فتوى غريبة تقضي بمقاطعة 11 عائلة اقتصاديا واجتماعيا في بشار

أصدرت مؤخرا، لجنة غير معتمدة ولا مرخصة تتخذ من مسجد بدائرة كرزاز الواقعة على 350 كلم جنوب بشار، بحوالي 350 كم مقرا لها فتوى "غريبة" على لسان إمام مسجد وصاحب مدرسة قرآنية، تقضي بمقاطعة 11 عائلة اقتصاديا واجتماعيا على خلفية رفض صاحبي مستودع لتربية الدواجن غلقه والرضوخ لطلب لجنة المسجد.

سبب إصدار الفتوى الغريبة، هي مدجنة مالكاها ينحدران من العائلات المغضوب عليها، حيث رفضا إغلاقها كونها تحمل -حسبهما- ترخيصا من البلدية ومن طبيب بيطري، وترخيص صحي من اللجنة المشتركة للوقاية وحفظ الصحة لدائرة كرزاز، ومحضر للجنة الولائية للوقاية وحفظ الصحة والتي تشير كلها إلى قانونية المدّجنة، إلا أن اللجنة المسجدية لم تعترف بهذه التراخيص وراحت تنتهج أسلوب التحريض والدعوة لمقاطعة العائلات، التي ينتمي إليها صاحبا المدجنة في الأفراح والأقراح.

وتضمنت بنود المقاطعة التي أججت نار الفتنة والصراعات بين أبناء المنطقة الواحدة، والتي استعمل فيها مكبر الصوت المخصص للأذان لإيصال هذه الفتنة التي حملت طابع التهديد و الوعيد، لكل من لا يرضخ لهذه المقاطعة بالعقاب. تضمنت -حسب وثائق ومستندات تحوز "الشروق" نسخة منها-، محاسبة التجار وأصحاب المخابز في حالة بيع مواد غذائية لهذه العائلات بما في ذلك منع هذه العائلات من استعمال وسائل النقل الجماعي للتنقل بين الزاوية الكبيرة ومقر الدائرة.

وأعطيت أوامر لمحطة الوقود بعدم إمداد المعنيين بهذه المادة وإعطاء أوامر لسكان الزاوية بعدم ركوب حافلة لنقل المسافرين تملكها إحدى هذه العائلات، والإفتاء بعدم مشاركة سكان المدينة في حفلات الزفاف أو الجنازات، ولم تتوقف المقاطعة عن الحصار الاقتصادي، بل امتدت إلى قطع صلة الرحم مع إخوة صاحبي المدجنة الذين وجهت لهم دعوة بمقاطعة أخويهما، وإلا يتم مقاطعتهم هم أيضا، فيما كانت ليلة وقفة عرفة لعقد اجتماع بالمسجد، للدعوة عبر مكبر الصوت لتأكيد المقاطعة التي ذهبت ضحيتها العائلات المغضوب عليها، إذ عجزت حتى عن شراء حتى رغيف الخبز من المخبزة الوحيدة التي حرّم على هذه العائلات اقتناء الخبز منها، فيما لم يتمكن هؤلاء من التنقل من والى مقر البلدية بعد إجبارالناقلين مقاطعة هؤلاء ومن يقف إلى صفهم.

وفي انتظار تدخل عاجل من السلطات المحلية، تعيش هذه العائلات البالغ عددها 64 فردا حصارا نفسيا، قبل أن يكون اقتصاديا واجتماعيا أفرزته بعض الممارسات التي وظفت المسجد وسيلة لبسط سيطرتها، وأشعلت نار الفتنة بين أسر تعيش فوق بقعة واحدة.
فاطمة .ح