شكرا دكتور سعيد سعدي..

شكرا دكتور سعيد سعدي..
الغالبية العظمى سيذهب تفكيرها مباشرة إلى أني أحد المناصرين لهذا السياسي المعارض، لكني في الحقيقة من أشد المعارضين لتفكيره والوسائل التي ينتهجها لبلوغ أهدافه، أما شكري له فهو من صميم الفؤاد لأنه بادر إلى استيراد فكرة الثورات الشعبية المباركة التي تعرفها بعض البلدان العربية، ويحاول تقليدهم بالخروج إلى الشارع أسبوعيا دون كلل أو ملل.
شكري له ليس لأني مع فكرة الاحتكام للشارع بل لأني ضدها تماما وهنا قصد الحالة الجزائرية، ما شهدته بلادنا الحبيبة من حالة اللاأمن سابقا، إضافة إلى تركيبة مجتمعنا وعقليته يجعلني أجزم أن الإقدام على هذه الخطوة هو رجوع إلى نقطة الصفر إن لم أقل أدنى من ذلك، بعدما خطونا خطوات عملاقة في سبيل إحقاق السلم والأمن.
أنا ممتن لسعيد سعدي لأنه هو بالضبط وليس غيره من دعا إلى هذه الخطوة، وبما أنه يحقق الإجماع عند الجزائريين برفضهم لتوجهاته فقد رفض الشعب هذه الفكرة، وهذا لا يعني أبدا رفضهم للهدف بل للطريقة التي يسعى من خلالها الدكتور بلوغ الهدف، ولو دعا ربما غيره ممن يحترم الشعب أفكارهم ويؤمن بنبل نواياهم للبوا واستجابوا لندائه، ولا أحد يستطيع التكهن بالعواقب للأسباب السالف ذكرها.
مثلما رفضنا كشباب واع استيراد تجارب أجنبية في مجالات مختلفة وإسقاطها على الواقع الجزائري دون مراعاة لاختلاف المعطيات، نرفض رفضا قاطعا استيراد التجربة التونسية المصرية المباركة وندعو لإتباع خطوات سلمية تتوافق ومميزاتنا لتحقيق مزيد من الديمقراطية الفعلية التي تحتكم وتحكم شرعية الشعب، لا تلك الزائفة التي تدعوا إليها كشعارات وتأبى التعامل بها، وبذلك سنكون قد خطونا خطوة عملاقة أخرى نحو مستقبل أفضل يكفل حقوق الجميع ولا يغض الطرف عن واجباتهم..