- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
موسيقى صاخبة، فوضى عارمة وقوانين غائبة..
الإثنين 19 سبتمبر 2011, 03:49
أعراس تتحول إلى «ملاهٍ» مفتوحة !
«الديجي» سيّد الأعراس والسيوف وطلقات البارود موضة العصر
فقدت أغلب الأعراس اليوم نكهتها وأصبح التسابق والتنافس بين الجيران والأقارب سيد الموقف، فالجميع يريد أن يكون عرسه الأحسن والنتيجة مآس يصنعها أشخاص باستعمال أسلحة نارية أو سيارات فخمة وتبذير يصل حدودا خيالية وموسيقى تصم الآذان لأيام عديدة، حيث غاب «الفلكلور» الذي يمثل إرثا ثقافيا جزائريا عن الأعراس في السنوات الأخيرة، بعد أن غزى ما يسمى «الديسك جوكي» أفراح الجزائريين وتمكن من السيطرة على عقول الشباب، لكن هذه الآلات التي تُحدث صخبا كبيرا أضحت مصدر إزعاج للكثير من العائلات لاسيما وأن السهرات التي تُقام على وقع «الديسك جوكي» وعلى الهواء الطلق وفي الساحات العمومية، تستمر إلى غاية أوقات متأخرة من الليل.
''الديسك جوكي'' سيّد الأعراس العاصمية
وقّع "الديسك جوكي" بامتياز وبلا منازع حضوره في الأعراس الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، أين تمكن من إزاحة الكثير من وسائل الترفيه الموسيقية الأخرى، وبات من أبرز الضروريات لإقامة الأعراس لدى جل العائلات الجزائرية، على الرغم مما يكلفه من مصاريف باهظة كان من الممكن جدا استغلالها في أمور مفيدة فضلا عن الفوضى التي تخلفها هذه الوسيلة، والتي تنتهي بشعور الجيران بالاستياء في أوقات متأخرة من الليل.
والملاحظ أن الأعراس الجزائرية تمتاز بأنها مكلفة جدا، وأن أكثر ما يصرف فيها يكون في إظهار البهجة والفرح كمواكب السيارات والألعاب النارية و''الديسك جوكي''، هذا الأخير الذي لا يكاد يخلو عرس في الجزائر كلها منه، ويُبرَّر تزايد الإقبال عليه بقدرته على توفير التمتع بأكبر قدر ممكن من الأغاني على اختلاف الطبوع المحلية الجزائرية والعالمية، التي ترضي جميع الأذواق، والأكيد أن ما يُعاب على هذه الوسيلة هو احتواؤها على مجموعة كبيرة وقوية من مكبرات الصوت، التي يصل مداها إلى حدود بعيدة، وفي كل الأحوال يبقى العيب الأكبر في طريقة توظيف هذه الوسيلة التكنولوجية.
البعض يتخذه وسيلة لتحقيق أرباح خلال فصل الصيف
وقد ساعد ''الديسك جوكي'' على توفير فرص عمل لكثير من الشباب، يجنون به دخلا محترما لاسيما خلال حلول كل موسم صيفي أين تكثر الأعراس، ومن محاسن الصدف أنّ "الأيام" وخلال نزولها إلى الميدان لتقصي آراء الشارع، التقت بالشاب «حسان» الذي اتضح أنه صاحب محل لأشرطة الكاسيت وكراء «الديسك جوكي»، أفاد أنّ هذا الأخير ساعده على تحسين دخله، علاوة على أنه ساعد الكثير من الشباب المقبل على الزواج على إقامة حفل رائع يتناسب مع جميع الأذواق، بعد أن كان يستعصى في وقت سابق إرضاؤهم، وهو المشكل الذي وضعت له هذه الوسيلة حدا، إلا أنّ أسعار كرائه تتبقى مرتفعة حسب بعضهم، وهو ما جعل بعض العائلات الجزائرية لا تستطيع توفيره، وقد تزايد الطلب عليه نظرا لما يوفره من جودة في الصوت وما يرافقه من أضواء تمتزج بالمتعة والفرجة، وأجمعت آراء الشباب على تأييد الأعراس التي تقام بـ«الديسك جوكي»، فـ «سامي» صرّح أنه لا يمكنه أن يتصور إقامة عرس دون موسيقى و''ديسك جوكي'' ورقص وما إلى ذلك، فهي –حسبه- أكثر ما يشده في العرس ولا يهتم لأي شيء آخر، وانطلاقا من الفراغ الذي يميز يومياتهم يتجه جموع الشباب إلى الأعراس التي ترفق بـ«الديسك جوكي» من أجل قضاء أوقات مسلية عند الجيران، الأقارب والأصدقاء، وحتى من لا تربطهم به أية علاقة، فالمهم حسب «سامي» أن يصلهم الصوت ليبدأ الاحتفال.
جيل اليوم مجنون بالموسيقى الصاخبة
حسب رأي المواطن الجزائري فإن لـ''الديسك جوكي'' مساوئ تفوق بكثير محاسنه، ذلك أنه ورغم استعانة كثير من الناس به لإقامة أفراحهم إلا أن الإزعاج الذي يسببه كثيرا ما ينتهي بوقوع مناوشات بين الشباب وأصحاب العرس أو الجيران، وقد تبلغ إلى مستوى تنفلت منه الأمور، ليتحول مسرح الرقص إلى حلبة صراع خاصة إذا تسلل بين المدعوين أشخاص غير مرغوب فيهم، لأن أغلب السهرات تقام في الشارع وأمام المنازل، وتبدأ حفلات ''الديسك جوكي'' غالبا للرجال في السهرة المخصصة ''لحنة العريس'' أما النساء فيستمتعن ''بالديسك جوكي'' عند مرافقته لتصديرة العروس، وإذا كانت النساء أكثر اهتماما بالديسك جوكي، إلا أنهن يؤكدن أنه ونظرا للصوت المرتفع والفوضى التي ترافقه فإن نهاية الحفلة تصاحبها دائما أوجاع في الرأس حتى أنهم لا يقوون على تحملها طويلا، والملاحظ أن الفتيات يفضلن الذهاب إلى الأعراس التي تحضر فيها الموسيقى الصاخبة ، في حين تفضل النساء الكبيرات في السن اختيار إحدى الغرف وهن يرددن أن "جيل اليوم قد جُنَّ".
وفي ذات السياق أكّدت الحاجة ''زينب''، أن هؤلاء الشباب باتوا يبالغون في كل شيء، فقديما كان العرس يجري هادئا في ظروف بسيطة والجميع يخرج راضيا، أما اليوم فمع كل ما يُصرف على العرس إلا أنه يمر وأيدي الآباء على قلوبهم خوفا من وقوع حوادث سيارات أو شجار بسبب الموسيقى العالية وغيرها.
تنافس بين الجيران حول أجمل وأكبر عرس
فقدت أغلب الأعراس اليوم نكهتها وأصبح التسابق والتنافس بين الجيران والأقارب سيد الموقف، والجميع يريد أن يكون عرسه الأحسن والنتيجة تبذير يصل حدودا خيالية وموسيقى تصم الآذان لأيام عديدة، ولأن هناك من العائلات من تفضل استعمال أناشيد دينية أثناء إقامة أفراحهم بدل الموسيقى، انتبه أصحاب ''الديسك جوكي'' لهذا الأمر ولكي لا يخسروا شريحة مهمة استعملوا الأناشيد الدينية لإقامة الأفراح، وفعلا لقيت هذه الفكرة استحسان عدد كبير من الناس وكثر الإقبال على هذه الفرق ولم يعد غريبا أن نسمع أناشيد تصل من هنا وهناك، والأمر لا يتعلق بحفلة دينية بل بعرس أراد له أصحابه أن يختلف عن غيره من الأعراس، ويدل ذلك على أن الجزائريين حتى وإن اختلفت أذواقهم إلا أن طباعهم واحدة ويجمعهم الرغبة في التميّز، وإظهار الفرح بأي شكل من الأشكال، وعن مدى انتشار هذا النوع من الحفلات أكد أغلب من التقيناهم أن الحفلات الدينية بدأت تأخذ طريقها نحو الانتشار بحكم ميل الكثير من الناس إلى الالتزام، إلا أن ''الديسك جوكي'' العادي ما زال هو الآخر يملأ ليالي الكثير من الأحياء الشعبية، وعن الأناشيد التي تقدم في مثل هذه المناسبات، فهي في الأغلب مشرقية يغلب عليها الطابع الخليجي وأما الأناشيد الجزائرية فهي قليلة مقارنة بما يستورد من الدول العربية.
''الديسك جوكي'' يُسيطر على حفلات المتفوقين في شهادات التعليم
لم يعد استعمال ''الديسك جوكي'' مقتصرا على الأعراس فقط، بل تعدى استعماله إلى حفلات النجاح الدراسية وأعياد الميلاد وغيرها، هذا وقد ظهر ذلك في السنوات الأخيرة عقب الإعلان عن نتائج الامتحانات، خاصة امتحان شهادة البكالوريا، حيث تبدأ الاحتفالات "الهستيرية" التي تتعدى فيها مظاهر البهجة والفرح ما يحدث في الأعراس، خاصة إذا نجح أكثر من فرد في العائلة أو صديق أو جار، وقتها يطلق العنان للموسيقى دون انقطاع تمتد لعدة أيام منذ حلول الليل إلى غاية طلوع الفجر.
أعراس تتحول إلى «ملاهٍ» مفتوحة بتيارت
أصبحت إقامة الأعراس عبر كامل بلديات ولاية تيارت مرادفة تماما لكلمة "إزعاج"، وهو حال بعض الأفراح والأعراس التي تقام مع نهاية كل أسبوع من هذا الفصل تحديدا، أين تبرز معها مظاهر مزعجة ومقلقة في نفوس الكثير من المواطنين، وذلك في ظل تحوّل بعض مواقع الأعراس إلى شبه كباريهات مفتوحة على الهواء الطلق، في مقابل ذلك يلاحظ أن أصوات الموسيقى والغناء بالكباريهات لا تصل أسماع السكان الذين يقطنون بجوارها.
ما يلاحظ ميدانيا عبر مختلف بلديات ولاية تيارت، التفنن الواضح من قبل الكثير من العائلات التي تقيم الأفراح والليالي في إزعاج المواطنين، وذلك عن طريق رفعها لمعدلات الصوت الصادرة عما يسميه العامة بـ"الديسك جوكي" إلى أقصى الحدود، تردد أغان لا تحمل كلماتها إلا ميزة التردي، متسببين بذلك في إزعاج الجيران وحرمانهم من النوم بهدوء، والغريب في الأمر أن تلك الأصوات تستمر إلى غاية أوقات متأخرة من الليل، حتى أنها لا تنتهي في بعض الأحيان إلا مع بداية بزوغ شمس نهار جديد، هذا ناهيك عن الأصوات التي لا يكف الحاضرون المدعوون إلى العرس عن إصدارها، وتضاف إلى هذه الظواهر المزعجة ظاهرة أخرى على قدر مماثل من الخطورة، ونخص هنا إطلاق بعضهم لعيارات نارية من البارود ليلا، رغم أنه أمر ممنوع، وهو ما سُجل مؤخرا ببلدية "فرندة"،هذا وتتواصل تلك المهازل إلى ساعات متأخرة طوال يومي الأربعاء والخميس بشكل خاص، وعلاوة على ذلك يسجل تجوّل مواكب السيارات الخاصة ببعض الأعراس في ساعات متأخرة من الليل عبر مختلف الأحياء، ولا يتردد أصحابها في بث أغان ماجنة وأصوات صاخبة مصحوبة بصراخ الشباب الراكب في تلك السيارات، كلها سلوكيات باتت تثير قلق الكثير من المواطنين، لاسيما منهم الأطفال الصغار وكبار السن، وفي هذا الصدد تحدّث من اقتربنا منهم لتقصي آرائهم في الموضوع عن تسجيل حالات فزع أثناء النوم بسبب تلك الأصوات الصاخبة المرعبة، التي تدفعهم إلى غلق نوافذهم لتفادي سماع تلك الموسيقى الصاخبة وصراخ المدعوين إلى تلك الأعراس الذين يسجلون حضورهم في حالة ثمالة.
''الديسك جوكي'' تسبب في تحطيم العلاقات بين عشرات الأسر والجيران
منذ انطلاق موسم الأعراس بالطارف هذا الموسم شهدت المنطقة أكبر عدد منها على الإطلاق، بسبب تزامن رمضان المعظم مع فترة العطلة شهر أوت المقبل، وتميزت معظم الأعراس بالتشابه المطلق في طريقة إحيائها ما بين العائلات المحافظة والمتفتحة، الغنية والفقيرة من خلال اعتماد العامة على أصحاب "الديسك جوكي"، بسبب عاملي التكلفة وضمان المتعة والفرحة لأطول وقت من الليل وبأكثر عدد من الأغاني من كل الطبوع المحلية والأجنبية.
وبينت جولة استطلاعية لـ"الأيام" بعدد من أعراس الطارف أن "الديسك جوكي" تحوّل خلال السنوات الأخيرة من متعة ونعمة كبيرة إلى نقمة و" تكسار الراس" للكثيرين، بسبب تمادي أصحابه في رفع الأصوات لأطول فترة خلال الليل، دون مراعاة لوجود مرضى ومسنين ورضع في الجوار، أو حساب لمواقيت النوم العادية والتي تتماشى مع مواقيت العمل صباحا، وحسب البعض بالطارف فإن "الديسك جوكي" قضى على معظم التقاليد والأخلاق المتعارف عليها والتي كانت تميز المنطقة، حيث لم يعد أهل العرس يقيمون أي اعتبار لجيرانهم من سكان أو مدرسة أو حتى مستشفى، إذ تنطلق أنغام مكبرات الصوت بعد الظهر مباشرة ليومين على الأقل بحجة أن الأمر يتعلق بفرحة العمر التي لن تتكرر، ويمكن لـ"الديسك جوكي" أن يُحيي عرسا أو نجاحا في شهادة ما أمام منزل به مأتم دون مراعاة لحزن أهله أو شعور المعزين، وهي أمور أدت حسب هؤلاء إلى تحطم العلاقات بين عشرات الأسر والجيران، والطامة أن الأمر قد يتعلق بإقامة ما بين ثلاثة إلى ستة أعراس في بلدية واحدة، كما هو الحال خلال شهر "جويلية" الحالي، فيتحول ليلها إلى فوضى عارمة حتى الساعات الأولى من الصباح.
كما أكد آخرون أن ظاهرة "الديسك جوكي" ألغت وبضربة قاضية التقاليد والثقافات القديمة في إحياء الأعراس، حيث لم يعد هناك وجود لفرق القصبة والمداحات والفقيرات، في حين انقرضت تماما رقصات "الجياد" التي تفتخر معظم عائلات «الزيتونة»، «عين الكرمة»، «بوحجار» و«الحمام» بتنظيمها قبل سنوات من الآن، والتي تم تعويضها بمجموعة أسطوانات ومكبرات صوت مقابل مبالغ لا تتجاوز 5000 دينار.
ولا تتوقف مساوئ "الديسك جوكي" عند الإزعاج ودحض الثقافات والتقاليد المحلية، بل وصلت إلى حد المس بالأخلاق والشرف خصوصا خلال الحفلات النسائية التي يحييها "دي جي" رجالي، حيث تحدث الكثيرون عن تحوّل أعراس كثيرة إلى معارك طاحنة ومهازل كبيرة بسبب معاكسة أو احتكاك بين مشغل "الديسك جوكي" وإحدى المدعوات، وبالرغم من الإجماع التام على مساوئ "الديسك جوكي" وتأثيراته السلبية على الأخلاق والعلاقات والتقاليد، إلا أن إجماعا مماثلا ينطبق على التمسك به والاستعانة بخدماته لإحياء حفلات "الطارفيين" وأعراسهم، مع إلقاء اللوم على البلديات التي لا تقف على تطبيق الشروط المنصوص عليها ضمن الرخص الممنوحة لأصحاب الأعراس، خصوصا توقيت السهرات التي لا يسمح بتجاوزها عتبة منتصف الليل.
قوانين صارمة تمنع هذه الموسيقى لكنها ما تزال حبيسة الأدراج
ورغم أن القوانين واضحة في الشق المتعلق بتنظيم حفلات الأفراح والأعراس، لاسيما تلك التي تمنع بث أغان لا تتمتع إلا برداءة الكلمات في ساعات متأخرة من الليل مع الرفع المتواصل في درجات الصوت، علاوة على القوانين التي تحدد منتصف الليل كآخر وقت لوقف الغناء و أبواق السيارات، في مقابل ذلك يتفنن الكثير ممن يقيمون تلك الأعراس في مخالفة القوانين ويبدعون في إزعاج الغير، في ظل تساهل الجهات المعنية في تنفيذ البنود الواضحة، رغم أن الكثير من الشجارات تسجل أثناء الأعراس بين شباب ثمل.
مواطنون بخنشلة يتجنّبون مواكب الأعراس خوفا من طلقات البارود
تخلّت أفراح ومواكب الأعراس التي تقام بولاية خنشلة عن العادات والتقاليد التي كانت تتميز بها، كاحترام الجار القريب والبعيد، وعدم استعمال الموسيقى والأغاني الصاخبة خاصة بعد منتصف الليل، وتأجيل العرس في حالة وقوع وفاة عند أحد الأقارب أو الجيران، وغيرها من التقاليد التي تعكس الاحترام المتبادل بين الجميع وعدم الإفراط في استعمال البارود، كل هذه الأفعال تخلى عنها المواطن وأصبح يؤذي الجار مع الإصرار على عدم الاكتراث بما قد يصيبه عن طريق الاستعمال العشوائي للبارود، والفوضى في سير الموكب وغلق الطريق أمام الجميع، وعدم احترام إشارات المرور أو المارة والصراخ الذي يطلقه الشباب، تعبيرا عن الفرح أو للفت الانتباه، حتى لو كان ذلك يشكل خطرا على حياتهم.
مواكب فوضوية تعرقل حركة المرور
من بين العادات الدخيلة التي تُشاهد في مواكب الأعراس بولاية خنشلة والتي تشكل خطرا على المدعوين، تقدمهم أمام الموكب المصحوب بالخيول وطلقات البارود بشكل مكثف في كل الاتجاهات، حيث أصبحت تشكل خطرا على الجميع وفي الأيام الأخيرة أصيب 4 أشخاص بعيارات نارية، وجروح خطيرة في مختلف أنحاء الجسم لرجل وطفل لم يتجاوز سن الخامسة، مما أدى بالمواطنين إلى تجنب مواكب الأعراس، التي أصبحت تقام بطريقة فوضوية، غالبا ما تنتهي بشل حركة المرور وغلق الطرقات أمام القادمين من الجهة المعاكسة، حيث تقوم سيارات الموكب بغلق كامل الشارع أو الطريق التي تمر منه والسير في فوضى، والتوقف وغلق الطريق لمدة أمام الجميع، ورغم تدخل رجال الشرطة لفسح المجال أمام المارة والسيارات القادمة من الجهات الأخرى، خاصة عند مفترق الطرق يصعب على الجميع تنظيمها، وفي كثير من الأحيان يتسبب عدم احترام قانون المرور في مناوشات وملاسنات بين المشاركين في موكب العرس وبين المواطنين.
حوادث مُمِيتة بسبب السرعة والتجاوز الخطير
تُسجل في العديد من مواكب الأعراس منذ حلول فصل الصيف، حوادث مرور بين السيارات المشاركة في الموكب، مخلفة بذلك ضحايا وإصابات خطيرة في وسط المشاركين، وفي بعض الأحيان بين أفراد أهل العريس والعروس، خاصة منها المواكب التي تتنقل لمسافات بعيدة وبين البلديات، كما وقع السنة الماضية عندما توفي والد العريس وشقيقه واثنان من أصدقائه، الحادث وقع قبل وصول الموكب لمنزل أهل العروس، مما اضطروا إلى إلغاء حفل الزفاف، الجميع أصبح ينتقد وينبذ التصرفات والفوضى المميزة لمواكب الأعراس، ولمعرفة آراء بعض المواطنين بعد مرور ثلاثة مواكب أعراس في وقت واحد، والتقائهم عند مفترق الطريق المتواجد وسط المدينة وبالضبط عند مقهى "حقاص" ومقر الجزائرية للطيران، ومقر القرض الشعبي الجزائري، مما أدى إلى غلق الطريق في الاتجاهات الأربعة لأكثر من ساعة من الزمن، بالرغم من تدخل أعوان شرطة المرور لتنظيم الحركة، حيث رفض الكل احترام القانون والسماح لأي موكب بالسير حتى يفسح الطريق للآخرين، والكل يطلقون طلقات نارية بشكل مكثف وعشوائي، أين تأسف بعض المتواجدين بالمقهى عن الفوضى التي آلت إليها مواكب الأعراس، ورفض الجميع هذه التصرفات التي يقول عنها "نبيل. ح" و"صالح. ش" إن المواكب أصبحت تشكل خطرا على المواطنين، والكل يخاف عند مرورها بسبب الاستعمال العشوائي والمفرط للبارود، والفوضى التي أصبحت تميزها كالمشي على الأقدام أمام السيارات، إطلاق صيحات وغلق الطريق أمام القادمين في الاتجاه المعاكس، والاعتداء بالسب والشتم والملاسنات لمن يعترض الموكب وغيرها من التصرفات.
مواطنون يطالبون بمعاقبة مستعملي البارود
طالب مواطنون رفضوا ذكر أسماءهم، من السلطات وخاصة منها الأمنية تطبيق القانون، بعدم السماح باستعمال الأسلحة النارية، وإطلاق البارود الذي أصبح يشكل خطرا على حياتهم، بسبب الاستعمال المفرط والمكثف والعشوائي، وفي أي وقت من النهار أو الليل دون ترخيص، وفرض القانون من طرف شرطة المرور على سيارات مواكب الأعراس، بالسير بانتظام في الطريق واحترام الجميع لغاية نهاية السير والعودة إلى منزل أهل العريس.
أعراس بـ"الديجي" وأخرى باستعمال السيوف ببلعباس
فقدت الأعراس العباسية ميزاتها، حيث قضت قاعات الحفلات على أهم الروابط العائلية التي ما فتئت تتسم بها منذ أقدم العصور، ففيها تسعى بعض الأسر المرموقة إلى الإبداع في كل شيء، حيث تجتمع العائلات حول فكرة تنظيم حفل زفاف مشترك بين أهل الزوجين لتفادي الخسائر المادية، التي غالبا ما تصرف على الثانويات دون الكماليات، وتفضل بعض العرائس التخلي عن التصديرة لما ينعكس عليها من مصاريف.
أهم ما كان يوحي بقرب حفل زفاف في بيت من بيوت بلعباس العتيقة، هو اجتماع أهل عائلة العريس أو العروس المقربين جدا لتحضير وطبخ ما لذ وطاب من حلويات تقليدية، في جوّ حميمي تمتزج فيه الفرحة بالزغاريد، عادات للأسف تلاشت مع مرور الزمن، ولم يعد لها أثر في وقتنا الحالي، فمعظم العائلات العباسية تخلت عن هذا السلوك، وأضحت تركض وراء "الحلواجية" التي ذاع صيتها لتتولى المهمة، حيث لا يقل سعر حبة حلوى بمستلزماتها عن 50 دينارا، وهو ما يكلف قرابة 5 ملايين سنتيم لـ 300 علبة تحمل 3 حبات، فالملاحظون فقط من أهل العرسان ينالون مرادهم، هذا إلى جانب مصاريف الحلوى المقدمة مع الشاي عند نهاية الحفل، وكذا الحلوى المخصصة للأطفال التي لا يستغني عنها أحد، ناهيك عن علب الحلويات التي تكلف أبسط علبة منها 60 دينارا.
قطع الطرقات واستعمال السيوف للاحتفال بالعروسين
انتشرت في ولاية بلعباس خلال الآونة الأخيرة ظاهرة قطع الطريق لإقامة الأعراس، وذلك في الكثير من الأحياء بعاصمة الولاية، وعدد من البلديات الحضرية أو الريفية، حتى أصبح من مظاهر الحياة الطبيعية وجود حواجز بالحجارة أو بكراسي المدعوين في الطرقات، التي تتوسطها الخيم وصهاريج مياه الشرب، وهو ما يسبب معاناة المارة من الراجلين أو أصحاب السيارات، الذين يصبح مطلوبا منهم قطع مسافات إضافية، أو حتى يحرمون من دخول بيوتهم في بعض الأحيان!، وتكون اللعنة مزدوجة إذا تزامنت حفلتا عرس أو ثلاثة في شارعين متقاربين، في ظل فراغ قاتل من حيث الرقابة والمعاينة للأوضاع بجولات تفقدية للأحياء للاطلاع على كيفية سير الأمور، والأخطر من ذلك هو أن السلطات لا تتدخل إلا إذا تعلق الأمر بنزاعات غالبا ما تكون دموية، فتسجل على أنها شجارات وجنح ضرب وجرح تُحال إلى العدالة، دون محاولة إيقاف مسلسل التجاوزات والبحث في السبب كإجراءات وقائية.
ورغم أن القوانين صارمة مع أصحاب السيارات، الذين يتوقفون للحظات في الطريق العمومي ويعاقبون عقوبات شديدة، ويصير المواطنون مجرمين إذا ما قطعوا الطريق للاحتجاج على معاناتهم، لكن لا أحد يُحرِّك ساكنا مع المحتفلين ولا أحد يطالبهم بإخلاء الطرق المحتلة لأيام بلياليها، مقابل الزجر الذي مارسته السلطات على قاعات الحفلات غير المطبقة لإجراءات الأمن وكبح الضجيج فأغلقتها كلها باسم القانون، لتسكت عن تجاوزات أكبر تُسجل في الطريق العمومي، ويبدو أن التسامح الكبير الذي تبديه السلطات ليس في ولاية بلعباس وحدها، مع الضوضاء الليلية وقطع الطرق، شجَّع احتفالات النجاح في الامتحانات وحفلات الختان لتكون تحت خيام قاطعة لحركة المرور، زيادة على ما يصدر من موسيقى صاخبة لا تهتم السلطات ما إذا كانت تزعج السكان أم لا، بل أدت خيبة الأمل من جهة وقلة الوعي وخشية الضغط الاجتماعي من جهة أخرى، إلى عدم تجرُّؤ الضحايا على الاتصال بالشرطة أو الدرك الوطني للشكوى، فيما لا تصدر تقارير من الهيئتين حول حصيلة نتائج مكافحة الظاهرة، على غرار ما يقدم كل ثلاثي أو سداسي حول الجرائم بمختلف أنواعها
تحقيق: مختار نجاعي/ مراسلون
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى