أزمة الراس مع القاعدة؟!

مثال "زباطا" لا يناسب قاعدة ولاية الجزائر.. هذا هو التفسير الذي أعطته ولاية الجزائر لعملية إزالة تمثال "زباطا" في شارع المعدومين بالجزائر.
تم نصب تمثال زباطا الثائر المكسيكي في ساحة بشارع المعدومين بالعاصمة وتم حفل التدشين من طرف وزراء ورجال في الدولة وسفير المكسيك بالجزائر. وأقيم التمثال "لزباطا" في الجزائر لأن مدينة مكسيكية قامت ببناء تمثال للمقاوم الجزائري الأمير عبد القادر في إحدى ساحات هذه المدينة! فكان على الجزائر أن تطبق المعاملة بالمثل فأقامت تمثالا "لزباطا"!
لكن بعد التدشين بـ24 ساعة قامت ولاية الجزائر بإزالة التمثال من الساحة كلية بحجة أن القاعدة كانت أكبر من رأس التمثال الذي صنعه المكسيكيون "لزباطا"!
أزمة الرأس مع القاعدة حتى في تمثال "زباطا"! ترى لماذا تم بناء قاعدة أكبر من رأس التمثال؟! وأين كانت الجهات الفنية التي رأت هذه العيب الفني المجالي في تناسب القاعدة مع رأس التمثال؟! ولماذا لم تؤجل عملية التدشين حتى إصلاح هذا العيب؟! وقد يتساءل المكسيكيون: لماذا لم تطلب الجزائر من المكسيكيين صناعة رأس جديد أكبر لزباطا يتناسب مع القاعدة التي بنتها الجزائر لتمثال هذا الزعيم؟! والسبب واضح.. لأن الجزائر لم تتعود على تغيير الرأس (أي رأس) عندما يتناسب مع القاعدة (أية قاعدة)؟! بل العكس هو الذي يحدث دائما عندما يكون الرأس (أي رأس) أصغر من القاعدة فإن الرأس لا يغير بل الذي يغير هو القاعدة! فرأس ولاية الجزائر مثلا بالتأكيد أنه أصغر من قاعدة الولاية.. أي أن رأس الوالي أصغر من كرسي الوالي لذلك تم اتخاذ هذا القرار القاضي بتغيير القاعدة وليس تغيير رأس الولاية الصغير!
وهذا الأمر ينسحب على كل المؤسسات والهيئات في الجزائر.. حتى مؤسسات الدولة الدستورية! فعندما يصغر رأس المؤسسة لا نغير الرأس الصغير بل نصغر القاعدة لتصبح مناسبة سياسيا وفنيا وإداريا مع الرأس الصغير!
هل سمعتم في الجزائر بشخص تغير من منصبه لأنه أصبح أقل حجما من القاعدة التي يجلس عليها أو يقودها؟! هذا لم يحدث أبدا في الجزائر! فكم من مرة تم تغيير الحكومة لأن قاعدتها أصبحت أكبر من رأس رئيسها! وكم من مرة تم تغيير بالقواعد النضالية للأحزاب لأنها أصبحت قواعد أكبر من رأس الحزب الصغير؟! الأكيد أن رأس ولاية الجزائر هو الآخر أصبح أصغر من كرسي الولاية.. لذلك تم اتخاذ قرار إزالة قاعدة تمثال "زباطا" بهذه الطريقة المؤسفة.. وليس لنا الحق في أن نسأل أو نتساءل عن السبب لأن ذلك يمس بسلامة رأس الوالي الصغير!

بقلم: سعد بوعقبة