القاعدة و الازمة الاقتصادية...أطراف فاعلة في الانتخابات الامريكية

في انتخابات عام 2004 ظهر زعيم القاعدة في شريط مصور عشية الانتخابات الامريكية والقى خطابا كان يلعب فيه دور رجل الدولة على مسرح السياسة العالمية. ويرى محللون ان ذلك الخطاب كان عاملا، ربما في فوز بوش في ولايته الثانية على منافسه الديمقراطي جون كيري.
في الحملات الانتخابية الحالية رغم تقدم المرشح الديمقراطي باراك اوباما الذي يبشر بالتغيير ودخلت حملته مواقع الجمهوريين التقليديين، فالقاعدة اقترحت في رسائل لها على الانترنت انها قد ترحب بهجمات ارهابية قبل الانتخابات الامريكية لتعبيد الطريق امام المرشح الجمهوري الذي يبدو ضعيفا في السباق على الابيض الابيض للوصول اليه. وقد تم نشر الرسالة هذا الاسبوع على موقع تستخدمه القاعدة لنشر بيانات ورسائل قادة القاعدة 'الحسبة'.
وترى القاعدة في بيانها ان المرشح الجمهوري هو الخيار الافضل لانه سيواصل الحرب على القاعدة او ما اطلق عليها بوش الحرب على الارهاب، مما يعني انهاك الولايات المتحدة عسكريا واقتصاديا. وبناء عليه فالقاعدة ستدعم ماكين لانه سيواصل ما اسمته الزحف الفاشل لسلفه بوش.
وكانت مجموعة 'سايت' الاستخبارات الامريكية في بيتديسا قد راقبت الرسالة وترجمتها من العربية الى الانكليزية.
وتزعم الرسالة ان القاعدة ستقوم بعملية كبيرة ضد المصالح الامريكية. وتضيف الرسالة ان 'هذا العمل سيكون من اجل دعم ماكين لانها ستدفع الامريكيين للتصويت لصالحه من اجل ان يقوم بالانتقام من القاعدة.. وعليه فالقاعدة ستنجح بانهاك امريكا عسكريا واقتصاديا'. وتم نشر الرسالة بعد تصريحات للمرشح الديمقراطي لنائب الرئيس جوزيف بايدن الذي قال ان اوباما سيتعرض لامتحان بسبب الازمة الدولية خلال ستة اشهر من بداية رئاسته.
وقال 'احفظ كلماتي، فسيتم امتحانه في غضون ستة اشهر كما تم امتحان جون كينيدي، ونحن سنقوم بانتخاب سيناتور ذكي عمره 47 عاما رئيسا للولايات المتحدة، تذكر انني قلت هذا، وسنواجه ازمة دولية لامتحان قدرة هذا الرجل'.
وتحدث بايدن عن المنطقة بين افغانستان وباكستان كمنطقة لامتحان قدرات الرئيس القادم. ورد جون ماكين ان الرئيس القادم ليس لديه وقت للامتحان عبر ازمة خارجية في الوقت الذي تواجه فيه البلاد ازمة اقتصادية. ولم تعلق حملة ماكين على الرسالة مع ان مسؤولين قالوا انهم سمعوا بثرثرات حولها.
ونسبت الرسالة الى احد المشاركين الدائمين في الموقع واسمه محمد حافظ مع ان الاخير لا تعرف عنه علاقته بخطط قيادة القاعدة. وقال مسؤول في وحدة 'سايت' الامنية ان الرسالة لفتت انتباههم لانه لم يلاحظ نقاش او ثرثرة واسعة حول الانتخابات الامريكية. وتم اكتشافها بالصدفة حيث كانوا يحاولون جس نبض الجهاديين حول الازمة المالية العالمية.
ولاحظ مراقبون ان القاعدة في مواقع الانترنت عبرت عن سعادتها من الازمة المالية التي تضرب امريكا، ذلك ان ما يصيب امريكا اليوم هو تصديق لاستراتيجيتها ضد امريكا والثمن الذي دفعته امريكا في حربها على الارهاب.
وتشير صحف امريكية ان التعليق حول الانتخابات الامريكية والازمة المالية يمكن ان ينسب الى القاعدة او طالبان وظهرت على الانترنت. ويشكك محللون ان كانت التعليقات التي وردت على الموقع تعكس مواقف القاعدة الرسمية وزعيمها اسامة بن لادن. ونقل عن محلل في مجموعة 'سايت' قوله ان مجمل التعليقات تعكس الاجماع في مواقع المتطرفين حول ماكين بانه الابن المخلص لبوش وصقر من صقور الحرب.
ويعتقدون انهم من اجل الانتصار في حرب الاستنزاف فعليهم ان يحصلوا على رئيس مثل ماكين في البيت الابيض. ولم يصدر عن الجهاديين اي موقف من اوباما، فيما قدمت ايران وحزب الله مواقف محبذة له حتى زيارته في الصيف لاسرائيل التي اعلن ولاءه لها وهاجم ايران والجماعات المدعومة منها.
ونقلت صحيفة 'واشنطن بوست' عن مستشار لماكين قوله ان المرشح الجمهوري هو الشخص المؤهل لملاحقة الجهاديين وقتالهم على الرغم من استعراضهم لقوتهم على مواقع الانترنت.
وفي الوقت الذي ترفض فيه الادارة الامريكية والمرشحان للرئاسة اي ربط بين الازمة الاقتصادية والحرب على الارهاب الا ان كلا المرشحين يدعمان فكرة زيادة القوات الامريكية في افغانستان .
ويناقش ماكين ان التاريخ علمنا ان الدول القوية عسكريا يجب ان تكون قوية اقتصاديا ولهذا يدعم زيادة القوات الامريكية في افغانستان ويتجنب الحديث عن جدول زمني لسحب القوات من العراق. فيما يربط اوباما العراق وافغانستان بالمشاكل المحلية في امريكا مثل الصحة. واشارت استطلاعات للرأي ان العراق والحرب على الارهاب لم يعودا من المسائل المهمة للناخب الامريكي.