الموز المنوم شهية للطامعين ..

في عام 2012م،قبيل رمضان ،في ضاحية من ضواحي مدينة مستغانم ،على الساعة العاشرة صاحبا...تدخل شاحنة كبيرة ولاية مستغانم نوتطرق أرضها تبغي الاعتداء ،تتوغل بين أريافها حيث المزارع الكبيرة والصغير ،وحيث يعيش رعاة البقر ...اتفق أن الشاحنة حامت حول حمى مزرعة ،أصحابها يعيشون بمحاذاة الطريق الوطني ،فرصدت حركات الراعي وأبنائه وسكاناتهم،وعلمت عنهم الكثير ...
في اليوم المحدد لتنفيذ الخطة ،لا غتصاب المزرعة ....ركنت الشاحنة بجوار المزرعة ،ورفع غطاء المحرك ،واقتعلت من أحشائه جزء تدعي أنه هو سبب العطب ...وفي الأثناء أرسلت واحدا من راكبيها تطلب المدد والعون...فجاء رب العائلة وأولاده مرحبين مستفسرين عن سبب التوقف ...فقيل لهم أن الشاحنة ركنت بجوار المزرعة قصد إصلاحها ...ولا يتم إصلاحها إلا بتغييرإحدى آلاتها...وسنذهب إلى وسط المدينة للبحث عنها وإن شاء الله ربي يوفقنا في الحصول على المبتغى...فالشاحنة أمنة في رقابكم
فالمزرعة طمانت الشاحنة...وقبل الاستنفار وقصد المدينة ،تدخل أحد ركاب الشاحنة متوجها بالكلام إلى كبيرهم ...لم لا تجازي هذه المزرعة المضيافة وتهديهم كيس الموز الموجود في الخلف ؟؟؟؟
...شكر الكبير الصغير على المعروف وقدم الهدية المسمومة إلى المرزعة ....وانصرف الجميع،وتركت الشاحنة وحدها ،وغاب عنها اصحابها وراء الأحراش غير بعيد من المزرعة منتظرين وقت الهبوب ،وسيكون قبيل العصر عند الظهيرة لما تشتد الحرارة ويقيل الناس والكائنات ...
جاء الساعة الحاسمة ،اقترب أحد أفراد الشاحنة من المزرعة ،وتحسسوا أهلها ،فعلموا أن أهلها قد غطوا في نوم ثقيل بسبب المنوم المركز ...فدخلوا بسرعة البرق إلى الزريبة ،وركنوا شاحنتهم بداخلها ،وبعد لحظات أستطاع الجمع أن يركبوا عددا من البقرات ...ثم لاذوا بالفرار تاركين المزرعة خالية من خوار البقر إلا قليل ...
وقبيل المغرب استيقظت المزرعة فاسغربت السكون في الزريبة فجرت أرجلها فلم تجد إلا بقرتين اثنتين ....فجثا صاحب المزرعة على ركبتيه ،وراح يلطم وجهه كالثكالى على فقد الغالي وسمعنا عويلا يصدر من المزرعة متوجعة من هول ما أصابها ...
ثم حلفت المزرعة على ألا تثق مرة أخرى في أي كان ومهما كان ...وجلبت عددا كبيرا من الكلاب تحرس البقرتين الباقيتين من السارقين...

عمري ماسمعت بهذا الاحتراف مبقا واحد ادير لمان