عندما تعمم الرداءة.!

.. لقد تراجع مستوى كتاباتك، لكن أظن أن ذلك راجع لكونك أصبحت تسير جنب الحائط، لعل أحدهم يفتكرك، ويعطيك دفعة إلى الأمام.. قارئ منعته شجاعته الزائدة من ذكر اسمه.! لا.. بل قل إن مستوى فهمي لما يقع هو الذي انخفض إلى مستوى فهمك لما أكتب.! ومستوى شجاعتي أصبحت أقل من شجاعتك، وعندما يكون بعض قرائي بمستوى فهمك لابد أن أكون كاتبا يسير إلى جانب الحائط خوفا من القراء الشجعان والأذكياء أمثالك: وإليك الدليل. أولا: غبائي لم يؤهلني إلى فهم قول الوزير الأول “الجزائر لن تلعب دور دركي المنطقة الذي يراد لها أن تلعبه من طرف القوى العظمى رغم الضغوط الخارجية”.! ومن يتعرض إلى ضغوط خارجية كيف له أن يلعب دور الدركي.. لابد أن يكون السامع مستواه من مستواك ومستوى الوزير الأول كي يفهم هذا الكلام.. خاصة أن المجلس الوطني (البرلمان) الفرنسي يدرس الوضع الداخلي في الجزائر.. والسباق نحو الرئاسة بعد أن قدم له وزير خارجية الجزائر عرضا عن السياسة الداخلية والخارجية الجزائرية لم يقدمه هذا الوزير المقال لبرلمان بلاده! ثانيا: قال الوزير الأول: استعادت الدولة نسبة 51% من رأس مال الحجار ولم تدفع دينارا واحدا.! ولابد أن يكون لمثلي مدارك غير عادية كي يفهم ما يقوله الوزير الأول: هل معنى هذا أن المصنع قدم للهنودة سلفة أو على سبيل الإعارة ثم تمت استعادته بلا مقابل.. مثلما قدم بلا مقابل؟! أم أن الهنودة استلموا مجّانا مصنعا كان يسيّر وحولوه إلى خردة ثم أعادوه إلى الجزائر لإصلاحه وتشغيله ولهم في رأسماله 49% بلا تعب؟! أعترف أن فهمي لما يقال أصبح عاجزا. ثالثا: قال أيضا: "التأخر المسجل في القطاع الصناعي يمكن أن يشكل مكسبا لصالح الجزائر..”، فإذا كان هذا الكلام صحيحا.. فلماذا لا يتم دعم هذا التأخر أم أن الحكومة أصبحت تعمل ضد المصلحة الوطنية بحديثها عن التصنيع من جديد؟! ربعا: سيدي السعيد يفتخر بأنه من حماة الجمهورية.! ولابد لي من عقل خاص كي أفهم ما يقول لأن حماية الجمهورية من صلاحيات المجلس الدستوري والبرلمان والحكومة وليس النقابة، لكن الفوضى العارمة في الأدوار والمواقف الدستورية جعلت كل شيء ممكنا.! خامسا: سلال قال: ليس المهم أين نتجة بل المهم أن نتجة مع بعض..! ألا ترى أيها القارئ “الشجاع” أن المهم ليس محتوى ما يكتب أو يقال بل المهم أن يكتب ويقال؟! حسب نظرية السلال الحديثة في العلوم السياسية والتسيير.! فالمرحوم بوضياف كان على خطأ حين تساءل إلى أين تتجه الجزائر؟! لأن المهم ليس إلى أين نتجه.. بل المهم أن نتجه جماعيا حتى إلى الجحيم المقيم على صدورنا بسلطة جاثمة علينا كالفقر منذ 50 سنة.! ونحن نتحملها كالقضاء والقدر مثل الزلازل والفيضانات ولا نسألها رد قضاء بل نسألها اللطف فيه.؟!
يكتبها: سعد بوعقبة