عيد الاستقلال الـ100 ؟

بعد 50 عاما من اليوم سنحتفل، إن عشنا وكنا بين الأحياء، بمرور 100 عام على استقلال الجزائر، وقتها سنتذكر ما مضى ونقيم أضخم عرس شعبي، يحضره الرئيس المنتخب مثل كل الخلق بلا كرسي عاجي ولا حرس جمهوري ولا مدني ولا عسكري؟ نحن من نحتفل ونقرأ شعرا ونغني ونرفع راية الجزائر عاليا.

لن نجعل الأضواء تنعكس على ألبستنا فتحول أخضرها إلى أزرق، فيضحك علينا العالم بسبب مساوئنا وغبائنا، وهل نكرر نفس الكارثة بعد العيد المائة، طبعا لا؟

في الذكرى المائة لاستقلال جزائرنا الحبيبة، سنرتدي برانيس بلدي البيضاء، وقد طرزت وزركشت كل واحد بحسب تقاليد كل منطقة، ولن ننتظر لا لبنانيا ولا فرنسيا أن يلبسنا ما يريد وفي بلدنا ويوم عيدنا المجيد.

يومها لو كنت من الأحياء وبلغت من العمر 28 عاما، سأحكي لأحفادي أن لنا أبطالا شهداء لن ننساهم وسنقبل جبين ذاكرتهم، وأحفادهم وأبناءهم لو عاشوا سيحملون صورهم عاليا ونترحم عليهم أجمعين.

سنقيم الأفراح ولا نهتم لما سنصرفه من أموال على الاحتفاليات التي ستمتد من تاء تبسة إلى تاء تلمسان ومن تاء تيزي وزو إلى تاء تمنراست، لأن أموالنا نحن الشعب من اتفقنا أين تصرف وكيف تصرف، ولم نترك أحدا يتحسر على ''تكاليف الفرحة'' وهو جوعان وبلا عمل.

يومها، لن يقول أحد منا.. آه آه.. آه، إلا أنه سيبكي لأنه لن يعيش إلى العيد 51، ولن يتنهد على ما مضى عليه من زمن في الجزائر، لأنه رأى بأن كل من ''طاب جنانو'' قد رحل، ولم تتح الفرصة إلا لمسؤول شاب ولمبدع كفء، ولفنان محترم، ولوزير يحترم لغة أرض الشهداء في الداخل كما في الخارج.

يومها لو كنا من الأحياء سنخرج كما لو أن 5 جويلية 2691 قد عاد إلى الزمن، فتهتز الجزائر شبرا شبرا ويحس العالم من فرنسا إلى أمريكا إلى الصين بأنها نهاية العالم... إن شاء الله.

زبير فاضل

فعلا أخ زبير، أيها الصحفي الشاب المتألق، لكن علينا السعي لتحقيق أمانينا حتى لا تصبح مجرد أحلام.