- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
الفرصة الأخيرة لبوتفليقة وحاشيته قبل الزلزال في الجزائر بقلم : جمال الدين حبيبي.
الثلاثاء 15 فبراير 2011, 13:48
سبق لي أن دعوت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى العودة لبيته، وكان ذلك عبر مقال نشرته بتاريخ 11 فيفري 2010، تحت عنوان "عُد إلى بيتك يا بوتفليقة"، بسبب صمته تجاه فضائح الفساد التي هزّت العديد من الوزارات، والمؤسسات الكبرى للدولة، والتي كانت آخرها فضيحة شركة سوناطراك، وفضيحة الطريق السيار شرق غرب، وغيرها.. والظاهر أن حالة الصّمم تواصلت عند الرئيس بوتفليقة، الذي لم يُحرّك ساكنا، وبقي يتفرّج على ما يحدث من فساد في كل مؤسسات الدولة، وكأنه غير معني بالوضع في الجزائر، أو ربّما، وهذا هو الأكيد، أن بوتفليقة متورّط في مسلسل الفساد، وأقول ذلك لأن الرئيس بوتفليقة، حاول احتواء الوضع، بالإعلان عن إنشاء "هيأة لمحاربة الفساد"، وهو ما حذّرت منه في حينه، حيث نشرت مقالة بعنوان "متى حارب المفسدون الفساد؟" وهذا يوم الثلاثاء 03 نوفمبر 2009، لأنه لا يُعقل بنظري، أن تتكفل الهيأة التنفيذية ممثلة في رئاسة الجمهورية، بمحاربة الفساد الذي كانت هي الرّائدة في توسيع رقعته، واقترحت آنذاك، أن تُناط المهمة بالقضاء الجزائري، بعد تمكينه من الإستقلالية، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، وفور اندلاع أولى شرارات الثورة المباركة في تونس الشقيقة، واندلاع الإحتجاجات في الجزائر، سارعت إلى مطالبة الرئيس بوتفليقة بالإستقالة رفقة حاشيته، عبر مقالة نشرتها الصحافة الدولية، وليس الجزائرية، بتاريخ 06 يناير 2011، تحت عنوان "لا حُلول لأزمة الجزائر سوى باستقالة بوتفليقة وحاشيته"، فحدث أن هرب الديكتاتور زين العابدين بن علي من تونس بعد هذا التاريخ، ولحق به آخر الفراعنة بمصر، الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكن الأوضاع عندنا بقيت على حالها، ولجأ النظام إلى استباق حركة الشارع، بالإعلان عن قرب موعد رفع حالة الطوارئ، واستحداث إصلاحات عاجلة في دواليب ومؤسسات الدولة، وفي الوقت نفسه، دفع بأشباه المعارضين، ممّن يسيرون في فلك النظام وتحت مظلّته الخفية، دفع بهم إلى الدعوة لمسيرات محكوم عليها بالفشل المسبق، بالنظر إلى سمعة من ينادون إليها، فالنظام الجزائري، نجح في صنع سيناريو شيطاني، كرّه ونفّر من خلاله الشرائح العريضة من المجتمع الجزائري الرّافض له ولفساده، من المشاركة في مثل هذه المسيرات التي يتحكم فيها النظام عن طريق جهاز "ريموت أكسس" أي عن بُعد، ونجح بذلك هذا النظام في تعطيل انفجار ثورة الشعب الجزائري، وشخصيا كنت أتمنى أن يقتنع النظام عندنا بضرورة تبني الإصلاح والتغيير بعيدا عن كلّ أشكال العنف، لكن الظاهر أن الرئيس بوتفليقة وحاشيته، يتّصفون بعناد أكبر من عناد الرئيس المخلوع حسني مبارك، فهم، وهذا ما لم أفهم بواعثه لحدّ الآن، يُلقون بأنفسهم إلى التهلُكة، إذ أن بمقدورهم اليوم، الإستفادة من التجربتين التونسية والمصرية، وحتى اليمنية، لينطلقوا في فتح حوار جاد مع كل أطياف المجتمع الجزائري، للوصول إلى اتفاق حول سبُل التغيير والإصلاح، ووضع رزنامة زمنية لكلّ ذلك، لأنه في حالة العكس، سيجد هؤلاء أنفسهم أمام مساءلة جنائية وشعبية، قد تعصف وإلى الأبد بمستقبلهم السياسي، أو ربّما ستدفع بهم إلى الهروب والفرار من الجزائر التي نهبوها وعطّلوا إمكانيات التنمية بها، فالمؤكد أن ساعة الحساب آتية، وأن مؤامرات هؤلاء المفسدين لاحتواء إرادة الشعب، ستنقلب عليهم كما ينقلب السحر على الساحر، وأنصح وبكل صدق، الرئيس بوتفليقة وحاشيته، بانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، لإحداث التغيير بعيدا عن كل أشكال العنف، فذلك أصلح وأنفع لهم إن كانوا يعلمون.
جمال الدين حبيبي: رئيس حزب الوحدة الشعبية المُحلّ
ورئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي بمجلس الأمة الجزائري سابقا
- تكوك ميلودعضو نشيط
- عدد الرسائل : 59
العمر : 39
الموقع : مستغانم
البلد :
نقاط : 81
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/07/2010
رد:دعوة بوتفليقة للرحيل
الثلاثاء 15 فبراير 2011, 20:12
حقيقة أن البلاد تشهد مظاهر عديدة للفساد و في كل المجالات وعلى كل المستويات،لكن لا يمكن أن تجد دولة عبر العالم لا تعاني هذه المشكلة حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي ترونها أنها الأولى تطورا ونزاهة في الحقيقة هي الأولى فسادا و رشوة و سرقة الأموال و خير دليل على ذلك الأزمة العالمية الناتجة عن التلاعبات بالقروض البنكية التي استفادت منها شخصيات و شركات لها علاقة بالمسؤولين في هذا البلد الا أنه لم يتحرك أحد لمحاسبتها أو على الأقل للطلب من قيادتها الرحيل رغم أن الأزمة طالت كل العالم،كما أنه من غير اللائق التنكر لما قدمه بوتفليقة للجزائر في وقت كان البعض من أبنائها يتنكرون لأصولهم ولا يصرحوا بجنسيتهم في الدول الأجنبية و الآن و بعد رجوع المياه الى مجاريها أصبحوا ينتقدون من أخرجها من مستنقع الدم و الموت الى رحاب العالم المثقف المتحضر و اسمحلي أن أسأل أين كان هؤلاء أيام العشرية السوداء ؟
و أين كانت آراؤهم النيرة في وقت كان الشعب يموت بالباطل و يحلم فقط بالأمن و الاستقرار؟ لذلك أرجو أن تكون مطالب البعض معقولة و غير مجحفة في حق الآخرين،هذا لايعني أني أدافع عن النظام و عن من فيه لكن يجب أن نكون واقعيين و لانتهم الناس بالباطل لمجرد أنهم لم يقدموا على اتخاذ بعض القرارات التي تبدوا ظاهريا منطقية لكن هذه الأمور لا تؤخذ بالظاهر كما أنه لايمكن بحال من الأحوال لشخص واحد أن يغيير ما أتلفته سنين طويلة ما لم تتجمع ارادة الكل من أجل التحسين خصوصا أن الذهنيات تغيرت كثيرا و المباديء و القيم أصبحت من الماضي ما أدى الى انحلال المجتمع و أصبح لا أحد يكترث بالآخر نتيجة لأزمة لم تمر الا على الجزائريين و تسببت فيها أطراف خارجية كانت لها مصلحة في ذلك و للأسف بمشاركة أطراف من داخل الجزائر و هي نفسها التي تطالب الآن بالتظاهر و التخريب فلا يمكن أبدا لعدو الأمس أن يكون محب اليوم و لا يمكن لفرنسا أو أمريكا أن تخاف على مصالح الشعب الجزائري بل تخاف على مصالحها و خدمة لأجندتها التي لم تجد طريقها في ظل استقرار الجزائر و تنعمها بالأمن و الأمان ...
و في الأخير أعود لأذكر بأنني لا آخذ المسألة شخصيا و لا أدافع عن المفسدين لكن أطلب أن تكون المطالب و الآراء منصفة و واقعية نوعا ما،كما أن الجزائر ليست تونس و لامصر...
و أين كانت آراؤهم النيرة في وقت كان الشعب يموت بالباطل و يحلم فقط بالأمن و الاستقرار؟ لذلك أرجو أن تكون مطالب البعض معقولة و غير مجحفة في حق الآخرين،هذا لايعني أني أدافع عن النظام و عن من فيه لكن يجب أن نكون واقعيين و لانتهم الناس بالباطل لمجرد أنهم لم يقدموا على اتخاذ بعض القرارات التي تبدوا ظاهريا منطقية لكن هذه الأمور لا تؤخذ بالظاهر كما أنه لايمكن بحال من الأحوال لشخص واحد أن يغيير ما أتلفته سنين طويلة ما لم تتجمع ارادة الكل من أجل التحسين خصوصا أن الذهنيات تغيرت كثيرا و المباديء و القيم أصبحت من الماضي ما أدى الى انحلال المجتمع و أصبح لا أحد يكترث بالآخر نتيجة لأزمة لم تمر الا على الجزائريين و تسببت فيها أطراف خارجية كانت لها مصلحة في ذلك و للأسف بمشاركة أطراف من داخل الجزائر و هي نفسها التي تطالب الآن بالتظاهر و التخريب فلا يمكن أبدا لعدو الأمس أن يكون محب اليوم و لا يمكن لفرنسا أو أمريكا أن تخاف على مصالح الشعب الجزائري بل تخاف على مصالحها و خدمة لأجندتها التي لم تجد طريقها في ظل استقرار الجزائر و تنعمها بالأمن و الأمان ...
و في الأخير أعود لأذكر بأنني لا آخذ المسألة شخصيا و لا أدافع عن المفسدين لكن أطلب أن تكون المطالب و الآراء منصفة و واقعية نوعا ما،كما أن الجزائر ليست تونس و لامصر...
- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
رد: الفرصة الأخيرة لبوتفليقة وحاشيته قبل الزلزال في الجزائر بقلم : جمال الدين حبيبي.
الثلاثاء 15 فبراير 2011, 20:36
أفي أمريكا يسرقون الملايير جهارا نهارا ؟؟, أفي أمريكا يدوسون على الدستور من أجل عهدة ثالثة ؟؟؟ إنهم لا يسرقون من أجل أن يجوعوا شعوبهم فكل العالم يسرقون 10 بالمائة و يتركون 90 لشعوبهم , أما عندنا فيسرقون 90 و يتركون لشعوبهم 10 بالمائة وهنا المشكلة لسنا في عالم ملائكة و لكن على الأقل في أمريكا يختشون على دمهم و يتركون لشعوبهم المال من أجل أن يعيشوا.
وما دخل الإرهاب و الأمان في التعبير عن الأراء أخي هذه قصة كما يقولون أسطوانة قديمة وجب تغييرها دع كل شخص يعبر عن رأيه و الشعب واع وله الحرية في الإختيار ولا نحتاج إلى وصي.
و الجزائر ليست تونس ومصر أخي تكوك تذكرني بمقولة أبو غيط عندما قال بعد ثورة تونس أن مصر ليست تونس والنتيجة أنت تعرفها.
وما دخل الإرهاب و الأمان في التعبير عن الأراء أخي هذه قصة كما يقولون أسطوانة قديمة وجب تغييرها دع كل شخص يعبر عن رأيه و الشعب واع وله الحرية في الإختيار ولا نحتاج إلى وصي.
و الجزائر ليست تونس ومصر أخي تكوك تذكرني بمقولة أبو غيط عندما قال بعد ثورة تونس أن مصر ليست تونس والنتيجة أنت تعرفها.
- فاتح54عضو نشيط
- عدد الرسائل : 206
البلد :
نقاط : 270
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/11/2010
رد: الفرصة الأخيرة لبوتفليقة وحاشيته قبل الزلزال في الجزائر بقلم : جمال الدين حبيبي.
الثلاثاء 15 فبراير 2011, 20:53
الأستاذ حبيبي لم يجانب الصواب ,و هي ليست دعوة للتمرد على العكس هي دعوة للعودة للعقل,لدخول التاريخ و للنهوض بهذه الدولة.
الأخ تكوك ميلود ,لقد ذكرتني بأسطوانة مصرية إنتهت:أن مبارك شارك في حرب 73,إذن ليفعل ما يشاء في مصر(ظلما ,سرقة و تدميرا).فهو يملك شفاعة حرب 73.
صحيح لنتفق أن بوتفليقة قدم ما لم يقدمه غيره في مجال السلم,اليس من حق الشعب أن يحاسب النظام في أمور الفساد و الظلم...
إلى متى ننظر إلى الشعب و كأنه عالة على النظام(النظام قدم السلم!!,النظام ظور الإقتصاد...),يا أخي هاته الأنظمة هي خادمة الشعوب و لو عملت كل المرات و أخطأت مرة واحدة ,فمن حق الشعب ان يمارس حقه في المحاسبة ,و على الرئيس أن يستغل الظرف التاريخي و أن يقوم بثورة حقيقية نحو التغيير,ضد الفساد,الرشوة,الظلم...و بدايتها الإعتماد على برلمان و مجلس أمة يملك مصداقية.
الأخ تكوك ميلود ,لقد ذكرتني بأسطوانة مصرية إنتهت:أن مبارك شارك في حرب 73,إذن ليفعل ما يشاء في مصر(ظلما ,سرقة و تدميرا).فهو يملك شفاعة حرب 73.
صحيح لنتفق أن بوتفليقة قدم ما لم يقدمه غيره في مجال السلم,اليس من حق الشعب أن يحاسب النظام في أمور الفساد و الظلم...
إلى متى ننظر إلى الشعب و كأنه عالة على النظام(النظام قدم السلم!!,النظام ظور الإقتصاد...),يا أخي هاته الأنظمة هي خادمة الشعوب و لو عملت كل المرات و أخطأت مرة واحدة ,فمن حق الشعب ان يمارس حقه في المحاسبة ,و على الرئيس أن يستغل الظرف التاريخي و أن يقوم بثورة حقيقية نحو التغيير,ضد الفساد,الرشوة,الظلم...و بدايتها الإعتماد على برلمان و مجلس أمة يملك مصداقية.
- ***انور***عضو نشيط
- عدد الرسائل : 174
العمر : 31
الموقع : عين تادلس
البلد :
نقاط : 185
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 16/09/2010
رد: الفرصة الأخيرة لبوتفليقة وحاشيته قبل الزلزال في الجزائر بقلم : جمال الدين حبيبي.
الأربعاء 16 فبراير 2011, 10:42
تحيا بوتفليقة وتسقاط المعرض*******************************************************************************************************************************************
تداعيات التجربة التونسية المصرية على الجزائر ..
الأربعاء 16 فبراير 2011, 13:00
تداعيات التجربة التونسية المصرية على الجزائر ..
وأخيرا وليس آخرا استجاب القدر للشعب لأنه ببساطة أراد فكان له ذلك، من كان يتوقع أو بالأحرى يحلم بأن تكون سنة 2011 سخية على الشعوب العربية وتحديدا المغرب العربي إلى هذا الحد، سقوط رأسي نظامين مستبدين في شهر رغم أنهما عمَّرا عقودا آمنين مستمتعين بملذات الحياة، ولما شارفا على النهاية ليس لفشلهما أو اعتراض شعبيهما على سياستهما بل لبلوغهما مرحلة الشيخوخة، عملا واجتهدا لتوريث كرسيهما لأقاربهما وكأنه ملكية عائلية، كل واحد منهما أحاط بنفسه بطانة تسهر على عبادته وتجعل منه فرعون زمانه، لكنهما نسيا أو تناسا أن لكل فرعون موسى حتى فوجئا في آخر أيامهما بملايين موسى، هذه نهاية هذين المستبدين ونهاية كل من يسير على نهجهما إن لم يسارع في مراجعة نفسه، تونس الخضراء ضاقت بما رحبت بشعبها فكتم اشمئزازه لعقود إلى أن بلغ السيل الزبى، ثارت ثورته وانطلقت شرارتها من حقرة تعرض لها مواطن بسيط على يد مستبد بسيط، هذا المغلوب على أمره لم ينفعه مستواه العلمي في أن يجد طريقة حضارية لإيصال انشغاله إلى أولي الأمر، ليس لأنه جاهل أو متخلف بل لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يجد أذانا صاغية لأنه ببساطة لا حياة لمن ينادي في بلد أكرمه الله بنعم وخيرات كثيرة، فضل أو ربما أقدم دون وعي على وضع حد لحياته وهو لا يعلم أنه أحيا ضمير الملايين، وهاهم اليوم يتضرعون لأن يتغمده الله برحمته ويقبله من الشهداء، تألم أهله وأقاربه فانتفضوا ثم انضم إليهم جيرانه فسكان بلدته فأبناء بلده أجمعين، قوبلت انتفاضتهم بتجاهل تام لأولي أمرهم فلم يزدهم ذلك إلا إصرارا، لم تمض إلا أيام قلائل حتى تزلزلت الأرض من تحت أقدام حكامهم وتساقطوا تباعا إلى أن فرًّ زعيمهم.
الكل كان يتابع يومياتهم وان اختلفت درجة التفاعل معهم، لكن يبدوا أنه كان هناك شعب لا يقل مأساة عنهم يتابعهم بتمعن ويتغذى من تضحياتهم، فما إن تحقق للتونسيين ما أرادوا حتى أشعل ثورته متبعا نفس السبل لأنها أثبتت نجاعتها بداية بسلاح "الفايس بوك"، شحن بطارياته لأنه يقاسم التونسيين نفس الأوضاع المزرية وتقريبا نفس الأسباب التي أدت إليها فكان سلاح "الإيمان"، صُدرت الثورة إلى مصر ولم يتوان شعبها في رفع سقف مطالبه من تحسين الأوضاع إلى متابعة رموز الفساد فإسقاط النظام وتحديدا آل مبارك، آخر فراعنة مصر لم يكن ذكيا ولم يستفد من درس زميله وشريكه في الاستبداد بن علي، بل أعماه غباءه وجعله يتبع نفس خطوات سابقه بداية بالتقليل من حجم ما يحدث ووصفه بشغب مراهقين ووصولا إلى تحديه للجميع بأنه يملك دكتوراه في الصمود، لكن يبدوا أن المدرسة التي تخرج منها ومنحته هذه الدكتوراه غير معتمدة لدى الشعب، لم تمر إلا أيام أبدع المصريون في تسميتها من جمعة الغضب إلى جمعة الرحيل فأسبوع الصمود حتى أسدل الستار على حقبة تراجع فيها دور مصر القيادي مستغلين في ذلك سلاح "الصمود" ، هكذا كانت نفس النتيجة بالضرورة لأنه كانت هناك نفس الأسباب ونفس سبل التعامل معها، وبما أن الأسباب تختلف وطرق التعامل معها تختلف أيضا نرفض تحرك بعض الأطراف لاستيراد التجربة المصرية ذات الأصل التونسي وتطبيقها في الجزائر.
أجزم أن المعطيات مختلفة تماما لأن الجزائر وعلى خلاف تونس بن علي ومصر مبارك تتمتع بهامش كبير من الحريات والديمقراطية، الأوضاع المعيشية ورغم أنني أُقر أنها لا تلبي طموحات شعب أنعم الله على بلده بكثير من النعم والخيرات إلا أنها تتحسن تدريجيا، ليس هذا تلميعا منمقا لأنني مجرد مواطن بسيط عانى مثل باقي الشباب من ويلات البطالة والتهميش ولكنها الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد، العشرية التي تجاوزتها الجزائر تجعل منا نحسب ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة نفكر فيها، آمال قيادتنا ليس خافيا أنها تختلف كليا عن آمال بن علي ومبارك، هذا ما جعلني أعتبر أن الأسباب مختلفة تماما، كما أعتقد أن سبل التعامل مع أي احتجاج سيختلف شكلا ومضمونا عما رأيناه في المشهدين التونسي والمصري، وأدعم رأي بالقرارات الأخيرة التي اتخذت بعد ما سمي بثورة "السكر والزيت"، ومن خلال ما سبق فلن تكون نفس النتائج بالضرورة ولا يوجد أي سبب يدعوا لجعل الدور على الجزائر.
ندعم كل من يريد الخير لهذا البلد سواء كانت أحزاب، حركات، منظمات، جمعيات أو غيرها، لكننا نرفض وبشكل قاطع استغلال الشعب وخاصة الشباب لأجل تحقيق مآرب خاصة وجعل تبني انشغالاته حق يراد به باطل، نرحب بكل الطرق السلمية والحضارية لتفريغ همومنا ولا نخشى في ذلك لومة لائم، لكننا ننبذ العنف بشتى أنواعه ويكفينا ما عشناه جراءه ولا زلنا ننفض تبعاته، سحقاً لمن يدَّعون الوطنية وعيونهم على أهدافهم الشخصية الدنيوية، تباً لمن لا يحيا إلا في الأوساط المتعفنة ولا يجعل من حب الوطن إلا شعارا مزيفا، مرحا لشباب يضعون أيديهم في أيدي بعض بغية بناء مستقبلهم سويا، متشبعين بالوطنية وقيم ثورتهم النبيلة ضد من تسول له نفسه التربص بهم، آملين أن يكون همًّ ولاة أمورهم تحقيق مستقبل واعد لهم، وبدورهم سيكونون عند حسن الظن لاستلام المشعل واستكمال المسيرة.
وأخيرا وليس آخرا استجاب القدر للشعب لأنه ببساطة أراد فكان له ذلك، من كان يتوقع أو بالأحرى يحلم بأن تكون سنة 2011 سخية على الشعوب العربية وتحديدا المغرب العربي إلى هذا الحد، سقوط رأسي نظامين مستبدين في شهر رغم أنهما عمَّرا عقودا آمنين مستمتعين بملذات الحياة، ولما شارفا على النهاية ليس لفشلهما أو اعتراض شعبيهما على سياستهما بل لبلوغهما مرحلة الشيخوخة، عملا واجتهدا لتوريث كرسيهما لأقاربهما وكأنه ملكية عائلية، كل واحد منهما أحاط بنفسه بطانة تسهر على عبادته وتجعل منه فرعون زمانه، لكنهما نسيا أو تناسا أن لكل فرعون موسى حتى فوجئا في آخر أيامهما بملايين موسى، هذه نهاية هذين المستبدين ونهاية كل من يسير على نهجهما إن لم يسارع في مراجعة نفسه، تونس الخضراء ضاقت بما رحبت بشعبها فكتم اشمئزازه لعقود إلى أن بلغ السيل الزبى، ثارت ثورته وانطلقت شرارتها من حقرة تعرض لها مواطن بسيط على يد مستبد بسيط، هذا المغلوب على أمره لم ينفعه مستواه العلمي في أن يجد طريقة حضارية لإيصال انشغاله إلى أولي الأمر، ليس لأنه جاهل أو متخلف بل لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يجد أذانا صاغية لأنه ببساطة لا حياة لمن ينادي في بلد أكرمه الله بنعم وخيرات كثيرة، فضل أو ربما أقدم دون وعي على وضع حد لحياته وهو لا يعلم أنه أحيا ضمير الملايين، وهاهم اليوم يتضرعون لأن يتغمده الله برحمته ويقبله من الشهداء، تألم أهله وأقاربه فانتفضوا ثم انضم إليهم جيرانه فسكان بلدته فأبناء بلده أجمعين، قوبلت انتفاضتهم بتجاهل تام لأولي أمرهم فلم يزدهم ذلك إلا إصرارا، لم تمض إلا أيام قلائل حتى تزلزلت الأرض من تحت أقدام حكامهم وتساقطوا تباعا إلى أن فرًّ زعيمهم.
الكل كان يتابع يومياتهم وان اختلفت درجة التفاعل معهم، لكن يبدوا أنه كان هناك شعب لا يقل مأساة عنهم يتابعهم بتمعن ويتغذى من تضحياتهم، فما إن تحقق للتونسيين ما أرادوا حتى أشعل ثورته متبعا نفس السبل لأنها أثبتت نجاعتها بداية بسلاح "الفايس بوك"، شحن بطارياته لأنه يقاسم التونسيين نفس الأوضاع المزرية وتقريبا نفس الأسباب التي أدت إليها فكان سلاح "الإيمان"، صُدرت الثورة إلى مصر ولم يتوان شعبها في رفع سقف مطالبه من تحسين الأوضاع إلى متابعة رموز الفساد فإسقاط النظام وتحديدا آل مبارك، آخر فراعنة مصر لم يكن ذكيا ولم يستفد من درس زميله وشريكه في الاستبداد بن علي، بل أعماه غباءه وجعله يتبع نفس خطوات سابقه بداية بالتقليل من حجم ما يحدث ووصفه بشغب مراهقين ووصولا إلى تحديه للجميع بأنه يملك دكتوراه في الصمود، لكن يبدوا أن المدرسة التي تخرج منها ومنحته هذه الدكتوراه غير معتمدة لدى الشعب، لم تمر إلا أيام أبدع المصريون في تسميتها من جمعة الغضب إلى جمعة الرحيل فأسبوع الصمود حتى أسدل الستار على حقبة تراجع فيها دور مصر القيادي مستغلين في ذلك سلاح "الصمود" ، هكذا كانت نفس النتيجة بالضرورة لأنه كانت هناك نفس الأسباب ونفس سبل التعامل معها، وبما أن الأسباب تختلف وطرق التعامل معها تختلف أيضا نرفض تحرك بعض الأطراف لاستيراد التجربة المصرية ذات الأصل التونسي وتطبيقها في الجزائر.
أجزم أن المعطيات مختلفة تماما لأن الجزائر وعلى خلاف تونس بن علي ومصر مبارك تتمتع بهامش كبير من الحريات والديمقراطية، الأوضاع المعيشية ورغم أنني أُقر أنها لا تلبي طموحات شعب أنعم الله على بلده بكثير من النعم والخيرات إلا أنها تتحسن تدريجيا، ليس هذا تلميعا منمقا لأنني مجرد مواطن بسيط عانى مثل باقي الشباب من ويلات البطالة والتهميش ولكنها الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد، العشرية التي تجاوزتها الجزائر تجعل منا نحسب ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة نفكر فيها، آمال قيادتنا ليس خافيا أنها تختلف كليا عن آمال بن علي ومبارك، هذا ما جعلني أعتبر أن الأسباب مختلفة تماما، كما أعتقد أن سبل التعامل مع أي احتجاج سيختلف شكلا ومضمونا عما رأيناه في المشهدين التونسي والمصري، وأدعم رأي بالقرارات الأخيرة التي اتخذت بعد ما سمي بثورة "السكر والزيت"، ومن خلال ما سبق فلن تكون نفس النتائج بالضرورة ولا يوجد أي سبب يدعوا لجعل الدور على الجزائر.
ندعم كل من يريد الخير لهذا البلد سواء كانت أحزاب، حركات، منظمات، جمعيات أو غيرها، لكننا نرفض وبشكل قاطع استغلال الشعب وخاصة الشباب لأجل تحقيق مآرب خاصة وجعل تبني انشغالاته حق يراد به باطل، نرحب بكل الطرق السلمية والحضارية لتفريغ همومنا ولا نخشى في ذلك لومة لائم، لكننا ننبذ العنف بشتى أنواعه ويكفينا ما عشناه جراءه ولا زلنا ننفض تبعاته، سحقاً لمن يدَّعون الوطنية وعيونهم على أهدافهم الشخصية الدنيوية، تباً لمن لا يحيا إلا في الأوساط المتعفنة ولا يجعل من حب الوطن إلا شعارا مزيفا، مرحا لشباب يضعون أيديهم في أيدي بعض بغية بناء مستقبلهم سويا، متشبعين بالوطنية وقيم ثورتهم النبيلة ضد من تسول له نفسه التربص بهم، آملين أن يكون همًّ ولاة أمورهم تحقيق مستقبل واعد لهم، وبدورهم سيكونون عند حسن الظن لاستلام المشعل واستكمال المسيرة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى