مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المحترف
المحترف
مشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
مشرف منتدى أخبار و تاريخ  مستغانم
عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

بيان عن مسلسل القعقاع بن عمرو Empty بيان عن مسلسل القعقاع بن عمرو

الجمعة 08 أكتوبر 2010, 14:18
بيان عن مسلسل القعقاع بن عمرو
كتب: د.خالد بن محمد الغيث
19/10/1431 الموافق 27/09/2010
بقلم د.خالد الغيث
عضو هيئة التدريس بجامعة أم لقرى
قسم التاريخ والحضارة الإسلامية
الحمد لله العزيز الحكيم والصلاة والسلام على الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد كثر الحديث عن مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي ، سلباً وإيجاباً ، في شهر رمضان المبارك ، مما دعاني بحكم التخصص ، لمشاهدة جميع حلقات المسلسل وهي (32 حلقة) للحكم عليه ، مع ما لشهر رمضان من الخصوصية ، ولكن للضرورة حكمها ، هذا وقد وقفت على جملة من الأخطاء في مسلسل القعقاع ، تطلبت مني إصدار بيان علمي بخصوصه ، نصحاً للأمة ، وإبراءً للذمة - وقد أرفقت به ملحقاً عن (البعد التبشيري للدراما الإيرانية) للمفكر البحريني د.عادل عبد الله - وفي ما يلي بيان بعض من أخطاء المسلسل :
القسم الأول : المخالفات الشرعية العامة :
أولاً : تمثيل شخص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، بجوار والدها الصديق ، رضي الله عنه ، وهو يحتضر على فراشه ، وحديثها معه [ ح 9 ، 10 ] .
وكذلك إظهار من يمثل شخوص الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ، في جميع حلقات المسلسل.
ثانياً :ظهور أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، والخلفاء الراشدين ، بسمت ، وهيئة ، وحال ، من بنات أفكار المخرج ، وهذا يعد رجماً بالغيب ، والله سبحانه وتعالى يقول :-- (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء -36-
ثالثاً :عندما خلت المدينة من الجند ، بعد خروج بعث أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، إلى الشام ، وترصد الأعراب ، خارج المدينة بالمسلمين ، يأتي المشهد داخل المدينة ليظهر حواراً بين رجلين ، عن خطورة الوضع ، حيث يقول أحدهما مطمئناً الآخر : ( الأقدار تساندنا ... ! ) [ ح 5 ] .
رابعاً :وجود العنصر النسائي في المسلسل ، بهيئة ، وسمت ، بعيدين كل البعد عن حال المرأة المسلمة ، في عصر الرسالة ، وعصر الخلفاء الراشدين .
خامساً : وجود الموسيقى في المسلسل ، مع إن البديل الصوتي أثبت نجاحه في العديد من الأعمال .
سادساً :أكل بعض الممثلين باليد اليسرى ، وكأن المسلسل يحكي سيرة شخصية أوروبية ، أو أمريكية ، وليس سيرة علم من أعلام المسلمين .
القسم الثاني : البعد الرافضي في المسلسل :
أولاً : عندما قرأ الراوي خطبة حجة الوداع ، وذكر تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمته من الربا ، تجاهل الراوي تصريح رسول الله بوضع ربا عمه العباس ، في الجاهلية.[ ح 2]
مع إن رسول الله قد نص على وضع ربا العباس ، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أمر بأمر أو نهى بنهي كان أول الممتثلين على خاصة نفسه وأهل بيته وعشيرته ، قال تعالى بيان عن مسلسل القعقاع بن عمرو Frownلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب – 21 -
هذا وجه ، ووجه آخر لكي لا يستدرك عليه مستدرك ، أو يقول قائل : وماذا عن ربا عمك العباس !
ثانياً : الإصرار على بتر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المتعلق بفضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... ) [ ح 17 ، 31 ] .
وفي هذا البتر المتعمد ، محاولة قديمة متجددة ، للتأسيس لعقيدة الوصي ، كما تزعم الرافضة ، أي أن علياً رضي الله عنه وصي رسول الله وأحق الناس بخلافته .
في حين أن النص الكامل للشاهد في الحديث : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ) صحيح مسلم
وهذا القيد ، والتنبيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إلا أنه لا نبي بعدي ) جاء لحسم مادة الغلو بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث : (قال القاضي : هذا الحديث مما تعلقت به الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة في أن الخلافة كانت حقا لعلي ، وأنه وصى له بها . قال : ثم اختلف هؤلاء فكفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره ، وزاد بعضهم فكفر علياً لأنه لم يقم في طلب حقه بزعمهم . وهؤلاء أسخف مذهبا وأفسد عقلا من أن يرد قولهم أو يناظر .
وقال القاضي : ولا شك في كفر من قال هذا ؛ لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة وهدم الإسلام ..) شرح صحيح مسلم 15 / 174 .
وعن شرح هذا الحديث يقول الإمام بدر الدين العيني رحمه الله : ( ومعناه أنت متصل بي ، ونازل مني منزلة هارون من موسى ، وفيه تشبيه ، ووجه التشبيه مبهم ، وبينه بقوله : إلا أنه لا نبي بعدي ، يعني أن اتصاله ليس من جهة النبوة ، فبقي الاتصال من جهة الخلافة ، لأنها تلي النبوة في المرتبة ، ثم إنها إما أن تكون في حياته أو بعد مماته ، فخرج بعد مماته ، لأن هارون مات قبل موسى عليهما السلام ، فتبين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك ، لأن هذا القول من النبي كان مخرجه إلى غزوة تبوك، وقد خلف علياً على أهله وأمره بالإقامة فيهم ) عمدة القارئ شرح صحيح البخاري 24 / 331 .
وعن هذا الحديث أيضاً يقول الإمام القرطبي رحمه الله : (فلا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بمنزلة هارون من موسى الخلافة بعده ، ولا خلاف أن هارون مات قبل موسى عليهما السلام ، وما كان خليفة بعده ، وإنما كان الخليفة يوشع بن نون ، فلو أراد بقوله : "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" الخلافة ، لقال : أنت مني بمنزلة يوشع من موسى ، فلما لم يقل هذا ، دل على أنه لم يرد هذا ، وإنما أراد أني استخلفتك على أهلي في حياتي وغيبوبتي عن أهلي ، كما كان هارون خليفة موسى على قومه لما خرج إلى مناجاة ربه) الجامع لأحكام القرآن 1 / 267 .
ثالثاً : التنقص من موقف الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة ، في أثناء حوار القعقاع بن عمرو مع أسرته [ح 27] .
وعن بطلان هذا الزعم يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله ، عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه : (كان يقول ليالي صفين : يا حسن ، يا حسن ، ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ هذا ، لله در مقام قامه سعد بن مالك [بن أبي وقاص] ، وعبد الله بن عمر ، إن كان برا ، إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير ... وتواتر عنه أنه .. ما كان يظن أن الأمر يبلغ ما بلغ ، وكان الحسن من رأيه ترك القتال ، وقد جاء النص الصحيح بتصويب الحسن ، وفي البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ))
فمدح الحسن ، على الإصلاح بين الطائفتين ، وسائر الأحاديث الصحيحة ، تدل على أن القعود عن القتال ، والإمساك عن الفتنة ، كان أحب إلى الله ورسوله . هذا قول أئمة السنة ، وأكثر أئمة الإسلام ..) ابن تيمية : منهاج السنة 8/99
رابعاً : تخصيص علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بلقب (الإمام) دون إخوته من الخلفاء الراشدين الذين سبقوه [ ح 26 ] .
وهذا القول يتضمن - لمن له أدنى دراية بدلالة المصطلحات - إنكار لشرعية خلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، رضوان الله عليهم.
خامساً : إهمال دور ابن سبأ في الفتنة [ ح 26 ] .
مع إن شخصية ابن سبأ مجمع عليها في المصادر السنية والشيعية القديمة ، وتعليل ذلك أن الحديث عن ابن سبأ يعد خطاً أحمر ، في الخطاب الفارسي ، والأطياف التي تدور في فلكه .
ومما يؤيد ذلك ، أن الأخ الحبيب الشيخ حسن الحسيني ، وفقه الله ، منع من التصوير في أكثر من مكان يصل إليه التومان الإيراني ، بسبب ، عدم انصياعه للخطوط الحمراء ، التي فرض مثلها على مسلسل القعقاع بن عمرو ..!
وللتوسع عن دور ابن سبأ انظر رسالتي للماجستير (استشهاد عثمان رضي الله عنه ووقعة الجمل ...) وهي موجودة على الشبكة العنكبوتية .
سادساً : الانحناء لعلي رضي الله عنه ، انحناءً كاملاً من قبل اثنين من رجالاته [ ح 27 ] .
وهذه عادة من عادات عبودية الفرس ، لأسيادهم الأكاسرة ، وهي من الأمور التي نبذها الإسلام ، وحذر منها .
سابعاً : عندما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ، حقناً لدماء المسلمين ، أظهرت اللقطة وجه الممثل الذي يقوم بدور معاوية ، وقد ارتسمت عليه ملامح التشفي ، والشماتة ، جراء صنيع الحسن رضي الله عنه [ح 32 ] .
وهذه رسالة رمزية للنيل من معاوية رضي الله عنه ، تغني عن عشرات المؤلفات ، والمحاضرات التي ألفها الرافضة للطعن في معاوية رضي لله عنه .
وحقيقة الأمر مبسوطة في رسالتي للدكتوراه : مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه (وهي منشورة على الشبكة العنكبوتية).
القسم الثالث : التنقص من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما :
أولاً : أن الممثلين اللذين قاما بدور الصحابيين الكريمين معاوية وعمرو بن العاص ، رضي الله عنهما ، كانا أقرب سمتاً وهيئةً لقراصنة الكاريبي ، أو زعماء المافيا . وليس إلى صحابيين كريمين تربيا وتخرجا من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن يبدو أن المخرج لا يفرق بين الدهاء ، من جهة ، وبين الغدر والخيانة من جهة أخرى ، وهذه بصمة فارسية جلية .
وللتوسع في شأن معاوية رضي الله عنه ، انظر رسالتي للدكتوراه (مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه ..) وهي موجودة على الشبكة العنكبوتية .
ثانياً : عدم ذكر اشتراك معاوية رضي الله عنه ، في قتل مسيلمة الكذاب ، عند الحديث عن ردة بني حنيفة [ ح 7 ] .
مع إن معاوية رضي الله عنه قد اشترك في قتل مسيلمة الكذاب عندما اقتحم الصحابة رضوان الله عليهم ، حديقة الموت ، التي يسميها بنو حنيفة ، حديقة الرحمن .
ثالثاً : إظهار معاوية رضي الله عنه ، بالشخص المغرور ، المنعم ، المترف ، الحريص على الدنيا ، من خلال لبسه ، ومشيته ، ومجلسه.
مع إنه رضوان الله عليه كان متأثراً بشخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كما أنه كان أقرب إلى الزهد منه إلى الترف ، وفي ذلك يقول التابعي الثقة يونس بن ميسرة : (رأيت معاوية في سوق دمشق على بغلة له ، وخلفه وصيف قد أردفه ، عليه قميص مرقوع الجيب ، وهو يسير في أسواق دمشق) ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 25/53 .
رابعاً : إظهار معاوية رضي الله عنه ، بمظهر الرعديد ، الجبان ، الذي طار قلبه ، عند محاولة اغتياله ، من قبل الخارجي البرك بن عبد الله [ ح 30 ] .
وهذه رسالة رافضية ، رمزية أخرى ، هدفها الحط من منزلة معاوية رضي الله عنه ، ذلك الصحابي الكريم ، الذي دوخ الأرمن ، والروم ، قبل الخلافة وبعدها ، إنه الرجل الذي أسس البحرية الإسلامية ، وحاصر القسطنطينية عاصمة الروم . ولكن هذه الفرية ينطبق عليها المثل القائل : رمتني بدائها ، وانسلت ! .
القسم الرابع : التنقص من خالد بن الوليد رضي الله عنه :
أولاً : التعريض بخالد بن الوليد رضي الله عنه ، عند مسيره من العراق إلى الشام ، عبر بادية السماوة ، وأنه عرض جيش المسلمين للتهلكة بسبب ندرة الماء في الطريق [ ح 9 ] .
وهذا افتراء على خالد رض الله عنه ، حيث إنه طبق في مسيره من العراق إلى الشام عبر بادية السماوة ، خطة في غاية الذكاء ، ذلك أنه حول الإبل التي معه إلى خزانات للمياه ، بعد أن أعطشها ثم جعلها تشرب الماء حتى تضلعت ، فتحولت إلى خزانات وصهاريج ماء متنقلة ... الخ تفاصيل هذه الخطة المشهورة في المصادر التاريخية .
ثانياً : التعريض بخالد بن الوليد رضي الله عنه من جهة اتهامه بوضع السيف في أهل دمشق ، وأن أبا عبيدة بشق الأنفس أقنعه بالصفح عنهم [ح 11 ] .
وهذه مغالطة لأن قسماً من مدينة دمشق قاوم الجيش المسلم ، وهو المواجه لجيش خالد بن الوليد ، فقاتلهم رضي الله عنه، والقسم الآخر استسلم لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دون قتال ، وهذا من الأمور المشهورة في فتح دمشق .
القسم الخامس : الأخطاء التاريخية العامة :
وتتراوح بين الأخطاء البدائية ، والساذجة ، التي أخرجها مخرج المسلسل من كيسه ، مثل قول مسيلمة الكذاب عن نفسه : ( من مسيلمة رسول الله إلى ...) في حين أنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو الذي صغر اسم هذا الكذاب ، بينما اسمه الذي يناديه به أنصاره هو ( مسلمة الحنفي ) ، ثم أصبحوا ينادونه (مسلمة رسول الله ) بعد ادعائه النبوة ...!
هذا وقد تركت بقية الأخطاء منعاً للإطالة .. والله تعالى أعلم .
الملحق
((البعد التبشيري في الدراما الإيرانية))
بقلم د.عادل عبدالله
كاتب ومفكر بحريني
يعتمد الإعلام الإيراني علىإستراتيجية الهدم والبناء النفسية ، حيث يسعى إلى هدم قناعات وثقافة الشعوبالمستهدفة ، وبناء ما لديه من معتقدات يؤمن ويعمل على نشرها، في عملية تبشيريةشاملة.ناهزت العقدين ونصف العقد من الزمان.
لقد نجحت إيران منذ تولي محمد خاتمي الرئاسة في إدخال العنصر السينمائي والدراماالإيرانية في عملية التبشير الشيعي ، وبدأت بعملية إعادة صياغة القصص القرآني،فأنتجت أغلب قصص القرآن ، معتمدين على مصدرين رئيسيين هما المرويات الشيعية المنسوبة إلى الأئمةالإثنا عشر، وإلى الإسرائيليات .
لقد كان الهدف هو مصادرة المخزون الثقافيللأمة الإسلامية، وإحلال الثقافة الفارسية الإثناعشرية محلها، على اعتبار أن العالمالإسلامي سيثق في الإنتاج السينمائي الإيراني أكثر من الإنتاج الأمريكي المتصهين،وخاصة أن السينما الأمريكية الممولة يهوديا أنتجت كل القصص الإسرائيلية المستقاة منالتوراة، لكنها لم تغط بعد سائر القصص القرآني، لعدم إلمامها أو إطلاعها عليه ، بعكس إيران .
إن إيران اليومتعيد صياغة المخزون الثقافي للأمة المسلمة سينمائيا في عملية إغراق الخيال العام بالصورة الإيرانية المطلوبة،ليتحول المزاج والعقل الجمعي في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه إلى تصديق الرؤيةوالعقيدة الإيرانية للتاريخ، عبر استدعاء شخوصه، وتمثيل أحداثه وكأنها واقع حي يمكنأن يشارك العقل المعاصر في محاكمة وجدانية مستمرة لسلفنا الصالح، وما شجر بينهم،وبالتالي الانتهاء إلى النتيجة التي تقررها المصادر الإثنا عشرية على الرؤيةالفارسية المعلومة في الأدبيات الشيعية.
لقد فطنت إيران إلى أن التدخل المباشر فيإعادة صياغة المشهد التاريخي لجعل العقل الجمعي للعرب الممانعين (السنة) يقتنعونبرؤيتها لن يجدي نفعا ، مثلما حصل في فلم (مقتل الحسين) .
فكانت الفكرة النافذة هي استثمارالدراما السورية المتفوقة عربياً في الفترة الراهنة ، لإعادة إنتاج الأحداث التاريخية ، وفق الرؤيا الإيرانية.
ولا يخفى أن مسلسل القعقاع ثمرة أتتالإيرانيين على طبق من ذهب ، وفرصة لا يمكن أن تتساهل في تفويتها في شهر رمضان ، الذيأصبح موسما يساوي مهرجانات جوائز الأوسكار الهوليودية ، بالنسبة للمشاهد العربي .
إن الثابت في عملية الإحلال والإبدال الإيرانية ، هو إغراق التصور الجمعي للعالم الإسلامي أن الصحابةالذين أسهموا في إسقاط الإمبراطورية الفارسية العظمى ، هم الذين انقضوا على النبوةفشوهوها ، وأحالوا معالمها إلى جاهلية من نوع جديد ، في قنطرة بين الجاهلية والإسلام ،وهذا ما نضحه مسلسل القعقاع على مشاهديه .

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى