'اتحاد القبة'.. قضية عنوانها قليل من الرياضة وكثير من السياسة في الجزائر!
الخميس 28 أغسطس 2008, 16:04
يعيش الشارع الجزائري هذه الأيام مشكلة رياضية تنذر بأزمة سياسية لا أحد يعرف مداها، بسبب ما أضحى يسمى بقضية فريق 'اتحاد القبة'.
بدأت القضية بمباراة، بين ناديي رائد القبة واتحاد الحراش العاصميين والجارين، لحساب آخر جولات الموسم الماضي من الدرجة الثانية.
وما زاد في شدة الحماس حول المباراة أن الفائز فيها كان سيصعد إلى الدوري الممتاز. غير أن المباراة انتهت بنتيجة التعادل.
جرت المباراة وسط توتر وتشنج كبيرين واجراءات امنية لم تشهد لها العاصمة مثيلا في تاريخ الرياضة، وانتهت بتعادل أتاح صعود القبة للدرجة الأولى، بالنظر لحسابات أخرى تتعلق برصيده طيلة الموسم. لكن بعد 24 ساعة تناقل الشارع الجزائري معلومة أن الحراش قدم تحفظات على أحد لاعبي القبة. وبسرعة انتشر الخبر، وعادت الأفراح والليالي الملاح إلى شوارع الحراش أملا في أن اتحاد الكرة سيعاقب القبة بشكل يتيح صعود الحراش.
يحدث هذا بينما كانت أعمال عنف خطيرة تعصف بمدينة بريان الواقعة بولاية غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) لأسباب غير واضحة ومتضاربة، وبينما كانت مدينة وهران التي نزل فريقها، لأول مرة في تاريخه العريق، إلى الدرجة الثانية، تشتعل بغضب جماهير الفريق الذين أحرقوا الأخضر واليابس.
في هذا الجو المكهرب اضطر اتحاد الكرة الى قبول احتراز الحراش ومنحه نقاط المباراة، خاصة وأن أنصاره المعروفين بتشددهم رابطوا أمام مبنى اتحاد الكرة وهددوا بحرقه. كما أن السلطات لم تكن تقبل بأن تنتقل شرارة الاضطرابات إلى العاصمة، فاختارت ما اعتقدت انه الحل الأسهل.
من جهته حاول رائد القبة، الذي يرأسه عمر ربراب، نجل الملياردير إيسعد ربراب، الطعن في القرار، لكن دون جدوى، وهو ما جعله يقدم طعنا أمام المحكمة الرياضية الدولية المعترف بها من طرف (الفيفا).
وفوجئ حميد حداج رئيس اتحاد كرة القدم الأسبوع الماضي بقرار المحكمة الرياضية الدولية القاضي بصعود فريق القبة إلى الدوري الأول، بدل الحراش، رغم بدء الموسم الجديد وانقضاء جولتين منه. فالقرار الصادر لصالح القبة ملزم، ورفضه يهدد بإقصاء الجزائر من المنافسات الكروية الدولية والقارية، سواء تعلق الأمر بالمنتخب أو بالأندية.
وهنا وجد اتحاد الكرة نفسه في مأزق ومعادلة مثل كرة الثلج. القبة يطالب بالصعود، واتحاد الحراش يرفض النزول. ليس هذا فحسب، بل ان وداد تلمسان ومولودية وهران (أكبر فريقين بغرب البلاد) اللذين نزلا إلى الدرجة الثانية يصران على إنزال الحراش، وإلا فإن فرق غرب البلاد ستقاطع الدوري. وحتى فريق اتحاد باتنة (شرق) هدد بالمقاطعة لأنه يرى نفسه جديرا بالصعود إلى الدوري الأول هو الآخر.
من جهة أخرى أضحت قضية رائد القبة تشغل بال السلطات السياسية، لأن هناك تخوفا من اشتعال نار الاحتجاجات مجددا. والمصيبة أن أي قرار لن يغضب طرفا واحدا، وإنما عدة أطراف وينذر بإشعال أزمات وأعمال عنف وتخريب على خلفية ما شهدناه في الماضي، الأمر الذي جعل اتحاد الكرة، المجتمع يوم الأحد، يحيل القضية مجددا على (الفيفا). الصحف الجزائرية تناولت القضية بكثير من التعليق والنقد وهي التي تعرف ان منافسات الكرة في البلاد خليط من السياسة والنفوذ والمال والولاء الجهوي. وحملت جريدة 'الوطن' (خاصة) الصادرة باللغة الفرنسية مسؤولية الأزمة القائمة لرئيس الاتحاد حميد حداج، الذي لم يراجع نفسه قبل الإفتاء بصعود الحراش. أما جريدة 'الخبر' (خاصة) فتعتقد أن حداج في مأزق بسبب تهديدات عدة فرق. وتساءلت جريدة 'اليوم' إن كان رئيس الاتحاد 'جاهلا للقانون أم أنه عبقري'، غير أنها قضت بأنه أدخل الجزائر في أزمة جديدة. ويرى كثير من المتتبعين للشأن الكروي أن الانحراف بدأ الموسم قبل الماضي عندما أسدل الستار على دوري الدرجة الثانية بنزول فريق أمل بوسعادة (جنوب) إلى الدرجة الجهوية، مما أدى بجمهور المدينة الى شن أعمال عنف وتخريب كبرى جعلت المسؤولين عن اتحاد الكرة، بإيحاء من السلطات السياسية، يقررون تثبيت بوسعادة في الدرجة الثانية لتهدئة مناصريه. غير انهم لم يتوقعوا انهم، بذلك الاجتهاد، فتحوا بابا يصعب غلقه من جديد، خصوصا وأن الكرة هي المتنفس الوحيد، ومصدر الأفراح والشغب في آن واحد.
بدأت القضية بمباراة، بين ناديي رائد القبة واتحاد الحراش العاصميين والجارين، لحساب آخر جولات الموسم الماضي من الدرجة الثانية.
وما زاد في شدة الحماس حول المباراة أن الفائز فيها كان سيصعد إلى الدوري الممتاز. غير أن المباراة انتهت بنتيجة التعادل.
جرت المباراة وسط توتر وتشنج كبيرين واجراءات امنية لم تشهد لها العاصمة مثيلا في تاريخ الرياضة، وانتهت بتعادل أتاح صعود القبة للدرجة الأولى، بالنظر لحسابات أخرى تتعلق برصيده طيلة الموسم. لكن بعد 24 ساعة تناقل الشارع الجزائري معلومة أن الحراش قدم تحفظات على أحد لاعبي القبة. وبسرعة انتشر الخبر، وعادت الأفراح والليالي الملاح إلى شوارع الحراش أملا في أن اتحاد الكرة سيعاقب القبة بشكل يتيح صعود الحراش.
يحدث هذا بينما كانت أعمال عنف خطيرة تعصف بمدينة بريان الواقعة بولاية غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) لأسباب غير واضحة ومتضاربة، وبينما كانت مدينة وهران التي نزل فريقها، لأول مرة في تاريخه العريق، إلى الدرجة الثانية، تشتعل بغضب جماهير الفريق الذين أحرقوا الأخضر واليابس.
في هذا الجو المكهرب اضطر اتحاد الكرة الى قبول احتراز الحراش ومنحه نقاط المباراة، خاصة وأن أنصاره المعروفين بتشددهم رابطوا أمام مبنى اتحاد الكرة وهددوا بحرقه. كما أن السلطات لم تكن تقبل بأن تنتقل شرارة الاضطرابات إلى العاصمة، فاختارت ما اعتقدت انه الحل الأسهل.
من جهته حاول رائد القبة، الذي يرأسه عمر ربراب، نجل الملياردير إيسعد ربراب، الطعن في القرار، لكن دون جدوى، وهو ما جعله يقدم طعنا أمام المحكمة الرياضية الدولية المعترف بها من طرف (الفيفا).
وفوجئ حميد حداج رئيس اتحاد كرة القدم الأسبوع الماضي بقرار المحكمة الرياضية الدولية القاضي بصعود فريق القبة إلى الدوري الأول، بدل الحراش، رغم بدء الموسم الجديد وانقضاء جولتين منه. فالقرار الصادر لصالح القبة ملزم، ورفضه يهدد بإقصاء الجزائر من المنافسات الكروية الدولية والقارية، سواء تعلق الأمر بالمنتخب أو بالأندية.
وهنا وجد اتحاد الكرة نفسه في مأزق ومعادلة مثل كرة الثلج. القبة يطالب بالصعود، واتحاد الحراش يرفض النزول. ليس هذا فحسب، بل ان وداد تلمسان ومولودية وهران (أكبر فريقين بغرب البلاد) اللذين نزلا إلى الدرجة الثانية يصران على إنزال الحراش، وإلا فإن فرق غرب البلاد ستقاطع الدوري. وحتى فريق اتحاد باتنة (شرق) هدد بالمقاطعة لأنه يرى نفسه جديرا بالصعود إلى الدوري الأول هو الآخر.
من جهة أخرى أضحت قضية رائد القبة تشغل بال السلطات السياسية، لأن هناك تخوفا من اشتعال نار الاحتجاجات مجددا. والمصيبة أن أي قرار لن يغضب طرفا واحدا، وإنما عدة أطراف وينذر بإشعال أزمات وأعمال عنف وتخريب على خلفية ما شهدناه في الماضي، الأمر الذي جعل اتحاد الكرة، المجتمع يوم الأحد، يحيل القضية مجددا على (الفيفا). الصحف الجزائرية تناولت القضية بكثير من التعليق والنقد وهي التي تعرف ان منافسات الكرة في البلاد خليط من السياسة والنفوذ والمال والولاء الجهوي. وحملت جريدة 'الوطن' (خاصة) الصادرة باللغة الفرنسية مسؤولية الأزمة القائمة لرئيس الاتحاد حميد حداج، الذي لم يراجع نفسه قبل الإفتاء بصعود الحراش. أما جريدة 'الخبر' (خاصة) فتعتقد أن حداج في مأزق بسبب تهديدات عدة فرق. وتساءلت جريدة 'اليوم' إن كان رئيس الاتحاد 'جاهلا للقانون أم أنه عبقري'، غير أنها قضت بأنه أدخل الجزائر في أزمة جديدة. ويرى كثير من المتتبعين للشأن الكروي أن الانحراف بدأ الموسم قبل الماضي عندما أسدل الستار على دوري الدرجة الثانية بنزول فريق أمل بوسعادة (جنوب) إلى الدرجة الجهوية، مما أدى بجمهور المدينة الى شن أعمال عنف وتخريب كبرى جعلت المسؤولين عن اتحاد الكرة، بإيحاء من السلطات السياسية، يقررون تثبيت بوسعادة في الدرجة الثانية لتهدئة مناصريه. غير انهم لم يتوقعوا انهم، بذلك الاجتهاد، فتحوا بابا يصعب غلقه من جديد، خصوصا وأن الكرة هي المتنفس الوحيد، ومصدر الأفراح والشغب في آن واحد.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى