- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
مملكة "الجزائر"؟
الأحد 16 أكتوبر 2011, 07:14
إذا كانت الجزائر هي البلد الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي لم يكن مملكة أو إمارة أو سلطنة أو إمبراطورية في العصر الحديث، فإنها في المقابل هي أيضا البلد الوحيد الذي أصبحت مختلف مؤسساته العمومية _ ولا نتحدث عن الخاصة _ مجرد ممتلكات في قلب ما تسمى بالجمهورية...
يرث فيها الأبناء مناصب وامتيازات آبائهم ضمن معادلة الأبناء أولى بالمعروف، والمعروف هو دائما منصب ومال وتشريفات، وليس عملا وتكليفا أبدا، ومع أن العواصف القادمة من الشرق أكدت لنا جميعا أن الزعماء الذين منحوا لأهلهم السلطة والتسلّط لمجرد قرابة الدم هم الذين اقتُلعت جذورهم وأغصانهم إلا أن سياسة التوريث والعشيرة مازالت متجذرة فينا، وصورة نجل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبدالعزيز بلخادم وهو يقود احتجاجا ضد التقويميين هي امتداد لصور أخرى شاهدناها لدى الإسلاميين والديموقراطيين بعيدا عن الإسلام وعن الديموقراطية، وليت الأمر توقف عند الأحزاب بل إنه تشعّب في كل القطاعات الكبرى من سوناطراك إلى سونلغاز والمواصلات والنقل بالسكة الحديدية، حيث للابن أفضلية التوظيف على حساب بقية الإطارات حتى وإن كان من البلهاء وكانوا من عباقرة البلاد.
في الجزائر كل الفنانين الكبار من دون استثناء في كل طبوع الأغنية تركوا أبناء فنانين رغم أن الموهبة لا تُورّث ولاعلاقة لها بالكروموزومات، وكلنا نعلم أن موزار ومحمد عبدالوهاب وشارل ازنافور لم يُورثوا موهبتهم لأبنائهم، لكن عندما يصل التوريث إلى الدين وإلى العلم وإلى السياسة فإن الأمر يتحول إلى مساس بحريات وحتى بكرامة الآخر.
وإذا كان نجل عبد العزيز بلخادم قد جرفته حميّة الدفاع عن أبيه، فإن الكثير من ساسة البلاد من وزراء وولاة ومسـؤولين كبار جعلوا أبناءهم مليارديرات ورجالات مال بلا أعمال، وأبناء الجزائرالعاصمة صاروا يسمّون عمارات شاهقة وقصورا فخمة باسم ابن هذا المسؤول أو ذاك الوزير دون أن نعرف لهؤلاء الأبناء تفوقا في علم من العلوم أو في عمل من الأعمال، بل هناك تحويل صريح لمال البلاد وتبييض أمام الملأ للثروات العمومية.
مشكلة الجزائر كانت على الدوام منح المكان المناسب للرجل المناسب ولم تكن أبدا مالية، ولكن الذين تسلموا أعلى الدرجات بالطرق التي نعرفها جميعا، تمكنوا بعبقرية خارقة من تهجير وتهميش الكفاءات ووزعوا الثروة والمناصب وحتى العلم على من أرادوا، والآلاف من الطلبة الذين يتنقلون هذه الأيام من مدينة جامعية إلى أخرى ليخوضوا مسابقات الماجستير مقتنعون ويُقسمون بأغلظ الإيمان بأن النجاح لن يكون أبدا للأحسن، لأن الأستاذ والمسؤول الجامعي صار مثل مسؤول البريد والطيران والمجاهد يرى أن ابنه هو الأولى بأن يجد مكانا راقيا إلى جواره وكلها ممارسات جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن حِكم الله أن لم يكن لخاتم الأنبياء ولد، ومن حكمه في الجزائر أن لم يكن لعظمائها مثل عبدالحميد بن باديس ومالك بن نبي وهواري بومدين أولاد، ومن حِكمه أيضا أن حذر من التوريث وضرب مثلا قرآنيا لا نظن أن المطالبين بتوريث الثروة والثورة أدركوا معناه عندما قصّ علينا حادثة غرق ابن نوح، والقصة لا مطابقة فيها وإنما عبرة في قوله تعالى.. "ونادى نوح فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق، وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين" سورة هود
عبدالناصر
يرث فيها الأبناء مناصب وامتيازات آبائهم ضمن معادلة الأبناء أولى بالمعروف، والمعروف هو دائما منصب ومال وتشريفات، وليس عملا وتكليفا أبدا، ومع أن العواصف القادمة من الشرق أكدت لنا جميعا أن الزعماء الذين منحوا لأهلهم السلطة والتسلّط لمجرد قرابة الدم هم الذين اقتُلعت جذورهم وأغصانهم إلا أن سياسة التوريث والعشيرة مازالت متجذرة فينا، وصورة نجل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبدالعزيز بلخادم وهو يقود احتجاجا ضد التقويميين هي امتداد لصور أخرى شاهدناها لدى الإسلاميين والديموقراطيين بعيدا عن الإسلام وعن الديموقراطية، وليت الأمر توقف عند الأحزاب بل إنه تشعّب في كل القطاعات الكبرى من سوناطراك إلى سونلغاز والمواصلات والنقل بالسكة الحديدية، حيث للابن أفضلية التوظيف على حساب بقية الإطارات حتى وإن كان من البلهاء وكانوا من عباقرة البلاد.
في الجزائر كل الفنانين الكبار من دون استثناء في كل طبوع الأغنية تركوا أبناء فنانين رغم أن الموهبة لا تُورّث ولاعلاقة لها بالكروموزومات، وكلنا نعلم أن موزار ومحمد عبدالوهاب وشارل ازنافور لم يُورثوا موهبتهم لأبنائهم، لكن عندما يصل التوريث إلى الدين وإلى العلم وإلى السياسة فإن الأمر يتحول إلى مساس بحريات وحتى بكرامة الآخر.
وإذا كان نجل عبد العزيز بلخادم قد جرفته حميّة الدفاع عن أبيه، فإن الكثير من ساسة البلاد من وزراء وولاة ومسـؤولين كبار جعلوا أبناءهم مليارديرات ورجالات مال بلا أعمال، وأبناء الجزائرالعاصمة صاروا يسمّون عمارات شاهقة وقصورا فخمة باسم ابن هذا المسؤول أو ذاك الوزير دون أن نعرف لهؤلاء الأبناء تفوقا في علم من العلوم أو في عمل من الأعمال، بل هناك تحويل صريح لمال البلاد وتبييض أمام الملأ للثروات العمومية.
مشكلة الجزائر كانت على الدوام منح المكان المناسب للرجل المناسب ولم تكن أبدا مالية، ولكن الذين تسلموا أعلى الدرجات بالطرق التي نعرفها جميعا، تمكنوا بعبقرية خارقة من تهجير وتهميش الكفاءات ووزعوا الثروة والمناصب وحتى العلم على من أرادوا، والآلاف من الطلبة الذين يتنقلون هذه الأيام من مدينة جامعية إلى أخرى ليخوضوا مسابقات الماجستير مقتنعون ويُقسمون بأغلظ الإيمان بأن النجاح لن يكون أبدا للأحسن، لأن الأستاذ والمسؤول الجامعي صار مثل مسؤول البريد والطيران والمجاهد يرى أن ابنه هو الأولى بأن يجد مكانا راقيا إلى جواره وكلها ممارسات جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن حِكم الله أن لم يكن لخاتم الأنبياء ولد، ومن حكمه في الجزائر أن لم يكن لعظمائها مثل عبدالحميد بن باديس ومالك بن نبي وهواري بومدين أولاد، ومن حِكمه أيضا أن حذر من التوريث وضرب مثلا قرآنيا لا نظن أن المطالبين بتوريث الثروة والثورة أدركوا معناه عندما قصّ علينا حادثة غرق ابن نوح، والقصة لا مطابقة فيها وإنما عبرة في قوله تعالى.. "ونادى نوح فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق، وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين" سورة هود
عبدالناصر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى