسرائيل ولتعطيل المقاومة وسنعتبرها قوات احتلال، ولن نقبل أي حديث عن تضييق على المقاومة فيما يتعلق بسلاحها، فالذين يتكلمون عن الأنفاق وكأن غزة تعيش وهي دولة عظمى، والحقيقة أننا شعب يعيش في وضع صعب يبحث عن أي شيء يدافع به عن نفسه، لا أحد يلوم شعبنا وهو يبحث عن بندقية ليدافع بها عن نفسه".
وأردف خالد مشعل: "أرسلنا وفدًا من الحركة إلى مصر ليتباحث بشان المبادرة المصرية وفقًًا لهذه الرؤى، وأما اتفاقية 2005 بشأن معبر رفح فإنها هي التي كرست الحصار على غزة، ونطالب محمود عباس وندعوه أن يقول للعالم إننا نريد الاتفاق على شراكة فلسطينية بمشاركة حماس ومصر والأوروبيين، وإلا فأية مصداقية هنالك للاصطفاف الوطني، ونحن نريد المصداقية من خلال الإفراج عن مئات المعتقلين في سجون الضفة والسماح لجماهير الضفة بالخروج بدون عوائق، وأن يتوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وننتقل من تعليق المفاوضات إلى وقفها مع الاحتلال بصورة نهائية".
وتابع بقوله: "نقول للضفة الحبيبة لقد انتفضتم وبذلتم ولكن مطلوب منكم أكثر مطلوب انتفاضة ثالثة، والشعب الفلسطيني كله يتطلع منكم للمزيد والضفة تواجهها مخاطر جمة من تهويد وجدار وهيمنة أمريكية من خلال الجنرال دايتون، وأهيب بشريحة الطلاب في الضفة الغربية التي أخرجت جيل الاستشهاديين".
ومضى يقول: "نقول للدول العربية: سامح الله من خذلنا وألقى اللوم علينا، وبادروا بتصحيح خذلانكم وندعوكم جميعًا إلى الوقوف معنا بعد انتهاء هذا العدوان بإذن الله وبعد انتصارنا نطالبكم أن تساندونا في محاكمة قادة العدو وأن تتوقفوا عن استقبال مسئولي الاحتلال في أية دولة عربية، وندعو الدول العربية التي لها علاقات مع "إسرائيل" أن يستغلوا اليوم هذه الورقة وأن يحيروا الاحتلال بين إنهاء العدوان أو إنهاء العلاقات الدبلوماسية، وإن كان مجلس الأمن لم يفلح في إنهاء العدوان فعلى العرب أن يعقدوا قمة عربية فورًا"
مطالبة شعوب الأمة بمساندة المقاومة في غزة
وقال خالد مشعل: "يا أمتنا سوف ننتصر بإذن الله والوضع في غزة له ما بعده، ونطالب شعوب الأمة أن تقف مع مقاومة غزة ولكن بعد قرار مجلس الأمن لا يعني أن تهدأوا فالقرار لا معنى له لأن "إسرائيل" رفضته، نحن في هذه الأيام نعيش أصعب لحظات الحرب، ونريد انتفاضة ثالثة في الضفة وانتفاضة شاملة في العالمين العربي والإسلامي حتى يخرج الشعب الفلسطيني منتصرًا".
وأضاف: "نناشد الأمة أن تبقى صفًا واحدًا ونريد توحدًا بين كل القوى ونريد نموذجًا في امتزاج حقيقي بين العروبة والإسلام قضية تهم كل شرائح مجتمعاتنا، ونأسف أنه وفي ظل هذه الجرائم الصهيونية هناك من لايزال يلوم مقاومة الشعب الفلسطيني، فالتسوية هي التي جملت هذا الاحتلال وسمحت له بأن يمارس كل "البلاوي" ضد شعبنا الفلسطيني، فالمقاومة هي التي تحمي لأنها حق طبيعي لأنها هي التي تحرر وتنتصر، وأما الضحايا والشهداء فهل هناك شعب تحرر بدون الضحايا، ولكن الفرق كبير بين أن نتمسك بمقاومتنا لنصل إلى العزة والنصر كما فعلت كل الشعوب أو أن نرضى بمفاوضات تسوقنا لمزيد من الذلة والهوان".
وتابع مشعل: "البعض يتخوف أنه بعد كل هذه التضحيات قد تفرط قيادة المقاومة أو تساوم أو تضعف، نقول بالعكس إن هذه الدماء الغالية علينا هي التي تزيدنا تمسكًا بأهدافنا وثباتنا، ومن الظلم أنه بعد كل هذه المذابح أن نرضخ ونعلن وقف المقاومة، لن يقبل الشعب بأقل من الانتصار الحقيقية والمعركة معركة صبر ومصابرة وسننتصر بإذن الله".
واختتم خالد مشعل كلمته بقوله: "يا أحبتنا في غزة (لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم)، أعلم أنكم تعانون ولكنها ضريبة الحرية والنصر والعزة، يا غزة أحمد ياسين .. النصر قادم بإذن الله فأنتم يا أهل غزة نصرتم الله بحفظكم القرآن وبارتيادكم المساجد، وإن الله قد كتب القتال وهو كره للمؤمنين وعسى أن يكره المؤمنون شيئًا وهو خير لهم، يا أهل غزة لقد نصرتم الله في أنفسكم ولذلك سينصركم الله تعالى، وأقول لكم (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) ونريد منكم مزيدًا من الصبر وتحمل الجراح والله سينصركم بإذن الله تعالى".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى