ما علامة إفلاس الامة ؟؟؟ في نوابها الأميين

الدكتور الفاضل العربي ولد خليفة أصيب فعلا ببلوى ومحنة سياسية في آخر عمره السياسي، عندما أسندت له مهمة رئاسة برلمان بمثل مواصفات البرلمان الحالي بما فيه من بؤس ورداءة.!
زرت بالأمس البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة.. ويا ليتي لم أزره لسوء التصحر السياسي الذي شاهدته.!
في مصعد المجلس شاهدت نوابا لا يحسنون حتى قراءة إشارات المصعد التي يعرفها عادة الأميون.. لأنها إشارات يفهمها حتى الصم البكم.. ولأنها إشارات دالة على الصعود أو الهبوط للمصعد.! ومع ذلك لا يفهم بعض النواب.! فكيف يفهمون التقارير المالية والقانونية التي تعدها البيروقراطية الخبيثة.!
نعم قد يكون الدكتور العربي ولد خليفة على حق حين قال في خطابه: ليس ما عندنا أسوأ مما هو عند غيرنا.! إذا أخذناه هو وقارناه بغيره عند جيراننا سواء ككفاءة أو كنظافة.. ولكن لا أعتقد أن المجلس الذي يرأسه أحسن مما هو عند غيرنا كفاءة ونظافة وبعض أعضائه لا يستطيعون قراءة حتى إشارات المصعد قراءة صحيحة؟!
ذهبت إلى هذا المجلس وفي ذهني أنه قد يكون مجلسا شبيها بـ''الكرتس'' الإسباني في عهد الجنرال فرانكو لتشابه طرق اختيار المجلس الشعبي الوطني الحالي وطرق اختيار أعضاء ''الكرتس'' الإسباني في عهد الديكتاتور الجنرال فرانكو... لكن الفرق شاسع بين ''كرتس'' الجزائر و''كرتس'' إسبانيا.! فلا أعتقد أن أعضاء ''كرتس'' إسبانيا الفرانكوية كانوا لا يفرقون بين الإشارات المصعدية التي يعرفها حتى الصم البكم.! نعم لم يبق من مظاهر البرلمان سوى الشكليات... بدء الجلسات في موعدها المحدد كما يقول الدستور... وقراءة الفاتحة ثم النشيد الوطني.. لكن لا شيء غير ذلك.. فلا يمكن لنواب بمواصفات النواب الذين شاهدتهم أن يقوموا بأداء واجباتهم الدستورية في مساءلة الحكومة عن معركة بومعطي مع التجار الفوضويين أو مساءلة وزارة الدفاع عن السر وراء رشق المواطنين للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بالحجارة، وهي رمز للجيش الوطني الشعبي؟! أو مساءلة الحكومة عن غياب نصف تعدادها عن العمل.! أو حتى ملاحقة الفساد والمفسدين في المجلس وليس خارج المجلس؟!

توني بلير رئيس وزراء بريطانيا العظمى سنة 2008 لم يكن يفقه شيئا في عمل النقال
و مع ذلك كان و لا زال رئيس وزراء أعظم دول العالم ....
مشكلتنا أيها الصحفي ليست في عمل المصعد ..و لكن في أشياء أخرى ...
المستوى...ثقافة الدولة.....الحس السياسي ....الولاء للوطن ....