- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
تقسيم السودان مخطط بريطاني أكملته الولايات المتحدة وإسرائيل
الخميس 13 يناير 2011, 11:20
يمكن القول إن الولايات المتحدة وإسرائيل نجحتا في تحقيق أهدافهما البعيدة واللتين عملتا من أجلها طويلاً لفصل جنوب السودان لإضعاف السودان من جهة ولحرمان مصر من عمقها الإستراتيجي في السودان، وذلك عبر الإصرار على تنفيذ لعبة الاستفتاء على ما يُسمَّى «تقرير المصير».
إن ما يلفت النظر حقاً هو هذا التدخل الأميركي الفج والذي وصل إلى درجة الوقاحة، عندما بعث الرئيس الأميركي «أوباما» رسائل إلى كل من حسني مبارك والعقيد معمر القذافي وزعماء آخرين في المنطقة، شدد فيها على رغبة واشنطن في ضرورة تحقيق انفصال جنوب السودان، وحرص على أن تصل هذه الرسائل أثناء وجود مبارك والقذافي في الخرطوم، متضمنة تحذيرات قاسية للجميع بألا يحاولوا إيقاف قطار الانفصال الذي تحرك.
إن هذه الرسائل تكشف عن حقيقة التآمر الأميركي- الإسرائيلي لفصل جنوب السودان كبداية لفرض سيطرة واشنطن وتل أبيب على القارة السوداء، وكفرصة ذهبية لبدء سلسلة من المؤامرات التي تخطط لها الولايات المتحدة للسيطرة على جميع أرجاء القارة الإفريقية.
فإسرائيل تُجنِّد كل طاقاتها وجهودها منذ سنوات طويلة للسيطرة على منابع النيل وإلحاق الضرر بمصر وبالسودان، فقد كشف «آفي ريختر» مسؤول الأمن الإسرائيلي الداخلي الأسبق في محاضرة علنية أن السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يشكل عمقاً إستراتيجياً لمصر... وقد تجلى ذلك بعد حرب عام 1967، حين تحول السودان إلى قاعدة لتدريب وإيواء السلاح الجوي المصري والقوات البرية المصرية. ويضيف «ريختر» قائلاً: كان لا بد من إضعاف السودان ومنعه من التحول إلى دولة قوية موحدة..!
لا شك في أن ما يسمى الاستفتاء على حق تقرير المصير في السودان وانفصال الجزء الجنوبي منه لا بد أن يؤثر في مستقبل جميع الدول الإفريقية، فالولايات المتحدة وإسرائيل قامتا بإدخال أسلحة ثقيلة إلى جنوب السودان وإلى منطقة «إبيي» بين شمال السودان وجنوبه والمتنازع عليها بين الفريقين منها أسلحة ثقيلة (دبابات ومعدات أخرى) إلى منطقة «أبيي» التي تمثل حساسية شديدة لما تحتوي عليه من ثروات بترولية، والتي ما زالت تطالب بها كل من قبيلة «دنكا نقول» الجنوبية والبدو العرب من قبيلة «المسيرية» في شمال السودان. ومن المعروف أن تلك المنطقة شهدت معارك دامية في شهر أيار 2008 بين الشماليين والجنوبيين، ما يثير مخاوف اندلاع الحرب الأهلية مجدداً.
إذاً، فمؤامرة تقسيم السودان ليست جديدة، وليست هي الحالة الوحيدة في القارة الإفريقية، ولكنها ترتبط بالسياسة الاستعمارية البريطانية في جميع الدول التي استعمرتها بريطانيا.
وعلى سبيل المثال، في (العراق وفي نيجيريا) طبقت بريطانيا هذه السياسة عندما فرقت داخل العراق بين الجنوب الشيعي – كما سمته- والشمال السني ترجمة لسياسة «فرق تسد» فاهتمت بتنمية الشمال العراقي في منطقة بغداد، على حين أهملت أي تقدم للجنوب العراقي، وحرصت على أن يكون الحكام المسيطرون من الأقلية السنية لإثارة أحقاد الشيعة.
إن هذه السياسة البريطانية ما زالت آثارها واضحة حتى اليوم، ومن ثم جاءت الولايات المتحدة لتطبيق هذه السياسة اليوم بعد احتلالها للعراق، فبدلت الوضع إذ أخذت بتحريض الشيعة على السنة والسنة على الشيعة وهكذا.
إن الأسلوب نفسه «فرق تسد» استخدمته بريطانيا في (نيجيريا)، عندما قسمت البلاد إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي ووثني، وطبقت السياسة نفسها في السودان عندما كثفت إرسال البعثات التبشيرية المسيحية إليه، ومنعت وجود التجار المسلمين في الجنوب، ووضعت بريطانيا خط تقسيم الجنوب وفصله عن الشمال وهو خط العرض 12 شمالاً، كما قررت منذ عام 1908 منع استخدام اللغة العربية في جنوب السودان، وأغلقت الكتاتيب التي تعلم اللغة العربية والدين الإسلامي، وفي الوقت نفسه أصدرت سلطات الاحتلال البريطانية قانوناً للجوازات يمنع دخول أبناء شمال السودان إلى الجنوب..!
وفي إطار سياسة بريطانيا هذه وشعار «فرق تسد» الذي طبقته، حرصت على عزل الدول الإفريقية عن بعضها بعضاً، ومن هذه الخطوات التي اتبعتها لتحقيق ذلك، تصميم الخطوط الحديدية للقطارات لتكون متعامدة من داخل تلك الدول على الساحل حتى لا تسهل الاتصال بين الدول الإفريقية المتجاورة، وأكثر من ذلك حرصت على عدم تساوي اتساع الخطوط الحديدية للقطارات حتى لا تستطيع تلك الدول تسيير القطارات من دولة لأخرى لتسهيل التقارب والاختلاط بين الشعوب الإفريقية التي تنتشر قبائلها في أكثر من دولة واحدة.
إذاً، نخلص إلى القول: إن الظروف المواتية لفصل الجنوب السوداني عن شماله قد هيأتها الولايات المتحدة وإسرائيل بمختلف الأشكال وعبر ضغوط سرية وعلنية، ولكن الشيء المؤكد هو أن دولة الجنوب السوداني التي وعدت أميركا وإسرائيل بدعمها ستعاني طويلاً، ولن تشهد الاستقرار لفترة طويلة، وسيواجه السودان بأكمله مشاكل معقدة وكثيرة، يأتي في مقدمتها موضوع ترسيم الحدود، ثم الثروة البترولية وخاصة في منقطة أبيي وغيرها، حتى إن الكثير من العائلات السودانية الميسورة بمن في ذلك رجال أعمال سودانيون بدؤوا يشعرون بالخوف ويحاولون إخراج أموالهم من السودان لإيداعها في بنوك أجنبية خارج السودان.
باختصار، يمكن القول: إن مؤامرة تقسيم السودان التي بدأتها بريطانيا، وأكملتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ستؤثر في استقراره لسنوات طويلة، لأن هذا التقسيم يتعارض مع حقائق التاريخ والجغرافيا والعلاقات الإنسانية التي تربط عناصر الشعب في السودان منذ آلاف السنين.
إن ما يلفت النظر حقاً هو هذا التدخل الأميركي الفج والذي وصل إلى درجة الوقاحة، عندما بعث الرئيس الأميركي «أوباما» رسائل إلى كل من حسني مبارك والعقيد معمر القذافي وزعماء آخرين في المنطقة، شدد فيها على رغبة واشنطن في ضرورة تحقيق انفصال جنوب السودان، وحرص على أن تصل هذه الرسائل أثناء وجود مبارك والقذافي في الخرطوم، متضمنة تحذيرات قاسية للجميع بألا يحاولوا إيقاف قطار الانفصال الذي تحرك.
إن هذه الرسائل تكشف عن حقيقة التآمر الأميركي- الإسرائيلي لفصل جنوب السودان كبداية لفرض سيطرة واشنطن وتل أبيب على القارة السوداء، وكفرصة ذهبية لبدء سلسلة من المؤامرات التي تخطط لها الولايات المتحدة للسيطرة على جميع أرجاء القارة الإفريقية.
فإسرائيل تُجنِّد كل طاقاتها وجهودها منذ سنوات طويلة للسيطرة على منابع النيل وإلحاق الضرر بمصر وبالسودان، فقد كشف «آفي ريختر» مسؤول الأمن الإسرائيلي الداخلي الأسبق في محاضرة علنية أن السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يشكل عمقاً إستراتيجياً لمصر... وقد تجلى ذلك بعد حرب عام 1967، حين تحول السودان إلى قاعدة لتدريب وإيواء السلاح الجوي المصري والقوات البرية المصرية. ويضيف «ريختر» قائلاً: كان لا بد من إضعاف السودان ومنعه من التحول إلى دولة قوية موحدة..!
لا شك في أن ما يسمى الاستفتاء على حق تقرير المصير في السودان وانفصال الجزء الجنوبي منه لا بد أن يؤثر في مستقبل جميع الدول الإفريقية، فالولايات المتحدة وإسرائيل قامتا بإدخال أسلحة ثقيلة إلى جنوب السودان وإلى منطقة «إبيي» بين شمال السودان وجنوبه والمتنازع عليها بين الفريقين منها أسلحة ثقيلة (دبابات ومعدات أخرى) إلى منطقة «أبيي» التي تمثل حساسية شديدة لما تحتوي عليه من ثروات بترولية، والتي ما زالت تطالب بها كل من قبيلة «دنكا نقول» الجنوبية والبدو العرب من قبيلة «المسيرية» في شمال السودان. ومن المعروف أن تلك المنطقة شهدت معارك دامية في شهر أيار 2008 بين الشماليين والجنوبيين، ما يثير مخاوف اندلاع الحرب الأهلية مجدداً.
إذاً، فمؤامرة تقسيم السودان ليست جديدة، وليست هي الحالة الوحيدة في القارة الإفريقية، ولكنها ترتبط بالسياسة الاستعمارية البريطانية في جميع الدول التي استعمرتها بريطانيا.
وعلى سبيل المثال، في (العراق وفي نيجيريا) طبقت بريطانيا هذه السياسة عندما فرقت داخل العراق بين الجنوب الشيعي – كما سمته- والشمال السني ترجمة لسياسة «فرق تسد» فاهتمت بتنمية الشمال العراقي في منطقة بغداد، على حين أهملت أي تقدم للجنوب العراقي، وحرصت على أن يكون الحكام المسيطرون من الأقلية السنية لإثارة أحقاد الشيعة.
إن هذه السياسة البريطانية ما زالت آثارها واضحة حتى اليوم، ومن ثم جاءت الولايات المتحدة لتطبيق هذه السياسة اليوم بعد احتلالها للعراق، فبدلت الوضع إذ أخذت بتحريض الشيعة على السنة والسنة على الشيعة وهكذا.
إن الأسلوب نفسه «فرق تسد» استخدمته بريطانيا في (نيجيريا)، عندما قسمت البلاد إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي ووثني، وطبقت السياسة نفسها في السودان عندما كثفت إرسال البعثات التبشيرية المسيحية إليه، ومنعت وجود التجار المسلمين في الجنوب، ووضعت بريطانيا خط تقسيم الجنوب وفصله عن الشمال وهو خط العرض 12 شمالاً، كما قررت منذ عام 1908 منع استخدام اللغة العربية في جنوب السودان، وأغلقت الكتاتيب التي تعلم اللغة العربية والدين الإسلامي، وفي الوقت نفسه أصدرت سلطات الاحتلال البريطانية قانوناً للجوازات يمنع دخول أبناء شمال السودان إلى الجنوب..!
وفي إطار سياسة بريطانيا هذه وشعار «فرق تسد» الذي طبقته، حرصت على عزل الدول الإفريقية عن بعضها بعضاً، ومن هذه الخطوات التي اتبعتها لتحقيق ذلك، تصميم الخطوط الحديدية للقطارات لتكون متعامدة من داخل تلك الدول على الساحل حتى لا تسهل الاتصال بين الدول الإفريقية المتجاورة، وأكثر من ذلك حرصت على عدم تساوي اتساع الخطوط الحديدية للقطارات حتى لا تستطيع تلك الدول تسيير القطارات من دولة لأخرى لتسهيل التقارب والاختلاط بين الشعوب الإفريقية التي تنتشر قبائلها في أكثر من دولة واحدة.
إذاً، نخلص إلى القول: إن الظروف المواتية لفصل الجنوب السوداني عن شماله قد هيأتها الولايات المتحدة وإسرائيل بمختلف الأشكال وعبر ضغوط سرية وعلنية، ولكن الشيء المؤكد هو أن دولة الجنوب السوداني التي وعدت أميركا وإسرائيل بدعمها ستعاني طويلاً، ولن تشهد الاستقرار لفترة طويلة، وسيواجه السودان بأكمله مشاكل معقدة وكثيرة، يأتي في مقدمتها موضوع ترسيم الحدود، ثم الثروة البترولية وخاصة في منقطة أبيي وغيرها، حتى إن الكثير من العائلات السودانية الميسورة بمن في ذلك رجال أعمال سودانيون بدؤوا يشعرون بالخوف ويحاولون إخراج أموالهم من السودان لإيداعها في بنوك أجنبية خارج السودان.
باختصار، يمكن القول: إن مؤامرة تقسيم السودان التي بدأتها بريطانيا، وأكملتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ستؤثر في استقراره لسنوات طويلة، لأن هذا التقسيم يتعارض مع حقائق التاريخ والجغرافيا والعلاقات الإنسانية التي تربط عناصر الشعب في السودان منذ آلاف السنين.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى