لماذا لا تعمم إصلاحات التربية على باقي القطاعات.. !؟

الوجه الآخر لمؤسسات حققت نسب ناجح باهرة.
لماذا لا تعمم إصلاحات التربية على باقي القطاعات.. !؟
مبروك لطلابنا الناجحين في مختلف امتحانات نهاية السنة، ومبروك بصفة خاصة للناجحين في شهادة البكالوريا "المميزة" لهذه السنة، نسبة هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال، وربما بدأنا نجني ثمار إصلاحات منظومتنا التربوية، وتفاني المشرفين عليه، وفي مقدمتهم مهندس الإصلاحات وقائدها معالي وزير القطاع، حيث دأب السيد بن بوزيد وزير التربية على تفقد قطاعه بكامل ولاية الوطن منذ بداية الموسم الدراسي إلى نهايته، زار مختلف المدارس والإكماليات والثانويات، كما قام بتدشين كم كبير من المشاريع الجديدة والقديمة، ومن خلال هذه الزيارات اعتبر الوزير بعض الولايات نموذجية من حيث نوعية الهياكل المنجزة، وأخرى في طريقها لتحقيق قفزة نوعية بفضل إصلاحاته الميمونة، لكن الوجه الآخر الذي غُيّب عن معاليه، هو تلك النقائص الفادحة التي تعاني منها جل المدارس ناهيك عن المشاكل المتراكمة في مختلف مديريات التربية.
سأترك الحديث عن الإصلاحات -التي دامت سنوات ولم يقتنع الكثير من أهل الاختصاص بنجاعتها- جانبا، وأحاول أن أسلط الضوء على بعض ما يعانيه جيل الغد من تهميش، فعبر المدارس الابتدائية المنتشرة عبر البلديات 1541 للوطن، يعاني عدد كبير منها من انعدام المطاعم المؤهلة، أما الباقي فحتى وإن توفرت على مطاعم فالوجبة المقدمة ناقصة كما وكيفا، إضافة إلى الاكتظاظ الذي أجبر مدراء بعض المدارس الابتدائية على الاستعانة بالإكماليات والثانويات من أجل تدارك النقص، كما تنعدم المتابعة الصحية خاصة بالمناطق النائية التي تكتفي ببرمجة زيارة أو زيارتين في السنة، ولم تنتهي أشغال التهيئة ببعض المؤسسات إلا في منتصف الموسم أو حتى قارب على النهاية، نتيجة تماطل المقاولين المكلفين وتهاون السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة متجاهلين الخطر الذي يحدق بالتلاميذ، والمثال الحي بثانوية زروقي الشيخ بن الدين بمستغانم، التي كانت تنافس كبريات ثانويات الوطن، وأرغمت هذه السنة على المنافسة لحجز مكان ضمن ذيل الترتيب، ولم يتردد البعض في إلقاء اللوم على السيدة الوالي السابق للولاية بفعل غلقها للثانوية حتى إتمام الأشغال، مما تسبب في فقدان تركيز الطلبة وتدني مستواهم، وما هذه إلى عينة على سبيل المثال لا الحصر، ولعل أهم مشكل يواجه التلاميذ هو انعدام النقل المدرسي والتدفئة رغم توفر أجهزة التدفئة التي بقيت مجرد ديكور للتزين، فهل تكفي المبالغ المالية الضخمة المقدرة بملايين الدينارات التي رصدت من أجل توفير الدفء للتلاميذ الذين يزاولون دراستهم في غرف تبريد؟ وفي هذا الخصوص شهادات حية لبعض التلاميذ تؤكد أن بعض المدارس التي تفقدها الوزير لم يتم توفير التدفئة بها أو إصلاح الأجهزة إلا أياما قليلة قبل الزيارة وتم توقيفها بمجرد انتهاء الزيارة، حيث ترتفع درجة الحرارة بأقسامها مؤقتا إلى المستوى المطلوب بعدما كانت في مستوى الصفر، إضافة إلى انهيار أجزاء من الأسقف ببعض قاعات التدريس بشكل مفاجئ، أما بخصوص امتحانات المساعدين التربويين والمقتصدين والأساتذة، فدار لقمان على حالها، وما زال الممتحنون يشككون في نتائجها حتى قبل أن يتم الإفراج عن قائمة الناجحين، ونفس الشيء لمعلموا أقسام محو الأمية الذين مازالوا يحتجون في كل مرة مطالبين بتسوية مستحقاتهم المالية. فإلى متى يتبع أولى الأمر سياسة الهروب إلى الأمام وعدم تحمل المسؤولية راهنين بذلك مستقبل الأجيال التي لا تطالب إلا بتوفير أدنى الخدمات؟
لكن ورغم أنف الجميع، مدارسنا تحقق نتائج باهرة، وطلابنا يحصدون معدلات قياسية، ووزارتنا تفتخر بما حققته ولها الحق في ذلك، وخمسة في عينين الحساد والغيارين والعقبال لنتيجة أفضل الموسم المقبل، في انتظار تعميم مثل هذه الإصلاحات على باقي القطاعات لنحصل على نفس النتائج، وبعدها فليكن ما يكون..

معيار النجاح في مجال التربية والتعليم لا يكون بالنظر إلى عدد الناجحين في الشهادات وأنما
يكون بالنظر إلى عدد المنحرفين والعصابات المنتشرة في المجتمع وعدد الغشاشين في عملهم وعدد المدخنين وعدد أوراق الكتب التي تباع فيها الكاوكاو ...ووووو....

بالطبع وهذا ما أشرت إليه بين السطور..

المثقف المقاول وتكرارخطاب السلطة الهادف.
أعتقد ان نتائج البكالوريا الباهرة شديدة العلاقة بالوضع السياسي الهش التى تمر به البلاد,فأغلب الناجحين ستكون مهمتهم أمنية "حراس" أجراء في مؤسسات الجيش والشرطة والدرك وغيرها من مناصب الحراسة ,والغريب في الأمر أصبحت البكالوريا ضرورة لمطاردة الاٍرهاب .....

من حكاية فلسطين الى حكاية الاٍرهاب....اٍلا أن الحرب ضد اٍسرائيل زمان كانت بدون شهادة البكالوريا وكان الجيش أقرب الى عقيدة الوطن منه من الى أجرة البكالوريا.

حتى رابح ماجر الذي كان سابقا يعلمنا حب الوطن صار اليوم يتوسط ويختزل الوطن في شركة فلان وعلان.

والمناسبة أحيّ جون ماري لوبان الفرنسي وجريفسكى الروسي الذان يمتلكان قدرة غير عادية من الحب لأوطانهم.....

من المصطلحات التي أسمع بها (( المثقف العضوي )) لكن لأول مرة أسمع بـ (( المثقف المقاول )) أرجو منكم التوضيح
وعلى ذكرك شخصيات من الروس تذكرت مسألة أخرى تحيرني وهي أن معظم المثقفين الجزائريين المهيمنين على الساحة إعلاميا وفناني المسرح على الخصوص مرتبطين إرتباطا جنونيا بالإبداع الروسي وأوروبا الشرقية ( ربما الفكر الإشتراكي إذا مارانيش غالط ؟) فلماذا هذا التطرف ؟ ألا يوجد إبداع في الغرب والشرق غير هذا التيار ( يعني الروسي ) ؟؟؟
إنتظر ردكم لنستفيد من رأيكم ومعذرة على الإزعاج

faysalzawali كتب:من المصطلحات التي أسمع بها (( المثقف العضوي )) لكن لأول مرة أسمع بـ (( المثقف المقاول )) أرجو منكم التوضيح
وعلى ذكرك شخصيات من الروس تذكرت مسألة أخرى تحيرني وهي أن معظم المثقفين الجزائريين المهيمنين على الساحة إعلاميا وفناني المسرح على الخصوص مرتبطين إرتباطا جنونيا بالإبداع الروسي وأوروبا الشرقية ( ربما الفكر الإشتراكي إذا مارانيش غالط ؟) فلماذا هذا التطرف ؟ ألا يوجد إبداع في الغرب والشرق غير هذا التيار ( يعني الروسي ) ؟؟؟
إنتظر ردكم لنستفيد من رأيكم ومعذرة على الإزعاج

سيدي فيصل
أعتقد أن المثقف المقاول النسخة الذي يعيش لنفسه يختلف عن مثقف غرامشي العضوى والمفكر المبدع الذي بعيش من أجل هموم طبقات الناس محاولا التقريب فيما بينها.والمثقف المقاول أقرب الى كائنات ليبيرالية أنانية لا مبدعة وغبر مفكرة مهمتها التقليد والتنفيذ لتحقيق غايتها القصوى وهي الغنى الفاحش على حساب الناس الطيبين.

أما كلامي عن رئيس الحزب القومي الروسي جرفنسكى ,كان بمثابة رد على المثقف المقاول الذى تخلى عن حبه للوطن مقابل المال الذي صار سلطة لطبقة بعينها...في وقت كان جرفنسكى يدافع عن أمّة روسيا وليس عن طبقة فوقية بعينها ...كما فعل المقاول الساذج في تحالفه الفوقي.

...نقطة..
فالقيمة المطلقة للتطرف هنا تساوي الصفر لا هي اٍيجابية ولا هي سلبية كما يقول القانون الديكارتي.

تحية إلى قائم المقام...الذي تكلم عن الحال و المحال...
تحية إلى العقل المفكر...الذي رأى المحال في الحال..
تحية إلى المستفسر...و شكر الله سعيه...بينهم و بينهم..
و تحية لي...يوم أكتب و يوم أمحي..ويوم ألاقي الجبال...