قائد جيش التحرير.. عميل لفرنسا؟!

جميل ما جئت به للنبش في ذاكرة الوطن والمناسبة هذه.. التاريخ هو ذاكرة الأمة.. وخير من يكتبه هم مؤرخو الأمة لا الأجانب ولو برعوا في ذلك.
تأثرت ثورة نوفمبر بأحداث 1962 في صراع الزعامة، هذا المخاض الذي أظهر تيارات متعددة أكثرها كان يخضع لأفكار عبد الناصر الذي كان بمثابة مستشار لنظام الثورة الجزائرية، وهكذا كانت هيمنة مصر متجلية في ما بعد الاستقلال في ميدان التعليم والميدان العسكري خصوصا بعدما شهدته مناوشات على الحدود الجزائرية المغربية والتي أسر فيها الملازم حسني مبارك الرئيس الحالي لمصر.. كما صرح الطيار صالح حشاد للجزيرة في برنامج "شاهد على العصر".جميل ما جئت به للنبش في ذاكرة الوطن والمناسبة هذه.. التاريخ هو ذاكرة الأمة.. وخير من يكتبه هم مؤرخو الأمة لا الأجانب ولو برعوا في ذلك.
إن شهادة عبد الحميد البوسعادي حين استدل بمقال حسنين هيكل لخير دليل على انقسام قادة الثورة في عهد الاستقلال، بما في ذلك التصفيات الجسدية كما حدث مع كريم بلقاسم وخيضر ونفي بوضياف والقائمة طويلة...
من أين أتى هذا الخوف الذي يعرقل كتابة تاريخ الثورة؟.. ربما يرجع إلى السلبي والإيجابي الذي تفرزه الثورة، فمثلا عقول الثورة الفرنسية أعدموا بعد نهاية الثورة.. التاريخ هو ذاكرة الأمة وتحريفه لا يجوز.. المستقبل وحده الذي سيعيد للتاريخ ضميره، ويزيح النقاب عن المسكوت عنه، وهذا هو حال التاريخ منذ القديم.
كما قلت يا سعد.. خاصية السرية والتكتم مكنت الثورة من النجاح.. أما الكتم الآن غير مجد لكتابة التاريخ في العالم الذي بني على الشفافية في سرد الحقائق.. والمجد والخلود لشهداء الجزائر ولشهداء الأمة العربية.

أسد / فرنسا

ملاحظة: عندما نسمع شخصا من جماعة (22) مثل المجاهد مشاطي يقول اليوم بأن بومدين كان عميلا لفرنسا! أي أن قائد جيش التحرير كان عميلا لفرنسا.. ونجد سعدي أيضا يقول أن بوصوف وبومدين باعا عميروش للاستعمار.. عندما نسمع ذلك لابد أن نحمد الله على أن أمثال مشاطي الذين أشعلوا الثورة واختفوا ولم يكن لهم دور يذكر فيها سكوتهم أفضل من نطقهم!
ماذا بقي حين يُتهم قائد جيش التحرير (بومدين) بالعمالة لفرنسا!؟ أليست كتابة تاريخ بهذه الصورة ألعن من عدم كتابته؟!

سعد بوعقبة