بعد ثلاثة أسابيع من الإضراب وافتكاكهم حقوقهم بجدارة الأساتذة يعودون اليوم إلى المدارس

يستأنف، ابتداء من اليوم، أساتذة التعليم في الأطوار الثلاثة عملهم بعد 3 أسابيع من الإضراب استجابة لنداءات نقابتهم التي نجحت بعد مفاوضات عسيرة مع وزارة التربية، في افتكاك موافقة الأخيرة على جميع المطالب المرفوعة.
ستسجل المؤسسات التربوية عودة تدريجية للمعلمين والأساتذة، ولا يعود ذلك، حسب النقابات التي شنت حركة احتجاجية موحدة منذ قرابة العشرين يوما، إلى وجود خلاف على المبدأ، وإنما الأمر يتعلق فقط بآليات يتعين على قيادة بعض النقابات التقيد بها منها الرجوع إلى مجالسها الوطنية، ثم عقد تجمعات على مستوى القاعدة، وهي العملية التي قد تستغرق وقتا، مما يعني احتمال تأجيل قرار العودة بالنسبة للعديد من الأساتذة المنضوين تحت لواء نقابتي ''السنابست'' و''الكنابست'' إلى بعد عيد الأضحى مباشرة.
من جانبه، عقد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ندوة صحفية أمس، لعرض النتائج المتوصل إليها عقب لقاء جمع قياديي هذا التنظيم بمسؤولي الوصاية، يتقدمهم الوزير بن بوزيد؛ حيث أكد رئيس الاتحاد دزيري الصادق أن المكاسب التي أحرزتها النقابات في جولات الحوار مع وزارة التربية هذه المرة سابقة أولى وانتصار حقيقي، بالنظر إلى أن المطالب بنسبة مائة بالمائة حظيت بقبول الطرف الآخر والتزامه كتابيا في محاضر اتفاق رسمية بتنفيذ محتواها، فيما ستتواصل المفاوضات، حسبه، على كيفيات وآجال التطبيق.
بهذا الصدد، أشار محدثنا، الذي أشاد بتدخل رئيس الجمهورية شخصيا لحل مشاكل الأساتذة العالقة منذ سنوات، أن اللقاء المذكور عرضت فيه 3 ملفات رئيسية وهي: النظام التعويضي والخدمات الاجتماعية وطب العمل. وبالنسبة للنقطة الأولى، فقد تم اعتماد نظام المنح والتعويضات على أساس الأجر القاعدي الجديد بزيادة معتبرة وبالأثر الرجعي ابتداء من جانفي 2008، بما فيها المنح القديمة المتضمنة منحة تحسين الأداء التربوي بنسبها الثلاث الممنوحة حاليا، وكذا منحة الخبرة البيداغوجية بنسبة 20 بالمائة، مع استدراك نسبة درجتي 11 و12 المستحدثتين الصادرة في القانون 08 ـ 315 على أن تنتهي الأشغال على هذا الملف قبل نهاية ديسمبر .2009
وحول القرار رقم 94 ـ 158 المسيّر لأموال الخدمات الاجتماعية، اتفق الطرفان على إلغائه والرجوع مجددا إلى المرسوم الرئاسي رقم 82 ـ303 في انتظار إعلان، حسب بيان ''إيانباف''، إنشاء هيئة اجتماعية مستقلة منبثقة عن ممثلي العمال المنتخبين مع حصر دور النقابة في الرقابة وليس التسيير. أما عن ملف طب العمل، فقد جرى التركيز، خلال ذات الجلسة، على ضرورة إنجاز تحقيق شامل في أسلاك التعليم لمعرفة أنواع الأمراض المهنية المنتشرة والتي تقتضي وضع نظام جديد للطب المهني والتعاقد مع المصحات لحماية صحة المربي. فيما طالبت النقابة وزارة العمل بتصنيف الأمراض المهنية الخاصة بمهنة التعليم مثلما هو معمول به دوليا. من جهته، أعرب رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، عن ارتياحه الكبير إزاء نتائج المفاوضات مع وزارة التربية، قائلا في لقاء صحفي نشطه أمس ''لولا قوة الإضراب لما استجابت لنا السلطات''. وأضاف بأن المشاركة في الإضراب وصلت إلى مستويات قياسية لم يشهدها القطاع من قبل؛ إذ بلغت نسبة الاستجابة 100 بالمائة في الثانويات، وما يفوق عن الثمانين بالمائة في الطورين الإكمالي والابتدائي.
أما فيما يخص استئناف العمل، أعلن مريان بأنه وشيك، لأن ثمة خطوات لا يمكن تجاوزها والمتمثلة أساسا في إطلاع المجلس الوطني أولا ثم القاعدة بتفاصيل مجريات المفاوضات في غضون اليومين القادمين، غير مستبعدا عودة الأساتذة بعد عيد الأضحى، بالنظر إلى الاستعداد الذي لمسه عند الأساتذة بتعليق الإضراب، وسيبقى على وزارة التربية، بعد ذلك، مهمة إعداد رزمانة زمنية لاستدراك الدروس الضائعة في أيام الإضراب. ويرجح حسب مصادر نقابية أن يتم إلغاء جزء من العطلة الشتوية المقدرة بثلاثة أسابيع.