بعد الإهانة التي تعرض لها سفيرها بتل أبيب تركيا تهدد بسحب سفيرها من إسرائيل

طلبت الخارجية التركية ''تفسيرا واعتذارا من السلطات الإسرائيلية'' على تصرفها مع سفيرها في تل أبيب، أحمد أوغوز تشليكول. وتسارعت الأحداث، حيث هددت أمس أنقرة بسحب سفيرها من تل أبيب، وهو قرار قد يؤدي إلى عزل إسرائيل إقليميا.
تصرفت إسرائيل في قضية استدعاء السفير التركي للاستفسار عن بث فيلم تلفزيوني في تركيا، على طريقة الدول العظمى المتجبرة التي لا تراعي مشاعر جمهوريات الموز، أو بالأحرى هكذا يتصور الإسرائيليون أنفسهم وقد أعطاهم الانحطاط العربي المبررات...فكان المشهد مريعا. حيث أجلس نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، السفير التركي، أحمد أوغوز، في كرسي منخفض في حين جلس هو وموظفون آخرون على كراسي مرتفعة. وطلبوا من وسائل الإعلام الإسرائيلية إبراز ''الوضع المهين'' للسفير التركي.
وسبقت الإهانة تحركات تشير إلى القلق الإسرائيلي من حكومة تركيا التي بدأت تمتنع عن مجالسة الإسرائيلين.
فأصبحت العلاقات هشة بين البلدين ثم تدهورت منذ شن الحرب على المدنيين في غزة وتجريب أسلحة دمار جديدة على أجسام أطفال غزة في خريف .2008 وكان لرئيس الحكومة التركية، طيب رجب أردوغان، رد فعل على مجازر غزة في منتدى ديفوس في شهر جانفي الماضي، حين غادر الندوة تاركا شمعون بيريس جالسا محاولا تبرير ما لا يمكن تبريره.
وصفق له العالم الإسلامي على الموقف المشرف، الأول من نوعه منذ وفاة الرئيس جمال عبد الناصرفي سنة .1970
ثم بثت القنوات التلفزيونية التركية مسلسل ''وادي الذئاب'' الذي يحاول إبراز معاناة الفلسطينيين تحت القصف العشوائي الإسرائيلي والذي أقلق كثيرا إسرائيل. ثم قام أردوغان بزيارة طهران ودمشق وألغي المناورات التي كانت مبرمجة مع الجيش الإسرائيلي. وجاء المسلسل الجديد ''الوداع'' الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، حيث تزامن البث مع تصريحات أردوغان عن النووي الإسرائيلي، خلال لقائه برئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري.
فأقامت إسرائيل الدنيا ولم تقعدها. وصدر بيان عن الخارجية الإسرائيلية يقول إن تركيا آخر من يمكنه توجيه موعظة أخلاقية لتل أبيب. ثم استدعت السفير التركي وأهانته بالطريقة التي ذكرنا. ونشرت الصورة المشينة على أعمدة الصحف الإسرائيلية.
فلم تتأخر تركيا في طلب تقديم الاعتذار السريع على إهانة سفيرها وهددت، أمس، بسحب سفيرها من تل أبيب وربما غلق السفارة عقب ذلك. واستغلت تركيا القلق الإسرائيلي ووظفت الحركات الإسرائيلية عبر القنوات التلفزيونية في تجنيد الشارع. فجاءت الإحصاءات لتؤكد الإجماع على قطع العلاقات مع إسرائيل.