الشيخ سلمان العودة يدعو إلى مقاطعة شاملة ورفع شعار (استبدال أمريكا لا تعديلها)
الثلاثاء 20 يناير 2009, 07:27
قال إن أميركا صهيونية أكثر من إسرائيل ذاتها
الشيخ سلمان العودة يدعو إلى مقاطعة شاملة ورفع شعار (استبدال أمريكا لا تعديلها)
منادياً الأسر في العالم الإسلامي للتواصل مع الأُسَرِ الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل
الشيخ سلمان العودة يدعو إلى مقاطعة شاملة ورفع شعار (استبدال أمريكا لا تعديلها)
منادياً الأسر في العالم الإسلامي للتواصل مع الأُسَرِ الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل
وجّه فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة دعوةً إلى الحكومات والمؤسسات والمثقفين والمستشارين ورجال الأعمال والتجار، أن يبحثوا دومًا عن بدائل واستراتيجياتٍ مع قوًى أخرى في العالم. لِنَنْعَتِقَ من أَسْر أمريكا التي تستثمر ثرواتِنا وأموالَنا، ولا تنظر إلى مصالحنا. مؤكدًا أن"أمريكا تستفيد منّا وهواها مع غيرنا" وأنها "صهيونية أكثر من الصهيونيين أنفسهم" داعياً إلى رفع شعار " التبديل وليس التعديل".
وقال فضيلة الشيخ خلال حلْقة أمس السبت (10/1/2009) من برنامج "مفاهيمٌ من العدوان" بقناة "دليل" الفضائية: "لقد دعا بعض الإخوة إلى المقاطعة، وأنا أدعو إلى ما هو أبعدُ من ذلك، وهو البحثُ عن بدائلَ؛ فبدلاً من تعديل أمريكا يجب علينا تبديلُها، ولْنرفعْ شعار (تبديلُ أمريكا لا تعديلُها). مضيفًا: "لقد بات من المستحيل تعديلُ سياسات أمريكا، فلْنتوجَّهْ، إذن، إلى بدائلَ أخرى، تقودنا إلى الاستغناء الكامل عنها.
وأردف فضيلته: "إن قضية الحلف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عميق وكبير وتاريخي، وهذا وقتنا للفعل". ، مشدّدًا على أنه يجب على الأمة الإسلامية والعربية التفكيرُ في بديلٍ حليفٍ استراتيجي عن أمريكا، مثلِ الصين والهند وبعض دول أمريكا الجنوبية وعقد اتفاقيات وأحلاف وشراكات اقتصادية مع قوى أخرى حتى يتأخر الوجود الأمريكي بدلاً من أن تستثمر أمريكا خيرات المسلمين ونفط بلادهم ، وذلك لأن أمريكا تستفيد منّا وهواها مع غيرنا.
وأوضح فضيلته إنه رغم الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من الحرب إلا أن هناك دعم "لامحدود" يحصل عليه من قِبَل الولايات المتحدة بالأسلحة والعتاد، ومن مجلس النواب الأمريكي الذي لا ينفكُّ يُدِينُ حماسَ ويُحمِّلُها المسئولية، وحديثِ وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن صعوبة تجنب المدنيين في غزة، وطرح وزارة الدفاع الإسرائيلية عطاءات من أجل تزويد إسرائيل بالأسلحة في هذا التوقيت، ولما استهدفت إسرائيل المدارس وقتلت الأطفال والنساء قامت الإدارة الأمريكية تدافع وتقول إن المقاومة تتترّس بالمدنيين. إن هذا كلُّه يؤكد أن "أمريكا صهيونية أكثرَ من إسرائيل ذاتِها".
تصريحات غير مدروسة
وانتقد فضيلة الشيخ التصريحات والمقالاتِ التي تدافع عن العدوان الصهيوني في الصحف العربية بدعوى أن حماس ترفض المبادراتِ والمفاوضات ، وقال: الناس قد يختلفون حول أشياء كثيرة، لكنني أرى من الأخلاق ومن المروءة أن يتمخض الآن توجهنا إلى إسناد الفلسطينيين ودعمهم ، كثيراً ما تسمع كلمات تؤلمك لأنها نفس اللهجة التي تتكلم بها وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية، من أناس هم من بني جلدتنا، قد تكون وجهة النظر هذه لو قيلت في وقت الهدوء فقد تمضي مثل غيرها، فنحن نرى أن هذه الحرب وحدت الصهيونيين توحيداً ممتداً حتى في أمريكا، والأولى بنا أن توحدنا هذه الحرب صفاً واحداً وألا يكون هناك أي اختلاف. وعلينا أن نأخذ القضية بعفويتها وبساطتها، فكلنا يعلم أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع وليست هي المرة الأولى التي تبيد فيها الفلسطينيين.
وأضاف فضيلته : اليوم سمعت الرئيس الفلسطيني يقول "المقاومة وسيلة وإن كانت ستقتل الشعب الفلسطيني فلا نريدها"، وعلق الشيخ العودة قائلاً إن هذا الكلام غير منطقي، وهو خطأ استراتيجي وغير مدروس ، موضحاً أن إسرائيل تريد أن تقضي على كل ممانعة، وما قيمة أن يبقى الناس عبيداً يقادون وتسيطر عليهم إسرائيل؟ وأعتقد أن هذا الكلام خطير أن يقال في مثل هذه الظروف، ويجب أن تكون التصريحات المعلنة مدروسة، و مثل هذه التصريحات التي تقلل من شأن المقاومة في مثل هذه الظروف العصيبة، أو التصريحات التي تطالب بقوات أمريكية أو أجنبية ، وإسرائيل تريد ذلك بالتأكيد. فأعتقد أن هذا خطأ إستراتيجي.
مبيناً أن من الأولى أن يتدارس الشعب الفلسطيني أموره بعد أن تضع الحرب أوزارها، وأن يكون هناك رأي ونقاش وتصويب، أما أن تسبق الأحداث أو تستثمر لصالح دخول قوات أجنبية أو لكسر المقاومة -لا قدر الله- فأنا أرى أنه أمر غير مدروس ولا متفق عليه وليس في مصلحة المقاومة ولا السياسة. وإني أتمنى من الساسة الفلسطينيين ألا ينسوا أبداً عدوهم التاريخي الصهيوني الذي يبيدهم ويقتلهم عبر أكثر من ستين عاماً وليس التقتيل وليد اليوم.
التواصل مع الأسر الفلسطينية
و نادى الشيخ سلمان العودة جميعَ الأُسَرِ المسلمة في شتى أنحاءِ العالم الإسلامي، بأن تقومَ كلُّ أسرة برعاية أخرى في فلسطينَ، والتواصلِ معها بشتى الطرق والوسائل، وقال فضيلته : أنادي إخواني بفكرةٍ أرجو أن يتمَّ تداولهُا عبر المنتديات والانترنت والبريد وكافة وسائل الاتصالات؛ ألا وهي التواصلُ مع الأُسَرِ الفلسطينية - فليس صعبًا تحقيقُ هذا الأمر- بشتى الطرق والوسائل، عبر الانترنت أو البريد أو أي وسيلة اتصالات، فعلى كلّ أسرة مسلمة أن تتصل بأسرة فلسطينية، وتتعارفَ عليها، وتتواصلَ معها معنويًّا وأخويًّا، وتُشعرَها بأن هناك شعبًا إسلاميًّا يدعمهم، فإننا نريد تواصلاً دائمًا، وهذا أمر ليس بالمستحيل، فعلى كل أسرة أن تحاول البحث عن أسرة فلسطينية والتواصل معها ومساندتها ودعمَها بكافة النواحي المعنوية والمادية، وحتى التعرف على أطفال الأسرة، وهذا عمل يثني عليه الله ورسوله، مثلما أثنى الرسول "صلى الله عليه وسلم" سابقًا على الأشعريين، طلبًا لرضا الله سبحانه وتعالى. قال النبي صلي الله عليه وسلم إن الأشعريين إذا ارملو في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة,جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم.
فشل إسرائيلي
وعن مدى تحقيق إسرائيل لأهدافها من هذا العدوان قال فضيلته: إسرائيل لم تحقق شيئًا من أهدافها؛ فهي قتلت المدنيين، وأبادت الأطفال، ودمرت البنية التحتية، وهذا شيء مرعب، فلما نرى مقاتلا يقتل نقول هذا في الميدان ، لكن لما نرى امرأة و طفلا أو مسناً ، فذلك يجعلنا نشعر بالعار، فنحن لا نهون من قتل المدنيين، ومع ذلك نؤكد أن البلد كله مقاوم وأن إسرائيل لم تحقق أيًا من أهدافها التي أعلنت عنها قبل العدوان، وهي إيقاف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية على المستعمرات الصهيونية، كما أنها للآن لم تستطع دخول القطاع، وما زالت تقف على مشارفه، والشعب الفلسطيني يزيد من التفافه حول المقاومة؛ بل ويزيد التفاف العرب و المسلمين.. إذن أيًا من الأهداف لم تحقق إسرائيل على الإطلاق. وأنا أتفاءل بما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها: إن الفشل يلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي للمرة الثانية؛ فالذي جرى في حرب يوليو بلبنان قبل عامين يتكرر ثانية في غزة.
موضحاً أن الحرب في غزة تختلف عن حرب لبنان 2006 ؛ فغزة محاصرةٌ، وليس لها أيُّ امتدادٍ جغرافيّ، ودخلت الأسبوعَ الثالث، وهناك عدوانٌ مرعب عليها، وما يُنقل عبر الفضائيات أجزم أنه أقلُّ بكثيرٍ مما يحدث على أرض الواقع؛ لأن آلة الحرب الإسرائيلية لا تستثني أيَّ شيء من ترسانتها الحربية أو أهدافها في الميدان.
جهود العلماء والخطباء
وإجابةً على سؤالٍ طرحه مقدّم البرنامج حول دور العلماء والدعاة في هذه الأزمة، قال الشيخ: هناك الكثير من الجهود المشكورة التي بُذلت، وأذكر على سبيل المثال، بيانَ اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية، وهو جهد يُشكَر لهم لأنه مساندة قوية وصريحة. هناك أيضًا خطباء المساجد في معظم الدول العربية بل كل العالم الإسلامي تحركوا وقدّموا خطبًا قوية موجّهةً لنصرة الإخوة في غزة والدعاء لهم. أضف إلى ذلك المهرجانات الشعبيةَ والفعاليات التي شهدها كلُّ مكان في العالم. وخيرُ دليل على ذلك الجمعة الماضية، الذي أطلق عليه البعض (يوم الغضب). هذا الحراك الشعبي جزء منه يتصل بالقيادات العلمية.
جولة وفد العلماء
وحول الجولة التي قام بها وفدٌ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى عدد من الدول العربية والإسلامية قال فضيلة الشيخ: إن اتحاد علماء المسلمين له ست سنوات وهذه المرة الأولى التي يتوجه فيها الاتحاد لمقابلة الملوك والرؤساء وقد أرسل الاتحاد بخطاب إلى منظمة المؤتمر الإسلامي وآخر لجامعة الدول العربية وخاطب الحكام والشعوب ووسائل الإعلام، وخطاب شكر لفنزويلا على موقفها، موضحاً أن وجهة نظر الاتحاد والوفد تعني أن مجرد حضور القادة جميعاً وقولهم بصوت واحد ( لا ) يعطي رسالة على وجود توافق ويحمل رسالة رمزية توحي بإحساس الجميع بالخطر .
وأضاف فضيلته: وقد نادى وفد العلماء بأن يقف الجميع صفّاً واحداً خلف المقاومة، وطالبْنَا بضرورة وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال الصهيونية الغازية، وفتح المعابر كلِّها، بما فيها معبر رفح مع مصر، ورفع الحصار، وإغاثة غزة وأهلها بكل ما يستطيعون.. وأيضًا طالبْنا بضرورة عقد اجتماع قمة إسلامي وعربي، وربما يتمخض عن هذا الاجتماع إرسالُ وفود عربية لمتابعة ما يحدث في غزة على أرض الواقع.
مؤكداً أن الوفد استنهض همم الحكام لدعم الشعب الفلسطيني سياسياً واقتصادياً وأن يستعدوا لإعمار غزة. وأن مهمة اتحاد العلماء لم تنته بعد وأنه يعتبر نفسه في حالة انعقاد دائم وعمل مستمر، وربما يتمخض عن الوفد وفود تقوم بالمتابعة، وأن هناك مشروع الدعوة إلى مؤتمر عالمي لعلماء المسلمين ودعوة لأبرز المؤسسات والجمعيات الحقوقية والإغاثية يتمخض عنه مواقف أكثر قوة وأكبر مساندة للفلسطينيين بكافة الوسائل ليس فقط الخطابة وإنما بالمسائل المادية والقانونية والحقوقية وغيرها.
مشيراً إلى أن لقاءات الملوك والرؤساء تميزت بالمصارحة والشفافية والبحث عن حلول إيجابية كما تطرق الحديث عن الجوانب الإنسانية ، وأن الموقف كله متشابه جداً، موقف رافض للعدوان داعم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، موقف شاعر بالمؤامرة المحاكة لشعب فلسطين تتمثل في إلحاق غزة بمصر والضفة بالأردن ومحاولة إنهاء القضية وإغلاق الملف بدلاً من الحديث عن دولة فلسطينية واحدة، بل بعضهم طلب أن يكون هناك اتصال وتنسيق دائم مع الوفد .
الموقف التركي
وفيما يخص الموقفَ التركي، والزيارةَ التي قام بها وفد العلماء مؤخرًا إلى أنقرة، ذكر الشيخ أن الدور التركي كان مشرفًا جدًّا، مشيرًا إلى مواقف رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، الذي رفض استقبال مكالمة من أولمرت، ورفض استقبال السفير الصهيوني، حتى تتوقف الحرب، وإلى المظاهرات المليونية التي خرجت تضامنًا مع أهالي غزة، وأيضًا إلى الاتصالات التي قامت بها الحكومة التركية مع الحكومات العربية لبحث العدوان، بالإضافة لاستقالة جميع أعضاء جمعية الصّداقة التركية الإسرائيلية؛ احتجاجًا على العدوان.
بل قال لنا الرئيس التركي: ليس فقط الدولة بذاتها، ولكن السلك الدبلوماسي كله يمارس نشاطه في كل بلاد العالم من أجل إيقاف الحرب الظالمة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، إضافة إلى المجهود التركي في الدول العربية والإسلامية واتصالهم بقادة المقاومة.
عدوان على العرب جميعاً
وكان قد بدأ الشيخ سلمان العودة الحلقة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : "أمتي هذه أمة مرحومة" ، وقوله "أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره" وإن كان أول هذه الأمة أفضل بدون شك لكن في الحديث إشادة بآخر هذه الأمة أيضاً.
وقال فضيلته إنه لا يستغرب الموقف الشعبيّ العربيّ تجاه المجازر التي تحدث بغزةَ؛ من مظاهراتٍ واعتصامات، وقال: إنه لا يستغرب خيرية الأمة، وكيف أستغْرِبُ المظاهراتِ العربية، والمظاهراتُ تجوب العالم كلَّه رفضًا العدوان؟!! مشيرًا إلى وجود العديد من المنظمات الدولية التي تستنكر استهدافَ الأطفال والنساء، وجرائمَ الحرب العديدةَ التي تقع بغزةَ الآن، متسائلاً: كيف - وسْط كلِّ ذلك- نستغربُ التحرك العربي الشعبي؟ إذ كيف لهم لا يتحركون وهذا العدوان عليهم جميعًا في واقع الأمر، وليس على أهالي غزة فقط؟!!
مستشهداً بحديثيْ رسول الله "صلى الله عليه وسلم":- "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا"، و"مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم كمثلِ الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحمى"، وأشار إلى أنه يمكن القولُ بأن التحركاتِ الأوليةَ للشعب العربي توحي بالتّلاحم مع المقاومة ونصرتِها.
وطالب فضيلة الشيخ بضرورة إقامة جسور جوية لنجدة وإغاثة غزة، وأن يدعمَهم العالمان؛ العربيُّ والإسلاميُّ، بالقول والعمل، خاصةً أنه رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، إلا أن الصهاينة لم يتراجعوا، وهو ما يجعلُنا نسألُ: أين الدورُ العربيّ؟!! فلابد أن نتجاوزَ خلافاتِنا وقد أدركنا من خلال جولتنا أن هناك تفاوتا في الرؤى، والسياسة الحكيمة ليست هي تلك التي تراعي التفاصيل والجزئيات وإنما تهتم بالصورة الكلية للموقف.
وقد أكد لنا هذا الحادث أن عدوَّنا الأكبرَ هو الصهيونية، ومن ورائه أمريكا التي تدعمه؛ وتستقطع جزءًا كبيرًا من ضرائبها سنويًّا لصالح إسرائيل. وعلينا ألا نتوقع الكثير من أمريكا حتى بعد مجيء أوباما، فالحلف الإستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل هو حلف تاريخي وعميق.
اختلاف عربي بامتياز
وأكد فضيلة الشيخ سلمان أن الخلاف عربي بامتياز والله يقول (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ، حتى إن الله يقول في اليهود: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتّى)، وتوحي هذه الآية للعقل فضلاً عن الدين أن يجتمع الناس وأن يوحدوا أهدافهم، ويمكن للمسلمين أن يتقاربوا، وهو ليس مستحيلاً، ولكن هذا التقارب يتطلب خطواتٍ واعية راسخةً ومستديمةً.
مبيناً أن مجالس منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية يمكن أن تفعّل ويمكن أن تعلب دوراً أكبر في التقارب وليس بالضرورة أن تكون أحلاماً كما كان في الوحدة بين مصر وسوريا، لكن الممكن أن يحصل تكامل اقتصادي ومشروعات مشتركة،. ونحن نرى الغرب يحاول أن يرسخ لهذا الكيان الصهيوني بجعل المياه مشتركة والكهرباء مشتركة للحفاظ عليها، وبالتالي تهدأ الحروب، فلماذا لا تبدأ الدول العربية بمشروعات مشتركة مع نفسها بدلاً من عدوها؟!
وأضاف الشيخ العودة: دعونا نترك الجانب المختلف فيه ونتحدث عن الجوانب المتفق عليها هناك إمكانيات وجود أسواق مشتركة وتبادل سلع هناك إمكانيات للتعاون في شتى المجالات.
لافتاً إلى أن سوء الظن هو أكثر ما يؤثر على الوحدة، واعتقاد الجار بأن جاره يتآمر عليه، وأن يكون الهاجس هاجس الشك والمؤامرة هو القائم ويحكم العلاقة فذاك هو السبب وراء الانشقاقات وكلّ يتحرك في مداره بعيداً عن الآخر.
فلنقدم أي شيء
وأكد الشيخ سلمان أننا بحاجة أن نعمل أي شيء، و ألا نحبط أنفسنا حتى قال البعض (ما الفائدة من الدعاء؟)، -ونستغفر الله من هذا الكلام- ، أو يقولون: ما الفائدة من الإغاثة أو من المسيرات. فالإحباط يجعل الإنسان لا يقيم وزناً لأي مشروع يمكن أن يقوم به.
وأنا أسأل ما هي الفائدة من أن نقعد؟ ذلك الإنسان الذي قام وزرع وجاء المطر أو الآفة وأتلفت بعض الزرع وبقي بعضه فهذا الإنسان قد صنع وحقق بعض الشيء، أما هذا الذي لم يزرع ويقول أي قيمة للزرع وقد يتلف؟، فهو إنسان فاشل ومحبط من الأصل. المحاولة وبذل الجهد في حد ذاته هو المطلب.
مضيفاً: إن الله سبحانه يكلفنا بما نستطيع أن نفعله ويعفينا عما لا نستطيع ، وحينما يقول الله (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) فإن هذه الآية ليست عذرا للقاعدين وإنما هي مطالبة لبذل الوسع و كل ما يستطيع الإنسان. من الكلمة والكتابة والدعاء والمال، حتى الدموع ، والقلب الموجوع قد يكون قريباً من الله ويستجيب الله له، خاصة أننا في مقام شعب يتعرض للظلم و الخسف والإبادة ويقتل بأكمله وكثير من العرب والمسلمين يتفرجون فقط.
ولا تهنوا في ابتغاء القوم
وقال الشيخ سلمان العودة : إن الصور قد تصنع انعكاساً سلبياً في النفس وتجعل الإنسان يعجل والإنسان خلق عجولاً فيعد الدقائق والثواني، والله خلق كل شيء بأجل.
وقال: إننا نثق بأننا سوف نرى فرج الله تعالى على عباده، وعلينا أن نترقب هذا الفرج وأن ندرك أن العاقبة للتقوى وان الدائرة سوف تدور على الباغين والظالمين ونسأل الله أن يمد في أعمارنا حتى نرى مجرمي الحرب يلقون مصيريهم الإلهي. وتساءل الشيخ سلمان: أين شارون الآن؟ ، وقد رأينا وظلمه وتجريفه وقصفه وعدوانه وتقتيله وقد ظل سنين طويلة يعذب في المرض، وذلك عقاب الله في الدنيا فكيف بعقاب الله في الآخرة.
واختتم الشيخ العودة اللقاء بالتأكيد على أن إسرائيل تنزف من دون شك ، متمثلاً ذلك النزف في توقف الحياة والدراسة والخوف من استهدافهم في أي وقت ، وخسائر الحرب الاقتصادية والقتلى والجرحى الذين لم تفصح إسرائيل عن عددهم الحقيقي، وحتى خسران سمعتها في العالم ، كل ذلك يؤكد أنها تنزف.
- الشيخ أبو بكر جابر الجزائري يدعو الى المشاركة في انتخابات 10 ماي
- حملة المنتديات الجزائرية لمقاطعة الشركات الداعمة للعدو الصهيوني
- نقد ينهش عقولنا...حوار هادء مع الشيخ سلمان
- ايقاف برنامج 'الحياة كلمة' للشيخ سلمان العودة بقناة 'ام بي سي'عقب اشادته بالثورة في مصر وتونس وانتقاده للاعلام السعودي .
- قمة شرم الشيخ تدعو لتسوية شاملة للنزاع وتعزيز هدنة غزة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى