حملة الرئيس بالرئيس! ...بقلم :سعد بوعقبة

يرى المتتبعون لوقائع الحملة الانتخابية، الجارية الآن، أن الرأي العام لا يهتم سوى بما يقوله بوتفليقة في هذه الحملة.. لأن ما يقوله وما يعد به الناخبين هو الذي يحدد حجم المشاركة! صوت الرئيس وصورته وحتى برنامجه يكاد يكون وحده في هذه الحملة، حتى بات الجزائريون يقولون الرئيس ترشّح وحده ومنافسوه مجرد شركاء في حملة الرئيس ليس إلا! فإذا شارك الشعب الجزائري في الرئاسيات القادمة وعلى نطاق واسع، فإن الرئيس الذي ترشح مستقلا يكون قد حصل على تفويض من الشعب مفاده أنه يفوضه لنكب أحزاب التحالف التي قاطع الشعب نوابها في الانتخابات الأخيرة.. ومعنى هذا أن الرئيس يكون مطالبا بإحداث قطيعة حقيقة مع برلمان وحكومة هذه الأحزاب! وهنا يمكن أن يقول الرئيس إن المقاطعة الماضية للانتخابات لم تكن لسياسته، بل كانت لأشخاص أحزاب التحالف الذين لم تحسن الأحزاب اختيارهم على رأس القوائم الانتخابية! أما إذا كان موقف الشعب في الرئاسيات الحالية مطابقا أو مؤيدا لموقفه خلال التشريعيات الماضية على مستوى العزوف، فهذا يعني أن الرئيس عليه أن يستخلص الدرس ويباشر في إصلاحات عميقة تمس المؤسسات الدستورية القائمة.. وتتجاوز في عمقها مجرد التخلص من برلمان غير شرعي - حسب لويزة حنون! وينبغي أن نقول وقبل فوات الأوان إن الرئيس هو وحده الذي يحدد حجم المشاركة في الانتخابات القادمة من خلال ما يقوله وما يعد به الناخب! ونعتقد أن الحملة بواسطة الأحزاب المستهلكة أو بواسطة الصورة الكبيرة في عهد الأنترنت أو بواسطة الفرق الفلكلورية لا تقنع الناخب! نعم الرئيس يحتاج إلى تفويض شعبي كبير ليباشر التغييرات التي ينتظرها الشعب منذ عشرية كاملة على مستوى مؤسسات الدولة، وبدون ذلك سيضيّع الرئيس فرصته الأخيرة مثلما جعلته التوازنات بين الزمر المتصارعة حوله على ريع البلد يكاد يضيّع فرصة طفرة البترول في إحداث تنمية في البلاد! على الرئيس أن يقول وبسرعة للشعب الجزائري ما يتعين عليه فعله في هذه العهدة الثالثة.. ونجاح الانتخابات يتوقف على ما يعد به هو وليس غيره!


سعد بوعقبة