- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
[scroll]الصداقة مع الابناء حق طبيعي فهل يعلم الآباء]
الإثنين 21 يوليو 2008, 10:41
إذا جاء الطفل الصغير ليقول لوالده أو لوالدته:
ـ أحمد صديقي ضربني اليوم في المدرسة.
وإذا أجاب الوالد أو الوالدة:
ـ هل أنت على ثقة أنك لم تكن البادئ بضربه أو إهانته؟!
هنا يغلق الأب الباب أمام الحوار. إنه يتحول في نظر ابنه من صديق
يلجأ إليه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب.
بل إنه ـ وفي نظر الابن ـ محقق ظالم لأنه يبحث عن اتهام الضحية ويصر
على اكتشاف البراءة للمعتدي.
إن الطفل الصغير يطلب من الأب والأم الانتباه مع الثقة والصداقة مع تواصل الحوار.
فإذا تكلم الابن أولاً إلى والديه، فعلى الوالدين أن يقاوما
أيّ ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن.
وإذا سأل أب أو سألت أم عن آداب المناقشة مع الطفل نقول إنها
من نفس آداب المناقشة بين اثنين من الكبار تجمع بينهما مشاعر الصداقة الجيدة.
إن على الأب ـ أو الأم ـ أن يضع نفسه في حالة اهتمام وتعاطف
وأن يستمع للابن بجدية وتفاؤل وأن تقابل عيون الأب ـ أو الأم ـ عيون الابن بمحبة.
إن من الضروري في هذا الموقف أن نجبر أنفسنا على أن نؤجل اللهجة
الموجهة أو الآمرة وأن نسمح للحب أن يطل من أعيننا. هنا ينتقل
هذا الإحساس الجميل إلى أعماق الابن. وهنا لن يلجأ الابن إلى
الصمت أو الشكوى منك ومن أوامرك أو التوسل إليك حتى تمتنع
عن عقابه. وفي العادة، إذا ما قابل الأب ـ أو الأم ـ الابن بلهجة فيها
أوامر وتوجيهات ونصائح وتهديد بعقاب، فإن الابن ينزلق إلى
الصمت، أو إلى الشكوى من الأب وإلى الأب، إلى التوسل
إلى الأب حتى يمتنع عن تنفيذ تهديده بالعقاب.
إن الابن في مثل هذه الحالة لا يعير إذناً صاغية إلى كلمات
الأب أو الأم، تماماً كما لم يُعر الأب أو الأم أذنيه إلى الطفل.
لكن الأب ذا ما استمع إلى الابن جيداً وبروح من الصداقة وبأسلوب
غير ناقد، يتحول الابن إلى صديق رائع لأبيه.
إن إحساس الابن بأن الأب ـ أو الأم ـ قد استجاب له في التفكير
والمشاعر إنما يربط روح الأب بربط روحي بحيث
تعمل نية الابن ونية الأب بإيقاع منسجم.
وإذا ما دخل الابن المنزل بعد يوم دراسي. وهو يعرف أن والده
سيدخل معه في نقاش حميم مفعم بالتفاهم خال من التهديد، فإن
ذلك الابن سيجري من المدرسة إلى المنزل جرياً لأنه يشعر
أنه يتمتع بالصداقة مع أفراد أسرته.
ولكن ماذا عن الأعوام الأولى للطفل؟
نلحظ على سبيل المثال ـ أن الطفل في سن شهره الثاني عشر يتمنى
أن يفعل كل ما يفعله الأب أو الأم. فإذا رأى الطفل والده يربت على
حيوان أليف، فإن الابن يتمنى أن يفعل مثلما يفعل
الأب، رغم أنه ينكمش على نفسه وهو مبهور.
إن الطفل في مثل هذه الحالة يحاول أن يقيم علاقة صداقة مع الحيوان الأليف ولو بالخيال.
إن تجربة اللعب مع حيوان أليف أو لعبة كبيرة تثير في نفس الطفل
حالة من الفخر .. تماماً مثلما يحاول لطفل الصغير أن يمسك بعجلة قيادة سيارة لا تتحرك.
وعندما يبلغ الطفل الثالثة من العمر ويشاهد ـ على سبيل المثال ـ جرافاً
كبيراً يحفر في الشارع، فإنه يمتلئ بانفعالات عارمة ويحاول أن يقلد
السائق الذي يحرك الجراف بأزرار من مقعد القيادة، ويظل
الطفل يحكي لعدة ساعات عن انبهاره بما رأى.
والخروج مع الأطفال في أيام الإجازة مسألة هامة. ولكن بعضنا يقوم
بهذه الإجازة كواجب ثقيل الظل. إنه مجرد خروج لقضاء مسؤولية نتمنى
ألا تكون قد بدأت. إنها عبء ثقيل ضمن أعباء الأسبوع الأخرى
إنها الاستجابة الأسبوعية للمطاردة بين الابن وأسرته .. فإذا كنتم
تضغطون عليه بالمذاكرة وبالتهديد وبالوعيد، فلماذا لا تكونون أوفياء
بحقوقه الأساسية الأولى وهي أن يخرج إلى الهواء الطلق؟ أو أن
يتجول في حديقة يختارها الأب أو الأم حديقة ينطلق فيها كل فرد من
أفراد الأسرة مع أفكاره ومشاعره.
إن ذلك اليوم لا يمكن عدّه يوماً عادياً من الأيام التي تتلاقى فيها
الأسرة. فالخروج مع الأطفال بهدف الترفيه يجب أن يكون أمراً محبباً للأب وللأم
إن قبول صحبة الطفل يجب أن لا يكون عبئاً .. هذا ما عرفنا أن له
مزايا رائعة يمكنه أن يمنحنا إياها .. وأولها ميزة الامتنان والاعتراف بالجميل
إن الطفل الذي يشعر أن أسرته تسعد بصحبته هو أقل الأطفال
إزعاجاً للأسرة في يوم العطلة.
ويمكن أن نحفز الطفل على الترحيب بالخروج معنا نحن الآباء في يوم
الإجازة الأسبوعية بأن نحكي له حكايات مثيرة عن المكان الذي سوف
نذهب إليه سواء أكان حديقة أم متحفاً أم سيركاً أم شاطئ البحر أم حديقة الحيوان
وعندما نخرج مع الطفل إلى النزهة علينا أن ننسى تماماً لهجة التهديد
التي تصاحب الآباء والأمهات قليلي الصبر. إن التهديدات تجعل الطفل
يعرف من البداية عن الرحلة أو النزهة. بل إن هذه التهديدات تجعله سهل
الاستثارة لتنفيذ كل ما هددناه من أجله .. إنه لا ينطلق إلى الترويح عن نفسه
بمشاركتنا، ولكنه ينطلق إلى التنكيل بنا لأننا هددناه. قررنا من البداية أنه طفل سيئ المعشر.
وعلينا نحن الآباء أيضاً أن لا نضغط على الأطفال بمعرفة الأحداث
أو بمشاهدة الوقائع كما نراها نحن. فعندما نزور حديقة الحيوانات
مثلاً، علينا أن نترك للطفل حرية التوقف عند الحيوانات التي يحب
أن يراها وأن نترك له الفرصة ليناقش حارس هذا الحيوان. ولكن التعب
أو الملل قد يستبدان بالطفل فلا يعود قادراً على أن يستكمل مشاهدة الحيوانات
هنا علينا أن نتوقف عن الضغط على الأطفال أو الإلحاح عليهم. إن الطفل
قد يشاهد ما نريد له أن يراه إنما من دون استمتاع، بل إن ما يراه بالضغط
عليه إكراهاً ينسيه ما شاهده بسرور وسعادة وإقبال
إن هناك متسعاً من الوقت في المستقبل لتعويض الطفل ما فاته
من أحداث كنا نتمنى له أن يراها.
وعلى الأب والأم أن يتجنبا تماماً لهجة التحذيرات المستمرة أثناء
الرحلات .. لأن ذلك يوتر العلاقة بين الابن ووالديه.
مثال ذلك الرحلات إلى الشواطئ في فصل الصيف، تلك الرحلات
التي يتفنن الكبار فيها في تحذير الأطفال من أخطار الأمواج
إن التحذير لا يجدي، ولكن ما يجدي هو تحديد وقت السباحة ويكون
الطفل في صحبة أبيه على شاطئ البحر. هذا أفضل بكثير من التحذير
إن الطفل يحتاج من الكبار أن يقوموا بدور المدير الفعال في
الحياة، لا المدير الذي يكتفي بالصراخ.
وكثير من الآباء يقولون: (إن أطفال هذا الزمان لا يقرؤون رغم أننا نشتري
لهم أغلى الكتب). نقول إن المسألة ليست في شراء الكتب، بقدر
ما هي أن نقرأ مع الطفل لمدة نصف ساعة وبصوت عال. وكلما استطاع
الأب أو الأم أن يقرأ للابن بصوت عال عدداً من القصص فهو سيتوقف
عند مجموعة من هذه القصص ويطلب إعادة قراءتها. إن تعويد الطفل
على القراءة يأتي عن هذا الطريق لا عن طريق إغراق الطفل بالكتب الغالية الثمن.
وهذا الأسلوب من تعويد الطفل على القراءة يمنح الطفل الثقة في قدرته
على الاستفادة من القراءة والاندماج والتآلف مع الكبار.
أما مشاهدة التلفزيون في يوم الإجازة فهو أمر يجب أن يشترك فيه الكبار مع الأطفال.
إن مشاهدة أفلام الأطفال تيسر لهم متعة لا نهاية لها. وعن طريق هذه المشاهدة
يمكننا اختيار ما يمكن أن يشاهدوه وأن نغلق التليفزيون حتى لا يشاهدوا
ما لا نرغب أن يشاهدوه.
ويمكن أن نجعل الطفل يشاركنا هواية لنا سواء كانت النجارة
أم أعمال الخياطة أم تربية النباتات أم الرسم أم الزراعة، وكل ذلك
على أساس من الصداقة والمشاركة.
ولكن ذلك أمر يمكن أن يفضي إلى إحباط الآباء والأبناء على السواء
وذلك إذا أصر الأب أن يرضخ الأبناء للقواعد، وأن يرضخ الأبناء
لسيطرته المطلقة، أو أن يحترف الأب توجيه كلمات النقد العنيف للابن.
إن عمل الآباء والأبناء معاً هو أمر ممتع للغاية خصوصاً إذا عرف الأب
أن الابن يحب العمل بجانب والده وأن يصحبه في ممارسة الهوايات
المنزلية. ولكن الابن لا يقدر على الاستمرار في العمل إذ إن له خياله
الواسع الذي يرحل إليه بعد وقت قصير من العمل. ولنا أن نتوقع المزيد
من مشاركة الطفل في مثل هذه الهوايات كلما أحس أننا لا نضغط عليه بها
وأننا نترك له حرية المشاركة في العمل والانسحاب من العمل.
وعندما يشتري الوالد لعبة للطفل عليه أن يشتري لعبة في مستوى إدراك
الطفل وأن يترك للطفل قيادة أو تركيب ما تتطلبه اللعبة، سواء أكانت قطاراً
كهربائياً أم مجموعة سيارات صغيرة مثلاً.
إن علينا أن نعرف ضرورة هامة في اختيار لعبة الأطفال، وهي
ألا تكون اللعبة معقدة التركيب إلى حد يسبب لهم الحرج.
وإذا لم نوفق في أي شيء مما تقدم، علينا أن نتقن على الأقل فن
المناقشة بصداقة مع الطفل.
إن الطفل فيلسوف بطبيعة تكوينه، وهو ينطق بما يقول بصورة متناهية
النقاء والوضوح. وإنه من المؤسف حقاً أن بعض الآباء لا ينتبهون
إلى الجواهر التي ينطقها الأبناء بعفوية.
وباختصار، ن وقت الاستمتاع مع الأطفال حق للأبناء .. ولكن هل
ينتبه الآباء إلى إتقان استخدام هذا الحق؟!
ودمتم بحفظ الله ورعايته
ـ أحمد صديقي ضربني اليوم في المدرسة.
وإذا أجاب الوالد أو الوالدة:
ـ هل أنت على ثقة أنك لم تكن البادئ بضربه أو إهانته؟!
هنا يغلق الأب الباب أمام الحوار. إنه يتحول في نظر ابنه من صديق
يلجأ إليه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب.
بل إنه ـ وفي نظر الابن ـ محقق ظالم لأنه يبحث عن اتهام الضحية ويصر
على اكتشاف البراءة للمعتدي.
إن الطفل الصغير يطلب من الأب والأم الانتباه مع الثقة والصداقة مع تواصل الحوار.
فإذا تكلم الابن أولاً إلى والديه، فعلى الوالدين أن يقاوما
أيّ ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن.
وإذا سأل أب أو سألت أم عن آداب المناقشة مع الطفل نقول إنها
من نفس آداب المناقشة بين اثنين من الكبار تجمع بينهما مشاعر الصداقة الجيدة.
إن على الأب ـ أو الأم ـ أن يضع نفسه في حالة اهتمام وتعاطف
وأن يستمع للابن بجدية وتفاؤل وأن تقابل عيون الأب ـ أو الأم ـ عيون الابن بمحبة.
إن من الضروري في هذا الموقف أن نجبر أنفسنا على أن نؤجل اللهجة
الموجهة أو الآمرة وأن نسمح للحب أن يطل من أعيننا. هنا ينتقل
هذا الإحساس الجميل إلى أعماق الابن. وهنا لن يلجأ الابن إلى
الصمت أو الشكوى منك ومن أوامرك أو التوسل إليك حتى تمتنع
عن عقابه. وفي العادة، إذا ما قابل الأب ـ أو الأم ـ الابن بلهجة فيها
أوامر وتوجيهات ونصائح وتهديد بعقاب، فإن الابن ينزلق إلى
الصمت، أو إلى الشكوى من الأب وإلى الأب، إلى التوسل
إلى الأب حتى يمتنع عن تنفيذ تهديده بالعقاب.
إن الابن في مثل هذه الحالة لا يعير إذناً صاغية إلى كلمات
الأب أو الأم، تماماً كما لم يُعر الأب أو الأم أذنيه إلى الطفل.
لكن الأب ذا ما استمع إلى الابن جيداً وبروح من الصداقة وبأسلوب
غير ناقد، يتحول الابن إلى صديق رائع لأبيه.
إن إحساس الابن بأن الأب ـ أو الأم ـ قد استجاب له في التفكير
والمشاعر إنما يربط روح الأب بربط روحي بحيث
تعمل نية الابن ونية الأب بإيقاع منسجم.
وإذا ما دخل الابن المنزل بعد يوم دراسي. وهو يعرف أن والده
سيدخل معه في نقاش حميم مفعم بالتفاهم خال من التهديد، فإن
ذلك الابن سيجري من المدرسة إلى المنزل جرياً لأنه يشعر
أنه يتمتع بالصداقة مع أفراد أسرته.
ولكن ماذا عن الأعوام الأولى للطفل؟
نلحظ على سبيل المثال ـ أن الطفل في سن شهره الثاني عشر يتمنى
أن يفعل كل ما يفعله الأب أو الأم. فإذا رأى الطفل والده يربت على
حيوان أليف، فإن الابن يتمنى أن يفعل مثلما يفعل
الأب، رغم أنه ينكمش على نفسه وهو مبهور.
إن الطفل في مثل هذه الحالة يحاول أن يقيم علاقة صداقة مع الحيوان الأليف ولو بالخيال.
إن تجربة اللعب مع حيوان أليف أو لعبة كبيرة تثير في نفس الطفل
حالة من الفخر .. تماماً مثلما يحاول لطفل الصغير أن يمسك بعجلة قيادة سيارة لا تتحرك.
وعندما يبلغ الطفل الثالثة من العمر ويشاهد ـ على سبيل المثال ـ جرافاً
كبيراً يحفر في الشارع، فإنه يمتلئ بانفعالات عارمة ويحاول أن يقلد
السائق الذي يحرك الجراف بأزرار من مقعد القيادة، ويظل
الطفل يحكي لعدة ساعات عن انبهاره بما رأى.
والخروج مع الأطفال في أيام الإجازة مسألة هامة. ولكن بعضنا يقوم
بهذه الإجازة كواجب ثقيل الظل. إنه مجرد خروج لقضاء مسؤولية نتمنى
ألا تكون قد بدأت. إنها عبء ثقيل ضمن أعباء الأسبوع الأخرى
إنها الاستجابة الأسبوعية للمطاردة بين الابن وأسرته .. فإذا كنتم
تضغطون عليه بالمذاكرة وبالتهديد وبالوعيد، فلماذا لا تكونون أوفياء
بحقوقه الأساسية الأولى وهي أن يخرج إلى الهواء الطلق؟ أو أن
يتجول في حديقة يختارها الأب أو الأم حديقة ينطلق فيها كل فرد من
أفراد الأسرة مع أفكاره ومشاعره.
إن ذلك اليوم لا يمكن عدّه يوماً عادياً من الأيام التي تتلاقى فيها
الأسرة. فالخروج مع الأطفال بهدف الترفيه يجب أن يكون أمراً محبباً للأب وللأم
إن قبول صحبة الطفل يجب أن لا يكون عبئاً .. هذا ما عرفنا أن له
مزايا رائعة يمكنه أن يمنحنا إياها .. وأولها ميزة الامتنان والاعتراف بالجميل
إن الطفل الذي يشعر أن أسرته تسعد بصحبته هو أقل الأطفال
إزعاجاً للأسرة في يوم العطلة.
ويمكن أن نحفز الطفل على الترحيب بالخروج معنا نحن الآباء في يوم
الإجازة الأسبوعية بأن نحكي له حكايات مثيرة عن المكان الذي سوف
نذهب إليه سواء أكان حديقة أم متحفاً أم سيركاً أم شاطئ البحر أم حديقة الحيوان
وعندما نخرج مع الطفل إلى النزهة علينا أن ننسى تماماً لهجة التهديد
التي تصاحب الآباء والأمهات قليلي الصبر. إن التهديدات تجعل الطفل
يعرف من البداية عن الرحلة أو النزهة. بل إن هذه التهديدات تجعله سهل
الاستثارة لتنفيذ كل ما هددناه من أجله .. إنه لا ينطلق إلى الترويح عن نفسه
بمشاركتنا، ولكنه ينطلق إلى التنكيل بنا لأننا هددناه. قررنا من البداية أنه طفل سيئ المعشر.
وعلينا نحن الآباء أيضاً أن لا نضغط على الأطفال بمعرفة الأحداث
أو بمشاهدة الوقائع كما نراها نحن. فعندما نزور حديقة الحيوانات
مثلاً، علينا أن نترك للطفل حرية التوقف عند الحيوانات التي يحب
أن يراها وأن نترك له الفرصة ليناقش حارس هذا الحيوان. ولكن التعب
أو الملل قد يستبدان بالطفل فلا يعود قادراً على أن يستكمل مشاهدة الحيوانات
هنا علينا أن نتوقف عن الضغط على الأطفال أو الإلحاح عليهم. إن الطفل
قد يشاهد ما نريد له أن يراه إنما من دون استمتاع، بل إن ما يراه بالضغط
عليه إكراهاً ينسيه ما شاهده بسرور وسعادة وإقبال
إن هناك متسعاً من الوقت في المستقبل لتعويض الطفل ما فاته
من أحداث كنا نتمنى له أن يراها.
وعلى الأب والأم أن يتجنبا تماماً لهجة التحذيرات المستمرة أثناء
الرحلات .. لأن ذلك يوتر العلاقة بين الابن ووالديه.
مثال ذلك الرحلات إلى الشواطئ في فصل الصيف، تلك الرحلات
التي يتفنن الكبار فيها في تحذير الأطفال من أخطار الأمواج
إن التحذير لا يجدي، ولكن ما يجدي هو تحديد وقت السباحة ويكون
الطفل في صحبة أبيه على شاطئ البحر. هذا أفضل بكثير من التحذير
إن الطفل يحتاج من الكبار أن يقوموا بدور المدير الفعال في
الحياة، لا المدير الذي يكتفي بالصراخ.
وكثير من الآباء يقولون: (إن أطفال هذا الزمان لا يقرؤون رغم أننا نشتري
لهم أغلى الكتب). نقول إن المسألة ليست في شراء الكتب، بقدر
ما هي أن نقرأ مع الطفل لمدة نصف ساعة وبصوت عال. وكلما استطاع
الأب أو الأم أن يقرأ للابن بصوت عال عدداً من القصص فهو سيتوقف
عند مجموعة من هذه القصص ويطلب إعادة قراءتها. إن تعويد الطفل
على القراءة يأتي عن هذا الطريق لا عن طريق إغراق الطفل بالكتب الغالية الثمن.
وهذا الأسلوب من تعويد الطفل على القراءة يمنح الطفل الثقة في قدرته
على الاستفادة من القراءة والاندماج والتآلف مع الكبار.
أما مشاهدة التلفزيون في يوم الإجازة فهو أمر يجب أن يشترك فيه الكبار مع الأطفال.
إن مشاهدة أفلام الأطفال تيسر لهم متعة لا نهاية لها. وعن طريق هذه المشاهدة
يمكننا اختيار ما يمكن أن يشاهدوه وأن نغلق التليفزيون حتى لا يشاهدوا
ما لا نرغب أن يشاهدوه.
ويمكن أن نجعل الطفل يشاركنا هواية لنا سواء كانت النجارة
أم أعمال الخياطة أم تربية النباتات أم الرسم أم الزراعة، وكل ذلك
على أساس من الصداقة والمشاركة.
ولكن ذلك أمر يمكن أن يفضي إلى إحباط الآباء والأبناء على السواء
وذلك إذا أصر الأب أن يرضخ الأبناء للقواعد، وأن يرضخ الأبناء
لسيطرته المطلقة، أو أن يحترف الأب توجيه كلمات النقد العنيف للابن.
إن عمل الآباء والأبناء معاً هو أمر ممتع للغاية خصوصاً إذا عرف الأب
أن الابن يحب العمل بجانب والده وأن يصحبه في ممارسة الهوايات
المنزلية. ولكن الابن لا يقدر على الاستمرار في العمل إذ إن له خياله
الواسع الذي يرحل إليه بعد وقت قصير من العمل. ولنا أن نتوقع المزيد
من مشاركة الطفل في مثل هذه الهوايات كلما أحس أننا لا نضغط عليه بها
وأننا نترك له حرية المشاركة في العمل والانسحاب من العمل.
وعندما يشتري الوالد لعبة للطفل عليه أن يشتري لعبة في مستوى إدراك
الطفل وأن يترك للطفل قيادة أو تركيب ما تتطلبه اللعبة، سواء أكانت قطاراً
كهربائياً أم مجموعة سيارات صغيرة مثلاً.
إن علينا أن نعرف ضرورة هامة في اختيار لعبة الأطفال، وهي
ألا تكون اللعبة معقدة التركيب إلى حد يسبب لهم الحرج.
وإذا لم نوفق في أي شيء مما تقدم، علينا أن نتقن على الأقل فن
المناقشة بصداقة مع الطفل.
إن الطفل فيلسوف بطبيعة تكوينه، وهو ينطق بما يقول بصورة متناهية
النقاء والوضوح. وإنه من المؤسف حقاً أن بعض الآباء لا ينتبهون
إلى الجواهر التي ينطقها الأبناء بعفوية.
وباختصار، ن وقت الاستمتاع مع الأطفال حق للأبناء .. ولكن هل
ينتبه الآباء إلى إتقان استخدام هذا الحق؟!
ودمتم بحفظ الله ورعايته
- الفراشةعضو نشيط
- عدد الرسائل : 326
العمر : 34
الموقع : mostaghanem.com
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/06/2008
رد: [scroll]الصداقة مع الابناء حق طبيعي فهل يعلم الآباء]
الإثنين 21 يوليو 2008, 16:40
موضوع رائع مشكور
- علاء الدينمشرف منتدى كورة
- عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008
رد: [scroll]الصداقة مع الابناء حق طبيعي فهل يعلم الآباء]
الثلاثاء 22 يوليو 2008, 10:40
مشكورة على المرور
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى