مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
علاء الدين
علاء الدين
مشرف منتدى كورة
مشرف منتدى كورة
عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة : الأزمة الاقتصادية تقود إلى الموت البطيء Aw110
البلد : الأزمة الاقتصادية تقود إلى الموت البطيء Male_a11
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

الأزمة الاقتصادية تقود إلى الموت البطيء Empty الأزمة الاقتصادية تقود إلى الموت البطيء

السبت 19 يوليو 2008, 21:16
من بين عدد كبير من النقاط المتدنية المتاحة للاختيار، من الصعب اختيار أدنى نقطة لدى جوردون براون بعد مرور 12 شهراً من رئاسته حكومة المملكة المتحدة. غير أن من المحتمل أنها كانت في 23 أيار(مايو)، صباح اليوم التالي للانتخابات البرلمانية الفرعية في كريوي ونانويتش، حين عبر براون عن رد فعله على اللطمة التي تلقاها حزب العمال.
بدا رئيس الوزراء شاحب الوجه، وزجاجي النظرات، وقال إنه فهم الرسالة التي كان الناخبون يبعثون بها إليه. فقد كانوا متخوفين من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، الأمر الذي ينبغي عدم توجيه اللوم فيه إلى براون. وأراد الناخبون أن تقودهم حكومة حزب العمال في هذه الأوقات الصعبة. وقال رئيس الوزراء بإصرار "الناس يريدوننا أن نعالج المشكلات التي يواجهونها".

من الصعب عزف هذه النغمة كنغمة سياسية صمّاء. وبدا أن براون يقول إنكم لم تصوتوا لمرشحي لأنكم تريدون مني قيادتكم لمواجهة قوى ليست في نطاق سيطرتي. براون كان ببساطة يجسد المأزق الذي يجد كل السياسيين الوطنيين أنفسهم فيه حين يبدأ الاقتصاد العالمي في مواجهة المشكلات. وهم يريدون من ناخبيهم أن يفهموا أن السياسيين هم ضحايا الأحداث في الوقت الذي يرون فيه أن ناخبيهم يتلمسون الحاجة إلى الإنقاذ من جانب السياسيين.

براون ليس وحده الذي يجد أن من الصعوبة البالغة موازنة هذا الأمر. الرئيس الفرنسي ساركوزي، ورئيس وزراء اليابان، ياسو فوكودا، سياسيان وطنيان آخران يغوصان في أعماق ضعف الشعبية بعد مرور نحو عام على وصولهما إلى سدة الحكم. وشأنهما شأن براون، فقد وجدا نفسيهما عرضة للهجوم المباشر بسبب عجزهما وعدم كفاءتهما. ولا يبدو الناخبون الوطنيون في مزاج غفران الأخطاء الصغيرة، بينما يحاول زعماؤهم أن يصارعوا القضايا الكبرى فعلياً. بل يبدو أن العكس صحيح. ويتلقى السياسيون اللوم بسبب إخفاقاتهم المحلية (مثل إصلاح الرعاية الصحية المتعثر بالنسبة لفوكودا، وتعثر إصلاحات الخدمات العامة في حالة ساركوزي، إضافة إلى زواج مثير للشكوك)، بينما يتم انتقادهم الشديد لعدم قدرتهم على إحداث فرق حقيقي في أثر الاقتصاد العالمي في حياة الناس اليومية.

ومع ذلك، هناك سياسيون انتخبوا حديثا، استطاعوا مخالفة هذا الاتجاه، منهم أليكس سالموند الذي لا يزال محلقاً في استطلاعات الرأي العام بعد مرور أكثر من عام بقليل على تسلمه رئاسة وزراء اسكتلندا. والثاني، كيـفن رود، رئيس وزراء أستراليا، الذي على الرغم من تراجعه عن مستويات عالية قياسية من التأييد الشعبي، يسجل معدلات قبول وموافقة من جانب الناخبين بنسبة 56 في المائة بعد تسعة أشهر من خلافته جون هوارد، رئيسا للوزراء. ويعود جانب من ذلك إلى الطريقة التي استطاع بها هذان السياسيان طرح نفسيهما على أنهما يمثلان بداية جديدة بعد سنوات من حكم حزب منافس (العمال في اسكتلندا، والأحرار في أستراليا) بأسلوب لا يمكن لبراون إلا أن يحسدهما عليه.

لكن من الصحيح كذلك في هذا العالم المعولم، أن الظهور بمظهر العاجز نسبياً، لا يمثل تلك المشكلة الكبرى بالنسبة لهؤلاء الزعماء. ويعود ذلك إلى أنهم عاجزون نسبياً بوسائل يمكن فهمها بسهولة. مثلا، سالموند معاق بضعف مكانه اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، مقارنة بإنجلترا. وبالنسبة لرود، تدني مكانة أستراليا في منطقة المحيط الهادي، مقارنة بالصين. ومما يساعد هذين السياسيين هو امتلاكهما سلطة شبه صديقة، وشبه معادية، يستطيعان الحصول عليها من مواقع أدنى من خلال الانتقاد المباشر، وكذلك المشاركة المباشرة. ولدى رود علاقات أوثق بكثير مع الصينيين، مقارنة بسلفه، لكنه كان كذلك أشد صراحة في نقده للصين. وواحدة من مفارقات العولمة أن زعماء الدول الأقل قوة يمكن أن تتاح لهم ظروف أسهل في تشكيل هويتهم الوطنية.

إن ما يفتقر إليه براون هو سلطة كبيرة يستمدها من مستويات أدنى، لكن بإمكانه اختراع ذلك. يمكنه إيجاد هدف لشعوره بالعجز بأن يصبح أكثر انفتاحاً، وأن يتصف نقده بكونه مباشراً للولايات المتحدة، وبالذات خلال أيام نزع إدارة الرئيس بوش، بإبعاد نفسه عن حربي أفغانستان والعراق. وهناك بديل آخر بأن يصبح أكثر مباشرة في نقده للاتحاد الأوروبي، ولا سيما بعد رفض الإيرلنديين معاهدة لشبونة. وتشكل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لبراون جهتين يحدد نفسه من خلالهما.

وليست هناك إشارة حتى الآن على أنه سيخضع لهذه المغريات. وبدلاً من ذلك كانت استجابة براون لمعضلات العولمة تتمثل في محاولة ممارسة نفوذه أينما استطاع إلى ذلك سبيلاً. ولم يفوّت أي فرصة في للظهور بمظهر الذي يحث زملاءه من الزعماء على فعل شيء إيجابي، سواء في إطار مجموعة الدول الثماني الصناعية الرئيسية، أو الاتحاد الأوروبي، أو خلال اجتماع منتجي النفط في جدة أخيرا، حيث ضغط من أجل زيادة إنتاج النفط، إضافة إلى مزيد من الالتزام بتطوير مصادر طاقة بديلة. وبطبيعته وقناعته العملية، تدفعه غريزته إلى محاولة التوصل إلى صفقة جديدة ما أمكنه ذلك، بحيث تجعل حياة الناس أفضل من ذي قبل.
وما من دليل على أنه سيفعل الكثير ليستعيد مكانته لدى الناخبين. وعلى الأرجح أنه سيعاني من موت بطيء. وهو يريد إحداث فرق من خلال استخدام كل ما لديه من قوة للتدخل، والإصلاح، والترقيع. ومثله مثل ساركوزي وفوكودا، يبدو بصورة متزايدة كولد مشغول في عالم تحت رحمة قوى أكبر بكثير. وهو بحاجة إلى محاولة إعادة تقديم نفسه شخصا يمضي قدماً في معالجة هذا الأمر. وإذا لم يفعل ذلك سيسهل على المحافظين المعارضين مهمة إظهار القوة التي تحتاج إليها بريطانيا للخلاص من براون نفسه.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى