مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
علاء الدين
علاء الدين
مشرف منتدى كورة
مشرف منتدى كورة
عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة : أشـد النـاس بـلاء الأنبياء Aw110
البلد : أشـد النـاس بـلاء الأنبياء Male_a11
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

أشـد النـاس بـلاء الأنبياء Empty أشـد النـاس بـلاء الأنبياء

الأربعاء 06 أغسطس 2008, 18:27
أشـد النـاس بـلاء الأنبياء

روى ابن إسحاق في السير عن محمد بن كعب القرظي


لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطـائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم، وهم إخـوة ثلاثة أبناء عمرو بن عمير : عبد ياليل ومسعود وحبيب ، وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح ، فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعـاهم إلى الله وكلمهم بما جـاء له من نصرته على الإسـلام والقيام معـه على من خالفه من قومـه.

فقـال له أحـدهم : هو يمرط [ أي : ينزع ] ثياب الكعبـة إن كان الله أرسلك ، وقال الآخر : أما وجد الله أحداً يرسله غيرك ؟ وقال الثالث : والله لا أكلمك أبداً ، لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك .

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ، وقد قال لهم : ( إذا فعلتم ما فعلتم فاكتمـوا عني ) ، وكره رسـول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم [ أي : يجرئهم ] ذلك عليه ، فلم يفعلوا ، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع عليه الناس ، وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما فيه ، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ، فعمد إلى ظل حبلة [ أي : شجرة ] من عنب فجلس فيه ، وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف ، فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) .

وفي رواية موسى بن عقبة أن سفهاء الطائف قعدوا للرسول صلى الله عليه وسلم صفين على طريقه ، فلما مر بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة ، وكانوا أعدوها ، حتى أدموا رجليه .

فهذا طرف من قصة النبي الكريم في هجرته إلى الطائف يلتمس النصرة والمنعة من قومه ورجاء أن يقبلوا منه الإسلام ، وفي القصة ملامح وفوائد منها :

- في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإخوة الثلاثة دليل على أهمية دعوة الزعماء الذي ينساق وراءهم الناس ، وعندما رفضوا دعوته علم أن غيرهم سيرفضها ، فلذا لم يستغرق مقامه بالطائف وقتاً طويلاً .

- إن في قصة هجرته إلى الطائف وما لاقاه من أذى لعظة وعبرة للدعاة الذين يتأسون بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لقي ما لقي من المشاق في سبيل إقامة الدين ، فمن باب أولى أن يلقى الدعاة مثل ذلك ، فعليهم أن يتهيؤوا لذلك لأنه طريق الأنبياء وال صالحين ، ولأن حكمة الله اقتضت أن لا ينتصر هذا الدين بدون عمل وجهد البشر .

سيرة ابن هشام 1/382 ، والسيرة النبوية لمهدي رزق الله 226
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى